أكَّد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- أن مؤسسة الأزهر الشريف مؤسسة عريقة وكبيرة لها مكانتها المعروفة الكبيرة في قلب كل مسلم، وأن التعليم الأزهري ركيزة أساسية من ركائز التعليم الوطني في مصر، وواجهة ناصعة مشرفة لمصر الحبيبة أمام العالم كله، سواء في التخصصات الشرعية واللغة العربية.

وأضاف فضيلته أن الأزهر الشريف يستوعب في معاهده الكثيرة وجامعاته العريقة عشرات الآلاف من الطلاب من مختلف جنسيات العالم، حتى وصف الأزهر الشريف -وحق له أن يوصف بذلك- بأنه (كعبة العلم وقِبلة العلماء)؛ وذلك لأن قلوب طلاب العلم والعلماء من كل مكان في المعمورة تتوجه إليه أو تهفو إليه وترجو الوصول إليه إذا لم تستطع إلى ذلك سبيلًا.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في فعاليات الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري، والذي ينعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بمشاركة عدد من الشخصيات العامة وسفراء عدد من الدول الإسلامية ورؤساء الجامعات وقيادات الأزهر الشريف.

وأشار فضيلته إلى أنه بالإضافة إلى اضطلاع الأزهر الشريف وجامعاته العريقة بتدريس ونشر العلم الشرعي وعلوم اللغة العربية وتخريج العلماء الأجلاء للعالم الإسلامي كله كي يبلغوا كلمة الله جلية واضحة للعالمين، فإن الأزهر الشريف منذ عقود طويلة قد طور من مؤسساته التعليمية وأدخل العلوم التي تجمع بين التجريبية والعلوم المدنية والعلوم الدينية فرأيناه قد ضم بين جنباته كليات الطب والهندسة والصيدلة والتجارة والتربية وغيرها كي يتخرج أبناء هذه الجامعات جامعين بين الثقافتين التجريبية والدينية.

وأكد فضيلة المفتي أن هذا الصرح العملاق كله ما كان أن يبلغ غايته ويتم نتاجه على ذلك الوجه الأتم الذي لا تنافسه فيه أية مؤسسة أو جامعة في العالم وهو أمر نراه مشهودًا لا يماري فيه إلا جاحد ، لولا أن القائمين على التعليم في الأزهر الشريف ابتداء من المعاهد الأزهرية وحتى جامعته العريقة قد أدركوا أهمية وخطورة الرسالة التعليمية الأزهرية وعظم المسؤولية التي يتحملونها تجاه تطوير التعليم في الأزهر الشريف مناهجًا وطرق تدريس ومعلمين وأبنية تعليمية تليق بالأزهر الشريف وطلابه، وتواكب التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يمر بها العالم الآن وتتغير وتتطور على الدوام.

وأضاف أن التعليم الأزهري ما كان يومًا جامدًا على المعطيات التراثية والواقع التراثي وإن كان الأزهر الشريف حافظًا للتراث وحاميًا له، لكنه يواكب الواقع ومستجداته في كافة مناهجه التعليمية.

وقال فضيلته: "نحن نعلم أن هيئة تطوير التعليم في الأزهر الشريف تواكب كل التطورات والمستجدات الواقعية الحديثة وتتابع الدراسات والتجارب العلمية المختلفة في كل دول العالم وتأخذ منها ما هو مناسب للأزهر الشريف ومناهجه وأساليبه التعليمية وهذا كله من أجل أن يتخرج طالب الأزهر الشريف في أي مجال أو تخصص على الصورة المثلى اللائقة بالانتساب إلى هذه المؤسسة العريقة التي تمد العالم كله في كافة العلوم والتخصصات بالقامات العالية".

وتابع:  "إننا على ثقة تامة أن القائمين بأمر التعليم في الأزهر الشريف لا زالوا يبذلون جهدهم وطاقتهم وعقولهم المبدعة في سبيل تقديم صورة تعليمية مشرقة تليق بالأزهر الشريف وتاريخه العريق، وكلنا رجاء في الله تعالى أن يكلل جهودهم من أجل الأزهر الشريف ومن أجل طلاب العلم بالأزهر الشريف بالنجاح والتوفيق".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية الأزهر الشريف الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري التعلیم فی الأزهر الشریف التعلیم الأزهری

إقرأ أيضاً:

تعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء… واجهة مدنية لحكم عسكري

معتصم محمد دفع الله علي

في ظل حرب عبثية مستمرة منذ أكثر من عامين، تعيش البلاد انهيارًا شاملاً في مقومات الحياة ومؤسسات الدولة، وسط تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية. في هذا الظرف الكارثي، أصدر قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان قرارًا بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لتجميل صورة السلطة العسكرية التي فقدت شرعيتها، عبر واجهة مدنية شكلية لا تعكس إرادة الشعب السوداني.

يأتي هذا التعيين في وقت يعاني فيه المواطن السوداني من الجوع والفقر والنزوح واللجوء، وسط عجز تام للسلطة الانقلابية عن توفير مقومات الحياة أو معالجة الأزمات، بينما يواصل قادتها الالتفاف على الواقع بتعيينات مدنية شكلية لتحسين صورتهم خارجيًا، دون رغبة حقيقية في التغيير أو الانتقال نحو حكم مدني ديمقراطي.

لا يستند تعيين الدكتور كامل إدريس إلى إرادة وطنية أو توافق سياسي، بل يُعد محاولة لامتصاص الضغوط الدولية المطالبة بحكومة مدنية، في ظل غياب عملية سياسية جادة، وخطوات فعلية لوقف الحرب وتحقيق العدالة الانتقالية.

ويعيد هذا التعيين إلى الأذهان تجربة كامل إدريس في انتخابات عام 2010، حين واجه الرئيس المعزول عمر البشير في منافسة وُصفت آنذاك بأنها شكلية، جاءت لتجميل مشهد انتخابي يفتقر إلى الشفافية والتعددية الحقيقية. واليوم، يعود إلى المشهد عبر تعيين فوقي من قيادة انقلابية لا تحظى بأي تفويض شعبي.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لإعادة إنتاج النظام القائم في ثوب جديد، دون المساس بجوهره العسكري أو إنهاء الهيمنة الأمنية على القرار السيادي، بينما تستمر آلة الحرب في تدمير البلاد، وتزداد معاناة المواطنين يومًا بعد يوم. كما أن تعيين إدريس يأتي في سياق الترتيبات الشكلية التي دأبت عليها الأنظمة الاستبدادية، بتقديم شخصيات مدنية لإضفاء شرعية زائفة على حكم الفرد والتفرد بالسلطة.

غير أن الشعب السوداني لم يخرج في ثورة ديسمبر المجيدة ليُفرض عليه من يحكمه دون إرادته، بل ناضل من أجل إقامة دولة مدنية تقوم على الشفافية والعدالة والمساءلة. ومن هذا المنطلق، يرفض السودانيون مثل هذه التعيينات الفوقية التي تفتقر إلى الشرعية الشعبية، وترسّخ الأزمة بدل حلّها، عبر إعادة تدوير السلطة تحت مسميات مختلفة.

ويبدو واضحا أن هذا التعيين ليس سوى محاولة جديدة لتزييف إرادة السودانيين، وطمس حقيقة أن البلاد تحتاج إلى عملية سياسية تُنهي الحرب وتؤسس لمرحلة انتقالية حقيقية، يكون فيها القرار بيد الشعب لا بيد من يحتكرون السلطة بقوة السلاح. وفي ظل هذا الواقع، يطرح كثيرون تساؤلًا مشروعًا: هل يمكن لتعيين شكلي صادر عن سلطة انقلابية أن يفتح أفقًا حقيقيًا للتحول الديمقراطي؟ أم أن الشعب السوداني، الذي أسقط طغاة بالأمس، سيواصل نضاله حتى يستعيد حقه الكامل في اختيار من يحكمه، وبناء دولة مدنية تُدار بإرادته الحرة، لا من خلف الكواليس؟

لا شك أن البرهان ومن معه يسعون لخداع الداخل والخارج من خلال تعيينات شكلية لا تمس جوهر الحكم العسكري، في محاولة يائسة لإطالة أمد سلطتهم. لكن دروس التاريخ وتجارب الشعوب تؤكد أن إرادة الجماهير أقوى من كل محاولات التزييف، وأن طريق الخلاص لا يكون باستنساخ وجوه جديدة في مشهد قديم، بل بالعودة إلى الشعب. فالسودان لن يُدار بقرارات فوقية أو بسلطة الأمر الواقع، وإنما بإرادة حرة ومشاركة وطنية حقيقية تعبّر عن آمال الشعب وتضحياته من أجل وطن حر وآمن وعادل.”

الوسوممعتصم محمد دفع الله علي

مقالات مشابهة

  • الأزهر يطلق مشروعه الصيفي لحُفّاظ القرآن بمناطق الجمهورية
  • جوجل تطلق وضع الذكاء الاصطناعي.. واجهة جديدة في محرك البحث الشهير
  • تعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء… واجهة مدنية لحكم عسكري
  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
  • جوزاف عون يدعو شيخ الأزهر لزيارة لبنان وإعادة افتتاح المعهد الأزهري في بيروت
  • هل يجوز للزوج إجبار زوجته على الإجهاض؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بأعمال التجديد والتطوير التي شهدتها كلية التربية للبنين بالقاهرة
  • نيجيرفان:لن نسمح للمعارضة الكردية الإيرانية باستخدام أراضي الإقليم ضد إيران “الحبيبة”
  • وكيل وزارة التعليم: مشاريع طلابنا في (آيسف 2025) أبهرت العالم
  • رئيسجودة التعليم يزور أكاديمية الفنون لاعتماد عدد من البرامج التعليمية