لجريدة عمان:
2025-05-14@00:25:40 GMT

يجب إيقاف إسرائيل عن ارتكاب الفظائع

تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT

أرسل لي صديق رسالة نصيّة يقول فيها: (نحن نشهد أسوأ هجوم على الإنسانية، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى)

ففي يوم السبت، شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص، من بينهم 247 جنديا. تعهدت إسرائيل بالانتقام وقطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة، وبدأت في قصف القطاع.

قالت وزارة الصحة في غزة: إن عدد القتلى في غزة من عمليات إسرائيل العسكرية بلغ حوالي 2750 شخصًا (حصيلة محدثة)

في الوقت الذي يعبّر فيه الإسرائيليون واليهود عن رعبهم وصدمتهم وحزنهم، فإن الفلسطينيين يشيرون إلى أن آلامهم وموتهم بسبب تصرفات الدولة الإسرائيلية قد تم تجاهلها لسنوات. خارج ساحة المعركة في الميدان، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت هناك تعليقات صادمة من قبل الأشخاص الذين يؤيدون علانية العنف والإبادة الجماعية، ففي حين يتهم الأشخاص الذين يدعمون سلامة مواطني إسرائيل بأنهم مستعمرون صهيونيون، يُتّهمُ أولئك الذين يدعمون سلامة وحقوق الإنسان الفلسطيني بأنهم متعاطفون مع عنف حماس، وأن ردة فعلهم تجاه ذبح الأبرياء باردة.

وهنا يتم تحريف اللغة، فالأشخاص الذين يستعملون مصطلحات «إنهاء الاستعمار» و«التحرير» في وصف نضال الفلسطينيين من أجل حقوق الإنسان أخرجت عباراتهم من سياقها، واتهموا بالدفاع عن عنف حماس، وهذا التوجه لا يسكت النقاش حول الاحتلال غير القانوني وغير العادل وغير الأخلاقي للأراضي الفلسطينية فحسب، بل يتضمن أيضا خوفا غير منطقي متعمّقا في اللاوعي الإنساني من الأقليات المضطهدة في أي مكان تقدم فيه هذه الأقليات على الانتقام باستعمال العنف.

لا تتعامل مؤسساتنا الغربية مع هذه الأحداث بوضوح، ولكن بمعايير مزدوجة، فالفلسطينيون الذين فقدوا أفراد أسرهم، يُدعون إلى الظهور على شاشة التلفزيون، وفي وسط مأساتهم يُسألون ما إذا كانوا يدعمون حماس أم لا، فهل نسأل الإسرائيليين إذا ما كانوا حزينين على المدنيين والأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا على أيدي مسؤولي الدولة في بلدهم؟ قام الصحفيون الذين نصّبوا أنفسهم قضاة بالحقيقة بتضخيم ادعاءات لم يتم التحقق منها، منها أن حماس قامت بقطع رأس 40 طفلا، وبداية من صباح يوم الجمعة، لم تكن هناك صور أو تأكيد حكومي يدعم هذه الادعاءات.

لقد كان هجوم حماس مروعا، وبالنسبة للعديد من أصدقائي اليهود، فإنه يمثل كابوسا، فلقد تواصلت مع (جوناثان ميتزل)، وهو صديق وطبيب ومؤلف كتاب «احتضار العرق الأبيض»، حول كيفية معالجة هذه الأحداث.

قال لي: «في تاريخ عائلتي خلال الهولوكوست، هرب عدد قليل من أقاربي إلى فلسطين في ذلك الوقت، هربوا من غرف الغاز، والبقية التي ظلت في أوروبا قتلوا جميعا. لقد فقدنا 90 من الأقارب في غرف الغاز تلك. وهكذا مع وجود إسرائيل، ثمة شعور أنه إذا ساءت الأمور، فهناك مكان سيقبلني، وهذا هو الفضاء الذي تحتله إسرائيل حتى يلجأ إليه الكثير من الناس».

إن أي إنسان يتعاطف مع فطرة الحاجة إلى السلامة، فلا يجب على المرء أن يكون يهوديا أو إسرائيليا ليعبر عن التعاطف مع أولئك الذين يعيشون في الأزمة الحالية، ولا ينبغي لأي إنسان أن يعيش مع مثل هذا الخوف المميت الذي سترويه الأجيال المتعددة، وهذا هو أحد الأسباب التي جعل قادة العالم يضعون قوانين دولية لحقوق الإنسان، والتي يبدو أنه يتم تجاهلها في هذا الصراع من قبل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.

وهذا هو السبب أيضا في أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقف إلى جانب إسرائيل والسماح لها بفرض العقوبة الجماعية التي أعلنت عن نيتها في تنفيذها، ولا يمكنها الوقوف إلى جانب المسؤولين الإسرائيليين الذين يتحدثون بلغة الإبادة الجماعية، ويهددون بتنفيذها ضد الفلسطينيين.

أمر المسؤولون الإسرائيليون يوم الجمعة أكثر من مليون شخص في شمال غزة بالإخلاء في غضون 24 ساعة، وهو طلب وصفته الأمم المتحدة بأنه «كارثي»، وكما ذكر زملائي أنه بعد إغلاق مخارج قطاع غزة نحو إسرائيل ومصر، حولت العمليات العسكرية الانتقامية قطاع غزة الضيق، الذي يبلغ طوله 25 ميلًا، إلى فخ حقيقي للموت».

قال العالم، في آخر مرة استهدف فيها الملايين من الناس وحوصروا بناءً على هويتهم: إن ذلك «لن يحدث مرة أخرى». ابتداء من يوم الجمعة، قالت الولايات المتحدة إن تركيزها الآن على إنشاء «مناطق آمنة» لأهل غزة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين لم يدينوا إسرائيل، وإذا ما شرعت إسرائيل في تنفيذ تهديداتها بتحويل غزة إلى طريق مسطح، فمن الواضح أن عبارة «لن يحدث مرة أخرى» التي قالها العالم من قبل لا تنطبق أبدًا على حياة العرب والمسلمين.

إن فلسفة (necropolotics) أي الفلسفة العالمية في استحقاق الموت والحياة تطبق بحذافيرها في هذا الصراع، وهي فلسفة تحدد من حياتهم مهمة ومن حياتهم ليست بمهمة.

شبه البعض هذه الأحداث بـ«11 سبتمبر» لإسرائيل، وهو تشبيه يثير مشاعري كوني أمريكية، إذ دفع ذلك الهجوم الأمريكيين إلى شيطنة العرب والمسلمين، وإلى تضخيم الصناعة العسكرية، والانخراط في «حرب على الإرهاب» قتلت أكثر من 7000 جندي أمريكي، و 200 ألف مدني عراقي، و 70 ألف مدني أفغاني.

آمل أن تتعلم «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»! من أخطاء الولايات المتحدة وفظائعها، وأن تنهي الاحتلال، وتتخلص من فساد اليمين المتطرف المتمثل في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتدعو إلى وقف إطلاق النار؛ لأن الوضع الراهن من العنف إذا ما استمر كما هو الآن، فإن الفائز الوحيد سيكون تجار الأسلحة، أما بقية العالم فسيفقد إنسانيته المشتركة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“مقياس ريختر للجوع”… ما هو مؤشر IPC الذي يحدد خريطة المجاعة في العالم؟

صراحة نيوز ـ وسط تصاعد الأزمات الإنسانية حول العالم، برز “إطار التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” المعروف اختصاراً بـ”IPC”، كأداة عالمية بالغة الأهمية لرصد وتحليل الجوع وانعدام الأمن الغذائي. يوصف هذا المؤشر بأنه “مقياس ريختر للجوع”، نظراً لدقته وشموليته في تقييم مستويات الجوع وسوء التغذية بطريقة منهجية موحدة معترف بها دولياً.

يُعد مؤشر IPC مبادرة عالمية متعددة الأطراف، تسعى إلى توفير تقييم دقيق وحديث لحالات انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وسوء التغذية، بغرض توجيه القرارات السياسية والإنسانية نحو الاستجابة الفاعلة للأزمات الغذائية. يعتمد الإطار على تحالف واسع من المنظمات والوكالات الأممية والتنموية والإنسانية، التي تعمل معاً لتطبيق هذا التصنيف على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية.

تعود جذور المبادرة إلى عام 2004، عندما أطلقتها وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، استجابة للوضع الكارثي في الصومال آنذاك، حيث كانت معدلات سوء التغذية تتجاوز 30%، ووصلت الوفيات إلى أكثر من حالتين يومياً لكل 10 آلاف شخص. هذه الأرقام دفعت المجتمع الدولي إلى البحث عن إطار موحّد لتحليل الأوضاع الغذائية الحرجة، لا سيما في البلدان المتضررة من الحروب والكوارث.

ومنذ تأسيسه، أصبح مؤشر IPC أداة لا غنى عنها للجهات الفاعلة في مجالات الإغاثة والتخطيط والتدخل الإنساني، إذ يوفّر خريطة دقيقة لشدة الأزمات الغذائية، ما يسمح بتوجيه الموارد والجهود إلى المناطق الأشد تضرراً قبل أن تتحول إلى كوارث إنسانية شاملة.

في عالم تتزايد فيه أعداد المتأثرين بانعدام الأمن الغذائي، يبرز IPC كصوت علمي يحذر من المجاعة بصيغة رقمية، ويطالب العالم بالتحرك قبل فوات الأوان.

مقالات مشابهة

  • ترامب: السعودية ستطبع مع إسرائيل في الوقت الذي تراه مناسبا
  • “حماس” تنعى زهران الذي اغتالته أجهزة السلطة في طوباس
  • نجا من هجوم سابق.. من الصحفي حسن إصليح الذي اغتالته إسرائيل بغزة؟
  • لوبوان: إسرائيل عالقة في فخّ غزة الذي نصبه يحيى السنوار
  • آخر تقرير.. ما الذي تخشاه إسرائيل في سوريا؟
  • تعرف على إجمالي الأسرى الذين تمكنت إسرائيل من استعادتهم من غزة
  • من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟
  • السوداني يطلع على فندق ” قلب العالم” في بغداد الذي سيستضيف وفود القمة العربية
  • الحرب العالمية الثانية.. الصراع الدموي الذي يشكل العالم إلى اليوم
  • “مقياس ريختر للجوع”… ما هو مؤشر IPC الذي يحدد خريطة المجاعة في العالم؟