الأورومتوسطي .. على الاتحاد الأوروبي تجنب التواطؤ في ارتكاب جرائم حرب إسرائيل في غزة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
#سواليف
طالب #المرصد_الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، #الاتحاد_الأوروبي بالامتناع التام عن أي أعمال قد تؤدي إلى المساعدة أو التحريض أو الدعم أو التشجيع أو تقديم المساعدة المادية أو المالية في ارتكاب #جرائم_حرب محتملة وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي خلال #حرب إسرائيل على قطاع #غزة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي اليوم، أن أي إجراء أوروبي من هذا القبيل يتعارض مع المادة 25 من نظام روما الأساسي ويعرض الأفراد المسؤولين للمسؤولية الجنائية.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى هجمات روسيا على “البنية التحتية المدنية بهدف واضح هو قطع المياه والكهرباء والتدفئة عن الرجال والنساء والأطفال مع قدوم الشتاء” في أوكرانيا يشكل أعمال إرهابية.
وفي 12 ديسمبر 2022، أشار الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل، إلى أن روسيا تحرم ملايين الأشخاص من الماء والكهرباء والتدفئة وهو ما يعد جريمة ضد الإنسانية، معتبرا أن الحكم على ملايين الأشخاص بالبرد والظلام يشكل جريمة حرب.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنه زعماء الاتحاد الأوروبي يدركون جيداً الآن، أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب الآن بالضبط ما أشاروا إليه بـ ” #الإرهاب المحض” و”جريمة ضد الإنسانية” تعليقا على ممارسات روسية في أوكرانيا.
وأبرز أنه لا يزال سكان #غزة يعيشون في الظلام ويواجهون خطر المجاعة المتزايد منذ أن قررت إسرائيل في السابع من الشهر الجاري مع إطلاق حربها على غزة، قطع جميع إمدادات المياه والغذاء والكهرباء والوقود التي تدخل القطاع عبر حدودها والحدود المصرية أيضًا.
ووثق المرصد الحقوقي شهادات حول اضطرار سكان غزة بشكل متزايد إلى تقنين طعامهم ومياههم وإعطاء الأولوية للأطفال لأن هذه الإمدادات أصبحت نادرة للغاية في القطاع.
علاوة على ذلك، قصفت إسرائيل محيط معبر رفح الحدودي مع مصر -بوابة غزة الوحيدة إلى العالم- مما حال دون فتحه وعرض حياة المدنيين الذين يحتمون بالقرب منه في انتظار استئناف حركة الركاب للخطر.
وبالإضافة إلى ذلك، زعمت الحكومة الإسرائيلية أنها أعادت إمدادات المياه إلى غزة، ولكن إلى النصف الجنوبي فقط.
وعلى الرغم من أنه لم يتم التحقق مما إذا كان قد تم تشغيل إمدادات المياه، وتكذب السلطات المحلية الادعاء الإسرائيلي، فإن نقص الكهرباء يجعل من المستحيل على معظم الأسر في غزة ضخ المياه إلى صهاريج التخزين في منازلهم.
الأمر الأكثر إثارة للريبة في هذا الإعلان الإسرائيلي هو حقيقة أنه سيتم توفير #المياه فقط لنصف قطاع غزة لهندسة الطرد القسري لـ 1.2 مليون نسمة من النصف الشمالي؛ وهو القرار الذي اعتبره الكثيرون مستحيلا تقريبا، بما في ذلك بوريل.
وقد يرقى ذلك إلى مستوى #جريمة #التطهير_العرقي و #الترحيل_القسري، التي تندرج ضمن فئة #جرائم_الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، وثق المرصد الأورومتوسطي أكثر من سبع فئات من الإجراءات التي ارتكبتها إسرائيل والتي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي بما يتضمن:
1-العقاب الجماعي بإيقاف إمدادات الغذاء والماء والوقود والكهرباء وإغلاق الحدود عقابياً في وجه المدنيين الراغبين في إخلاء الجيب.
2- استهداف سيارات الإسعاف والأطقم الطبية والصحفيين والمكاتب الإعلامية.
3- استخدام الفسفور الأبيض في المناطق السكنية المدنية، وهو ما وثقته أيضاً منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.
4- انتهاك مبدأي التناسب والتمييز من خلال تسوية أحياء بأكملها بالأرض وقصف المباني السكنية دون إنذار كاف لسكانها المدنيين. وأدى ذلك إلى مقتل المئات، من بينهم 55 عائلة تم القضاء عليها بالكامل و123 عائلة فقدت معظم أفرادها.
5- استهداف رجال الإطفاء وفرق الإنقاذ، فيما تفيد التقارير بأن أكثر من 1000 شخص لا يظالون عالقون تحت أنقاض ركام منازلهم.
6- التدمير المتعمد للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك شركة الاتصالات الفلسطينية الرئيسية (بال تيل).
7- إعدام المدنيين المستسلمين. وهي حادثة نشرتها قوات الدفاع الإسرائيلية زاعمة أنها أظهرت أربعة “إرهابيين من حماس”، في حين كشفت تحقيقات متعددة، بما في ذلك فريقنا، أن الأفراد الأربعة كانوا غير مسلحين واستسلموا وأيديهم مرفوعة عند قتلهم.
8- التهجير القسري والتطهير العرقي، وذلك من خلال إجبار نصف سكان غزة على مغادرة منازلهم وملاجئهم ومستشفياتهم والانتقال إلى جنوب القطاع، مع العلم أن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية ويعرض حياة الآلاف من الجرحى والمرضى والضعفاء الفلسطينيين للخطر.
وأدت هذه التصرفات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية إلى أبعاد كارثية، وخلفت عدد غير مسبوق من الضحايا تجاوز 2800 قتيل و10950 جريحاً. وهذا الرقم أعلى من عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في أي من عملياتها العسكرية السابقة، وكذلك خلال السنوات السبع للانتفاضة الأولى مجتمعة (1987-1993).
وفي ضوء توثيق هذه الانتهاكات الصارخة ضد القانون الدولي، فإن المرصد الأورومتوسطي يحذر مسؤولي الاتحاد الأوروبي بشدة من المساعدة أو التحريض أو الدعم أو التشجيع أو تقديم المساعدة المادية أو المالية في ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات محتملة للقانون الدولي، وهو ما يتعارض مع المادة 25 من نظام روما الأساسي.
ويشمل ذلك البيانات التي توفر غطاءً لمثل هذه الفظائع أو تشجع على ارتكابها، بالإضافة إلى أي إمدادات من المعدات أو الأسلحة أو التكنولوجيا أو الدعم المالي التي يمكن استخدامها في غزة في انتهاك للقانون الدولي.
ودعا المرصد الأورومتوسطي قادة مجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية إلى إدانة الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي في قطاع غزة بشكل قاطع.
وأكد أنه ينبغي التأكد من عدم قيام أي مسؤول في الاتحاد الأوروبي بالإدلاء بتصريحات تشجع على ارتكاب جرائم حرب في غزة، ومواصلة الضغط على إسرائيل للامتثال الكامل للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.
وحث الأورومتوسطي كذلك على دعوة إسرائيل إلى التراجع عن القرارات والإجراءات التي تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي، بما في ذلك الحصار، وأوامر الطرد الجماعي القسري، والعنف غير المتناسب والمفرط دون تمييز كاف بين الأهداف المدنية والعسكرية. مقالات ذات صلة طوفان طلابي انتصاراً للمقاومة والشعب الفلسطيني / صور 2023/10/17
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المرصد الأورومتوسطي الاتحاد الأوروبي جرائم حرب حرب غزة الإرهاب غزة المياه جريمة التطهير العرقي الترحيل القسري جرائم الحرب المرصد الأورومتوسطی الاتحاد الأوروبی للقانون الدولی بما فی ذلک جرائم حرب فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يرفض ضغوط آبل لإلغاء قانون الأسواق الرقمية
في تصعيد جديد للخلاف بين الاتحاد الأوروبي وشركة آبل، رفضت المفوضية الأوروبية بشكل قاطع دعوات الشركة الأمريكية لإلغاء أو استبدال قانون الأسواق الرقمية (DMA)، الذي يُعد أحد أهم التشريعات المنظمة لعمل شركات التكنولوجيا الكبرى داخل القارة الأوروبية. ويهدف القانون إلى كبح نفوذ هذه الشركات وضمان بيئة تنافسية عادلة في سوق الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.
المتحدث باسم الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي توماس رينيه، أوضح في تصريحات نقلتها فرانس 24 أن المفوضية "لا تنوي إطلاقًا" إلغاء القانون أو تعديله استجابة لضغوط آبل، مؤكدًا أن الشركة "اعترضت على كل بند من بنوده منذ لحظة دخوله حيز التنفيذ".
ويُعتبر قانون الأسواق الرقمية الذي أُقر عام 2022 خطوة محورية في مواجهة ما يُعرف بـ"الاحتكار التقني"، إذ يفرض قيودًا صارمة على ممارسات الشركات العملاقة مثل آبل وجوجل وأمازون وميتا، لضمان تكافؤ الفرص أمام الشركات الأصغر والمنافسين الناشئين.
لكن شركة آبل، التي تواجه بالفعل عدة قضايا في أوروبا، ترى في القانون تهديدًا مباشرًا لنموذجها التجاري القائم على التحكم الصارم في نظام التشغيل ومتجر التطبيقات. وتخوض الشركة منذ سنوات نزاعات مع الاتحاد الأوروبي بشأن قواعد متجر App Store، والتشغيل البيني بين الأجهزة، وخيارات المتصفحات الافتراضية.
وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت المفوضية الأوروبية غرامة قدرها 570 مليون دولار أمريكي على آبل بتهمة انتهاك قواعد المنافسة، وهي غرامة تستأنفها الشركة حاليًا أمام المحاكم الأوروبية.
ومع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته المفوضية لتلقي مقترحات التعديل على القانون في 24 سبتمبر الماضي، أطلقت آبل حملة علنية ضد DMA، وقدمت ردًا رسميًا للمفوضية، تزامنًا مع نشر رسالة مفتوحة عبر مدونتها انتقدت فيها التشريع بشدة.
وجاء في رسالة آبل: "بات واضحًا أن قانون الأسواق الرقمية يُفاقم تجربة مستخدمي منتجاتنا في الاتحاد الأوروبي". وأضافت الشركة أن القانون "قد يؤدي إلى زيادة احتمالات الاحتيال، وتعرض المستخدمين لتطبيقات ضارة، ويُضعف أمن بياناتهم"، داعية الجهات التنظيمية إلى مراجعة آثار القانون على حياة المواطنين الأوروبيين اليومية.
لكن الاتحاد الأوروبي يرى أن هذه المخاوف ليست سوى محاولة من آبل للحفاظ على سيطرتها على السوق الأوروبية. وقال مسؤولون في بروكسل إن القانون تم تصميمه خصيصًا لمنع الشركات الكبرى من فرض قيود مصطنعة على المستهلكين والمطورين، مثل إجبار المستخدمين على استخدام متاجر التطبيقات الرسمية أو تقييد اختيارهم للمتصفح أو نظام الدفع.
ويأتي هذا الجدل في سياق سياسي وتجاري حساس، إذ تحوّل قانون DMA والغرامات الأوروبية الضخمة إلى نقطة توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فقد أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن استيائه من العقوبات التي تفرضها أوروبا على شركات التكنولوجيا الأمريكية، معتبرًا أن الاتحاد الأوروبي "يستغل الغرامات كأداة ضغط في المفاوضات التجارية".
صحيفة وول ستريت جورنال من جانبها، أشارت إلى أن الغرامات الأوروبية أصبحت بالفعل ورقة تفاوضية غير معلنة في العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، خصوصًا مع تصاعد الحديث عن معايير الخصوصية، وأمن البيانات، وحق المستخدم في التحكم في أجهزته.
ويؤكد مراقبون أن إصرار الاتحاد الأوروبي على المضي في تطبيق قانون الأسواق الرقمية دون استثناءات يمثل تحولًا جذريًا في سياسة أوروبا تجاه شركات التكنولوجيا الأمريكية، التي طالما تمتعّت بنفوذ واسع داخل السوق الأوروبية لعقود. فالقانون الجديد يفرض على الشركات الكبرى فتح أنظمتها أمام المنافسة، والسماح بتشغيل تطبيقات خارجية، وتمكين المستخدمين من حرية اختيار الخدمات، وهو ما تعتبره آبل تهديدًا مباشرًا لمنظومة الأمان التي تبنيها حول أجهزتها.
وبينما تصر آبل على أن حماية الخصوصية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال نموذجها المغلق، يرى الاتحاد الأوروبي أن الوقت قد حان لإنهاء "الهيمنة الرقمية" ومنح المستهلكين والمطورين حرية أكبر.
في النهاية، يبدو أن الصراع بين آبل وبروكسل لن يتوقف عند هذا الحد، إذ تتجه المفوضية الأوروبية لمواصلة التحقيقات في ممارسات الشركة، فيما تستعد آبل لجولة جديدة من الطعون القانونية. لكن المؤكد أن قانون الأسواق الرقمية أصبح خط الدفاع الأول للاتحاد الأوروبي في مواجهة عمالقة التكنولوجيا العالميين، وأن التراجع عنه لم يعد مطروحًا على الطاولة.