أطفال غزة يكتبون وصياتهم بدلا من أن يرسموا أحلامهم| رسائل بريئة فماذا قالوا؟!
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
منذ نشأتنا ونحن نرى الأطفال يكتبون أمنياتهم وأحلامهم، وتصوراتهم للحياة الوردية، المليئة بالطموح والإيجابية، لتخرج الكلمات البريئة من قلوبهم التى ترددها ألسنتهم وتجري على أقلامهم، ليسطرها على أوراق بيضاء، تظل معهم طيلة حياتهم فى مذكراتهم حيث يتذكرون بها تلك الأيام التي كانت البراءة تحكم أفعالهم وتصرفاتهم وتبني أحلامهم وطموحاتهم، ولكن ماذا عن أطفال غزة فهم أطفال مختلفون عن غيرهم، فالأطفال فى غزة لا يستيقظون على أغنيات أمهاتهم أحلامهم الوردية، وإنما توقظهم في منتصف الليل أصوات القذائف التي تلقيها قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم فوق المدينة، فأعينهم لا تتمتع بالأنهار والحدائق، حيث تحل بدلًا منها أنهار الدم التي تسيل في الشوارع وصور جثث الشهداء من زويهم واصدقائهم والخراب والدمار والبيوت المتهمة.
وتبدل الحال لأطفال غزة فبدلًا من أن يرسم خيالهم صورة لواقع وردي يكتبون فيه أحلامهم وطموحاتهم، أصبحت الصورة التى طبعت في رؤوسهم صورة للموت، لحياة قصيرة، يكتبون فيها وصيتهم،متمنين أن الآخرة تنصفهم وتعوضهم عن دنيا لم تتحقق فيها أمنياتهم البريئة وأحلام الطفولة.
هيا، طفلة فلسطينية من سكان غزة، أفزعتها أصوات غارات طائرات الاحتلال، كما أبكي عينيها أصوات الصراخ المدوية في كل مكان، مع انتشار جثث القتلى والجرحى في كل مكان حولها، مما دفعها للتفكير لما هو أبعد من عمرها بكثير، فقد قررت أن تكتب وصيتها والتي أرادات فيها أن تتبرع بممتلكتها قائلة: "مرحبا أنا هيا واكتب وصيتي الآن نقودي ٤٥ شيكلا لماما وزينة.
وكتبت طفلة أخرى أيضا رسالة.. قائلة ملابسي لبنات عمي واذا تبقي تبرعوا بها..ملابسي تبرعوا بها بعد غسلها طبعا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتلال الصهيوني الصهيوني طفلة فلسطينية طائرات الاحتلال قوات الاحتلال الصهيوني منتصف الليل قوات الاحتلال فلسطينية فلسطيني صهيوني سكان غزة أطفال غزة أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تتحكم في غضبك قبل خسارة من حولك؟
الغضب شعور إنساني معقد، وغالبا ما يصنف على أنه سلوك سلبي أو مدمر. إلا أن الأبحاث النفسية الحديثة تكشف عن جانب آخر لهذا الشعور، إذ تظهر أنه، حين يدار بوعي، يمكن أن يتحول إلى قوة محفزة على التغيير الاجتماعي، ووسيلة فعالة لمواجهة الحزن، بل وقد يمنح الفرد شعورا بالرضا الأخلاقي. في هذا التقرير، نسلّط الضوء على الإجابة عن سؤال: كيف يمكن أن يصبح الغضب حليفا في مسارات التغيير والشفاء بدلا من كونه عبئا مزعجا؟
ما الذي يثير شعور الغضب؟يظهر الغضب عادة كرد فعل فوري على الشعور بالظلم أو الأذى، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، ويعبر عن رفض لانتهاك الحقوق أو القيم. يؤدي هذا الشعور دورا دفاعيا يحمي الذات والمبادئ، كما يعزز الإحساس بالهوية. كذلك، قد ينجم الغضب عن تكرار الإحباط أو عرقلة تحقيق الأهداف، أو في مواجهة تهديدات نفسية واجتماعية، مما يجعله آلية طبيعية تنبه الإنسان إلى الخطر وتحثه على حماية نفسه. ورغم أن الغضب قد يكون أداة تكيفية تدفع إلى المواجهة الفعالة في بعض المواقف، إلا أن فقدان السيطرة عليه قد يحوله إلى سلوك عدواني، ما يجعله سلاحا ذا حدين في العلاقات الإنسانية.
الغضب والشعور بالرضا النفسيبعيدا عن أدواره الاجتماعية، يمنحنا الغضب أحيانا شعورا بالراحة النفسية أو الرضا. ويشير الدكتور جلين جيهر، أستاذ علم النفس بجامعة نيويورك، إلى أن الغضب قد يستخدم للتعبير عن التفوق الأخلاقي ورفض السلوكيات غير المقبولة، وهذا يعزز الإحساس بالهوية والسيطرة في عالم فوضوي. لكن هذا الشعور قد يتحول إلى فخ نفسي، إذ قد يتحول الغضب إلى وسيلة مستمرة لتأكيد الذات بدلا من أداة للحوار أو التغيير، مما يجعل الشخص أسيرا لردود فعل غاضبة لا تساهم في أي إصلاح حقيقي.
الغضب، كما توضح الدكتورة سينثيا فيجار في مقالها على سيكولوجي توداي، لا ينبغي اعتباره شعورا سلبيا فحسب خلال مراحل الحزن، بل قد يكون دليلا حيويا على أننا بدأنا ندرك حجم الفقد وأثره علينا. هذا الغضب يعكس حدودا نفسية تم اختراقها، سواء بفقد شخص أو دور أو علاقة، ويمنحنا دفعة داخلية لاستعادة السيطرة. ويمكن للغضب أن يكون حافزا للتعبير عن الألم، ودافعا لفهم الذات بعمق أكبر. ومن خلال ملاحظته لا كتهديد بل كمؤشر، يصبح الغضب بوابة للشفاء، وفرصة لاكتشاف احتياجاتنا غير المُلباة واتخاذ خطوات إيجابية نحو التعافي العاطفي.
إعلان العوامل الشخصية المؤثرة في تجربة الغضبتختلف تجربة الغضب من شخص لآخر بناء على عدة عوامل، منها:
السمات الشخصية: الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة نفسية عالية قد يكونون أكثر قدرة على إدارة الغضب بفعالية.
التجارب السابقة: الأفراد الذين تعرضوا لتجارب صادمة أو غير عادلة قد يكونون أكثر عرضة للغضب.
الدعم الاجتماعي: وجود شبكة دعم قوية يمكن أن يساعد في تقليل مشاعر الغضب أو توجيهها بشكل بنّاء.
القدرة على التعبير عن المشاعر: الأشخاص الذين يتمكنون من التعبير عن مشاعرهم بوضوح قد يكونون أقل عرضة للغضب المكبوت.
رغم أن الغضب يمنح شعورا أخلاقيا قويا ويحدث تأثيرات فورية، إلا أن فاعليته على المدى البعيد محدودة في تحقيق التغيير الحقيقي. فعادة لا يقنع الغضب الآخرين، بل قد يفهم كعدوانية أو هجوم، وهذا يؤدي إلى تصعيد الخلافات بدلا من تسويتها. وبدلا من أن يكون وسيلة لتقريب وجهات النظر، قد يتحول الغضب غير المدروس إلى حاجز يعمق الانقسام ويعطل الحوار البناء. لذا، فإن ضبط الغضب وتوجيهه بحكمة يعد أكثر نفعا لتحقيق التفاهم والتأثير الإيجابي.
كيف ندير الغضب بشكل إيجابي؟لكن تحويله من رد فعل هدام إلى طاقة بناءة يتطلب وعيا ومهارات إدارة عاطفية. تبدأ هذه العملية بالتوقف اللحظي قبل الرد، حيث يطرح السؤال: "هل يستحق هذا الموقف غضبي؟ وهل ردي سيحل المشكلة أم يزيدها تعقيدا؟" هذه اللحظة من التمهل تتيح للعقل التفكير بعقلانية بدلا من الاندفاع.
إستراتيجيات للتحكم في غضبك:التنفس العميق: ينشط الجهاز العصبي، وهذا يخفض معدل ضربات القلب ويهدئ الاستجابة الجسدية للغضب.
إعادة التقييم المعرفي: تغيير تفسير الموقف (مثل اعتباره تحديا وليس هجوما).
التأمل الذهني: يعزز الوعي بالمشاعر من دون انجراف.
النشاط البدني: المشي أو التمارين تفرغ الطاقة الزائدة وتخفض هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
إعلانالتواصل غير العدواني: التعبير عن المشاعر بـ"أشعر…" بدلا من الاتهام يقلل التصعيد.
بعد الهدوء، يوجه الغضب نحو حل المشكلة عبر تحليل الأسباب واقتراح حلول عملية. مثلا: كتابة المشاعر، أو مناقشة الموقف بموضوعية. هكذا يصبح الغضب محفزا للتغيير الإيجابي، بدلا من كونه مصدرا للصراع.
الغضب ليس شعورا يجب كتمه أو الخجل منه، بل هو إشارة نفسية بأن هناك أمرا يحتاج إلى الانتباه أو التصحيح. لكنه، كأي طاقة قوية، يحتاج إلى توجيه.
والغضب البنّاء قد يحفز التغيير، ويعزز العدالة، ويدفع للحوار الحقيقي. أما الغضب غير المنضبط فقد يكون سببا في الانقسام، القطيعة، بل وحتى العنف.
في زمن السرعة والتوتر الدائم، يصبح التحكم في الغضب مهارة ضرورية لا رفاهية. فحين نفهم الغضب، ونديره بوعي، يمكننا تحويله من قنبلة موقوتة إلى وقود للتغيير الإيجابي، سواء في أنفسنا أو في العالم من حولنا.