زنقة20ا الرباط

من يسمع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وهو يهاجم إسرائيل في كل مناسبة بلغة شديدة اللهجة وإعلانه دعمه القضية الفلسطينية، يتخيل للبعض أن رئيس النظام العسكري الجزائري سيحرك جيشه لتحرير الأراضي الفلسطينية، وهو ما إنفضح اليوم مع تطور الحرب بقطاع غزة التي تخلى عنها نظام تبون دون أن يصدر بيانا أو يفسح المجال للشعب الجزائري للتظاهر في الشوارع تضامنا مع الفلسطنيين.

وإلى اليوم، لم تسجل في كل التراب الجزائري ولو مسيرة واحدة، عكس المغرب الذي شهدت شوارعه العشرات من المسيرات والوقفات التضامنية آخرها المسيرة الضخة التي نظمها المغاربة الأحد الماضي تنديدا بجرائم الإحتلال الإسرائيلي.

ووفق ما تناقله نشطاء جزائريون فإن النظام العسكري الجزائري أصدر قرارات بمنع التضامن والتظاهر في شوارع الجزائر ليشكف عن فضيحة جديدية في مسلسل الفضائح ضد أشقائه العرب.

وفي هذا السياق كشف “علي بلحاج”، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية في مقطع فيديو، فضيحة مدوية في وجه نظام تبون، حيث أكد أن الكابرانات أصدروا قرارا بمنع كل أشكال التضامن مع غزة، وحرموها تحريما أثار غضب الشارع الجزائري”.

وفيما اجتاحت المظاهرات عدة مدة عربية، أبرزها العاصمة الرباط بالمغرب، ليعبر المغاربة عن تضامنهم مع الفلسطينيين، فإن في الجزائر ساد الصمت.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

"إجادة".. هل هي الطريق إلى الإجادة الحقيقية؟

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

في السنوات الأخيرة، تبنَّت مؤسسات الدولة منظومة "إجادة" كأداة لتقييم أداء الموظفين وتحفيزهم نحو التَّميز والإنتاجية، ورغم أن الفكرة من حيث المبدأ تستحق الإشادة، إلّا أن الواقع العملي والتغذية الراجعة من المتعاملين والمجتمع والموظفين أنفسهم كشفت عن حاجة ماسة لإعادة النظر في هذا النظام وتطويره أو حتى التراجع عنه، وإذا كانت الرؤية الاستمرار فيه فإنَّ جوانب هامة يجب أن تدخل فيه بما يحقق العدالة والكفاءة ويحفظ جوهر الخدمة العامة.

هل نُحسن تقييم "المُجيد"؟

المشكلة الأولى التي برزت تتمثل في تعريف "المُجيد" نفسه. فالإجادة ليست صفة يمكن استنتاجها من نظام إداري مغلق أو تقارير داخلية قد تشوبها المجاملات أو المجازفات التنظيمية أو حتى طريقة وصلاحيات التقييم؛ بل إن الإجادة الحقيقية تنبع من قدرة الموظف على إحداث فارق ملموس في حياة الناس. الموظف المجيد هو من يترك أثرًا في المجتمع ويفرض نفسه بنجاحه بشهادة المستفيد وهو المواطن، ويُحسن التعامل مع المستفيدين بطرق مرضية ورؤية بها الإيجابية والابتسامة، ويكون حضوره في الميدان أكثر من وجوده خلف المكتب.

أقوى التقييمات وأصدقها تأتي من المستفيد النهائي (المواطن أو المقيم) الذي يتعامل مع الموظف أو المؤسسة. إذا كانت مخرجات النظام لا تعكس رضا هؤلاء المستفيدين، فإنَّ التقييم يُصبح معزولًا عن واقعه. ومن هنا تبرز الحاجة لربط نظام "إجادة" بمؤشرات قياس تتضمن رأي الجمهور وليس فقط البيانات البيروقراطية.

الخلل في المكافآت: الإضرار بالصورة الكلية

ومن المشكلات التي لاحظها كثيرون أن نظام "إجادة" كما هو معمول به حاليًا، أتاح مكافآت مالية كبيرة لكبار الموظفين دون أن ينعكس ذلك على تحسين الأداء في المستويات المتوسطة والدنيا من الهرم الإداري. هذا التمييز المالي غير العادل أضر بروح الفريق، وخلق فجوة بين العاملين في ذات المؤسسة؛ بل إنَّ المفارقة المؤلمة أنَّ البعض أصبح ينظر إلى النظام كوسيلة لتلميع المناصب العليا، لا كوسيلة لتحسين الخدمة العامة. وإذا لم تكن هناك عدالة في توزيع الحوافز، وإذا لم تُربط هذه الحوافز مباشرةً بالأداء الفعلي والنتائج على أرض الواقع، فإنها تتحول إلى عبء إداري على البقية، وقد تضعف الحافز الداخلي لدى صغار الموظفين.

غياب الردع والمحاسبة: فجوة خطيرة

ثالثًا، وربما الأخطر، أن النظام لا يتضمن أدوات ردع واضحة. في الوقت الذي يحصل فيه المُجيد على التقدير، لا يواجه غير المُجيد أي نوع من المساءلة أو التقويم. بل إن البعض- رغم ضعف أدائهم- يواصلون مسيرتهم الوظيفية بلا تغيير، ولا مواجهة، ولا تحفيز على التحسن.

في أي نظام عادل، لا بد من مبدأ الثواب والعقاب. فكما أن هناك مكافأة للمجيد، لا بد أن يكون هناك تقويم للضعيف، ودفع باتجاه التحسين، وإلا فلن يكون هناك دافع حقيقي للتغيير.

نحو نظام تقييم أكثر عدلًا وواقعية

وإذا أردنا فعلًا نظامًا يُحقق "الإجادة"، لا بُد أن نُعيد تصميمه من القاعدة لا من القمة. ولعل أبرز الاقتراحات في هذا السياق:

1- إشراك المستفيد النهائي في التقييم: تخصيص نسبة لا تقل عن 70% من التقييم بناءً على رأي المستفيدين، سواء من خلال استبيانات أو أنظمة تقييم إلكترونية شفافة على مستوى الولايات والمحافظات لتعطي صورة جليه عن سمعته وصفته وحديث النَّاس عنه في الولاية والمحافظة بشكل عام.

2- تحقيق العدالة في المكافآت: إعادة توزيع المكافآت بطريقة تضمن وصولها للعاملين الحقيقيين في الميدان، بغض النظر عن المناصب.

3- إدراج مبدأ الردع: من لا يقدم ولا يطوّر من نفسه يجب أن يخضع لتقييم صارم وتحفيز على التطور، أو نقل لمكان أكثر ملاءمة.

4- تبسيط النظام وربطه بالواقع: تجنب التعقيد الإداري في التقييم، والتركيز على أثر العمل لا على أوراق الإنجاز.

واخيرًا.. فإنَّ نظام "جادة" فرصة ثمينة، لكنه في صورته الحالية لا يحقق الأهداف التي رُسم من أجلها. إن الرغبة في التغيير موجودة لدى المجتمع، والإرادة الوطنية العليا نحو التطوير ولا ينقصها الحضور الوطني العماني المتكامل إنما المطلوب فقط أن ننصت جيدًا، وأن نراجع أدواتنا، وأن نُعيد توجيه البوصلة نحو المواطن؛ باعتباره المستفيد الأول والأخير من كل نظام يحتوي على إجادة لكي نصل إلى الإجادة التي نتمنى ونطمح أن تقود السلوك الوطني نحو الإنتاج والعمل والوصول بالوطن إلى ما نطمح أن نكون عليه.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • السفير الصحراوي: “شعبنا حقق في الفترة الأخيرة توطيدا لمكانته دولياً وإفريقياً”
  • وزير الخارجية الجزائري يؤكد: لن نسمح بالعبث بأمن واستقرار جوارنا في منطقة الساحل
  • حواس يخرج عن صمته... مستشار زاهي يرد على جو روجان
  • الرئيس السيسي يصدر 7 قرارات بإنشاء جامعات أهلية جديدة في مختلف المحافظات
  • عاجل- السيسي يصدر قرارات بإنشاء 7 جامعات أهلية جديدة لدعم التعليم العالي في مصر
  • الصين تطلق أول نظام تشفير كمي متطور غير قابل للاختراق
  • ضابط سابق في الجيش الجزائري: خسرنا 500 مليار دولار من أجل عرقلة تقدم المغرب
  • مازن الناطور يصدر قرارات صادمة في نقابة الفنانيين السوريين.. وتعليقات متضاربة
  • "إجادة".. هل هي الطريق إلى الإجادة الحقيقية؟
  • الطالب الجزائري.. أدوار متجددة في عالم متحوّل