حصون السلام تُبنى فى عقول البشر
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
السلم والسلام قيمة عظيمة تنقذ المجتمعات البشرية من الفوضى والخراب والدمار، ويعنى الصلح والمهادنة، وهو مضاد الحرب والدمار والفوضى والفساد، والسلم يختلف من مجتمع إلى مجتمع من حيث المعنى، فقد يكون عدم الحرب، وقد يكون العيش فى أمان داخلى، لكن تبقى بالرغم من ذلك القيمة والضرورة التى يحتاجها البشر يوميا، فلا يوجد مجتمع من المجتمعات يصل إلى الازدهار والقوة إلا من خلال الوصول للسلم والسلام.
أما عن الأهمية القصوى للسلم والسلام فنجدها فى الجوانب المتعددة التى يجب أن نأخذها فى الاعتبار، وهذه الجوانب يمكن حصرها فى عدة نقاط منها: حقوق الإنسان لأن حق السلم والسلام من حقوق الإنسان الأصيلة، التى وضعتها الدساتير الوطنية والدولية، والتعليم وهو يعتبر من الحقوق الرئيسية لجميع البشر فى كل دول العالم، والفقر وسوء التغذية وهى من الأمور التى تجعلنا نقدر السلم والسلام للمجتمعات للقضاء على الفقر وسوء التغذية والأمراض والأوبئة التى تزداد فى المجتمعات التى تعانى من الصراعات الداخلية، فالحروب تجعل البيئة التحتية مدمرة، وبالتالى لا يوجد اهتمام بالمستوى التعليمى أو الصحى مما يؤثر فى حياة الناس ومعيشتهم اليومية، لذلك فإن غياب السلام والأمن فى المجتمع سيؤدى بالضرورة إلى زيادة معدلات الفقر.
كذلك التنمية المجتمعية فهى ترتبط بشكل مباشر بوجود السلام والأمان فى المجتمع، فبغير الأمن لا توجد تنمية فى جميع المجالات، فالأمن يؤثر على الناحية الاقتصادية من بناء المشاريع وتهيئة الأجواء من أجل الاستثمار الآمن وبناء اقتصاد قوى قائم على ركائز ودعائم متينة.
كما أن تنفيذ القانون يكون فعالا فى إطار من مناخ الحرية والعدالة وعدم التعدى على حقوق الغير، ويؤدى وجود سلامة وسلم فى الدولة إلى تنفيذ القانون، كما تتحقق الديمقراطية والحكم الرشيد فى ظل السلام والأمن، فلا توجد ديمقراطية وتعددية فى ظل الحروب والنزاعات المسلحة، فلا تتفق مبادئ الديمقراطية ووجود مؤسسات الدولة إلا من خلال مؤسسات تحمى السلام والأمان فى ربوع الدولة الواحدة، كما لا يتم الإبداع إلا من خلال مناخ السلام والأمان فى المجتمع، فلا أحد يصل إلى الابتكار والازدهار فى جميع جوانب الحياة إلا فى وجود الأمن.
إن الجانب المستقبلى لكل الحضارات قد يكون مجهولا فى ظل الفوضى والنزاعات، وهذا فى المقابل يجب على المجتمعات أن تصل للأمن والسلام من أجل الوصول لمستقبل سليم وصحى لجميع فئات المجتمع خاصة فئة الأطفال والشباب وهم الفئة العمرية الأكثر تضررا من الحروب والأمراض والأوبئة، لذلك على جميع الدول أن تحقق السلام والأمان لكى تؤمن مستقبل هؤلاء فى حياة أفضل وأقوى.
السلام والأمن، لا يعنى زوال الصراع والخصام فقط، إنما يؤسس حزمة من القيم والأفكار والمواقف والعادات التى ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السيادة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والحوار والتعاون بين الشعوب والثقافات المتعددة، ونبذ ثقافة القوة وإكراه الشعوب لخوض خيارات ضد إرادتهم.
لقد أجهدت الحروب والصراعات على مر الزمان شعوب الأرض كلها، لذلك فإن الجميع يطمح اليوم إلى السلام الذى يستجيب لآمالهم وأمنياتهم ويؤمن لهم حياة آمنة ومستقرة بدون أى شكل من أشكال الخوف والرعب.
جاء فى نص الميثاق التأسيسى لمنظمة «اليونسكو» فى ديباجته عدة نقاط منها: «لما كانت الحروب تتولد فى عقول البشر، ففى عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام. لا يمكن أبدا إهمال الدور الذى يحتله كل من السلام والرحمة فى الحياة اليومية، فقد خلق الإنسان ليعيش فى سلام وأمان، واطمئنان، ولم يخلق ليقتل ويباد، وما يمكن تحقيقه فى أوقات السلام أضعاف ما يمكن تحقيقه فى ظل النزاعات الدموية والحروب والكوارث البشرية، فالحروب تقدم أسوأ ما فى الإنسان، وتقويه لصالح الشر ودمار البشرية، والسلام يقدم أفضل ما بداخله وينقل الإنسان إلى آفاق سماوية روحانية عالية».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن مضاد الحرب عدم الحرب فى المجتمع
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية: الرئيس السيسي يراهن على عقول الشباب المصري والمبتكرين
أكد محافظ الدقهلية طارق مرزوق، أن الدولة المصرية عظيمة بكنوزها البشرية وعقول أبنائها وعلمائها، وأن من أهم العناصر الأساسية التي تقود الأمم هي الشباب، لافتا إلى أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، يراهن على عقول الشباب المصري، والدولة تفتح مسارات متعددة أمام الموهوبين والمبتكرين عبر المبادرات الرئاسية ومراكز الإبداع التكنولوجي، ومسابقات البحث العلمي، وبرامج اكتشاف ورعاية الموهوبين في التعليم قبل الجامعي والجامعي.
جاء ذلك خلال تفقد المحافظ، اليوم /الأحد/، لأجنحة المعرض المحلي الثانوي السادس عشر للعلوم والهندسة التابع لمديرية التربية والتعليم بالدقهلية المقام بمدرسة الشهيد أحمد موافي المتميزة للغات بطلخا، حيث أبدى المحافظ إعجابه بما تضمنه المعرض.
وقال: "ما رأيته اليوم في هذا المعرض دليل على وعي أطفالنا وشبابنا، وأن لدينا عقولًا متميزة يجب رعايتها بشدة، لأنهم كنوز مصر الحقيقية، وما شاهدته من مستوى فكري وعلمي لدى الطلاب يفوق مجرد مشروعات مدرسية، ويعكس قدرات واعدة تستحق الاستثمار والمتابعة".
وأضاف المحافظ أن ما شاهدته وما سمعته من ابتكارات هو دليل على إدراك شبابنا لمشاكل ومتطلبات المواطنين، وأن كثيرًا من المشروعات المعروضة تناولت قضايا تمس حياة المواطنين اليومية مثل ترشيد استهلاك الطاقة، وحماية البيئة، وتحسين الخدمات، وهو ما يعكس وعيًا مبكرًا لدى الطلاب بدور العلم في خدمة المجتمع".
وكان المحافظ قد استمع إلى شرح مفصل من الطلاب عن مشروعاتهم البحثية وابتكاراتهم في مختلف المجالات العلمية والهندسية، وأدار حوارات مباشرة معهم حول فكرة كل مشروع وأهدافه وفائدته للمجتمع .
ويضم المعرض 147 مشروعا اشترك فيه 202 طالب وطالبة من مختلف مدارس الدقهلية العامة والخاصة والتجريبية واللغات، وسيتم تصفيتهم من خلال مسابقة تنظمها مديرية التربية والتعليم عن طريق لجان متخصصة من أساتذة الجامعات والجهات المعنية، وسيتم تصعيد الفائزين إلى المسابقة النهائية على مستوى الجمهورية، والتي ستنعقد في مكتبة الإسكندرية، والفائزون سيتم منحهم منحا دراسية في الخارج.
وأكد أن هؤلاء الشباب سيصبحون رموزًا في المجتمع، لهم بصمة حقيقية، وسيمثلون مصر أمام المحافل الدولية، معربًا عن ثقته في أن استمرار رعاية هذا الجيل علميًا ونفسيًا سيفرز روادًا في مجالات الهندسة والبحث العلمي والتكنولوجيا خلال السنوات المقبلة.
وأوضح أن العالم كله يعيش اليوم في سباق حقيقي من أجل النهوض بالدول من خلال العلم والابتكار والبحث العلمي، وأن الدول التي تستثمر في عقول أبنائها هي القادرة على المنافسة، مؤكدًا أن مصر تسعى بقوة لتكون في مقدمة هذه الدول، وشباب الدقهلية جزء أصيل من هذا الطموح.
وشدد المحافظ قائلًا "لكي تستمر نهضة مصر، لابد من تشجيع هؤلاء الشباب على مواصلة الابتكار، وتشجيع أولياء الأمور على دعم أبنائهم بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن الدعم المعنوي من الأسرة والمدرسة لا يقل أهمية عن الدعم المادي والتقني للمشروعات".
وأعرب عن دعمه الكامل لهذه المسابقة لتصبح مسابقة ذات طابع دولي يمثل فيها شباب الدقهلية ومصر أمام المحافل العالمية، موجها الشكر لمديرية التربية والتعليم والقائمين على تنظيم المعرض، ومؤكدًا أن المحافظة ستواصل دعم كل الفعاليات التي تحتضن الموهبة والابتكار وتفتح آفاقًا جديدة أمام طلابها.
شارك مع المحافظ في جولته المهندس محمد الرشيدي مدير مديرية التربية والتعليم بالدقهلية، وبسيوني محمد وكيل مديرية التربية والتعليم، وقيادات مديرية التربية والتعليم، ومديري الإدارات التعليمية، وإسلام النجار رئيس مركز ومدينة طلخا.