محللون: الجيش الإسرائيلي تراجع وتحوّل لجيش شرطي يحمي المستوطنين
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
أجمع محللون سياسيون وعسكريون على أن الجيش الإسرائيلي لم يعد كما كان سابقا وفقد كثيرا من مهاراته العسكرية بعدما بات يواجه فصائل مقاومة وليس جيوشا متناظرة.
يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يستثمر كثيرا في سلاح المشاة، مبينا أن أغلب الاستثمار من حيث العتاد والتدريبات كان مخصصا للأجهزة التكنولوجية وسلاح الجو مقابل إهمال باقي القطاعات في الجيش.
وأوضح مصطفى -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" الذي يبث على قناة الجزيرة- أن الجيش الإسرائيلي دخل المعركة الحالية في قطاع غزة بشكل مفاجئ ولم يكن جاهزا.
ولفت إلى أن هذا الجيش تحوّل بسبب الاحتلال في الضفة الغربية إلى جيش شرطي يحمي المستوطنين، وهو ما أفقده كثيرا من مهاراته العسكرية وكجيش نظامي.
حرب غير متناظرةمن جانبه، استعرض الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري دلائل من معركة "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تؤكد تراجع الجيش الإسرائيلي وتفوقه الذي كان يفاخر به.
وأشار إلى أن ألفي عنصر من قوات النخبة في كتائب القسام تعاملوا مع 15 ألف جندي وضابط بـ"فرقة غزة"، وكبدوها خسائر فادحة، إضافة إلى تصدي أفراد حماس للقوة الإسرائيلية التي توغلت لأمتار شرقي خان يونس في قطاع غزة.
وشدد على أن الجيش الإسرائيلي لم يعد الجيش الذي هزم الجيوش العربية في الحروب التقليدية بفضل التفوق الجوي، ولكنه يخوض حاليا حربا من نوع مختلف وهي الحرب غير المتناظرة بين جيش بتنظيمه وتسليحه وعقيدته القتالية، وتنظيمات أقل عددا وعدة ولكنها أكثر إيمانا بقضيتها.
وتاريخيا، خسرت الجيوش معظم هذه الحروب، وفق الدويري الذي قال إن هذه الحروب تعد مطلبا للطرف الأضعف، لأنه سيقاتل من مسافة الصفر حيث يتم تحييد سلاح الجو مع بروز فروق الكفاءة بالإعداد الفردي.
عملية برية حتميةواتفق المحللان على حتمية العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، لكنهما أشارا إلى التخوفات في تل أبيب بشأن احتمالية تحقيق أهدافها بعدما رفعت الحكومة الإسرائيلية سقف المطالب عاليا بالقضاء على حماس وإنهاء حكمها للقطاع.
ولفت الجانبان إلى أن التخوفات تتعلق أيضا بالتكلفة البشرية التي سيتكبدها الجيش الإسرائيلي إلى جانب التكلفة الاقتصادية، مع تأكيد الدويري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون أول الخاسرين بعد انجلاء غبار المعركة.
ويذكر أن موقع "والا" الإخباري العبري نقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن انتظار القوات البرية على تخوم غزة بات خطيرا للغاية.
وتطرقت هذه المصادر إلى تأجيل العملية البرية أكثر من مرة الأيام الماضية بذرائع مختلفة من بينها التخطيط الجيد ومخاوف اتساع دائرة القتال مع لبنان، علاوة على رهان تل أبيب بكسب الدعم الدولي لعملية برية واسعة في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
فيديو صادم لإطلاق شرطي كيني النار على متظاهر أعزل
ألقت السلطات الكينية القبض على ضابط شرطة متورط في إطلاق النار على مدني أعزل في العاصمة نيروبي، وذلك خلال احتجاجات اندلعت أمس الثلاثاء احتجاجا على وفاة الناشط ألبرت أوجوانغ في الاحتجاز لدى الشرطة.
وقال المتحدث باسم الشرطة إن الحادث وقع أثناء الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية هذه الحادثة، والتي زادت التوترات بين المجتمع الكيني وقوات الأمن.
وكانت قناة "سيتيزن" الكينية قد بثت مقطع فيديو يظهر فيه اثنان من رجال الشرطة يضربان شخصا على رأسه مرات عدة، قبل أن يطلق أحدهم النار عليه من بندقيته فيما كان الرجل يحاول الهرب.
وبينما سقط الرجل على الأرض هتف الحشد قائلا "لقد قتلوه"، وتم تصوير مقطع آخر على موقع صحيفة "نايشن" يظهر شاهد عيان يؤكد أن الضحية كان يبيع الكمامات ولم يكن من بين المحتجين.
وبينما لم تتمكن وكالة رويترز من التحقق من صحة الفيديوهات بشكل مستقل أفاد صحفي من الوكالة بأن الضحية كان ملقى على الأرض مع جرح بالغ في رأسه فيما كانت بيده حقيبة تحتوي على كمامات.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة الكينية على لسان المدير العام للصحة باتريك أموث أن الرجل نُقل إلى المستشفى في حالة خطيرة.
وأضاف أنه خضع لاحقا لفحوصات طبية مختلفة أكدت حاجته إلى إجراء جراحي دقيق في الأعصاب.
ردود الفعل الرسميةوفي رد فعل سريع على الحادث أكد المتحدث باسم الشرطة موشيري نياجا أنه تم إلقاء القبض على الضابط الذي أطلق النار على المدني.
وأوضح نياجا في بيان أن "المفتش العام للشرطة الوطنية أمر باعتقال الشرطي المعني وإحالته إلى المحكمة فورا".
وعلى إثر تلك الاحتجاجات اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المدمع لاحتواء الحشود.
كما تخللت الاحتجاجات أحداث عنف أخرى، حيث تعرّض المتظاهرون من قبل دراجين مجهولين كانوا يعتدون عليهم بالضرب.
إعلانوقد أكد نياجا أن التحقيقات جارية لتحديد هوية هؤلاء المعتدين الذين أشار إليهم بوصفهم "بلطجية".
وفي تطور آخر، قالت منظمة العفو الدولية فرع كينيا عبر حسابها على منصة إكس إن مجموعة من الدراجين كانت تقوم بضرب المتظاهرين وأفراد الجمهور، في حين أظهرت وسائل إعلام محلية فيديوهات لمجموعة من الدراجين وهم يهتفون "لا للاحتجاجات".
يذكر أن حادث قتل المدون أوجوانغ في يونيو/حزيران الماضي قد أثار موجة من الاحتجاجات في نيروبي وعدد من المدن الأخرى، حيث طالب المحتجون بالعدالة لأوجوانغ وبإجراء إصلاحات في جهاز الشرطة.
وتزايدت الاحتجاجات بعد أن كشف تقرير تشريح جثة مستقل أن أوجوانغ تعرّض للضرب ولم ينتحر كما كانت الشرطة قد زعمت في البداية.
كما أعلن الرئيس وليام روتو أن وفاة أوجوانغ على يد الشرطة "مؤلمة وغير مقبولة".
وفي سياق آخر، رفضت الحكومة الكينية في وقت سابق الدعوات التي أطلقها قادة المعارضة لإعلان يوم 25 يونيو/حزيران عطلة رسمية تكريما للمحتجين من جيل "زاد" الذين قتلوا خلال مظاهرات ضد الحكومة في 2024.
فقد طالب كل من ريغاثي غاتشاغوا نائب الرئيس السابق وزعيم حزب "وايبر" المعارض كالونزو موسيوكا الشعب الكيني بمقاطعة العمل في هذا اليوم، في محاولة للضغط على الحكومة لإعلان عطلة رسمية لإحياء ذكرى الشباب الذين لقوا حتفهم أثناء احتجاجات 25 يونيو/حزيران 2024 ضد قانون المالية.