«نموت في دارنا أشرف لنا».. عائلات تقرر العودة لبيوتهم في غزة بعد النزوح للجنوب
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
على شارع صلاح الدين الواقع بالطريق الرئيسي في قطاع غزة، عند مدخل مخيم النصيرات، وقفت امرأة وأبناؤها ينتظرون أي وسيلة نقل، تقلها مع أطفالها إلى بيتها بمدينة غزة، بحسب ما ذكرته وكالة «وفا».
لا فرق بين الشمال والجنوب.. الموت في كل مكانأم الأطفال الستة هربت من شمال وادي غزة، ولجأت إلى بيت أختها في مخيم النصيرات، تجنبا للموت وبحثا عن الأمن، لكن لا فرق بين الشمال والجنوب، فالموت في كل مكان: «ما عارفين وين نروح، سيبنا أهالينا ومشينا لكن العدوان بيلاحقنا في كل مكان، وين نروح يا عالم».
بقلب حزين ودموع لم تتوقف، روت الأم تمارة نصر الله، كيف خدعتهم إسرائيل ودفعتهم للنزوح من أجل ترك منازلهم: «الاحتلال خدعنا عندما طلب عبر وسائل الإعلام الانتقال من شمال وادي غزة إلى جنوبه، لأنه أكثر أمانا، لكن وجدنا قصفا عنيفا في الجنوب أيضا، نتصاوبنا كلنا، قذائف وصواريخ في كل مكان، ما في مكان آمن، وما راح نسيب دارنا».
مخيم النصيرات والمناطق المجاورة تعرضت لغارات جوية شرسة، منها تعرُّض منطقة السوق المكتظ بالمشترين للقصف قبل أيام، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، بحسب الوكالة الرسمية الفلسطينية: «الناس تركت بيوتها ونزحت إلى الجنوب لكن طالهم القصف من كل اتجاه».
مواطن: سأعود حتى لو مشيا.. الموت في كل زاوية شمالا وجنوباعائلات وأفراد يمشون على طول شارع صلاح الدين الذي يصل بين الشمال والجنوب، بعضهم بدراجات هوائية، فيما أوقف رجل عربة يجرها حصان وركبها هو وأولاده وأمتعته متجها إلى الشطر الشمالي، من بينهم عبد الله سرور، الذي غادر منزل أنسابه في النصيرات بعد أن لجأ إليه، وسيعود بعربة يجرها حصان إلى بيته في مدينة غزة: «سأعود حتى لو مشيا.. الموت في كل زاوية شمالا وجنوبا».
أريج رزق الغريب «29 عاما»، هربت مع زوجها وأطفالها الأربعة وثلاثة أطفال من أبناء أخيها من مخيم جباليا شمالا إلى دير البلح جنوبا، لكنهم استُشهدوا جميعا، عدا الوالد، في قصف جوي للمنزل الذي يؤويهم، فجر أمس الأول الأحد: «سيبنا بيوتنا».
زياد عبد الرحمن، من بين العائلات التي هربت إلى مخيمات الجنوب بعد أن أمضى عدة أيام في محافظة خان يونس جنوب القطاع، لكنه بعزيمة وإصرار يصمم على العودة إلى منزله: «نموت في دارنا أشرف، فالقصف في الشمال والجنوب واحد».
عشرات الآلاف من العائلات تضطر للنزوح إلى الجنوب بعد تحذيرات جيش الاحتلال التي وجهها لإخلاء منازلهم في مدينة غزة وشمالها.
لم يكن «عبد الرحمن»، وحده الذي ترك منزله وهرب إلى الجنوب خوفا على عائلته، لكن جابر عبد العاطي أيضا ترك أشيائه من أغطية وبعض الملابس ووقف حائرا: «إذا كان الوضع هكذا فسأعود إلى بيتي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل جنوب غزة شمال غزة قطاع غزة الشمال والجنوب فی کل مکان
إقرأ أيضاً:
جيروزاليم بوست: فجر جديد بالشرق الأوسط لا مكان فيه لإسرائيل فهل تستيقظ؟
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" مقالا لخبير إسرائيلي تضمن قراءة في المشهد السياسي الآخذ بالتشكل في منطقة الشرق الأوسط، إثر زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا لعدد من دول الخليج العربية.
وفي مقاله، كتب باراك سيلا -وهو زميل مبادرة الشرق الأوسط في كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد- أن تلك الزيارة تشي ببزوغ فجر نموذج جديد للشرق الأوسط استُبعدت إسرائيل من مناقشته والمشاركة في صنع قراراته.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2انتقادات واسعة في فرنسا لمقترح أتال بشأن الحجابlist 2 of 2واشنطن بوست: أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون بالولايات المتحدة فما أهميتهم؟end of listوقال إن إسرائيل ظلت أكثر من 18 شهرا تتحمل عبء صراع في المنطقة، وحققت أهدافا عسكرية كبيرة كان لها الفضل في توفير "الأكسجين السياسي" لقمة ترامب الخليجية الكبرى.
وزعم أن ما سماه "القضاء على حزب الله" في لبنان، وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإضعاف إيران، وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، ما كان أي منها ليحدث لولا حملة "الضغط الإستراتيجي" الذي مارسته إسرائيل.
ومع ذلك، عندما اجتمع ترامب مع القادة في الرياض والدوحة وأبو ظبي لمناقشة ميثاق إقليمي جديد، لم تكن إسرائيل حاضرة، كما يقول سيلا.
أما عن سبب عدم دعوة إسرائيل لذلك الاجتماع، فإن الكاتب يعزوه إلى أن القيادة الإسرائيلية الحالية عالقة فيما يسميها حروب الماضي، مضيفا أنها إذا أرادت العودة فعليها أن تعيد النظر فيما تقدمه، "ليس فقط كقلعة حصينة، بل كجسر".
إعلانوفي اعتقاده أن القوة العسكرية وحدها لم تعد خيارا كافيا في نظام إقليمي ناشئ يستند إلى "فن إبرام الصفقات"، الذي تشكله الشراكات السيادية والنزعة الاقتصادية العملية والمصلحة الذاتية المتبادلة، ذلك بأن رؤية ترامب للشرق الأوسط تُقدِّم النتائج على المشاعر.
وقال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاءه من اليمين الإسرائيلي المتطرف أخطؤوا قراءة الموقف والمزاج العام، الذي ساد في الأسابيع الأولى من تولي ترامب ولايته الرئاسية الثانية، لا سيما عندما توعد بأن "جحيما سيندلع" في المنطقة إذا لم تطلق حركة حماس سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، ورفع الحظر عن تزويد إسرائيل بقنابل تزن ألفي رطل، ودعا نتنياهو إلى البيت الأبيض لعرض "خطة غزة" المثيرة للجدل.
المسؤولون الإسرائيليون أخطؤوا عندما اعتبروا أن ترامب منحهم بذلك شيكا على بياض، لكن سرعان ما انخرط مبعوث الرئيس الأميركي في محادثات سرية مع حركة حماس من وراء ظهر إسرائيل
وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين أخطؤوا كذلك عندما اعتبروا أن ترامب منحهم بذلك شيكا على بياض، لكن سرعان ما انخرط مبعوث الرئيس الأميركي في محادثات سرية مع حركة حماس من وراء ظهر إسرائيل.
كما أن زيارة نتنياهو السريعة إلى واشنطن لم تسفر عن توجيه ضربة إلى إيران، بل العكس صحيح، إذ ما لبث أن أعلن ترامب عن محادثات دبلوماسية مباشرة مع طهران، حتى أعقب ذلك باتفاق مع الحوثيين يقضي بوقف الغارات الأميركية على اليمن دون ضمانات لأمن إسرائيل.
ويمضي سيلا في مقاله إلى أن اليمين الإسرائيلي يواجه اليوم إستراتيجية أميركية أعمق تتمثل في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لصالح المستعدين للتعاون معه، وكل ذلك من أجل بناء جبهة موحدة ضد التهديد الحقيقي الذي تتعرض له بلاده من الصين وحرب الذكاء الاصطناعي الناشئة.
ووفقا للكاتب، فقد تفهم إسرائيل هذا التحول من الناحية الفكرية، لكن قيادتها الحالية لا تزال غير قادرة هيكليا للتكيف معه، فاللحظة الراهنة التي يمر بها الشرق الأوسط تُظهر مدى أهمية أن تتكيف إسرائيل وتعيد النظر في تموضعها الإقليمي.
إعلانويرى سيلا أن التحالف السياسي في إسرائيل المتجذر في خطاب الصقور ونزعة البقاء المحلية يكافح من أجل استخدام الأدوات الدبلوماسية بفعالية.
لكن إسرائيل ليست وحدها التي تكافح من أجل التكيف مع المستجدات، فطبقا لمقال جيروزاليم بوست، فإن الجالية اليهودية الأميركية "التي لطالما كانت جسرا موثوقا بين تل أبيب وواشنطن، تمر هي الأخرى بلحظة تستوجب محاسبة النفس".
إن ترامب لم يأت إلى المنطقة لإنقاذ إسرائيل، بل جاء لإنقاذ أميركا، فإذا أرادت تل أبيب اللحاق بالركب فسيكون مرحبا بها، أما إذا لم تكن ترغب في ذلك، فإنها ستتوارى عن المشهد، حسب الكاتب.
ويشير المقال إلى أن ترامب لا يزال يأمل في توسيع نطاق التطبيع، الذي يهدف إليه ما يُعرف بـ"اتفاقية أبراهام"، التي يمكن أن تشمل سوريا ولبنان وغيرهما.
ويخلص الكاتب إلى أن التطبيع مع إسرائيل، في نظر الرئيس الأميركي، يخدم عدة غايات تتمثل في تحقيق الازدهار في الشرق الأوسط، والتعاون الأمني بين دوله، واحتواء إيران، وحصول ترامب على جائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها.
ويشدد سيلا على ضرورة أن تبدي إسرائيل استعدادها لإنهاء الحرب بشروط توازن بين العدالة والواقعية وتفضي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى، وإعادة إعمار غزة بوجود فعلي لمجلس التعاون الخليجي وسلطة فلسطينية تكنوقراطية، ونزع سلاح حماس بالكامل.