أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، أن الإمارة ماضية في جهود دعم ونشر وتعليم وتدريس اللغة العربية في مختلف أنحاء العالم، وحفظها من الزوال، مشيراً سموه إلى تتابع المشروعات الخاصة بها مثل المعجم التاريخي للغة العربية الذي يتضمن تاريخ اللغة ومن تداولوها مما يثري من معرفة وثقافة المتعلم والمتحدث والدارس للغة العربية.

جاء ذلك خلال حضور سموه انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الأول لدراسات اللغة العربية في أوروبا، صباح اليوم الأحد، والذي ينظمه مجمع اللغة العربية بالشارقة، تحت شعار “الدراسات العربية في أوروبا .. واقعٌ وآفاق”، وذلك في دارة الدكتور سلطان القاسمي، بمشاركة كبيرة من العلماء والمستشرقين والمستعربين من الدول الأوروبية المختلفة.

ورحب سموه بضيوف المؤتمر من العلماء وأساتذة اللغة العربية من مختلف الدول، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، قائلاً سموه : نرحب بكم في الشارقة، حيث تجدون أن اللغة العربية يُعتنى بها عنايةً كاملةً من تدريسها وحمايتها ووضعها في قاموسٍ يجمعها حتى لا نجد بعض الذين يعُربّون الكلمات الأجنبية فيختلط الأمر على الدارسين .

وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة فكرة المعجم التاريخي للغة العربية، الذي يعمل عليه 500 متخصص وعالم لغة، لافتاً سموه إلى استمرار مشروعات الحفاظ على اللغة العربية عبر العديد من المبادرات المتميزة مثل المؤتمرات وغيرها، قائلاً : منذ 5 سنوات بدأنا مشروع المعجم التاريخي للغة العربية وبإذن الله السنة المقبلة في مثل هذا التوقيت نكون قد أكملنا 110 مجلدات وكل مجلد فيه 750 صفحةً، والمعجم لا يُفسّر الكلمات فقط وإنما فيه من التاريخ والمعرفة وكل ما يحتاجه الإنسان، ليطلع على تاريخ هذه اللغة ومن تداولها من قبل، وكيف تم تداولها؛ وإن شاء الله بعد اكتمال مشروع المعجم سنبدأ مشروعاً آخر لا يقل أهمية عنه، حيث أننا كل فترة من الزمن ندعم العربية بمشروعات للحفاظ على هذه اللغة من الزوال؛ ونحن نحاول أن نصل إلى محبّي هذه اللغة والمتعطشين إليها، سواء أكان في أفريقيا، أو آسيا، أو أوروبا، ولكن أن نجد كل محبي اللغة يجتمعون هنا في الشارقة، فهذا وحده مكسب من مكاسب الحفاظ على هذه اللغة.

واستعرض صاحب السمو حاكم الشارقة، في ختام كلمة سموه، أهمية العناية باللغة العربية في العديد من الوجوه التي تتكامل مع بعضها البعض ضمن مراحل متعددة تهدف إلى الحفاظ عليها ونشرها، عبر الدعم المؤسسي؛ قائلا سموه : هذه اللغة تريد العناية بها، ليس في حفظها فقط وإنما في تحدثها، والتحدث بها يتطلبُ تدريسها، وهذا التدريس يتطلب العون ونحن معكم في ذلك ونحن متأكدون أنكم جميعاً من مؤسساتٍ تعمل للرقيّ باللغة العربية سواء كنتم تعملون في المكتبات أو الجامعات وغيرها، ونحن سنعمل على دعمكم أدبياً ومادياً ومعنوياً حتى تستطيعون أن تنجزوا، سنكون عوناً لكم وعون لهذه اللغة .

وكان افتتاح المؤتمر قد استهل بآيات بينات من القرآن الكريم تلاها الدكتور بهاء دنديس، ألقى بعدها الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، كلمة ترحيبية بالمشاركين في المؤتمر الأول من نوعه الذي يعني بدراسات اللغة العربية في أوروبا، والذي تلتقي فيه القلوب في حب اللغة العربية.

وتناول المستغانمي أهم ما يسعى إليه المؤتمر لدعم اللغة العربية وتدريسها وتعلمها في الدول الأوروبية المختلفة، وفحص ظروفها وتقديم الحلول لما يحول دون تطورها وتمكينها هناك، متمنياً التوفيق للمشاركين.

وقدمت الإعلامية انستاسيا أوستروخوفا من جمهورية روسيا الاتحادية، كلمة ضيوف المؤتمر أعربت فيها عن شكرهم وتقديرهم الكبير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموه اللامحدود للغة العربية ودارسيها في شتى بقاع العالم واهتمام سموه الشخصي بالدارسين وتشجيعهم ودعم دراستهم بمختلف الوسائل، في بلدانهم وفي إمارة الشارقة.

وأشادت انستاسيا في كلمتها بالأدوار الكبيرة التي تقوم بها إمارة الشارقة في كل ما يختص باللغة العربية والمعرفة، مما جعلها تتبوأ مكانةً عاليةً في سماء الثقافة والمعرفة، ودفع القاصي والداني للمجيء إليها لتوجهاتها العلمية ورؤيتها الحضارية وهويتها الثقافية ودعمها للأدب والشعر والمسرح وغيرها من الفنون الأدبية؛ وأشارت إلى أهمية المؤتمر في تناول شؤون دراسات اللغة العربية في أوروبا، شرقها وغربها، والنظر في قضاياها والتعرف على واقعها والخروج بحلول ومقترحات تزيد من نشر العربية هناك، وتعليمها للأجيال الجديدة، متناولة مقومات اللغة العربية كأحدى أهم اللغات الرئيسة في العالم والخصائص والمزايا التي جعلتها تتربع على عرش اللغات الإنسانية.

واستعرضت اناستاسيا، في ختام كلمتها، حب اللغة العربية من الناطقين بغيرها كقرار واختيار وافق هوى في نفوسهم بعد تعرفهم على جمالياتها، دراسةً وتواصلاً، واكتسابها الخلود بارتباطها بالقرآن الكريم والتراث العظيم من الشعر والأدب والمؤلفات الفلسفية والعلمية التي كتبت بها في عصر التدوين والانفتاح الحضاري.

وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، والحضور، الجلسة الأولى للمؤتمر والتي جاءت بعنوان “واقع اللغة العربية في بولندا وكازاخستان وإيطاليا” وترأسها الدكتور عبدالله الوشمي الأمين العام لمجمع الملك سلمان للغة العربية في المملكة العربية السعودية.

وقدمت الدكتورة باربارا ميكالاك من بولندا الورقة الأولى بعنوان “مائة عام من دراسات اللغة العربية وآدابها في جامعة ياجيلونسكي في كراكون بولندا”، تناولت فيها بداية انتشار الاهتمام باللغة العربية في أوروبا بشكل عام وفي بولندا عبر التوسع الجغرافي للعرب وأسفار الرحالة، متناولة أهم المستشرقين البولنديين الذين أحبوا اللغة العربية وتوسعوا فيها بجهود كبيرة منهم وألفوا عدداً من الكتب فيها، حيث أدى نمو العلوم الاستشراقية إلى تطور الأدب البولندي الذي تناول منطقة الشرق؛ وأشارت باربارا إلى اهتمام جامعة كراكوف باللغة العربية عبر قسم الاستشراق الذي يعود إلى العام 1919 م وجهود كبار العلماء والأستاذة في نشر اللغة العربية وسط الطلبة ومحبيها ودارسيها.

وقدم الدكتور اختيار بالتوري من كازاخستان ورقة بعنوان “اللغة العربية في كازاخستان .. الماضي والحاضر وآفاق التعاون مع المؤسسات الأوروبية”، أشار فيها إلى الارتباط الكبير لجمهورية كازخستان مع الدول العربية والإسلامية منذ أزمان بعيدة، لافتاً إلى وجود العديد من المفردات والتراكيب العربية في اللغة الكازاخية تاريخياً، إلى جانب انتشار اللغة العربية؛ وأكد على أهمية المؤتمر في فتح قنوات التعاون لهم مع العديد من الجامعات والمؤسسات الأوروبية لدعم تعليم وتعلم اللغة العربية.

واختتمت الجلسة الدكتورة فرانشيسكا كوارو من إيطاليا بورقة حملت عنوان “ترجمة وتدريس الشعر العربي في إيطاليا” استعرضت فيها تاريخ دخول اللغة العربية إلى جزيرة صقلية في القرن الثالث الهجري حيث بدأ تعليم اللغة العربية مع دخول ووجود المثقفون العرب هناك، وتناولت تجربتها مع العديد من الشعراء الإيطاليين من محبي اللغة العربية في ترجمة الشعر العربي إلى اللغة الإيطالية، وتنظيم العديد من الملتقيات.

ويسعى المؤتمر الذي ينظم في 29 و30 أكتوبر الجاري، إلى إلقاء الضوء على واقع اللغة العربية في الدّول الأوروبية، ويرصد الحضور العربي اللغوي في رحابها، وينظر في البحوث والدراسات التي كتبها المستعربون والمستشرقون في الشأن اللغوي والأدبي وفي مجال الدراسات العربيّة، انطلاقًا من رسالة مجمع اللغة العربية بالشارقة في دعم الجهود المبذولة والأعمال البحثيّة في هذا الإطار.

يُشارك في جلسات المؤتمر أكثر من 22 مشاركاً من 11 دولة أوروبية، تشمل إيطاليا، وبولندا، وألمانيا، وإسبانيا، وفرنسا، وكازاخستان، وروسيا، وفرنسا، وتركيا، والنمسا، والدنمارك.

ويهدف المؤتمر إلى رصد واقع اللغة العربية في دول قارة أوروبا، وتشخيص الأحوال الراهنة للثّقافة العربية فيها، ومد جسور التعاون المعرفي والتبادل الثقافي بين المجمع والمؤسسات الدولية والمراكز العالمية التي تُعنى بتعليم اللغة العربية والدراسات اللغوية، وتوظيف الخبرات العالمية والأساليب المبتكرة في خدمة اللغة العربية ونشرها في دول قارة أوروبا، وتمكين الباحثين والدارسين في دول أوروبا من أساليب تدريس العربية، وكيفية تعليمها لدى الناطقين بغيرها، وفتح آفاق التعاون مع المراكز والمؤسسات التي تُعنى بذلك، وتبادل الخبرات والدّراسات والتجارب بين الباحثين العرب والدارسين المستعربين في أوروبا لإيجاد سبل أكثر نجاعة في تعليم العربية وتعميم نشرها تحدثًا وكتابة.

ويتناول المؤتمر في نسخته الأولى مجالات عديدة تتضمن، الدراسات العربية التي تجسد واقع اللغة العربية في أوروبا، والأبحاث المبتكرة في مجال تعلم اللغة العربية وتعليمها، والتجارب العملية والممارسات الحية في ميادين اللغة العربية والدّراسات الإسلاميّة.

ويشهد اليوم الثّاني من المؤتمر 3 جلسات، الأولى بعنوان “تعليم اللغة العربية في فرنسا، كازاخستان، ألمانيا، وإسبانيا”، ويديرها الباحث في مجمع اللغة العربية بالشارقة الدكتور بهاء الدين دنديس، بمشاركة كل من الدكتور محمد باخوش من فرنسا، والدكتور يركنبيك شوقاي من كازاخستان، والدكتور سيبستيان غونتر من ألمانيا، والدّكتور عبد الهادي سعدون من إسبانيا.

وتناقش الجلسة الثانية “واقع الدراسات العربية في كازاخستان، تركيا، وإيطاليا”، بإدارة الدكتور عبد الفتاح الحجمري، مدير مركز تنسيق التّعريب بالرّباط، وتستضيف الدكتورة سامال توليوبايفا من كازاخستان، والدّكتور محمد حقي صوتشين من تركيا، ومن إيطاليا كل من الدّكتور عقيل مرعي والدّكتور جوليانو ميون.

وتختتم جلسات المؤتمر بالجلسة الثالثة بعنوان “واقع الدراسات العربيّة في النّمسا، الدّنمارك، روسيا، وإيطاليا”، وتديرها الأستاذة رشا أو جهين، مسؤول مركز اللسان العربي في مجمع اللغة العربية بالشارقة، وتشهد مشاركة كل من الدّكتور أومت فورال من النمسا، والدكتورة فاطمة اغبارية من الدنمارك، والدكتورة أناستاسيا أوستروخوفا من روسيا، والدكتورة أليساندرا بيرسيكتي من إيطاليا.

حضر انطلاق فعاليات المؤتمر بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من، عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، والدكتورة خولة الملا رئيسة هيئة شؤون الأسرة، وجمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وعبدالله خليفة السبوسي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، وخالد بطي الهاجري مدير عام المدينة الجامعية، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ورؤساء وممثلي اتحادات ومجامع اللغة العربية، وعدد من المسؤولين والمختصين.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجمع اللغة العربیة بالشارقة صاحب السمو حاکم الشارقة الدراسات العربی باللغة العربیة هذه اللغة العدید من من الد

إقرأ أيضاً:

الأحد المقبل .. «عُمان عبر الزمان» يشهد أعمال المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها في التنمية»

الأوركسترا السلطانية تحيي ملحمة أحمد بن ماجد في احتفاء فني بالإرث البحري العُماني -

«عمان»: بمشاركة دولية واسعة تضم أكثر من ٤٢ باحثًا وأكاديميًّا وخبيرًا من ٢١ دولة، تنطلق يوم الأحد القادم أعمال المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها فـي التنمية السياحية» فـي متحف عُمان عبر الزمان، حيث يسعى المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام، إلى إبراز الدور الحيوي للمؤسسات المتحفـية والتراثية فـي تنمية القطاع السياحي، إلى جانب صون المكوّن الثقافـي وتعزيز إسهامات المتاحف فـي الاقتصاد الثقافـي والفرص الاستثمارية المرتبطة به.

كما يركّز المؤتمر على استكشاف الدور المعرفـي والتعليمي للمتاحف من خلال الشراكات الأكاديمية، وتوسيع أثرها المجتمعي عبر توظيف التقنيات الرقمية الحديثة، كالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، فـي إثراء تجربة الزائر.

ويطمح المؤتمر إلى خلق منصة لتبادل الخبرات والتجارب المتخصصة بين المشاركين من مختلف دول العالم.

المؤتمر الذي يُفتتح تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، وينظمه متحف عُمان عبر الزمان، بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والسياحة، يتضمن عدة محاور أبرزها «المؤسسات المتحفـية والتراثية» ويتناول هذا المحور أهمية المتاحف والآثار ودورها فـي تنمية السياحة، والبعثات الأثرية ودورها فـي البحث عن العمق الحضاري والتاريخي، كما يناقش القوانين والنظم التشريعية للمتاحف ودورها فـي حماية التراث الوطني، إضافة إلى دور المنظمات الدولية فـي حماية المكونات المتحفـية والتراثية. ويتطرق المحور إلى العلاقة التنظيمية بين المؤسسات التراثية والمتحفـية من جهة، والمؤسسات السياحية من جهة أخرى، بالإضافة إلى الخطط التطويرية والتنموية الرامية إلى تهيئة المواقع الأثرية والمتحفـية فـي المجال السياحي.

فـي حين يتناول المحور الثاني «الاقتصاد والسياحة المتحفـية» ويستعرض المساهمة المتحفـية فـي التنمية السياحية والاقتصادية، كما يناقش البعد الاقتصادي للتنمية السياحية، والموارد المالية والبشرية ودورها فـي السياحة المتحفـية. ويتناول كذلك دور وكالات السفر فـي الترويج السياحي وتعزيزها لدور المتاحف، ويؤكد على أهمية تعزيز مساهمة المتاحف والأماكن الأثرية والتاريخية والمؤسسات الثقافـية الحكومية والخاصة فـي الدخل الوطني والفردي، إلى جانب الاستثمار المستدام فـي مجال المتاحف، والمواسم السياحية والترويج المتحفـي والآثري.

أما المحور الثالث «الدور الثقافـي والتعليمي للمتاحف» فـيركز على أهمية إدماج المتاحف فـي المناهج الدراسية، وتضمينها كأدوات تعليمية تخدم العملية التعليمية وتنمّي الوعي بأهمية التراث لدى الأجيال الطلابية، كما يناقش التعاون بين المتاحف والمؤسسات التعليمية والأكاديمية، والدور السياحي والثقافـي الذي تؤديه المتاحف الخاصة، إضافة إلى القيمة التاريخية والاجتماعية لدور المتاحف فـي خدمة البحث العلمي، ودورها فـي نشر الثقافة السياحية وخدمتها للمجتمع، وصناعة المحتوى التعليمي والفكري للفرد والمجتمع.

فـي حين يتناول المحور الرابع «التقنيات الرقمية فـي العرض المتحفـي ودورها السياحي» ويناقش أهمية التقنيات الحديثة فـي خدمة المؤسسات المتحفـية، مستعرضًا التجارب التقنية الدولية فـي المتاحف وتأثيرها على السياحة الثقافـية، إلى جانب التوظيف التقني الافتراضي للمواقع الأثرية السياحية فـي المتاحف، كما يناقش دور التقنيات الرقمية فـي تعزيز الجانب المعرفـي والفكري داخل المتاحف، ويختتم المحور بالتركيز على توظيف الذكاء الاصطناعي فـي العرض المتحفـي كأداة متقدمة تسهم فـي تطوير تجربة الزائر.

برامج مصاحبة

يُرافق أعمال المؤتمر الدولي تنظيم ست حلقات عمل تخصصية، تُعدّ من المرتكزات الأساسية فـي دعم مخرجات المؤتمر وتعميق أثره، حيث تسلط هذه الحلقات الضوء على قضايا محورية فـي مجال العمل المتحفـي، وتوفّر منصة للتفاعل المعرفـي والتطبيقي بين المشاركين، وتتنوع موضوعات الحلقات لتشمل التقنيات الرقمية، والإدارة المتحفـية، والتجارب المجتمعية، وتطوير المحتوى الثقافـي، بما يعزز الربط بين الطرح الأكاديمي والممارسة العملية فـي هذا القطاع الحيوي.

كما يشهد المؤتمر تنظيم معرض مصاحب بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والباحثين، وذلك بهدف إبراز الأبعاد الثقافـية والاقتصادية للمتاحف، وتسليط الضوء على دورها المجتمعي المتنامي فـي المشهد السياحي والثقافـي.

المتاحف كمحركات تنموية

وفـي تصريح لها حول أهمية المؤتمر، أكدت موزة الوردية، مساعد المدير العام للشؤون المتحفـية أن المؤتمر يمثل فرصة استراتيجية لتسليط الضوء على المتاحف بوصفها محركات فاعلة للثقافة والاقتصاد، مشيرة إلى أن استضافة سلطنة عمان لهذه الكوكبة من المتخصصين تعكس التزامها الراسخ بتعزيز الدور المعرفـي والمجتمعي للمؤسسات المتحفـية.

وأضافت: إن هذا الحدث يسهم فـي دعم أهداف التنمية المستدامة وتكامل الجهود الوطنية لحماية الإرث الثقافـي وتفعيله سياحيًّا، كما أن التعاون بين الجهات المنظمة يُجسّد روح العمل المؤسسي المشترك، ويؤكد أهمية توظيف الثقافة والتراث كموارد اقتصادية مستدامة تعزز الهوية وتثري تجربة الزائر.

احتفاء موسيقي بالإرث العُماني

وضمن الفعاليات المصاحبة، تشارك الأوركسترا السلطانية العُمانية فـي إحياء أمسيتين موسيقيتين تُقامان مساء الأحد والاثنين، حيث تقدم خلالهما ملحمة موسيقية تحتفـي بالرحالة العُماني أحمد بن ماجد، فـي عمل فني يستلهم التاريخ البحري لعُمان ويخلّد موروثها الحضاري. وتأتي هذه المشاركة لتضفـي بعدًا فنيًّا على المؤتمر، يعزّز تكامل الرسالة الثقافـية، ويمنح الحضور تجربة غنية تتجاوز الجوانب الأكاديمية إلى فضاءات الإبداع والتذوق الفني.

مقالات مشابهة

  • ولي عهد الشارقة وعبدالله بن سالم يعزيان في وفاة حسن أحمد عبدالله الخيال
  • «الإبداع حق للجميع».. انطلاق فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الهمم على مسرح 23 يوليو بالمحلة
  • سلطان القاسمي يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة الأميركية في الشارقة ونظيرتها بالقاهرة
  • سلطان يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين «أمريكية الشارقة» والجامعة الأمريكية بالقاهرة
  • انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الثامن للإعلام بأكاديمية الشروق تحت عنوان «الإعلام وبناء الإنسان»
  • انطلاق فعاليات الكونغرس الـ87 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في الرباط بمشاركة بلادنا
  • الأحد المقبل .. «عُمان عبر الزمان» يشهد أعمال المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها في التنمية»
  • سلطان القاسمي يترأس الاجتماع الأول لمجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي
  • سلطان القاسمي يصدر تشريعات قانونية بشأن مجلس الشارقة للتعليم العالي والبحث العلمي
  • انطلاق مؤتمر الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي في أبوظبي