◄ الكثير من الأسهم في بورصة مسقط "أقل من قيمتها العادلة"

◄ أي طروحات أولية مرتقبة خلال الفترة المقبلة ستدعم أداء السوق

 

الرؤية- مريم البادية

 

أكد المستشار المالي عمران بن حيدر اللواتي، أن الحروب والأزمات الجيوسياسية تولّد مخاوف لدى المستثمرين؛ مما يدفعهم للتوجه نحو "الملاذات الآمنة" من الذهب والنفط، مشيرًا إلى أن أي صراع وعدم استقرار تشهده منطقة مُعينة يؤثر على معنويات المستثمرين ويغير توجهات رؤوس الأموال.

وقال اللواتي- في حديث خاص لـ"الرؤية"- إن المستثمرين في مثل هذه الظروف يلجأون إلى الملاذات الآمنة من خلال تداول سلع مختلفة في البورصات الإقليمية والعالمية، لافتًا إلى أن الذهب يتربع على رأس قائمة أفضل الملاذات الآمنة في أوقات الأزمات الاقتصادية أو المالية. ويوضح اللواتي أن السبب وراء ذلك يتمثل في عدم ارتياح كبار المستثمرين لتداول الأسهم أو بعض السندات في البورصات، ومن ثم يكون الخيار الأكثر مأمونية هو الاستثمار في الذهب. وأشار الخبير في أسواق المال إلى أن التطورات الجيوسياسية تدفع المستثمرين للجوء إلى تداول النفط، خوفًا من أي تصعيد في الوضع، معللًا بذلك حالة ارتفاع الأسعار التي يشهدها النفط حاليًا. وأضاف أن من المحتمل أن تنخفض الأسعار تدريجيًا في حالة هدوء الأوضاع وتراجع حدة التوترات الجيوسياسية، متوقعًا أن تنخفض الأسعار إلى مستويات 75- 80 دولارًا للبرميل.

ومضى اللواتي قائلًا إن ثمة حتمالات "ضئيلة جدًا" بأن تقفز أسعار النفط إلى مستويات 110- 120 دولارًا للبرميل، في حال اتساع نطاق الحرب في غزة إلى دول أخرى في الإقليم. ويرى اللواتي أنه في حالة تصاعد أي توتر جيواستراتيجي في منطقة الخليج أو مضيق هرمز المسؤول عن عبور أكثر من 20% من النفط المستهلك عالميًا، وكذلك ثلث شحنات الغاز العالمية المنقولة بحرًا، مما يجعله شريانًا حيويًا للطاقة إلى الأسواق العالمية، مشيرًا إلى احتمالية نقص إمدادات النفط والغاز إذا ما تفاقمت الأوضاع، ومن ثم تأثر أسعار النفط عالميًا.

أسواق الأسهم

وفيما يتعلق بأسواق الأسهم، قال اللواتي إن مثل هذه الأحداث تُحدِثُ نوعًا من التخارج من الأسواق العالمية، وكذلك التخارج من بعض السندات والانتقال إلى الملاذات الآمنة. وذكر اللواتي مثالًا بالسوق الأمريكي الذي يضم أكبر المؤشرات مثل ناسداك وداو جونز وستاندارد آند بورز 500، والذي يضم شركات ضخمة في قطاعات مختلفة. وقال إن هذا المؤشر منذ يوليو الماضي وحتى 27 أكتوبر الجاري، هبط بمقدار 10%؛ مما يعني دخوله في مسار هبوطي تصحيحي، ومن ثم تأثر جميع المؤشرات العالمية؛ بما فيها الأوروبية والخليجية نظرًا للظروف الجيوسياسية، والذي بدوره انعكس على السوق المحلي وبورصة مسقط.

وقال اللواتي إنه بناءً على المؤشرات الراهنة، تشهد الأسواق الآن تأثيرات غير مباشرة، علاوة على أن بعض القطاعات تتأثر تأثرًا مباشرًا، والبعض  الآخر يتأثر بطريقة غير مباشرة.

وحث المستشار المالي المستثمرين على ضرورة الوعي بتداعيات الأزمة والحرب والتي تؤدي إلى هبوط الأسواق، مشيرًا إلى أن تراجعات الأسعار ظاهرة عالمية، إلى جانب أن هناك بعض المؤشرات التي تقيس مستويات القلق والارتياح لدى المستثمر، وتكون دائمًا في صعود على عكس حركة الأسهم. وأوضح أنه إذا انخفض مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنحو 10% يتزايد قلق المستثمرين، مشيرًا إلى أن هبوط الأسعار عالميًا يؤثر بلا شك على البورصة المحلية، فضلًا عن تأثير المضاربات. ورغم ذلك يرى اللواتي أن المضاربات حق مشروع للجميع وتعتمد على شهية المضاربة والأفق الزمني للمستثمر، والتي تختلف من مستثمر لآخر.

وردًا على سؤال حول التخارج الخليجي من بورصة مسقط، قال اللواتي إنه لا يوجد سبب واضح لذلك، غير أنه يرى أن الأمر قد يُعزى لتوجه المستثمرين نحو فرص استثمارية أخرى، أو بهدف الحصول على سيولة نقدية. واستبعد اللواتي أن يكون بعض المستثمرين متخوفين من الاستثمار في بورصة مسقط، مؤكدًا "لا إشارات تدل على ذلك"، مُستدلّا بإدراج أسهم أوكيو لشبكات الغاز في البورصة. وقال إن النسبة المخصصة للمستثمرين الأجانب شهدت تخارج بعض المستثمرين الأجانب؛ بما فيهم الخليجيون في أول يوم تداول، على الرغم من أن الاكتتاب حقق نجاحًا لافتًا، كما إن أسهم أوكيو لشبكات الغاز في بورصة مسقط، أُدرِجت في ظروف غير مُستقرة في المنطقة، معتبرًا أن هذا التخارج لم يكن من أسهم معينة، وإنما شهد هذا التخارج الأجنبي أو الخليجي من بورصات أخرى لأسباب اقتصادية أو استثمارية أو تغيير وتنقل من قطاع إلى قطاع آخر ، كما أن الظروف الحالية جعلت المستثمرين في قلق وخوف لحين استقرار الأمور.

استثمارات خليجية

وقال المستشار المالي إن "مؤشر مسقط 30" شهد استقرارًا في الأسبوع الماضي عند مستوى 4553 نقطة؛ حيث فقد نقاطًا تعود إلى أن بعض الاستثمارات الخليجية جرى التخارج منها، مثل ما حدث في أسهم بنك مسقط على سبيل المثال. وأغلق مؤشر بورصة مسقط "30" أمس الثلاثاء عند مستوى 4545.460 نقطة مرتفعًا 2.1 نقطة، وبنسبة 0.047 بالمائة مقارنةً مع آخر جلسة تداول . وبلغت قيمة التداول 5.072 مليون ريال عماني، منخفضة بنسبة 66.1% مقارنةً مع آخر جلسة تداول التي بلغت 14.979 مليون ريال عماني .

 

وعن الاحتفاظ بأسهم أوكيو لشبكات الغاز، قال اللواتي إنه يتعين على المستثمر أن يصل إلى مرحلة من الوعي الاستثماري، تتيح له تحديد الاستراتيجية الاستثمارية قبل الدخول في شراء أي سهم، ما إذا كان الهدف المضاربة أم التداول للبحث عن ربح سريع. وأضاف: "يُمكن أن يحدد المستثمر ربحًا بين 5- 10% نموًا في رأس المال ومن ثم التخارج، ولكن دائمًا يُفضَّل أن يبني استراتيجيةً متوسطة إلى بعيدة المدى، ناصحًا بضرورة التفكير في تملك السهم لتحقيق نتائج أفضل. وأشار إلى أنه لو أُدرِجَ السهم في ظروف أفضل فمن المتوقع أن يترفع السعر لمستوى أعلى من 159 بيسة، وقد يصل إلى 165- 170 بيسة. وأضاف: "إذا كان المستثمر حاليًا سيحتفظ بأسهم الشركة، فيمكنه الانتظار للعام المقبل؛ حيث ستوزِّع الشركة أرباحًا بما يعادل 8% بناء على سعر الاكتتاب 126 بيسة". وتابع: "في المقابل نلاحظ أن بعض المستثمرين يشترون بسعر 150 بيسة؛ وهو سعر مدعوم بطلبات شرائية، مع ضغط بيعي متواصل بسبب الظروف الراهنة، لكن إجمالًا ما زال السهم محافظًا على مستوى دعم 150 بيسة". وأكد اللواتي أن شركة أوكيو لشبكات الغاز ينتظرها مستقبل واعد.

إدارة المحافظ الاستثمارية

ونصح اللواتي المستثمرين الشباب بدراسة أوضاع السوق قبل شراء أي سهم، ووضع أهداف متوسطة إلى بعيدة المدى، والعمل على تنويع المحفظة الاستثمارية، وأخذ المشورة من المختصين في الأسهم التي يُفضَّل الشراء فيها، ومعرفة الأسهم المناسبة للشراء من خلال التحليل الفني عن طريق الرسوم البيانية أو التحليل الأساسي للسهم أو الشركة وما ستقدمه من توزيعات للأرباح. وقال إن بعض الشباب الذين يلجأون إلى أشخاص غير مختصين طلبًا للنصيحة الاستثمارية، قد يقعوا ضحايا للنصائح غير المتخصصة، ويتكبدون خسارة دائمة.

وحث اللواتي على الدخول في الصناديق الاستثمارية المشتركة التي تسمح بالاستثمار في قطاعات وأسهم وأصول مختلفة بمبالغ أقل، من باب توزيع المخاطر، مشيرًا إلى أنه من الأنسب في وقت الأزمات تطبيق استراتيجية الاستثمار متوسط إلى طويل المدى، وأن يشتري الأسهم والسلع على مراحل مختلفة من الأسعار، مع عدم الاستعجال في الشراء أو البيع، والتحلي بالصبر لجني العوائد.

وردًا على سؤال حول أداء بورصة مسقط، قال الخبير في أسواق المال إن الكثير من الشركات المُدرجة بالقطاعات المختلفة في البورصة، وصلت إلى مرحلة أقل من قيمها العادلة، ضاربًا المثال بسهم بنك مسقط الذي سجل تراجعات تراوحت بين 5.3% إلى 4.5% في غضون أشهر قليلة، بينما قيمته العادلة بحسب قراءات المحللين قد تصل إلى 300  بيسة لكل سهم، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت. ويوضح اللواتي أن الكثير من الأسهم النشطة في البورصة المحلية تُتداول بأسعار رخيصة، ولكن ذلك لا يعني ضعف أداء الشركة، لذا يجب التركيز على الاستثمار فيها للاستفادة منها لاحقًا. وتوقع اللواتي طرح اكتتابات عامة أولية خلال المرحلة المقبلة في بورصة مسقط، مشيرًا إلى ان الاستفادة ستنعكس على المستثمرين الذين يدخلون إلى السوق مبكرًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بيان صادر عن ديوان البلاط السُّلطاني

مسقط - العمانية

بمشيئةِ اللهِ تعالى وتوفيقِه، سيؤدي حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق  المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ /  صلاةَ عيد الأضحى المبارك بعد غدٍ  الاثنين في جامع معسكر المرتفعة بمحافظة مسقط.

مقالات مشابهة

  • خبير عقاري: خصومات تصل إلى 10% على الوحدات المصيفية قريبا
  • بيان صادر عن ديوان البلاط السُّلطاني
  • الشركات الصناعيّة تعزز مكاسبها في تداولات بورصة مسقط
  • أسعار صرف الدولار في البورصات العراقية
  • قبيل عيد الأضحى.. إليكم أسعار صرف الدولار في البورصات العراقية
  • تسوية نزاع مالي بقيمة 120 مليون ريال تؤدي إلى إطلاق سراح شاب مخطوف في أبين
  • مؤشر بورصة مسقط الأسبوعي يفقد 91 نقطة.. والتداول عند 14.1 مليون ريال
  • تباين أداء الأسهم الصينية للجلسة الثالثة على التوالي
  • استقرار الدولار مع إغلاق البورصات المحلية
  • بورصة مسقط تفقد 21 نقطة.. والتداول عند 2 مليون ريال