مجزرة تلْوَ الأخرى يرتكبها كيان الاحتلال الصهيونيِّ دُونَ أيِّ رادع من ضميرٍ أو أيِّ ذرَّةٍ من الإنسانيَّة، فلَمْ يفلت من قبضته الإرهابيَّة المستشفيات أو المدارس، وحتَّى عربات الإسعاف، جرائم تتكرَّر وتكشف أكاذيب وخداع حكومة اليمين الصهيونيَّة العنصريَّة المتعطِّشة للدَّم، الَّتي تُضلِّل الرَّأي العامَّ العالَميَّ بادِّعائها وجود مناطق ومسارات آمنة يتوجَّه من خلالها ولَهَا سكَّان قِطاع غزَّة من شمال القِطاع إلى جنوبه، حيث يتمُّ قصف هذه المسارات وإبادة المئات من الأبرياء الَّذين لَمْ يرتكبوا ذنبًا يخالف الشرائع السماويَّة والقوانين الوضعيَّة الدوليَّة، وتجري معاقبتهم على رفضهم احتلال أراضيهم وتأييدهم النِّضال لاستعادتها.

كُلُّ هذا والعالَم صامت وعاجز حتَّى عن وقف تلك المجازر على الأقلِّ، ناهيك عن قدرته على محاسبة الكيان الصهيونيِّ المارق عمَّا ترتكبه من جرائم.
إنَّ صمود الشَّعب الفلسطينيِّ البطل بهذا الشَّكل الأسطوريِّ، واحتماله لجرائم وحشيَّة إرهابيَّة لأكثر من (75) خمسة وسبعين عامًا، يؤكِّد أنَّ جرائم وعمليَّات التطهير، الَّتي ترتكب على مرأى ومسمع من العالَم المتواطئ على وحشيَّتها وبشاعتها، لَنْ تدفعَ الشَّعب الفلسطينيَّ في غزَّة أو الضفَّة العربيَّة بما فيها القدس الَّتي تتعرَّض لهجمات استعماريَّة تهويديَّة، إلى النزوحِ وتركِ أرضهم ورفعِ الراية البيضاء، بل ستزيدهم إصرارًا على مواصلة الصُّمود والدِّفاع عن كرامتهم ووطنهم، ومواصلة النِّضال بشتَّى السُّبل حتَّى يستردَّ هؤلاء الأشاوس حقوقهم الوطنيَّة المسلوبة. فتحيَّة من القَلْبِ للشَّعب الفلسطينيِّ المناضل، الَّذي يتحمَّل المِحَنَ بصبرِ الجِبال، وعزيمة لا تلين، لِيصمَ العالَم أجمع بِعَارِ السكوت الَّذي تخطَّى الحدود، ووصل إلى حدِّ المشاركة في الجريمة.
نرسلُ هذه التحيَّة لأبناء فلسطين المرابطين في ذكرى وعْدِ بلفور المشؤوم الَّذي كان انطلاقةً للمأساة الَّتي يعيشها الفلسطينيُّون حتَّى وقتنا الحاضر. فذكرى إعلان بلفور تطلُّ عَلَيْنا في ظلِّ العدوان الإرهابيِّ الَّذي يواصل القتل والتدمير لقرابة الشهر في قِطاع غزَّة، والضفَّة الغربيَّة، في جريمة تنبت من شقوق الوعد الكارثيِّ، لِتُطيلَ عمر الموت المنبعث من المجازر في فلسطين، والَّتي تتعمَّد تشريد أبناء فلسطين العُزَّل داخل وطنهم وخارجه، رغم الإصرار الفلسطينيِّ على البقاء وتفضيل الموت في تراب الوطن، على الهجرة مِنْه، والاقتلاع المرير الَّذي فتَحَ طريقَه الإعلانُ المشؤوم عام 1917، ويسعى الكيان الصهيونيُّ الغاصب إلى تحقيق أهدافه بكُلِّ غطرسة وإجرام، لِتكُونَ ذكرى جديدة تتقاطع مع الإرهاب الصهيونيِّ الجاري، كشاهدٍ على مظلوميَّة الشَّعب الفلسطينيِّ، الَّذي يعيشها بكُلِّ مرارة وألَمٍ وحسْرةٍ، في ظلِّ ما يمارسه الاحتلال الصهيونيُّ من جرائم إبادة جماعيَّة لَمْ يشهدها التَّاريخ العالَميُّ الحديث.
إنَّ الجرائم الَّتي نشهدها والمجازر الَّتي نتابعها تؤكِّد أنَّ حلفاء كيان الاحتلال الصهيونيِّ لا يزالون يُقدِّمون له الدَّعم والمساعدة لكَيْ يرتكب المزيد من الجرائم بدلًا من تأمين الحماية العاجلة للفلسطينيِّين، والضغط على الاحتلال الصهيونيِّ لوقفِ شلَّالِ الدِّماء السيَّال وجريمة الإبادة الجماعيَّة الَّتي تُرتَكب في فلسطين، ما يؤكِّد أنَّ ذلك الوعد سَيِّء السُّمعة لا يزال يتجلَّى صداه، ولا يزال مَنْ وعَدَ به مُصمِّمًا على تحقيق أهدافه الاستعماريَّة بمواصلة دعم هذا النَّبتِ الشيطانيِّ في وادينا المنكوب. هذا النَّبتُ الصهيونيُّ الَّذي ينتهكُ يوميًّا جميع بنود اتفاقيَّة جنيف والقانون الدوليِّ الإنسانيِّ ومواثيق حقوق الإنسان ومئات قرارات الشرعيَّة الدوليَّة المعنيَّة بالقضيَّة الفلسطينيَّة دُونَ أنْ يجرؤَ أحَدٌ على ردْعِه أو مُحاسبتِه.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی العال م

إقرأ أيضاً:

مفتي سلطنة عُمان: التطبيع مع العدو الصهيوني صفقة خاسرة وخيانة للعقيدة والدم

يمانيون |
أدان مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، مساعي بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني، واصفًا إياها بالخيانة المزدوجة للعقيدة والأمة، واعتبر أن الإقدام على هذا المسار المخزي في وقت يدرك فيه الجميع أن الكيان الصهيوني إلى زوال، إنما هو ارتهان مفضوح وصفقة خاسرة لا محالة.

وقال الشيخ الخليلي في بيان نشره على منصة “إكس”، إن من العجيب أن تطمح بعض الدول إلى إقامة علاقات مع كيان مؤقت، يعلم أهله أنفسهم أن بقاءهم مرهون بالحروب والدمار، مؤكدًا أن الاحتلال لا يرغب في البقاء في أرض يرى أنها لم تعد تصلح له.

وأضاف: “كيف يتشبث البعض بعلاقة مع كيان زائل وسلطة منتهية؟ أولا يخشون أن تكون صفقتهم هذه خاسرة؟ يا لها من رزية!”، معبّرًا عن استغرابه من الإصرار على التطبيع مع عدوّ همجي يفتك بالأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، ويمعن في قتل إخوة الدين والعقيدة، ثم يُكافأ على جرائمه بدلاً من أن يُدان ويُحاصر.

وأكد مفتي عُمان أن هذا التطبيع لا يمثل فقط انحرافًا سياسيًا، بل هو خيانة للمبادئ والحقوق، مذكّرًا بأن من يفعل ذلك في أيام المحن إنما يرى حسنًا ما ليس بحسن.

يأتي هذا الموقف في وقت تتصاعد فيه موجات الرفض الشعبي العربي والإسلامي للتطبيع مع الاحتلال، فيما يسعى بعض الحكام لتمرير اتفاقيات سرية ومعلنة خدمة للمصالح الأجنبية على حساب القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • القانون الثوري الفلسطيني يطارد أبو شباب ومجموعته.. ما هي عقوبة الخيانة؟
  • نعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيع
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة وغزة
  • مفتي سلطنة عُمان: التطبيع مع العدو الصهيوني صفقة خاسرة وخيانة للعقيدة والدم
  • 05 جويلية.. ذكرى تخليد نداء الوطن لإعلاء صوت الحرية
  • صفقة الدم.. الاحتلال يصعّد جرائمه في غزة
  • مليونية العاصمة صنعاء .. أي تصعيد للعدو الصهيوني المجرم لن يثنينا عن مساندة الشعب الفلسطيني
  • وزير الأوقاف: الاحتلال يواصل جرائم الحرب باغتيال مروان السلطان وأسرته
  • إصابة مراسلة تليفزيون فلسطين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • إصابة مراسلة تلفزيون فلسطين إسلام الزعنون برصاص الاحتلال في غزة