مريم الحمادي: ما تم إنجازه في أجندة التحول التشريعي خلال ثلاث سنوات يعادل ضعف ما أُنجز في عشر سنوات سابقة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
استعرضت معالي مريم الحمادي، وزيرة دولة أمين عام مجلس الوزراء، أبرز التحولات في المنظومة التشريعية لدولة الإمارات خلال العام 2023، حيث أشارت معاليها خلال جلسة “أهم التطورات في المنظومة التشريعية” ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، أن الحكومة استكملت تحديث نحو 114 قانوناً تخصصياً خلال السنوات الثلاث الماضية، عمل على إنجازها أكثر من 215 فريق عمل وطني ضم حوالي 2,600 موظف وخبير ومختص من أكثر من 150 جهة اتحادية ومحلية وبمشاركة القطاع الخاص.
وقالت معاليها ” يشهد العالم سباقاً مستمراً مع المتغيرات، فالتحولات الكبرى التي كانت تحدث على مدى 100 عام، أصبحت تستغرق بضع سنوات فقط، والحكومات الناجحة هي تلك التي تتبنى نهجاً تشريعياً يمكّنها من استباق التحولات واستشراف الفرص نحو مستقبل أكثر نجاحاً وازدهاراً. وقد استطاعت دولة الإمارات أن تحقق تقدماً كبيراً في الملف التشريعي، مرسخةً مكانتها بصفتها واحدة من أفضل البيئات التشريعية في المنطقة من خلال منظومة تشريعية متكاملة تتماشى مع المتطلبات الحالية ومتغيرات الغد، حيث نجحت الحكومة خلال ثلاث سنوات بإنجاز تحديث تشريعي يعادل أكثر من ضعف عدد القوانين التي تم تعديلها أو استحداثها خلال عشر سنوات سابقة”.
واستعرضت معالي مريم الحمادي مستوى الإنجاز في أجندة التحول التشريعي، مشيرةً إلى أن دولة الإمارات لديها نحو 926 قانوناً ومرسوماً بقانون اتحادي ساري المفعول، من ضمنها 200 قانون تخصصي ينظم قطاعات الاقتصاد والمال والتعليم والصحة والتنمية الاجتماعية والبنية التحتية والبيئة والصناعة والطاقة والتكنولوجيا والقضاء والأمن. وتم خلال السنوات الثلاث الأخيرة تحديث 114 قانونا تخصصيا، وإلغاء 48 قانوناً قديماً أو معطلا لم يعد مواكباً للمتغيرات وتطلعات الدولة مستقبلاً، كما تم استحداث 33 قانوناً جديداً يصدر لأول مرة ويعزز ريادة الدولة في تنظيم قطاعات مستقبلية واعدة.
وقالت معاليها ” إن كل قانون تم تحديثه تضمن تسهيلاً في لوائح الاشتراطات ومتطلبات التنفيذ واختصاراً في الإجراءات وتوضيحاً للأدوار والصلاحيات، وذلك بما يدعم التحول إلى إطار تشريعي مرن يلمس المجتمع أثره على الخدمات في الميدان”.
وأوضحت أن ما تم إنجازه من تحديثات تشريعية أسهم في تصدر دولة الإمارات للعديد من مؤشرات التنافسية العالمية في عام 2023. فقد حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر تكيّف ومرونة التشريعات والسياسات الحكومية وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية الصادر من المعهد الدولي للتنمية الإدارية، وفي المرتبة الرابعة عالمياً في مؤشر قدرة الإطار التشريعي على التكيف مع نماذج الأعمال الرقمية والسادسة عالمياً في مؤشر كفاءة النظام القضائي في تسوية المنازعات التجارية وفق استطلاع مؤسسات الأعمال المنفذ من المنتدى الاقتصادي العالمي، والثامنة عالمياً في مؤشر الثقة في النظام القضائي والمحاكم وفق استطلاع غالوب لمؤسسات الأعمال.
وقالت معالي مريم الحمادي “ستركز أجندة الحكومة في عام 2024 على استكمال تحديث التشريعات الرئيسية في الدولة، كما سنواصل العمل على التشريع الاستباقي للمجالات المستقبلية والتكنولوجيا الناشئة، وسيجري توظيف نهج الإشراك المجتمعي في تحديث التشريعات، وتحديد فترة صلاحية لكل قانون لا تتجاوز 5 سنوات يتعين بعدها مراجعته وتقييم مدى مراعاته للمتغيرات، وستُطلق منصة تفاعلية تتضمن التشريعات الاتحادية كافة الصادرة في الدولة منذ قيام الاتحاد، كما سيجري التركيز على متابعة تنفيذ التحسينات التشريعية وقياس أثرها بما يرسخ المنظومة التشريعية في الدولة ويضاعف أثرها الإيجابي على المجتمع والاقتصاد وبيئة الأعمال”.
التشريعات الاقتصادية
وفي أجندة التحديث التشريعي الاقتصادي، استعرضت معالي الحمادي القوانين التي أُصدرت لأول مرة في الدولة، وأهمها قانون التجارة عبر الوسائل التقنية الحديثة الذي يضفي الحجية القانونية لأعمال التجارة الرقمية عبر التطبيقات والمنصات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والأوساط التقنية مثل الميتافرس، وقانون العهدة الذي يوفر أداة لتنظيم الثروات وإبقائها وتنميتها في الدولة، وقانون التأمين ضد التعطل عن العمل الذي يوفر مظلة حماية اجتماعية للعاملين من المواطنين والمقيمين، وقانون إنشاء وتنظيم مجلس الاستقرار المالي والمختص بتسهيل التعاون بين السلطات الرقابية المالية بما يضمن إسهام النظام المالي بشكل فعال في التنمية الاقتصادية.
وأوضحت معالي الحمادي أن التحديثات قد شملت كذلك قانون تنظيم المنافسة بهدف مكافحة الممارسات الاحتكارية وتعزيز الحرية الاقتصادية، وقانون التحكيم الذي يهدف إلى جعل الدولة مركزاً عالمياً في مجال فض المنازعات بالوسائل البديلة، وقانون تنظيم مؤسسات النفع العام الذي يهدف إلى تفعيل دور القطاع النفعي بصفته شريكاً استراتيجياً للحكومة في التنمية المحلية، وقانون تنظيم أعمال التأمين الذي يوفر إطاراً تنظيمياً متكاملاً لترخيص ورقابة وحوكمة قطاع التأمين وتعزيز نموه ومساهمته في الاقتصاد الوطني.
كما استعرضت معالي الحمادي أهم التعديلات على قانون إعادة التنظيم المالي والإفلاس الذي يعمل على توفير وسائل وحلول جديدة لمساعدة المدين على الاستمرار في نشاطه التجاري والوفاء بديونه من خلال تنظيم إجراءات التسوية الوقائية وإجراءات إعادة الهيكلة وإجراءات خروج المدين العاجز عن الاستمرار في نشاطه التجاري، ويشار بموجب القانون إلى إنشاء محكمة متخصصة في منازعات إعادة التنظيم المالي والإفلاس تكون أحكامها نافذة بمجرد صدورها، ووحدة لإدارة الإفلاس في وزارة العدل وسجل للإفلاس على مستوى الدولة.
وفي القطاع الأمني أشارت معالي الحمادي إلى إصدار أول قانون لتنظيم قاعدة بيانات البصمة الوراثية بما يُسهم في تعزيز الأمن وتحقيق العدالة الجنائية وفقاً لأحدث الممارسات العالمية، وقانون مكافحة الاتجار بالبشر الذي يشكل إطاراً تشريعياً يحقق الردع العام ويعزز الأمن من خلال مكافحة الأشكال الجديدة من جـرائم الاتجار بالبشر، ويستحدث مجموعة من خدمات تأهيل ودمج ضحايا هذه الجرائم في المجتمع.
التشريعات الصحية
وأشارت معالي الحمادي إلى أن دولة الإمارات أطلقت حزمة من التشريعات الصحية التي تواكب متطلبات النظام الصحي العالمي الجديد وتعزز الجانب الوقائي وتطبيقات الطب الشخصي، فأصدرت أول قانون لتنظيم استخدامات الجينوم البشري وتعظيم العائد منه على الصحة الوقائية والتنبؤ بالأمراض وتشخيصها المبكر وتطوير العلاجات وفق التركيب الجيني للفرد، وأصدرت قانون إنشاء مؤسسة الإمارات للدواء وهي هيئة حكومية تختص بتنظيم وإدارة المنتجات الطبية في الدولة وتهدف إلى جعل الدولة مركزاً عالمياً موثوقاً للصناعات الدوائية والطبية وتعزيز القدرات التصنيعية الوطنية واستقطاب الاستثمارات الرائدة للقطاع الدوائي.
من جهة أخرى، تم تحديث قانون التبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة بهدف تعزيز ثقافـــــة التبرع في المجتمع للوقاية من أمراض القصور والفشل العضوي وتوفير التكاليف المترتبة على المنظومة الصحية في الدولة.
وشملت تحديثات منظومة التشريعات الصحية في الدولة، حسب معاليها، تعديل قانون المسؤولية الطبية، وقانون المساعدة الطبية على الإنجاب، وقانون المنتجات الطبية ومهنة الصيدلة والمنشآت الصيدلانية، وقانون مزاولة غير الأطباء والصيادلة لبعض المهن الصحية، وقانون مزاولة مهنة الطب البيطري، وقانون المنشآت الصحية الخاصة.
تشريعات البيئة والبنية التحتية
أما في قطاعات البيئة والبنية التحتية، أكدت معالي الحمادي أنه “تم إصدار أول قانون ينظم سلامة الكائنات المحورة وراثياً ومنتجاتها، وأول قانون ينظم إنتاج الطاقة المتجددة، وأول قانون ينظم السكك الحديدية في الدولة، وأول تنظيم للاستخدام المدني للطائرات بدون طيار والأنشطة المرتبطة بها”.
وقالت ” وشملت التحديثات تعديل قانون تنظيم قطاع الفضاء وقانون إعادة تنظيم وكالة الإمارات للفضاء بما يعزز نمو قطاع اقتصاد الفضاء الوطني والقدرات الوطنية العاملة فيه ويواكب الوتيرة المتسارعة للمتغيرات في هذا القطاع، إضافة إلى تعديل القانون البحري لتعظيم قدرات الأسطول الوطني وزيادة فرص الاستثمار في قطاع الشحن البحري بإزالة القيود على نسب التملك الأجنبي في السفن الوطنية. من جهة أخرى، تم تحديث قانون تنظيم أوزان وأبعاد المركبات الثقيلة والذي يحدد الوزن الأقصى للمركبات الثقيلة على طرق الدولة، ويوضح التزامات مشغل المركبات الثقيلة وصلاحيات الجهات الرقابية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المشدد من 5 لـ10 سنوات لـ3 متهمين بالشروع فى قتل طالب لخلافات سابقة فى طوخ
قضت محكمة جنايات بنها، الدائرة السادسة، برئاسة المستشار السيد هاشم الصادق، وعضوية المستشارين مصطفى سعيد عبد الحميد، وخالد علي إبراهيم علي، وأحمد عمر حسين، وأمانة سر محمد فرحات، بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، لعاطلين، وكذلك السجن المشدد لمدة 5 سنوات لطالب، لاتهامهم بالشروع في قتل طالب بسبب خلافات سابقة بين المجني عليه والمتهم الثالث، والتعدي عليه بالضرب بشومة ومطواة بدائرة مركز شرطة طوخ بمحافظة القليوبية.
وتضمن أمر الإحالة في القضية رقم 3460 لسنة 2025 جنايات مركز طوخ، والمقيدة برقم 333 لسنة 2025 كلي شمال بنها، أن المتهمين "إبراهيم ح إ"، 20 سنة، و"محمود إ م"، 31 سنة، و"أحمد أ م"، 17 سنة، طالب، لأنهم في غضون شهر فبراير 2025 بدائرة مركز شرطة طوخ بمحافظة القليوبية، وحال كون المتهم الثالث طفلا تجاوز الـ15 سنة، ولم يتجاوز الـ18 سنة، شرعوا في قتل المجنى عليه فوزى على فوزى على، مع سبق الإصرار.
وتابع امر الإحالة، أنه على إثر خلف سابق بين المجن عليه وبين المتهم الثالث عقدوا العزم وبيتوا النية على قتله، وأعدوا لذلك أداة عتداء "شومة وقاطع"، ونفاذاً لم انعقدت عليه عزائمهم توجهوا للمكان الذي أيقنوا سلفاً تواجده فيه، وتحينوا الفرصة، وما أن ظفروا حتى باغته الأول بضربه بأداة "شومة"، استقرت بقدمه اليسرى وفشلت تلك الضربة مقاومته، فاستغلها الثانى والذي أمسك بكلتا يديه خلفاً وسلمه للمتهم الثالث والذي كال له ضربات استقرت بوجهه فخارت قواه، وسقط أرضا فشلو حركته، بنية إزهاق روحه، فأحدثوا إصابته المبينة بالتقرير الطبي المرفق، وقد خاب أثر الجريمة بسبب لا دخل لإرادتهم فيه هو مداركة المجنى عليه بالعلاج على النحو المبين بالتحقيقات.
وأوضح أمر الإحالة، أن المتهمين حازوا سلاحاً أبيضاً وأداة "شومة ، قاطع"، مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص دون مسوغ من الضرورة المهنية والحرفية.
مشاركة