رؤية الله في الجنة .. معناها وكيفيتها وكم مرة تحدث؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
يتساءل الكثيرون عن رؤية الله في الجنة، ومعنى رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة، حيث أجمع أهل السنة والجماعة على أن رؤية الله تعالى ممَّا يدخل في الممكنات، وأن العقل لا يحيل رؤية العباد لربهم.
رؤية الله في الجنةرؤية الله تعالى في الآخرة معناها: انكشافه لعباده المؤمنين في الآخرة انكشافًا تامًّا، ولا يلزم من رؤيته تعالى إثبات جهة -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمون أنه لا في جهة، يقول الدكتور محمد البوطي في "كبرى اليقينيات الكونية" (ص: 171، ط.
استدل أهل السنة على إمكان رؤية الله في الآخرة بالكتاب والسنة والإجماع:
أما استدلالهم بالقرآن فبعدة آيات:
أولًا: قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 22-23]. وجه الدلالة: أن النظر إما أن يكون عبارة عن الرؤية بالمعنى المراد عند أهل السنة، أو عن تقليب الحدقة نحو المرئي طلبًا لرؤيته. والأول هو المطلوب، والثاني تعذر حمله على ظاهره؛ لأن تقليب الحدقة إلى المرئي يستلزم أن يكون في الجهة والمكان، فيحمل النظر على الرؤية التي هي كالمسبب للنظر بالمعنى الثاني، وإطلاق السبب وإرادة المسبب من وجوه المجاز البليغة اهـ. راجع: "التحقيق التام في علم الكلام" (ص: 97).
ثانيًا: قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15].
وجه الدلالة: أنه تعالى أخبر عن الكفار على سبيل الوعيد في هذه الآية أنهم لا يرونه؛ عقوبة لهم، وذلك يدل على أن المؤمنين يومئذ غير محجوبين عن ربهم، وإلا لم يكن في الإخبار عن الكفار على سبيل الوعيد بهذا التعبير فائدة.
ثالثًا: قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: 26]. فإن الحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر لوجهه الكريم كما قال جمهور المفسرين. راجع: "تفسير الألوسي" (11/ 102، ط. دار إحياء التراث العربي).
ويدعم هذا التفسير ما روي عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله سلم قال: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ» رواه مسلم في "صحيحه".
استدلوا على جواز الرؤية بأحاديث:
أولًا: عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله سلم فنظر إلى القمر ليلة، يعني البدر، فقال: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ثُمَّ قَرَأَ: «﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]» متفق عليه.
ثانيًا: وعنه أيضًا قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عِيَانًا» رواه البخاري في "صحيحه".
ووجه الدلالة من الحديثين واضح؛ قال العلامة ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص: 205، ط. دار الكتب العلمية): [وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة] اهـ.
الإجماع على رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامةأما الإجماع: فإن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا مجمعين على وقوع الرؤية في الآخرة وأن الآيات والأحاديث الواردة فيها محمولة على ظواهرها من غير تأويل.
وشددت بناء على ما سبق: فإنه يجوز عقلًا وشرعًا رؤية الله عز وجل في الآخرة باتفاق أهل السنة والجماعة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم القيامة صلى الله علیه وآله رؤیة الله فی الله تعالى أهل السنة فی الآخرة الله ت
إقرأ أيضاً:
هل أمر النبي بتأخير صلاة العشاء؟.. انتبه لـ7 حقائق ينبغي معرفتها
ينبغي معرفة هل أمر النبي بتأخير صلاة العشاء ؟، حيث إنها من صلوات الفريضة المكتوبة ، التي لا ينبغي التهاون فيها بأي حال من الأحوال ولا بأحكامها، كما أنه ينبغي اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم - في أدائها ، لذا ينبغي الوقوف على حقيقة هل أمر النبي بتأخير صلاة العشاء ؟.
ورد عن مسألة هل أمر النبي بتأخير صلاة العشاء ؟، أنه كان صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرشِدُ أُمَّتَه إلى ما فيه خيرُهم وصَلاحُهم، وكان يحِبُّ التَّطهُّرَ والتَّطيُّبَ عندَ كلِّ صَلاةٍ لمَن استطاعَ إلى ذلك سَبيلًا، كما أرشَدَنا إلى الأوقاتِ الفاضلةِ لبَعضِ صَلواتِ الفرائضِ.
وقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحديثِ : "لولا أنْ أشُقَّ"، أي: لولا مَخافةُ التَّشديدِ في الأمْرِ، "على أُمَّتي" الأُمَّةُ تُطلَقُ ويُرادُ بها أُمَّةُ الإجابةِ، وتُطلَقُ ويُرادُ بها أُمَّةُ الدَّعوةِ، والمُرادُ بها هنا أُمَّةُ الإجابةِ، "لَأمرْتُهم بالسِّواكِ عندَ كلِّ صَلاةٍ"، أي: لَأمرْتُهم وأرشدْتُهم إلى تَنظيفِ وتَطييبِ الفَمِ والأسنانِ بالسِّواكِ قبْلَ كلِّ صَلاةٍ، وهو العُودُ الَّذي تُدْلَكُ به الأسنانُ لتَنظيفِها، والسِّواكُ: يُتَّخَذُ مِن شَجرةِ الأراكِ وغيرِها، وهو مَطْهَرةٌ للفَمِ، مَرضاةٌ للرَّبِّ جَلَّ وعلا.
وجاء عن قوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "ولَأخَّرْتُ صَلاةَ العشاءِ"، أي: إقامتَها، "إلى ثُلثِ اللَّيلِ"، أي: إلى نِهايةِ ثُلثِ اللَّيلِ الأوَّلِ؛ لِما فيه من الفضْلِ، وقد جاء في فضْلِ تأخيرِها ما رواهُ أبو داودَ، قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أعْتِموا بهذه الصَّلاةِ؛ فإنَّكم قد فُضِّلْتم بها على سائرِ الأُمَمِ، ولم تُصَلِّها أُمَّةٌ قبْلَكم". وفي الحديثِ: الحَثُّ على تَنظيفِ الفَمِ وتَطييبِه بالسِّواكِ وغيرِه. وفيه: بَيانُ حِرْصِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على التَّيسيرِ على النَّاسِ. وفيه: مَشروعيَّةُ تأخيرِ صَلاةِ العِشاءِ عن أوَّلِ وقْتِها.
حديث تأخير صلاة العشاءورد حديث صحيح عن تأخير صلاة العشاء ، فيما أخرجه الترمذي (167) واللفظ له، والنسائي (534) بنحوه، وابن ماجه (691) باختلاف يسير، وأحمد (7412) مطولاً، في صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5313 ، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : ( لولا أنْ أشقَّ على أمتي لأمرتُهم أنْ يؤخِّرُوا العشاءَ إلى ثُلثِ الليلِ ، أو نصفِهِ).
وروى زيد بن خالد الجهني في سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 23 ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : ( لولا أنْ أشُقَّ على أمَّتِي لأمرتُهُمْ بالسِّوَاكِ عندَ كلِّ صلاةٍ ، ولأَخَّرْتُ صلاةَ العشاءِ إلى ثُلثِ الليلِ)، أخرجه البخاري معلقاً بصيغة التمريض قبل حديث (1934) مختصراً، وأخرجه موصولاً أبو داود (47) مختصراً، وأحمد (17048) مختصراً وبزيادة في آخره.
هل كان النبي يؤخر صلاة العشاءقالت دار الإفتاء المصرية، إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصلي العشاء في الثلث الأول من الليل ، والفقهاء قسموا وقت العشاء إلى خمسة أوقات، أولها مِن غروب الشَّفَق الأحمر (يعني بعد انتهاء وقت المغرب مباشرة)، وثانيها وقت الجواز ويبدأ من الأذان، وثالثها وقت الوجوب، وهو عند منتصف الليل، وفيه يجب على الإنسان أن يُصلي العشاء ما لم يكن لديه عذر، ورابعًا يمتد وقت العشاء إلى قبل الفجر.
وأوضحت “ الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: ( هل كان رسول الله يؤخر صلاة العشاء ؟) أن تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل فإنه يُعرض الإنسان للملامة الشرعية، ومن يؤخر العشاء عن الثانية عشرة بمنتصف الليل بدون عذر يكون كأنه يرتكب خلاف الأولى، ويكون فعله غير لائق ويقع عليه ملامة شرعية".
وقت صلاة العشاءورد أنه لا ينبغي أن نؤخر صلاة العشاء إلى منتصف الليل أو آخره إلا لعذر، فإن لم يوجد عذر للمُصلي فلا ينبغي عليه التأخير وعليه الصلاة، فصلاة ركعتين بعد العشاء بمثابة قيام الليل، والنبي صلى الله عليه وسلم، كان يصلي العشاء في الثلث الأول من الليل، ومن صلَ العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلَ الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله.