إسقاط طائرة MQ9 الأمريكية في المياه اليمنية.. سيادة وجهوزية كاملة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
يمانيون – متابعات
في عملية هي الأولى من نوعها أسقطت القوات الجوية اليمنية طائرة تجسس أمريكية من طراز “إم كيو 9” فائقة التطور خلال قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في “أجواء المياه الإقليمية اليمنية” في إطار حماية واشنطن لكيان العدو الصهيوني.
ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام وصف “إسقاط الطائرة الأمريكية المعادية في أجواء المياه الإقليمية” بأنه إنجاز من حدين الأول تثب به قواتنا المسلحة أنها حاضرةٌ للتصدي لكل العمليات العدوانية التي تنتهك السيادة الوطنية، والثاني “تأكيدٌ من قواتنا المسلحة على استمرارها في عملياتها المساندة لغزة حتى توقف العدوان الإسرائيلي”.
يعود مسلسل إسقاط طائرات التجسس المقاتلة من نوع “إم كيو 9” إلى قبل 6 أعوام، عندما أسقطت دفاعات الجو اليمنية في الأول من أكتوبر من العام 2017 أول طائرة من هذا الطراز خلال قيامها بأعمال عدائية في أجواء العاصمة صنعاء، وبثت مشاهد إسقاط هذه الطائرة، حينها شكل هذا الإنجاز العسكري اليمني صدمة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، لتنحصر بعدها عمليات هذا النوع من الطائرات في مقابل تصاعد عمليات الإسقاط في الأجواء اليمنية.
وتضاعفت إنجازات قوات الدفاع الجوي اليمني في هذا الصدد وقد بلغ إجمالي ما أُسقط ”48 طائرة مسلحة بدون طيار تابعة لسلاح الجو الأمريكي”، إلى جانب إسقاط 165 طائرة ما بين تجسسية ومقاتلة، كانت تقوم بعمليات عدائية في اليمن، وفق ما أعلنت القوات المسلحة في مارس 2023.
التطور المطرد للقوات المسلحة اليمنية لم يكتفي بتأمين أجواء البر اليمني، فها هي اليوم تعلن حماية أجواء المياه الإقليمية، ليفقد بذلك الأمريكي ورقة هامة في ذروة استنفاره ودفاعة عن كيان العدو الصهيوني بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى في سبت السابع من أكتوبر والتي أذلت جيش العدو وكشفت خرافة “الجيش الذي لا يهزم”.
إنجاز اليوم الثامن من نوفمبر لا يستهان به إذ هو الأول في البحر، وكما كانت عملية الأول من أكتوبر منعطفا في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الأمريكي على اليمن، اليوم منعطف آخر وإنجاز جديد يحسب لصالح اليمن ومحور المقاومة في وجه الأمريكي الذي يحتشد في البحر الأحمر في إطار الدعم العسكري للكيان الصهيوني.
من جهة أخرى لا يأتي إسقاط طائرة “إم كيو 9” في إطار “حق القوات المسلحة اليمنية المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدي لكل التهديدات المعادية” فحسب، بل يأتي في سياق استمرار المواجهة بين اليمن والكيان الصهيوني والدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لتطهير عرقي ومجازر وحشية بالقنابل الأمريكية في غزة.
وكما تصدت القوات المسلحة اليمنية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي خلال 9 سنوات، هي اليوم عازمة على الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية دعماً ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، وكما كانت الولايات المتحدة أول الداعمين السياسيين والعسكريين للكيان الموقت مرسلة حاملات الطائرات وأكثر من 51 بارجة، وغواصة نووية ومنظوماتها الصاروخية إلى المنطقة لحماية الكيان بعد طوفان الأقصى الذي هز أركانه، كانت اليمن أول الناصرين للشعب الفلسطيني منفذة سلسلة من عمليات القصف لأهداف داخل كيان العدو بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، وهي اليوم تواجه السلاح الأمريكي غير خائفة بل وتسقطه في مياهها بعد أن أزاحته عن أراضيها.
يشار إلى أن طائرة إم كيو-9 هي طائرة تجسسية بدون طيار ذات قدرات تكنولوجية عالية تنتجها شركة جنرال أتوميكس الأمريكية بغرض استخدامها أيضا كقاذفة للصواريخ في القتال، وهي تستخدم في سلاح طيران الولايات المتحدة وفي سلاح طيران المملكة المتحدة، وقد استخدمت سابقا في ضرب أفغانستان والعراق وسوريا.
محمد الحاضري ـ المسيرة نت
https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2023/11/X-العميد-يحيى-سريع-army21ye@.mp4
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
اليمن: استراتيجية الجغرافيا اليمنية في مواجهة الأطماع الاستعمارية عبر العصور
يمانيون / تقرير خاص
تتمتع الجمهورية اليمنية بموقع جغرافي بالغ الأهمية جعل منها مطمعًا للقوى الإقليمية والدولية عبر العصور. تقع اليمن في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، وتتحكم بمضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ما يجعلها مفتاحًا لتحكم القوى الكبرى في حركة التجارة العالمية والنفط.
البعد الاستراتيجي لموقع اليمن
يُعد موقع اليمن نقطة وصل حيوية بين القارات الثلاث: آسيا، إفريقيا، وأوروبا. تشرف اليمن على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، وهو أحد أهم المعابر البحرية التي تمر عبرها شحنات النفط والسلع من الخليج إلى أوروبا وأمريكا. ومن خلال جزرها الاستراتيجية كسقطرى وميون، تمثل اليمن بوابة بحرية فاصلة بين الشرق والغرب. وفقًا لمركز المعرفة للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يمتد مضيق باب المندب بطول 56 كم ويتوسطه جزيرة ميون، ويتجاوز عدد السفن العابرة له سنويًا 21 ألف سفينة، تنقل ما يقارب 4.8 مليون برميل نفط يوميًا و700 مليار دولار من البضائع سنويًا
الأطماع الاستعمارية عبر التاريخ
منذ القرن السادس عشر، توالت محاولات القوى الاستعمارية للسيطرة على اليمن. البرتغاليون، ثم العثمانيون، فالبريطانيون، سعوا إلى بسط النفوذ على هذه الأرض ذات الموقع الحيوي. البريطانيون نجحوا في احتلال عدن عام 1839، لكن لم يستطيعوا التوسع شمالًا بفعل مقاومة القبائل. أما العثمانيون، فقد اضطروا للانسحاب مرتين، بعد مقاومة قادها الأئمة الزيديون.
بحسب تقرير صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ظل اليمن منطقة نفوذ متنازع عليها بين الإمبراطوريات الكبرى بسبب مضيق باب المندب، لكن الاستعمار فشل في تحقيق سيطرة شاملة على كامل الجغرافيا اليمنية .
المحاولات الاستعمارية الفاشلة لاستعمار اليمن
رغم الأطماع المتكررة، فإن اليمن سجل سلسلة من الانتصارات الوطنية على قوى كبرى عبر التاريخ. في العصر القديم، فشلت حملات الرومان للسيطرة على جنوب الجزيرة رغم محاولات التحالف مع ممالك يمنية. وفي القرن السادس عشر، فشل البرتغاليون في السيطرة على المخا وعدن، رغم بعثاتهم البحرية المتكررة، بسبب المقاومة الشرسة من السكان المحليين .
أما في القرن التاسع عشر، اقتصرت سيطرة بريطانيا على عدن رغم محاولات التوسع نحو الشمال. القبائل اليمنية بقيادة الأئمة الزيديين خاضت مواجهات ضد قوات الاحتلال العثماني مرتين: الأولى انتهت بثورة الإمام القاسم (القرن 17)، والثانية بخروجهم عام 1918 بقيادة الإمام يحيى حميد الدين. يوضح المؤرخ عبد الباري طاهر أن اليمن “قاوم الاستعمار التركي والبريطاني على مدى أربعة قرون ولم يخضع إلا جزئيًا، وبقيت السيادة الشعبية قائمة في مناطق شاسعة”
البعد الاقتصادي والعسكري لموقع اليمن
منذ بداية العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الاماراتي في 2015، تحول اليمن إلى محور صراع إقليمي ودولي، لأسباب جيوسياسية واقتصادية. السيطرة على باب المندب وسواحل اليمن تعني التحكم في حركة الملاحة العالمية. كذلك، تضم اليمن احتياطيات نفطية وغازية غير مستغلة، بالإضافة إلى ثروات معدنية مهمة.
يذكر مركز صنعاء للدراسات أن الجزر اليمنية، خصوصًا ميون وسقطرى، أصبحت أهدافًا استراتيجية لتواجد عسكري أجنبي، ما يهدد سيادة اليمن ويفتح الباب لصراعات إقليمية طويلة الأمد
مستقبل اليمن الجيوسياسي: التهديدات والفرص
يرى خبراء أن استقرار اليمن هو السبيل الوحيد لتحويل هذا الموقع الاستراتيجي إلى رافعة للتنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي. اليمن يمكن أن يتحول إلى مركز لوجستي وتجاري عالمي إذا توفرت له السيادة والاستقرار السياسي.
لكن في المقابل، يحذر مركز الجزيرة للدراسات من استمرار الأطماع الخارجية الذي قد يؤدي إلى تقسيم فعلي أو فرض وصايات طويلة الأمد على أجزاء من اليمن، خصوصًا الجزر والموانئ
تعزيز اليمن لموقعها الجغرافي بعد ثورة 21 سبتمبر
بعد الثورة، عملت اليمن على استثمار موقعها الاستراتيجي لتعزيز نفوذها الجيوسياسي عبر:
استعادة السيادة على الموانئ والمضائق: استعادت اليمن سيادتها على موانئ مهمة في البحر الأحمر وخليج عدن، مع التركيز على مضيق باب المندب الذي يمر عبره أكثر من 10% من تجارة النفط العالمية
تطوير استراتيجية الردع البحري والجوي: عبر تعزيز القدرات العسكرية وخاصة الطائرات المسيّرة والصواريخ، أصبحت اليمن قادرة على التحكم النسبي في الممرات المائية
تحوّل اليمن إلى مركز توازن إقليمي: أصبحت اليمن ورقة ضغط فعالة في ملفات الأمن البحري ومكافحة القرصنة والهجرة غير الشرعية
بناء محور تحالفات إقليمية مقاومة: تعزيز التحالفات مع إيران وسوريا وحزب الله منح اليمن نفوذًا سياسيًا إقليميًا .
تعزيز الدور الجيوسياسي في الصراع الدولي: أصبحت اليمن نقطة اختبار في معادلات التجارة الدولية وأمن المضائق البحرية
خاتمة
من عدن إلى سقطرى، ومن الجوف إلى تعز، تروي الجغرافيا اليمنية قصة أمة لا تنحني. وعلى مر القرون، فشلت القوى الاستعمارية في إخضاع اليمن كليًا، وبقي الشعب اليمني حارسًا لأرضه رغم الظروف. واليوم، في ظل تصاعد الصراعات الإقليمية والدولية، تظل اليمن لاعبًا أساسيًا في معادلة الأمن الجيوسياسي للمنطقة والعالم.