رام الله- تفاعلت الضفة الغربية سريعا مع مجريات الاجتياح الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، ما يطرح تساؤلا عن إمكانية تدحرج الأحداث إلى هبة أوسع.

فمع بدء الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين، بدأت الفصائل في دعوة أنصارها إلى التحرك وتصعيد المواجهة في نقاط الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما حدث بالفعل في أغلب المحافظات.

وتقول جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها تعاملت مع 76 إصابة خلال مواجهات جرت في محافظات نابلس (59) مصابا وبيت لحم (16) مصابا وفي الخليل مصاب واحد.

وصباح اليوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع شهداء العدوان على مخيم جنين إلى 10 والإصابات إلى 100، بينهم 20 وصفتها بالخطيرة.

تغطية صحفية: شبان يغلقون الطرق ويشعلون الإطارات المطاطية في كفر عقب شمال القدس المحتلة ومفترق جامعة بيرزيت وشارع الجلزون في البيرة، نصرة لجنين. pic.twitter.com/7h79Isrcff

— فلسطين لايف | PL Plus (@pl_plus1) July 4, 2023

وقفات تضامن وإضراب

كما شهدت مختلف المحافظات مساء الاثنين ونهار الثلاثاء وقفات دعم وإسناد لمدينة جنين، شارك فيها مئات الفلسطينيين من مختلف القوى والفصائل.

وخصصت مؤسسات حقوقية مختصة بشؤون الأسرى وقفة وسط مدينة الخليل "للتضامن مع عشرات المعتقلين في المخيم، الذين لا يعرف مصيرهم أو ظروف اعتقالهم" وفق مدير هيئة شؤون الأسرى في المدينة إبراهيم نجاجرة.

وأضاف نجاجرة، في حديثه للجزيرة نت، أن "العشرات تم اعتقالهم في الساعات الأخيرة دون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية أو متابعات قانونية وصحية، وقد يتعرض بعضهم للتنكيل والضرب في معسكرات الجيش أو مراكز الاعتقال".

وإضافة إلى نحو 120 فلسطينيا أعلن جيش الاحتلال اعتقالهم خلال اجتياحه لمخيم جنين، قال نادي الأسير الفلسطيني إن حصيلة الاعتقالات من مختلف المحافظات بلغت 20 معتقلا خلال الساعات الأخيرة.

إلى ذلك، شل الإضراب مختلف القطاعات الخاصة والحكومية في محافظات الضفة الغربية، كما أغلقت المحلات التجارية أبوابها، حدادا على أرواح الشهداء، استجابة لدعوة القوى والفصائل الفلسطينية وحراكات شبابية.

حملة للتبرع بالدم في الخليل لصالح جرحى العدوان الإسرائيلي في جنين https://t.co/yFd14yI7zH

— shahennews.com (@dawodsha49) July 4, 2023

تبرعات بالدم والغذاء

بالتزامن مع المواجهات، سارعت أوساط شعبية ورسمية ونقابية إلى تنظيم حملات للتبرع بالدم، كما جرى في مستشفى الخليل الحكومي، وأخرى لجمع المواد الغذائية وخاصة في مدينة نابلس القريبة من مدينة جنين.

وقال مدير مستشفى الخليل الحكومي الدكتور طارق البربراوي للجزيرة نت إن المستشفى أطلق منذ الصباح حملة للتبرع بالدم "نصرة لأهلنا في جنين".

وأضاف أن الحملة ستستمر حتى مساء الثلاثاء، مبينا أن كميات الدم المتبرع بها في الخليل وغيرها من المحافظات ستنقل إلى بنك الدم المركزي في رام الله، ومن ثم إلى مستشفيات جنين.

وذكر أن "العشرات من المواطنين يشاركون في الحملة خاصة أن جنين تنزف لليوم الثاني على التوالي، ومشافيها بحاجة إلى مزيد من وحدات الدم في ظل زيادة أعداد المصابين".

إضراب شامل في الخليل ، تنديدا بعـ ـدوان الاحتـ ـلال على جنين. pic.twitter.com/XfI5qM0Wfl

— قناة القدس (@livequds) July 4, 2023

مرحلة جديدة

في ظل تزايد حدة ورقعة المواجهات من جهة، والتضامن الشعبي من جهة ثانية، يرى منسق القوى الفلسطينية في مدينة رام الله عصام أبو بكر أن ما يجري اليوم في جنين "يسمع صداه في أنحاء الضفة ويؤسس لمرحلة جديدة على مختلف الأصعدة".

ويضيف أبو بكر، في حديثه للجزيرة نت، أن المقاومة الشعبية كانت تجري بشكل متقطع وتتركز في بعض المناطق المستهدفة من الاحتلال والاستيطان "لكن أحداث جنين تؤسس لمرحلة جديدة يجب أن تكون مختلفة من حيث شكل وتوزيع رقعة المقاومة الشعبية وتكامل أشكالها".

ورجح القيادي الفلسطيني أن يتدحرج الوضع الميداني "وصولا إلى هبة شاملة لأن تصاعد جرائم الاحتلال بما في ذلك تكثيف وتوسيع الاستيطان لم يجعل أمام الفلسطينيين من خيار سوى توسيع وتكثيف المقاومة الشعبية بكافة أشكالها وفق ما يسمح به القانون الدولي".

وأضاف أبو بكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول من خلال عدوانه ترسيخ ائتلافه الحزبي الحاكم واستعادة قوة الردع المهزوزة بعد سلسلة العمليات بالضفة، وأن يثبت بأن يد إسرائيل تصل لمن تريد "لكن الحل وفق المدخل الأمني محفوف بالمخاطر، لأنه جُرب سابقا، وتم اجتياح الضفة ولم يؤدي ذلك لحفظ الأمن لإسرائيل، بل فشلت كل المخططات وستمنى مستقبلا بالفشل الذريع".

وفي عام 2002، أعادت إسرائيل احتلال الأراضي التي كانت تابعة للسلطة الفلسطينية وفق اتفاق أوسلو، وما زالت تسيطر عليها.

يذكر أن القيادة الفلسطينية أعلنت، في بيان بعد اجتماعها برئاسة الرئيس محمود عباس مساء الاثنين، "وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار بوقف التنسيق الأمني".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

عربات جدعون.. إسرائيل تطلق أوسع عملية عسكرية في غزة وتحذيرات من تهجير جماعي

في خطوة مفصلية تمثل تصعيدًا كبيرًا في الحرب المستمرة على قطاع غزة، أعلنت إسرائيل رسميًا إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم "عربات جدعون"، رغم استمرار الجهود الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق تهدئة وتبادل أسرى. 

ويأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من الضربات الجوية المكثفة التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، ما يهدد بإعادة إشعال فتيل المواجهات على نطاق أوسع في المنطقة.

عربات جدعونبدء عملية "عربات جدعون"

أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، بدء تنفيذ ضربات واسعة النطاق ونقل قوات إلى قطاع غزة، في إطار ما وصفه ببداية حملة "عربات جدعون" وتوسيع المعركة لتحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها تحرير المختطفين وحسم المعركة مع حركة حماس.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن البيان الصادر عن الجيش كان "دراماتيكيًا" وجاء في وقت متأخر من الليل، ما يعكس طبيعة القرار وخطورته، كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن العملية تتضمن "العمل على السيطرة على أراضٍ داخل قطاع غزة".

وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش كان يستعد خلال الأيام الماضية للانتقال إلى هذه العملية، والتي تهدف إلى زيادة الضغط على حماس. وصرّح مصدر أمني بأن القصف العنيف الذي نفذ في شمال غزة ليلة الخميس والجمعة يمثل تحضيرًا لتوسيع الغارة والدخول البري المتوقع للقوات البرية والمدرعة.

وأسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية التي سبقت الإعلان عن العملية عن مقتل 110 فلسطينيين وإصابة مئات آخرين بجروح متفاوتة، مما يزيد من مأساوية الوضع الإنساني في القطاع.

المفاوضات مستمرة.. لكن بدون تقدم

رغم التصعيد العسكري، لا تزال المفاوضات غير المباشرة جارية بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية. وكانت إسرائيل قد ربطت انطلاق العملية العسكرية بانتهاء جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مهددة بالتحرك في حال فشل المحادثات.

وذكر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن فريق التفاوض الإسرائيلي لا يزال في العاصمة القطرية الدوحة، ومن المتوقع أن يبقى حتى مساء السبت على الأقل. ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنه "رغم غياب التقدم، فإن فرص التوصل إلى اختراق لم تنخفض إلى الصفر".

كما أشار وزير إسرائيلي إلى أن نتنياهو لا يزال مهتما بإتمام صفقة الرهائن، ولذلك قرر مواصلة المفاوضات رغم تعثرها، ويُتوقع أن يعقد المجلس الوزاري السياسي والأمني الإسرائيلي "الكابينت" اجتماعًا يوم الأحد لبحث توسيع العملية في غزة.

فشل الجولة التفاوضية الحالية

بحسب الوسطاء، فإن الوفد الإسرائيلي لم يبدِ جدية في التفاوض، ولم يقدم أي عروض جديدة، ما دفعهم إلى وصف هذه الجولة بأنها "الأسوأ على الإطلاق".

ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر في الوساطة قولهم إن "الانطباع السائد هو أن الوفد الإسرائيلي جاء لإفشال المحادثات، لا لإنجاحها"، معتبرين أن إسرائيل تسعى لتبرير العودة إلى الحرب المفتوحة.

ووافقت الحكومة الإسرائيلية، ممثلة بـ"الكابينت"، على خطة "عربات جدعون" في 6 مايو الجاري، وتهدف إلى:

القضاء التام على حركة حماسترسيخ وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في غزةضمان عودة جميع الرهائن الإسرائيليين

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تمر الحملة بثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى: الاستعداد والتجهيز

بدأت المرحلة الأولى قبل أيام، وانتهت مع نهاية جولة ترامب. تضمنت هذه المرحلة إعداد مناطق جنوب غرب القطاع، خاصة منطقة رفح، لاستيعاب نحو مليوني فلسطيني. وقد فرغت هذه المناطق من السكان، ودُمّرت معظم مبانيها، فيما تؤكد إسرائيل أن الأنفاق الموجودة هناك غير صالحة للاستخدام من قبل حماس.

وشاركت شركة أمريكية في إنشاء مراكز لوجستية لتوزيع المساعدات الغذائية والطبية على السكان، بإشراف الجيش الإسرائيلي.

المرحلة الثانية: قصف تمهيدي وإجلاء سكان

يبدأ الجيش في هذه المرحلة بـ نيران تمهيدية كثيفة من الجو والبر، ويطلب من السكان إخلاء منازلهم والانتقال إلى مناطق آمنة. والهدف هنا مزدوج:

الضغط على حماس لوقف القتالتشجيع السكان على مغادرة غزة نحو مصر أو البحر أو أي وجهة خارجيةكما سيتم في هذه المرحلة توزيع مساعدات إنسانية محدودة، وإجلاء المرضى والجرحى خارج القطاع.المرحلة الثالثة: القتال والاحتلال والبقاء الطويل

تدخل القوات البرية الإسرائيلية إلى المناطق التي أُخليت من المدنيين، لمحاربة المسلحين المتبقين وفقًا لنموذج العمليات السابق في رفح وخان يونس.

وتهدف هذه المرحلة إلى تفكيك بنية حماس والجهاد وقطع الاتصال بين كتائبهم المختلفة، عبر وجود عسكري دائم يمنع إعادة تنظيم المقاومة المسلحة.

3 فرص لخروج حماس من المواجهة

حدد المخطط العسكري الإسرائيلي ثلاث "محطات خروج" لحماس:

قبيل تحريك السكان في المرحلة الثانيةقبل أو خلال بدء العملية البريةقبيل التجنيد الواسع للاحتياط والسيطرة الشاملة على القطاعخمس أدوات ضغط مركزية في خطة "عربات جدعون"

تستخدم الخطة خمس روافع ضغط ضد حماس:

السيطرة على أراضٍ في غزة وقطع خطوط الاتصال بين الكتائبتحريك السكان بعيدًا عن مراكز نفوذ حماسمنع حماس من الوصول للمساعدات الإنسانيةعزل الكتائب عن بعضها البعض وعن السكان المدنيينالحرب النفسية – إيصال رسالة واضحة لحماس عن ثمن استمرار القتال

وبينما تسعى الوساطات الإقليمية والدولية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي، يتجه الميدان نحو تصعيد مفتوح، مع تنفيذ إسرائيل أكبر خطة عسكرية برية محتملة منذ بداية الحرب. ومع استمرار الجمود في المفاوضات، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل القطاع وسكانه، وكذلك مصير الرهائن وأهداف إسرائيل العسكرية والسياسية على حد سواء.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة ترامب كانت تهدف في الأساس إلى إعلان التوصل إلى هدنة شاملة، غير أن ما وصفه بـ"شروط رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو" كانت العائق الأساسي أمام هذا الإعلان.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العقدة الكبرى تكمن في رفض إسرائيل تقديم أي التزام رسمي أو دولي بوقف الحرب، حتى بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تتضمّن الإفراج عن 10 من الأسرى الإسرائيليين مقابل هدنة تستمر لعشرة أسابيع، إلى جانب إطلاق سراح نحو 2000 معتقل من قطاع غزة و500 من المعتقلين القدامى.

لا ضمانات أمريكية.. والمفاوضات تراوح مكانها

وأوضح الرقب أن المقاومة الفلسطينية، "حتى اللحظة، لم تحصل على أي ضمانات أميركية حقيقية بوقف الحرب، وهو ما يُعيق الإعلان عن التهدئة رغم استمرار المفاوضات التي تجري برعاية كل من قطر ومصر".

وشدد على أن هذه الضبابية في الموقف الأمريكي تُعدّ إحدى أبرز العراقيل في طريق التوصل إلى حل، خصوصًا في ظل الضغط الشعبي والسياسي داخل إسرائيل، والذي يدفع باتجاه مزيد من التصعيد.

خطة مراكب جدعون.. جريمة ديموجرافية؟

وفي تطوّر خطير، لفت الرقب إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يروّج لما يُسمّى بـ"خطة مراكب جدعون"، وهي خطة تتضمن تهجيرًا جماعيًا لسكان غزة عبر دفعهم جنوبًا إلى رفح، ثم ترحيلهم عبر مطار "رامون" في صحراء النقب.

وصف الرقب هذه الخطة بأنها "جريمة منظمة تهدف إلى فرض واقع ديموجرافي جديد"، معتبرًا أن الصمت الأمريكي تجاهها يثير الريبة، وربما يكون مؤشرًا على أن الخطة جزء من صفقة جيوسياسية أوسع تُطبخ في الكواليس.

وختم الرقب بالتحذير من أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة، التي تحدث فيها عن "استمرار القتال" و"مفاجآت قادمة"، تعكس نية مبيّتة لإفشال أي اتفاق مرتقب، وتؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تُراوغ وتستعد لجولة جديدة من التصعيد.

طباعة شارك عربات جدعون قطاع غزة غزة إسرائيل الجيش الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • إصابة شابين واعتقال فتى خلال اقتحام الاحتلال شرق الخليل
  • الاحتلال يعتقل 13 فلسطينيا على الأقل خلال حملات واسعة في الضفة
  • اكتمال وصول الدفعة الأولى من حجاج الضفة إلى مدينة الحجاج في غور نمرين
  • 24 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة
  • العدو الصهيوني يعتقل 12 مواطنا فلسطينيا من الضفة الغربية
  • الدفعة الأولى من حجاج الضفة الغربية تُغادر اليوم إلى السعودية
  • مصابون واعتقالات باقتحامات للجيش الإسرائيلي بالضفة
  • عربات جدعون.. إسرائيل تطلق أوسع عملية عسكرية في غزة وتحذيرات من تهجير جماعي
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 53 ألفًا و272 شهيدًا
  • إصابة مُسن فلسطيني برصاص الاحتلال الحي عند مدخل مخيم جنين