مرَّة أُخرى تؤكِّد الدبلوماسيَّة العُمانيَّة مواقفها الثَّابتة والرَّاسخة والمُعلَنة تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة، خصوصًا خلال العدوان الهمجيِّ الجارية أحداثه في قِطاع غزَّة، حيث تتمسَّك سلطنة عُمان ـ انطلاقًا من الرؤية السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بضرورة وقْفِ هذا العدوان الغاشم الَّذي يستهدف المَدنيِّين، والعمل على توصيل المساعدات الإنسانيَّة إلى القِطاع المُحاصَر الَّذي دُمِّرت بنيته الأساسيَّة بشكلٍ كامل، ثمَّ إيجاد حلٍّ جذريٍّ يعالج القضيَّة الفلسطينيَّة من الأساس، وذلك عَبْرَ إطلاق مفاوضات غير مشروطة مُنطلِقة من الثوابت وقرارات الشرعيَّة الدوليَّة، تشمل جميع الفلسطينيِّين دُونَ استثناء أيِّ طرفٍ، وتسعى بشكلٍ جادٍّ إلى إعلان دَولة فلسطينيَّة مستقلَّة عاصمتها القدس الشرقيَّة، وإعادة كافَّة الحقوق الفلسطينيَّة المستنِدة إلى قرارات الشَّرعيَّة الدوليَّة.

وهو موقف عبَّر عَنْه قائد البلاد المُفدَّى ـ أعزَّه الله ـ خلال الاتِّصال الهاتفيِّ مع الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المُتَّحدة الأميركيًّة. فرغم العلاقات العُمانيَّة الأميركيًّة الطيِّبة، وسعيِ الطرفَيْنِ إلى تقويتها بشتَّى السُّبل، خصوصًا من الجانب الأميركيِّ الَّذي يدركُ ثقلَ سلطنة عُمان في محيطها الإقليمي ودَوْرها الإيجابيِّ في الوساطة بعددٍ من الملفات المستعصية، إلَّا أنَّ جلالة السُّلطان المُعظَّم حرص خلال الاتِّصال وأثناء تبادل وجهات النَّظر حَوْلَ عددٍ من القضايا الإقليميَّة والدوليَّة ذات الاهتمام المشترك، مناقشة المستجدَّات الَّتي تشهدها السَّاحة الفلسطينيَّة، حيث أكَّد جلالة السُّلطان ـ أبقاه الله ـ على أهمِّية وقْفِ العمليَّات العسكريَّة في قِطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة وحماية المَدنيِّين، وإيلاء الجانب الإنسانيِّ الأولويَّة القصوى، والتأكيد على أهمِّية الاحتكام إلى قرارات الشَّرعيَّة الدوليَّة والقانون الدوليِّ الإنسانيِّ، وحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ في إقامة دَولته المستقلَّة على حدود عام ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشَّرقيَّة.
إنَّ الموقف العُماني هذا ينطلق من إدراك أنَّ أمْنَ واستقرارَ المنطقة والعالَم، لا بُدُّ أنْ يمرَّ أوَّلًا عَبْرَ إيجاد حلٍّ عادلٍ وشاملٍ للقضيَّة الفلسطينيَّة، يُلبِّي الحقوق الفلسطينيَّة المسلوبة، ويُحاسب كيان الاحتلال الإسرائيليِّ على ما يرتكبه من جرائم متواصلة، ضدَّ أبناء الشَّعب الفلسطينيِّ العُزَّل، وإلَّا سيظلُّ الشَّرق الأوسط ساحة صراع، تَحُولُ بَيْنَ الطموحات العالَميَّة في تحقيق أهداف التنمية المنشودة، والَّتي لَنْ تتحقَّقَ إلَّا عَبْرَ إعادة الأمْنِ والاستقرار المفقود في المنطقة والعالَم أجمع، فبدلًا من استنزاف المقدّرات الوطنيَّة في تلك الصراعات، الَّتي لَنْ تغيِّرَ في النِّهاية في شكلِ معادلة الحلِّ، مهما حاول كيان الاحتلال الإسرائيليِّ في فرض حلول أحاديَّة، ينبغي أنْ توظَّفَ في إقامة سلام حقيقيٍّ ودائمٍ، فلَنْ يضيعَ حقٌّ وراءه مطالب، خصوصًا وأنَّ هذا الحقَّ ليس وراءه الجانب الفلسطينيُّ فحسب، وإنَّما وراءه أيضًا الأُمَّتانِ العربيَّة والإسلاميَّة. وهذا ما لا يدركه الكيان الغاصب المارق، ورغم معاهدات السَّلام الَّتي وقَّعها كيان الاحتلال الإسرائيليِّ مع أكثر من طرفٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ، إلَّا أنَّ عدم وجود حلٍّ حقيقيٍّ قائمٍ على إعادة الحقوق الفلسطينيَّة المشروعة لأصحابها، كان ولا يزال حائلًا كبيرًا في تحقيق التقبُّل الشعَّبيِّ لأيٍّ من تلك الاتِّفاقيَّات، بل يظهر بشكلٍ قاطعٍ الرَّفضُ الشَّعبيُّ لها، ورفض أيِّ محاولةٍ في التطبيع. فالشعوب العربيَّة والإسلاميَّة ستظلُّ ترهنُ تقبُّلها بوجود ما يُسمَّى بـ»إسرائيل» والاعتراف بها، باعترافها أوَّلًا بكامل الحقوق الفلسطينيَّة، خصوصًا على مدينة القدس المحتلَّة وباقي المقدَّسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الحقوق الفلسطینی ة الفلسطینی خصوص ا

إقرأ أيضاً:

الدفاع المدني يخمد حريقاً في بني الحارث وينتشل جثة شاب سقط في بئر برداع

يمانيون../
تمكّنت فرق الدفاع المدني من السيطرة على حريق اندلع في منزل أحد المواطنين بأمانة العاصمة، كما تمكّنت فرق الإنقاذ من انتشال جثة شاب بعد سقوطه في بئر بمحافظة البيضاء.

وأوضحت مصلحة الدفاع المدني أن فرقها استجابت بشكل عاجل لحريق نشب في منزل المواطن أمين عبدالله الحميدي، الكائن في شارع الزريقي بمديرية بني الحارث، حيث تمكنت من تطويق النيران وإخمادها، ومنع انتشارها إلى باقي أجزاء المنزل والمنازل المجاورة، مشيرة إلى أن الحريق ناتج عن ماس كهربائي.

وفي حادثة منفصلة، نجحت فرق الغوص والإنقاذ المائي التابعة للمصلحة في محافظة البيضاء، من انتشال جثة المواطن محمد مزهر الزيلعي، البالغ من العمر 30 عاماً، وذلك بعد سقوطه في بئر بمنطقة رداع.

وجددت مصلحة الدفاع المدني دعوتها للمواطنين إلى الالتزام بإجراءات ومعايير السلامة العامة داخل المنازل، خصوصًا ما يتعلق بفحص التمديدات الكهربائية ومعالجة الأسلاك المكشوفة.

كما دعت المصلحة مكاتب الأشغال العامة والمواطنين إلى تغطية الآبار المكشوفة، لما تشكله من خطر حقيقي ومتكرر على حياة الأفراد، خصوصًا الأطفال، حفاظًا على سلامة المجتمع.

مقالات مشابهة

  • أشادا بما حققوه من تميُّز.. أمير الشرقية ونائبه يستقبلان طلاب المنطقة الفائزين بالمعرض الدولي “آيسف 2025”
  • أمير المنطقة الشرقية يهنئ الفائزين في المعرض الدولي "آيسف 2025"
  • أمير المنطقة الشرقية يهنئ الفائزين في المعرض الدولي “آيسف 2025”
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي لوقف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني
  • الدفاع المدني يخمد حريقاً في بني الحارث وينتشل جثة شاب سقط في بئر برداع
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: يجب منع إسرائيل من الاستمرار في تجاهل القانون الدولي والتصعيد في الأراضي الفلسطينية
  • حمدان بن زايد: المشاركة في سباق «دلما التاريخي» أكدت أن حب البحر راسخ في الوجدان الإماراتي
  • الرئيس عون استقبل وزيرة خارجية فنلندا: لبنان متمسك ببقاء اليونيفيل
  • ثمَّن موقف الدول الداعمة لـ”القضية الفلسطينية”.. وكيل الخارجية: المملكة حريصة على توسيع التعاون بين «الخليج» و»آسيان»
  • حظر تظاهرات عدن يعصف بالحقوق الأساسية وسط أزمات اقتصادية خانقة