الدكتور بهيج سكاكيني دعوة رئيس الدولة الوهمية للأمناء العاميين من الفصائل لاجتماع طارئ لمناقشة الأوضاع ومواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية لن تكون مخرجاته أفضل من جميع الاجتماعات التي تمت على مدى سنوات سابقة. فالأخطار تم تشخيصها وليست خافية على أحد وتم اتخاذ جملة من القرارات التي أجمعت عليها كل الفصائل الفلسطينية تلك المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية -التي همش دورها ودور مؤسساتها وحلت السلطة مكانها- الى جانب التنظيمات التي تعمل من خارجها والمقصود حماس والجهاد على وجه التحديد وتم أخذ مجموعة من القرارات في اجتماع الأمناء العاميين للفصائل الفلسطينية الذي عقد في بيروت أيلول 2022 هذا عدا عن القرارات التي اتخذت في اللجنة المركزية والتنفيذية …الخ.

العيب ليس بالقرارات التي حددت ما يجب عمله العيب والخلل يكمن في إصرار السلطة الفلسطينية ورئيسها على عدم تنفيذ هذه القرارات التي اقرت منذ سنوات فلم يتوقف التنسيق الأمني على الأرض ولم يتم سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني ولم يتم التقدم الى محكمة الجنايات الدولية و و و وبقيت السلطة وزبانيتها تماطل وتجد الاعذار والتبريرات الى ان وصلت الى ان تكون سلطة بعيدة كل البعد عن شعبها وتطلعاته ومكتفية بالعيش والتأقلم مع الاحتلال لما يوفره من اريحية وحياة رغيدة لها ولزبانيتها ولعائلاتهم مكتفية بين الحين والأخر بإدانة ما يقوم به الكيان الصهيوني من ممارسات على الأرض وكأن ما يقوم به هذا الاحتلال الهمجي إنما يقوم به في دولة أخرى واراضي خارج أراضي فلسطين المحتلة وتطالب “المجتمع الدولي” المسؤول عن زرع هذا الكيان السرطاني في المنطقة ان يأتي لحماية الشعب الفلسطيني وارسال قوات دولية ربما للوقوع تحت انتداب مما يعفي السلطة من اية مسؤولية “لمقاومة الاحتلال” حتى لفظيا ولتتفرغ لتكديس مزيدا من الأموال. في الفترة الأخيرة وربما في محاولة لتبيض الوجه وتقليل النقمة الشعبية على السلطة قامت بالإعلان عن بعض الإجراءات نقول الإعلان بقصد (لأن التنفيذ معدوم) ومنها “ان تفاهمات العقبة وشرم الشيخ مع الاحتلال لم يعد لها جدوى ولم تعد قائمة” الى جانب ان السلطة ستوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل كاملة وإنها سترفع قضية ضد بريطانيا وامريكا بما يخص وعد بلفور والمطالبة بالتعويضات وتقنين العلاقة مع الإدارة الامريكية. وهذا كله لامتصاص النقمة الشعبية فلم يعد أحد لا من البعيد او القريب يعير أي اهتمام لما تقوله السلطة الفاقدة الشرعية منذ سنوات أو يصدق ما تقوله. تعلن عن وقف التنسيق الأمني بينما قام جهاز الامن الوقائي باعتقال بعض المقاومين المتوجهين الى جنين من نابلس لمؤازرة المقاومين للدفاع عن المخيم واعتدت عليهم فكما يقول المثل “اسمع كلامك اصدقك أشوف أعمالك استغرب”. ماذا يعني هذا العهر السياسي الذي لا يمت الى أي شعور وطني او انساني او أخلاقي؟ لو كانت السلطة فعلا تريد التراجع عن كل هذا الاستئثار والتسلط والهيمنة على القرار الفلسطيني ووقف التغول على شعبنا والاستمرار في عمليات النهب من قبل القطط السمان اللذين استبدلوا الزنوبا بأحذية تفوق اثمانها ربما معاش موظف بالشهر حتى لا نقول أكثر ما عليها الا ان تفتح الجرار وتخرج محاضر الاجتماعات السابقة وتزيل الغبار المتكدس على الاوراق وتنفذ قرارات الاجماع الوطني وليس دعوة الأمناء العامين ليكونوا شهود زور مرة أخرى فقد بلغ السيل الزبى.  وما فعله مجموعة من الشباب في جنين اللذين قاموا برمي الحجارة على مركز المقاطعة هناك الا تعبيرا عن غضب الشارع الفلسطيني تجاه السلطة التي اتخذت موقف المتفرج لما يدور في مخيم جنين ولن نبالغ إذا ما قلنا وبكل شفافية ان البعض من زمرة السلطة كان فرحا من هذا العدوان لان جنين تمثل وجع رأس أمني للسلطة برمتها وقد سبق ان حمل البعض منهم نفس الامنيات للمقاومة في حالات مماثلة في قطاع غزة. وليس سرا القول من ان رأس هرم السلطة وزبانيته الثلاثي المتسلط اللذين يديرون الساحة ويشاركون في القرارات واللذين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة فهم يجاهرون ليلا ونهار أنهم مع “المقاومة السلمية المقاومة السلمية المقاومة السلمية وضد الإرهاب” ومع “المقاومة الشعبية السلمية” -في مكاتبهم- كما يحلو لرأس السلطة للتأكيد على هذا من خلال أحاديثه وخطاباته. هذا وعندما تخرج المظاهرات يقوم رجال الامن الفلسطيني بقمعها والقاء القبض على البعض ويقوم رجال الامن الذين يندسون بين الجمهور بلباس مدني (على غرار المستعربين) في عمليات الاعتقال والضرب المبرح للنشطاء. في النهاية نود ان نقول بان دعوة الامناء العاميين للفصائل الفلسطينية للاجتماع الطارئ لن تقدم ولن تؤخر ويجدر بهم عدم إضفاء الشرعية لمن ليس له شرعية أو المساهمة في نشر الاحلام التي لا يمكن تحقيقها لان السلطة لن تغير تموضعها لان هذا ببساطة لا يصب في مصلحتها وستبقى تراوغ وتماطل كما هي العادة. ويجب التأكيد على أن الشرعية كانت وستبقى لمن يقاتل العدو الصهيوني لحماية شعبه ويعمل لتحقيق آماله وطموحاته في التحرر والاستقلال وليس أولئك اللذين يقيمون المسالخ لتعذيب المقاومين والاعتداء عليهم بالضرب المبرح وحتى القيام بتصفيتهم جسديا خدمة لأجندات ومخططات العدو الصهيوني ومصالحهم الضيقة الخاصة. وقد أصابت الجماهير المشيعة لشهداء مخيم جنين بطرد ازلام السلطة (ولا نقول قيادي فتح الذي نعرفها) اللذين أتوا ليشاركوا بتشيع جثامين شهداء العزة والكرامة والاباء هؤلاء ليس لهم مكانا هنا ونقطة على السطر. كاتب واكاديمي فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المستوطنين بالخليل

صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم السبت- من عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث تواصل تنفيذ مخططات هدم جماعي للمخيمات الفلسطينية، إلى جانب الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات العنيفة التي ينفذها المستوطنون بحق السكان.

استأنفت قوات الاحتلال صباح اليوم عمليات الهدم في مخيم جنين شمالي الضفة، حيث استهدفت 95 بناية سكنية تضم قرابة 300 شقة، في واحدة من أوسع عمليات الهدم التي يشهدها المخيم.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة قبل 5 أشهر، تم هدم مئات البنايات السكنية، مما أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين.

كما تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات هدم مشابهة في مخيم نور شمس وطولكرم، ضمن إطار خطة معلنة منذ مايو/أيار الماضي تشمل تدمير 106 مبانٍ في المخيمين، تضم مئات المنازل والمنشآت التجارية، بحجة فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية.

إصابات واعتداءات على يد المستوطنين

كذلك، أصيب 6 فلسطينيين -بينهم امرأة- في بلدة يطا جنوب الخليل، إثر اعتداء عنيف نفذه مستوطنون صباح السبت، وفق ما أفادت به منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو.

وشمل الاعتداء ضربا مبرحا وتحطيم 3 مركبات، وإتلاف أعلاف وتخريب منشآت لتربية الدواجن وخزانات مياه، إضافة إلى تكسير أشجار زراعية.

وتندرج هذه الجريمة ضمن سلسلة الاعتداءات المتصاعدة في الضفة الغربية، حيث وثّقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان نحو 1691 اعتداء في مايو/أيار الماضي فقط، بينها 415 نفذها مستوطنون. وتركزت الاعتداءات في محافظات رام الله والخليل ونابلس.

اقتحامات واعتقالات جماعية

واعتقلت قوات الاحتلال 21 فلسطينيا على الأقل منذ فجر اليوم خلال اقتحامات واسعة في مدن جنين وطوباس والخليل، تخللتها مداهمة منازل واعتداءات جسدية على المعتقلين، حسب مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وكانت أكبر عمليات الاعتقال في الخليل، حيث تم اعتقال 16 مواطنا من بلدات دورا وبيت عوا وحلحول.

إعلان

كما اعتُقل 3 شبان في بلدة قباطية قضاء جنين، وشابان في بلدة عقابا قرب طوباس.

وتأتي هذه التطورات في إطار تصعيد شامل تشهده الضفة الغربية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تجاوز عدد الشهداء في الضفة 980 شهيدا، وبلغ عدد الجرحى قرابة 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفق تقارير حقوقية.

ويواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية سياسة عقاب جماعي ممنهجة تشمل الهدم والتهجير والاعتقال والاعتداءات اليومية التي تقودها قوات الاحتلال والمستوطنون، وسط صمت دولي متواصل.

مقالات مشابهة

  • شوبير يكشف مصير ثلاثي الأهلي: الساعي وعبد القادر ونيدفيد في دائرة القرارات الحاسمة
  • "الطاقة الذرية" تدعو لاجتماع طارئ.. وإيران تطالب بتحقيق في الهجوم الأمريكي
  • الذرية الدولية تدعو لاجتماع طارئ بشأن الوضع في إيران
  • الأحرار الفلسطينية تحذر من جر الكيان الصهيوني المنطقة إلى كارثة كبرى
  • الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المستوطنين بالخليل
  • الكيان الصهيوني يُواصل الهدم في جنين ويُحول منازل لثكنات عسكرية في عنزا
  • المحكمة العليا الأميركية تسمح بمقاضاة السلطة الفلسطينية
  • ضمن زيارة رسمية إلى تركيا… وزير الصحة الدكتور مصعب العلي يوقّع اتفاقية تعاون مع نظيره التركي لتطوير القطاع الصحي في سوريا
  • دعاء آخر ساعة يوم الجمعة للرزق.. اغتنم الوقت الذي لا ترد فيه الدعوة
  • المغرب..الدعوة لتمديد الراحة البيولوجية لحماية الأخطبوط