غير مرخص.. ملابسات إهمال طبيبة نساء وتوليد في حالة ولادة قيصرية
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
قررت النيابة الإدارية إحالة اثنين من الأطباء من أخصائيي النساء والولادة، وفني تمريض إلى المحاكمة التأديبية؛ وهذا لإتهامهم بالإهمال الطبي في طهطا بسوهاج، حيث إجرى الفريق لطبي جراحة قيصرية لمريضة في مركز غير مرخص ونتج عن العملية ترك فوطتين في جسدها.
وبحسب تقرير الطب الشرعي فإن المركز الطبي الخاص الذي أجريت به العملية الجراحية الأولى للشاكية "ولادة قيصرية" والمملوك للمتهم الأول، هو مركز غير مرخص له بإجراء العمليات الجراحية، وأن المتهم الثالث فني التمريض.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى تقديم شكوى للنيابة الإدارية من قبل مواطنة تفيد تضررها من قيام المتهمة الثانية طبيبة وإخصائية نساء وتوليد بإجراء جراحة ولادة قيصرية لها بإحدى المراكز الطبية الخاصة بمدينة "طهطا" والمملوكة للمتهم الأول.
فوجئت المجني غليها بآلام شديدة بالبطن، لتكتشف أن المتهم الثالث فني التمريض قد ترك بطريق الخطأ "فوطتين طبيتين" داخل جسدها، تسببتا في تلك الآلام، مما استلزم لخضوعها لعملية جراحية أخرى لاستخراجهما وخضوعها لفترة علاج طبي.
وكشفت التحقيقات التي باشرها حسين جاد رئيس النيابة، بإشراف المستشار أحمد مدحت مدير النيابة، والتي استمعت فيها النيابة لأقوال الشاكية، ولشهادة مدير إدارة العلاج الحر بمديرية الشئون الصحية بسوهاج.
وتسبب بطريق الخطأ في ترك عدد "فوطتين طبيتين" داخل جسد الشاكية خلال خضوعها لعملية ولادة قيصرية على يد المتهمة الثانية؛ الأمر الذي تسبب في مضاعفات صحية استلزمت خضوعها لعملية جراحية أخرى لإخراجهما من جسد الشاكية.
كما تبين من التحقيقات: أن المتهم الأول مالك المركز الطبي الخاص، سَمَحَ - للمتهمة الثانية - بإجراء عملية ولادة قيصرية للشاكية بداخل المركز الطبي المملوك له؛ بالرغم من عدم صدور ترخيص لذلك المركز من الجهات المختصة بإجراء عمليات جراحية به، وبالمخالفة للتعليمات واللوائح الصادرة في هذا الشأن، وأن المتهمة الثانية قد أجرت عملية الولادة القيصرية للشاكية بالمركز الطبي المملوك للأول حال علمها بعدم صدور ترخيص له بإجراء العمليات الجراحية.
كما أهملت في الإشراف على المتهم الثالث خلال إجراء العملية؛ مما تسبب في تركه "فوطتين طبيتين" داخل جسد المريضة وخضوعها لعملية جراحية أخرى،وعقب مواجهة المتهمين بما أسفرت عنه التحقيقات، أمرت النيابة بإحالتهم جميعًا للمحاكمة التأديبية.
تفاصيل افتتاح دورة تدريبية لموظفي وموظفات النيابة الإداريةالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النيابة الإدارية المحاكمة التأديبية طهطا
إقرأ أيضاً:
مشاهد غير مألوفة في قلب طهران.. هل يقف الحجاب في إيران على عتبة تحوّل كبير؟
تشير الوقائع التي رصدها مراسل وكالة "أسوشيتد برس" جون جامبريل خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، إلى تحوّل اجتماعي واضح بات يطبع الحياة اليومية في العاصمة الإيرانية، إذ لم تعد رؤية النساء غير المحجبات استثناءً، بل أصبحت جزءًا من المشهد العام الذي يواجهه الزائر منذ اللحظة الأولى لدخوله المدينة.
عند وصوله إلى طهران، لاحظ جامبريل تدريجيًا نساء يمشين في الشوارع بلا حجاب. لسنوات، اعتادت كثيرات دفع غطاء الرأس إلى الخلف خطوة خطوة، كأنهن يختبرن حدود الممكن: كم يمكن أن يظهر من الشعر؟ غير أن نزع الحجاب بالكامل كانت خطوة غير مألوفة.
ورغم معرفة المراسل، عبر عمله اليومي مع زملائه في طهران، والصور والفيديوهات التي يرسلونها من تغطيات لا علاقة لها بالموضوع، بأن نساء كثيرات بدأن فعلًا بالتخلي عن الحجاب، إلا أن حجم الظاهرة لم يتّضح له إلا حين شاهدها بنفسه.
في ساحة تجريش عند سفح جبال البرز، رأى مجموعة فتيات يخلعن الحجاب فور خروجهن من المدرسة، يركضن بين السيارات العالقة في الزحمة ويضحكن. وفي بازار تجريش تجوّلت نساء من مختلف الأعمار بلا غطاء رأس، مارّات بمحاذاة قبة ضريح الإمام زاده صالح، بينما يقف شرطيان في المكان، من دون أن يبديا أي رد فعل.
وفي فندق "إسبيناس بالاس" الفاخر، عبرت عدة نساء بشعر مكشوف أمام لافتات تشدد على "الالتزام بالحجاب الإسلامي". وقد حضرت زوجة أحد الدبلوماسيين الأجانب عشاء رسمي بلا حجاب، فيما وضعت امرأة إيرانية الحجاب للحظات أثناء حديثها مع أحد موظفي الفندق، قبل أن تدعه يسقط مجددًا على كتفيها.
كما رصد جامبريل أن المشهد لا يقتصر على شمال طهران، الأكثر تحررًا وثراءً. ففي حي جنوبي أكثر محافظة، شاهد امرأة سافرة تمشي بسرعة بين نساء يرتدين العباءة السوداء.
وفي حديث مع امرأة إيرانية مقيمة في كندا طلبت عدم ذكر اسمها، قالت إنها ارتدت الحجاب طوال حياتها: في المدرسة، في الجامعة، وفي كل مكان عام. وأضافت أنها حاولت الالتزام بالقوانين، لكنه منحها دائمًا شعورًا بانعدام الثقة لأنها كانت ترتديه دون قناعة، موضحةً: "أحيانًا أشعر أن ذلك الخوف لا يزال يسكنني. أحيانًا وأنا أقود السيارة، أرفع يدي تلقائيًا لأتأكد من وجود الحجاب على رأسي. هذا الخوف ما زال يعيش معي".
تحوّل تدريجي في قواعد الحجابتزايدت مظاهر عدم الالتزام بالحجاب منذ الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022 أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" بتهمة مخالفة قواعد اللباس.
وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل المئات واعتقال آلاف المشاركين في مختلف المحافظات. وحتى سنوات قليلة مضت، كان من غير الممكن تخيّل حدوث ذلك في الجمهورية الإسلامية، حيث دافع رجال الدين المحافظون والساسة المتشددون لعقود عن تطبيق صارم لقانون الحجاب.
Related فيديو - نساء إيران على درّاجات نارية: بين تحدي القوانين والقبول الاجتماعيعدد متزايد من النساء يقدن دراجات نارية في طهران متحدّيات القيود القانونية في إيران"طُلب منه جمع معلومات عن بن غفير".. إسرائيل تتهم عامل فندق في البحر الأحمر بالتجسس لصالح إيرانوعلى مدى 46 عامًا، فرضت السلطات إلزام النساء بتغطية شعر الرأس، وكانت الشرطة في فترات معينة تراقب الشوارع بدقة لضمان الالتزام. ومنذ ثورة 1979، فُرضت قواعد تشدد على ارتداء ملابس "فضفاضة ومحتشمة" وتغطية الشعر، لكن الالتزام تراجع تدريجيًا في المدن الكبرى، خصوصًا في طهران.
هذا الشهر، دعا رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجئي، إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة ما وصفه بـ"الظواهر الاجتماعية الشاذة"، في إشارة مباشرة إلى ما يعتبره تساهلًا متزايدًا في تطبيق إلزامية الحجاب.
وفي المقابل، تبدي الحكومة موقفًا أكثر مرونة. فقد أكدت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، الشهر الماضي أن "فرض الحجاب بشكل فردي أمر غير ممكن"، في تكرار لتصريحات سابقة للرئيس مسعود بزشكيان، الذي تعرّض لانتقادات من التيار المحافظ بعدما رفضت حكومته العام الماضي مشروع قانون لتشديد العقوبات على النساء غير المحجبات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة