بن حبتور يؤكد تضامن اليمن قيادةً وشعباً مع أشقائه في فلسطين بكل ما أوتي من قوة
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
يمانيون../
أكّـد رئيسُ حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن اليمن -قيادةً وشعباً- يتضامن مع أشقائه في فلسطين بكل ما أوتي من قوة؛ إذ يشارك في المعركة من خلال الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة؛ انطلاقاً مما يمتلكه من قيم أصيلة ممثلة في النخوة وَالكرامة والإحساس العالي بالمسؤولية تجاه أشقائه.
جاء ذلك خلال مشاركته في الفعالية الخطابية والإنشادية التي أقامتها وزارة الثقافة بصنعاء بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين؛ نصرةً للأقصى الشريف وَتأييداً لعملية “طُوفان الأقصى” وتنديداً بجرائم الإبادة التي يرتكبها العدوّ الصهيوني بحق أبناء غزة.
وثمن بن حبتور شجاعة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، وإقدامَه لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، مؤكّـداً أنه “لا قيمة للإنسان إن لم يكن حراً شريفاً ووفياً تجاه أهله وإخوانه؛ محيياً بطولةَ وجسارة وعظمة ما تقدمه المقاومة الفلسطينية”.
وأوضح أن “7 أُكتوبر أعاد للأُمَّـة العربية واليمنية كبرياءَها وَللإنسان كإنسان كبرياءَه بعد أن قدم المقاوم ما أسقط أمام الجميع صورة هذا النظام الفاشي؛ باعتباره لا يخترق ولا يقهر وعصا على الهزيمة”.
وأشَارَ إلى أن “الأيّام أثبتت أن الإمارات والسعوديّة اللتين تشنان العدوان على اليمن منذ ثماني سنوات ونيف، هما الشركاء الرئيسيين للحركة الصهيونية في المنطقة، والذين يمولون حَـاليًّا طائرات العدوّ الصهيوني، التي تفتك بحياة المدنيين الأبرياء في غزة المحاصرة، وتقتل الأطفال والنساء وتشرد عشرات الآلاف من الأسر”.
وتطرق رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى التاريخ الأسود للحركة الصهيونية أَو من يسمون أنفسهم بالنورانيين، وقال: “نشأت هذه الحركة منذ الدولة الرومانية الثانية في عهد نيرون، على الربح المتعاظم عبر الربا وجني الأموال الطائلة التي تستخدم لإخضاع السياسي والمفكر والأديب والشاعر ومختلف فئات المجتمع المؤثرة في الحياة العامة وصنع القرار”.
وذكّر أن “العالم أمام معضلة تاريخية، متمثلة في اليهود الصهاينة، الذين سعوا منذ وقت مبكر، وبكل وسيلة للسيطرة على المال والإعلام ومراكز القوى في عموم دول العالم”.
واستنكر الدكتور بن حبتور البيان الصادر عن القمة العربية والإسلامية في ختام اجتماعها، يوم أمس، وَوصفه بـ “الهزيل الذي لا يمكن أن يخرج به إلا متواطئ مع العدوّ أَو أشخاص لا يحترمون ذاتهم وَلا أمتهم وَلا تاريخهم وَلا دينهم أَو الجيوش التي يسلحونها ليلَ نهارَ”.
ومضى قائلاً: “كانت كلمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الكلمة الأقوى في المؤتمر، بينما الكلمات العربية للأسف كانت الأضعف من بين كُـلّ الكلمات، التي ألقيت خلال ذلك الاجتماع“.
بدوره ألقى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله أحمد الكبسي، كلمةً قال فيها: “إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من حرب إبادة لم يسبق أن تعرض له شعب آخر، كما أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ومجازر لم يسبق إليه احتلال على مر التاريخ”.
وأكّـد أهميّة نصرة غزة بكل ما نستطيع؛ باعتبار ذلك واجباً دينياً وأخلاقياً وإنسانياً، معتبرًا أن ما يقدمه المقاوم الفلسطيني اليوم من استبسال وتضحية قد ضرب أروعَ الأمثلة في صناعة التاريخ الحقيقي للحرية والاستقلال.
وأشَارَ إلى أن الموقف اليمني كان سباقاً في الفعل بجانب القول من خلال ما سطره قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في اتِّخاذ موقف شجاع أكّـد من خلاله عظمة اليمن في مؤازرة الأقصى والانتصار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأُمَّـة العربية والإسلامية.
وأشاد بجسارة وبطولة المقاوِمِ الفلسطيني الذي يسجِّلُ اليوم أروعَ صور الصمود والتحدي في سبيل تحرير وطنه من همجية وغطرسة الاحتلال الصهيوني.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بن حبتور
إقرأ أيضاً:
كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
سلط مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط الضوء على التقارب الروسي الحوثي في اليمن، في ظل الصراع والتجاذبات التي تشهدها اليمن والمنطقة على مدى العقد الأخير.
وقال المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الكرملين عزز مؤخرًا اتصالاته مع الحوثيين في اليمن، مما زاد الآمال في إمكانية استخدام نفوذه معهم للمساعدة في إيجاد تسوية للصراع هناك. إلا أن موسكو، في الوقت الحالي، غير راغبة ولا قادرة على كبح جماح الحوثيين.
وأضاف "في الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو مع نظيره اليمني، رشاد العليمي. وتعول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على تلقي مساعدات اقتصادية وغذائية من روسيا، وتأمل على الأرجح أن تستخدم موسكو نفوذها لدى الحوثيين لتحسين الوضع في البلد الذي مزقته الحرب".
وتطرق التقرير إلى الصراع في اليمن منذ عقد ممثلا بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بدعم السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله بدعم وتمويل إماراتي.
وحسب التقرير فإن موسكو ليست في عجلة من أمرها لإغداق اليمن بالمساعدات الإنسانية، لكنها مستعدة لمناقشة التعاون في بعض المجالات، مثل استكشاف حقول النفط اليمنية. كما يعتزم البلدان تكثيف العمل المشترك في قطاع الوقود والطاقة بشكل عام، وهو ما اتفق عليه مؤخرًا نائب وزير الطاقة الروسي، رومان مارشافين، والسفير اليمني لدى موسكو، أحمد الوحيشي.
وأوضح أصبحت اليمن أيضًا من أكبر مستوردي الحبوب الروسية، حيث اشترت حوالي مليوني طن العام الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الروسية اليمنية المشتركة هذا العام. إلا أن القضية الرئيسية في العلاقات بين البلدين تظل مشاركة موسكو المحتملة في تسوية الحرب الأهلية اليمنية.
وتاعب "لسنوات عديدة لم يكن لروسيا أي اهتمام خاص بالنزاع، ولم تدعم طرفًا على حساب آخر. ولا يزال المسؤولون الروس يؤكدون على موقفهم المتساوي، حيث يعقدون اجتماعات منتظمة مع ممثلي كل من الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين، بالإضافة إلى الانفصاليين الجنوبيين. ولكن منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، بدأ الحوثيون، بأيديولوجيتهم المتشددة المعادية للغرب وهجماتهم على السفن الغربية المارة، يجذبون اهتمامًا خاصًا من الكرملين، لدرجة تطوير التعاون العسكري.
وأشار إلى أن مستشارين عسكريين يعملون من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU) في صنعاء، ويتزايد عدد تقارير خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن محاولات تهريب أسلحة إلى اليمن بخصائص وعلامات تقنية مماثلة لتلك المصنعة في روسيا.
في خريف العام الماضي، تبيّن أن الجانب الروسي كان يجري محادثات مع الحوثيين (عبر وسيط إيراني) بشأن نقل صواريخ ياخونت المضادة للسفن (المعروفة أيضًا باسم P-800 Oniks). أحد المفاوضين من الجانب الروسي هو فيكتور بوت، الذي حُكم عليه سابقًا بالسجن خمسة وعشرين عامًا في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار غير المشروع بالأسلحة، ولكن أُطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى بين موسكو وواشنطن عام 2022. حسب التقرير
وطبقا للتقرير فقد أثبت الحوثيون فائدتهم للكرملين، وذلك بالأساس لأنهم يصرفون انتباه الغرب وموارده عن دعم أوكرانيا. إضافةً إلى ذلك، تبدو فرصهم في الحرب الأهلية جيدة حاليًا: فقد عززت الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على اليمن الدعم الشعبي للحوثيين. بدورهم، يواصلون قصف الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن تكون موسكو متورطة هنا أيضًا، حيث تزودهم ببيانات الأقمار الصناعية.
في المقابل، دعم الحوثيون موسكو في قضايا تهمها، مؤيدين ادعاءاتها بتزعمها زعيمة معاداة الغرب عالميًا. ووفقًا للمتمردين اليمنيين، على سبيل المثال، فإن الحرب في أوكرانيا كانت بسبب السياسة الأمريكية. في صيف عام 2024، تضافرت جهود روسيا والحوثيين لخداع مئات اليمنيين ودفعهم للقتال في أوكرانيا، كما جاء في التقرير.
ورغم نفيها رسميًا تقديم أي دعم عسكري للحوثيين، يؤكد التقرير أن روسيا، إلى جانب إيران، من الدول القليلة التي تتفاعل بنشاط مع الحوثيين، بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي. وتقول قيادة الحوثيين إنها تشترك مع روسيا في أهداف مشتركة في الشرق الأوسط، وقد دعت موسكو واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
وأردف "هذا التقارب بين موسكو والحوثيين يجعل من المهم للأطراف الأخرى في الصراع اليمني بناء اتصالات مع روسيا أيضًا. بالإضافة إلى الزيارة الرئاسية إلى موسكو الأسبوع الماضي، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالسفير الوحيشي أربع مرات هذا العام وحده. وتتوقع الحكومة اليمنية الرسمية بوضوح أن يتمكن الكرملين من المساعدة في تحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك كبح جماح أنشطة الحوثيين المتطرفة في الداخل.
"على أي حال، ليس هناك من يلجأ إليه سوى موسكو. حتى وقت قريب، كانت الحكومة اليمنية الرسمية تأمل أن تُمكّنها الغارات الجوية الأمريكية من شن عملية برية ناجحة ضد المتمردين واستعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها. لكن التوقف السريع للعملية الأمريكية في أوائل مايو أظهر أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للتورط في صراع طويل الأمد مع أنصار الله، خاصة في ظل المفاوضات الجارية مع إيران" طبقا للتقرير.
وختم مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق تقريره بالقول "الآمال المعقودة على دعم روسيا لحل الصراع في اليمن على الأرجح غير مبررة، فالحرب في أوكرانيا تستنزف موارد موسكو بشكل كبير، والكرملين بالتأكيد غير مستعد لإعادة توجيه هذه الموارد إلى الحرب الأهلية في اليمن. على العكس من ذلك، فإن نجاح الحوثيين، الذين شلّوا حوالي 12% من التجارة الدولية، مما شتت انتباه الغرب، يناسب الجانب الروسي تمامًا. بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، لم يتبقَّ لروسيا الكثير من الحلفاء في الشرق الأوسط، وهي غير مستعدة للمخاطرة بالقلة المتبقية من أجل الاستقرار الدولي".