قررت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إعادة تمركز مختلف السفن الحربية بعيدا عن شواطئ الخليج ولبنان بمئات الكيلومترات، لتكون بمنأى عن متناول الصواريخ والطوربيدات التي تمتلكها إيران وحزب الله والقوات الحوثية في حالة اتساع رقعة الحرب في غزة.

ووفق رسم بياني للمعهد البحري العسكري الأمريكي منذ يومين، لم يعد لدى البنتاجون أي حاملة طائرات في الخليج، وذلك بعد سحب السفن خارج الخليج وترك مدمرة وسفنا حربية صغيرة قريبة من مضيق هرمز.

وترسو حاملة الطائرات "آيزنهاور" في البحر الأحمر على بعد من الشواطئ اليمنية، بينما تتواجد بعض المدمرات بالقرب من خليج العقبة.

وفي البحر الأبيض المتوسط، تتمركز حاملات الطائرات "فورد" ومجموعة أخرى من السفن على بعد أكثر من 400 كلم عن الشواطئ السورية واللبنانية، وكان من المفترض أن تتوجه الى منتصف المتوسط لكنها تستمر في المنطقة

ويعود القرار الأمريكي بترك مياه الخليج والابتعاد عن الشواطئ الإيرانية واللبنانية الى التخوف من اتساع رقعة الحرب فجأة، والتحسب لمفاجأة أن تكون السفن الحربية في متناول الصواريخ والطوربيدات البحرية وكذلك الطائرات المسيرة.

اقرأ أيضاً

الحرب تتسع.. إصابة 5 إسرائيليين في قصف قرب الحدود اللبنانية

وكانت واشنطن وجهت عددا من سفنها الحربية إلى الشرق الأوسط ما بين مدخل الخليج العربي وقبالة الشواطئ اللبنانية. وتهدف هذه القوات إلى الردع ثم التدخل في حالة اتساع الحرب للدفاع عن إسرائيل.

لكن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، صرح في خطابه الأول بعد اندلاع الحرب في غزة، في 27 أكتوبر/تشرين الأول، بأن "السفن الحربية الأمريكية في البحر المتوسط لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام"، مضيفا: "أساطيلكم التي تهددوننا بها، لقد أعددنا لها عدتها أيضا".

وكانت وكالة رويترز قد أوردت، في تقرير لها، امتلاك حزب الله صاروخ "ياخونت" الروسي الذي يبلغ مداه 300 كلم، وهو صاروخ سريع موجه ضد السفن والغواصات أساسا، ويعمل في بيئة إلكترونية وصواريخ دفاع مضادة علاوة على قوته التفجيرية الكبيرة، وهو أخطر من صاروخ هاربون المشابه الذي تمتلكه الولايات المتحدة بسبب السرعة.

لكن البنتاجون يجهل ترسانة الصواريخ الموجهة ضد السفن التي يمتلكها حزب الله والتي هي من صنع إيراني، ولذا يفضل إبان الأزمات مع إيران سحب حاملات الطائرات من الخليج نحو بحر العرب.

اقرأ أيضاً

إيران تجدد تحذيرها من اتساع الحرب في غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل لبنان البنتاجون آيزنهاور حزب الله السفن الحربیة

إقرأ أيضاً:

حرب غزة التي لم تنته

لا شيء في غزة يشير إلى أن الحرب انتهت عدا اللغة الدبلوماسية الباردة التي اختارت أن تطلق على ما يجري اسم «اتفاق سلام» أو«وقف إطلاق نار». الواقع على الأرض يقول شيئا آخر تماما، قصف مستمر رغم أن البعض يطلق عليه اختراق للاتفاق، وحصار خانق لا ينتبه له الكثيرون، ومعاناة إنسانية تتفاقم كل يوم مع دخول الشتاء، فيما يتراجع الاهتمام الدولي خطوة بعد أخرى، كأن العالم قرر أن يُغلِق الملف لمجرد أن نصا «للسلام» وقع في شرم الشيخ.

لا يوجد أي نوع من أنواع «السلام» في المخيمات العشوائية التي انتشرت على طول القطاع وعرضه، مجرد خيام متهالكة تغرق في مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي. ينام الأطفال بملابس مبللة، والمرضى بلا دواء. وجميع الأسر بلا مأوى إلا بطانيات متهالكة ورطبة وبعض خبز جاف.

ورغم أن المنظمات الدولية تتحدث بصوت واضح عن استمرار المجاعة، وتفشّي الأمراض والأوبئة، وعن نظام صحي منهار لا يستطيع التعامل مع أبسط الطوارئ إلا أن أحدا لا يكاد يصغي لكل هذا، ولا حديث إلا عن اتفاق السلام «الهش» وما يعتريه بين حين وآخر من اختراقات إسرائيلية! لكن الحقيقة لا أحد يراها أو يريد أن يراها أن الوضع ما زال مستمرا إلى حد كبير.. الهجمات مستمرة، والشهداء يسقطون كل يوم، والجوع مستمر، وغزة كلها من شمالها إلى جنوبها مكشوفة أمام الشتاء القارص. لا يوحي هذا المشهد أن غزة دخلت «مرحلة ما بعد الحرب».. ما زالت الحرب مستمرة بطريقة أو بأخرى. الذي تغير فقط أن الضمير العالمي يعتقد أنه أدى ما عليه وتم توقيع اتفاق «للسلام» حتى لو كان ذلك على الورق فقط أو في بعض وسائل الإعلام.

أما الاحتلال الإسرائيلي فما زال يتحكم في إيقاع الحياة والموت في غزة؛ يتحكم في المعابر، ويحدد عدد الشاحنات التي تدخل، ونوعية المساعدات المسموح بها، ولم يتحول الاتفاق إلى آلية لتدفق المساعدات وتحول في كثير من الأحيان إلى غطاء سياسي يتيح استمرار الضغط العسكري والاقتصادي على القطاع مع قدر أقل من الضجيج الإعلامي.

تقع المسؤولية إضافة إلى إسرائيل على الدول التي رعت الاتفاق وقدّمت نفسها ضامنة لوقف إطلاق النار الذي لم يتحقق وفق ما تم الاتفاق عليه. وعلى هذه الدول أن تعود مرة أخرى إلى الضغط على إسرائيل وتغير من مستوى اللغة المستخدمة التي تبدو أقرب إلى إدارة أزمة طويلة الأمد منها إلى مواجهة انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني.

والعالم الذي ملأ الشوارع باللافتات المطالبة بوقف الحرب لا يمكن أن يكتفي الآن بالقول إن «اتفاق سلام» وُقِّع وإن الملف في طريقه إلى الإغلاق. إذا كان لوقف إطلاق النار معنى حقيقي، فهو أن يتوقف القتل بالكامل، وأن تُرفَع القيود عن الغذاء والدواء والوقود، وأن تُحمى المستشفيات والمدارس ومخيمات النزوح.

ما ينبغي أن يُقال بصراحة هو أن ترك غزة في هذا الوضع، بعد كل ما شهدته من تدمير وتهجير هو استمرار للتواطؤ الذي بدأ مع بداية الحرب. وأن محاولة تكريس فكرة أن غزة في مرحلة ما بعد الحرب هو وصف تجميلي لحرب ما زالت متواصلة بأدوات أقل صخبا، لكن بالوحشية نفسها.

مقالات مشابهة

  • حزب الله لا يزال بعيداً عن التعافي.. هذا ما كشفه تقرير اسرائيلي
  • بالصور.. زيارة للبابا لاوون الرابع عشر بعيداً عن الاعلام
  • إيران تعيد بناء ترسانتها العسكرية بعد الحرب الإسرائيلية بدعم روسى
  • بالفيديو... شاهدوا الخيمة الكبيرة التي جهزت لاستقبال البابا في المطار
  • موجز أخبار جنوب سيناء: تزايد مياه البحر على الشواطئ
  • حرب غزة التي لم تنته
  • لبنان عالق بين إيران وإسرائيل... هل اقتربت الحرب؟
  • عربستان… الدولة التي أُطفئ نورها غدرًا: مئة عام على جريمة سياسية غيّرت وجه الخليج
  • منها 4 عربية .. الهجرة الأمريكية تعيد النظر في البطاقات الخضراء الممنوحة لأشخاص من 19 دولة
  • منها السودان و3 دول عربية أخرى.. “الهجرة الأمريكية” تعيد النظر في البطاقات الخضراء الممنوحة لأشخاص من 19 دولة