لندن- رأي اليوم- خاص لم تعلق الحكومة الاردنية رسميا ولا وزارة الطاقة  فيها على الأنباء التي تناقلتها بعض التقارير الاعلامية مؤخرا بعنوان خسارة مالية كبيرة فادحة في المتابعة القضائية الدولية لمشروع العطارات المثير للجدل . وهو أحد أضخم مشروعات الطاقة وتم بناء على قرض واستثمار لائتلاف شاركت فيه حكومة الصين او البنوك الرئيسية في الصين ثم تم شطب المشروع والتراجع عنه بجرة قلم.

ولد مشروع العطارات الضخم في الاردن لتوليد الطاقة الكهربائية من انصهار الصخر  الزيتي في ظرف غامض اغلق  المشروع ايضا بقرار من حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز في ظرف اكثر غموضا وقررت الحكومة الاردنية اللجوء للتحكيم الدولي تجنبا لغرامة مالية كبيرة في ذلك الوقت قبل اكثر من عامين. لكن هذه الغرامة اطلت ولو عبر التسريبات الاعلامية برأسها مجددا على الخزينة الاردنية التي تعاني الأمرين اصلا من نقص في السيولة ومن عجز في الميزانية.  حسب التقارير الجديدة فقد تقرر اللجوء للتحكيم الدولي لتعويض المستثمرين في المشروع الذي عطلته الحكومة بقرار سياسي فيما يبدو انه اتخذ من اجل تمرير مشروع الغاز الاسرائيلي في ذلك الوقت وفي ظرف معقد وغامض.  القرار المشار اليه في التقارير الإعلامية التي  تجاهلها الحكومة الاردنية يشير بوضوح الى ان عقوبة مالية بمقدار 200 مليون دولار سنويا ستفرض على الاردن لعدة سنوات متتالية . وهو أمر ان كانت معطياته دقيقة وان كانت القضية قد انتهت فعلا في المجال الحيوي للتحكيم الدولي فهو ينطوي على خسارة فادحة ماليا وكبيرة سببها الرئيسي إتخاذ قرار سياسي في الانقلاب على مشروع ضخم للطاقة شكل استثمارا صينيا في الاردن بعد  قرار سياسي كان اصلا غامضا في بناء ذلك المشروع. يربط الخبراء والمراقبون تماما بين تمرير مشروع الغاز الاسرائيلي الذي يتم تصديره للاردن بضغوط امريكية وبين احباط مشروع العطارات الذي لم يكن صينيا مباشرا لكن بعض المصارف الصينية وفرت التمويل لاتلاف المستثمرين فيه.  وتوقف العمل في هذا المشروع للسنة الرابعة على التوالي مما انطوي على خسائر كبيرة للمستثمرين الذين حصلوا على كل التراخيص اللازمة لاقامة مشروعهم في المناطق الصحراوية في الاردن قبل نحو سبع سنوات و بقرارات من وزراء الطاقة في الحكومة السابقة في حكومة سابقة.   ويبدو ان تسلط الاضواء الاعلامية مجددا على مشروع العطارات ينعش الجدل  في سياق جديد سياسي وله علاقة ايضا بالرأي العام حول احداث قسم المشاريع الحيوية في مجال الطاقة والاكثر غموضا بنفس الوقت. وطالب الصحفي نادر خطاطبة  في تغريد الكترونية له الحكومة بابلاغ الراي العام عما يجري علما بان حكومة الرزاز وعبر وزيرة الطاقة في ذلك الوقت هالة زواتي  كانت قد قررت ايقاف ذلك المشروع بحجة انه يظلم ويغبن  الحكومة الاردنية التي ابتلعت وزارة الطاقة فيها لاحقا لسانها ز  جراء ذلك لجأت الجهات المستثمرة والبنوك الصينية التي وفرت الغطاء المالي  لاستثمار قد يصل الى ملياري دولار الى القضاء الدولي ضد الحكومة الاردنية فتقرر في عهد حكومة الرزاز تشكيل لجنة تتولى المتابعة  واظهار حجم الغبن الذي تعرضت لها الحكومة الاردنية في توقيع عقود هذه المشاريع . وبقي مشروع العطارات بكل حال عنوانا للخلاف والتجاذب حتى داخل النخب الاردنية المختصة في الملف المرتبط بالطاقة ولا تزال مشاريع الطاقة الاردنية تثير جدلا هنا وهناك يستخدم بعض الاحيان طابعا سياسيا. واللافت جدا في اثارة الملف مجددا هو ان الحكومة الاردنية لم تعلق على مسار الاحداث فهي لم تؤكد اقرار عقوبة قضائية في التحكيم الدولي ضد الخزينة الاردنية بمعدل 200 مليون دولار سنويا ولعدة سنوات عقابا على تراجع الحكومة الاردنية عن المشروع وتجميده  و التسبب بخسائر كبيرة للمستثمرين علما بان الافران المختصة بصهر الصخر الزيتي لانتاج الطاقة موجودة وسبق ان عملت في الاطار التجريبي في وقت سابق. ولا يوجد أدلة ولا اقرائن المباشرة على ارتباط وقف المشروع أردنيا والتراجع عنه في اجندة امريكية لها علاقة بتمرير الغاز الاسرائيلي والتي يصفها معارضون وحراكيون بانها احتلال للاردن علما بان التعاون الاردني الاسرائيلي في مجال الطاقة تحديدا  سبق ان اثار الكثير من الجدل والنقاش في الابعاد المحلية. مشروع العطارات  يقفز فجاة مجددا ولكن من بوابة الغرامة المالية في التحكيم الدولي في صدارة  الملفات المثيرة للجدل في الحالة الاردنية حاليا ومن المتوقع ان يثير جدالا ايضا بين النواب وبين المختصين والخبراء واللجان الوزارية التي تعمل   في مجال الطاقة بالعادة.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الحكومة تستهدف الوصول بالطاقات المتجددة إلى 30% بحلول عام 2030

استعرض مجلس الوزراء في اجتماعه برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي اليوم، تقريرًا مُقدمًا من المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بشأن خطة الوزارة التي تستهدف الوصول بالطاقات المتجددة (طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الكهرومائية) إلى نسبة 30% من إجمالي مزيج الطاقة حتى عام 2030، والمشروعات المُنفذة في هذا الشأن.

وأوضح الوزير، من خلال التقرير، أن مشروعات الطاقة المتجددة تنقسم إلى مشروعات قائمة، بالإضافة إلى المشروعات المُخططة والجاري تنفيذها، وتهدف جميعها إلى تعزيز قدرات الطاقة المتجددة وتسريع إنتاجها.

ولفت المهندس/ محمود عصمت إلى أن المشروعات القائمة بالفعل يصل عددها إلى 21 مشروعًا تستهدف توليد الطاقة المتجددة بأحدث التقنيات وبقدرات إجمالية كبيرة.

وتناول وزير الكهرباء والطاقة المتجددة نماذج المشروعات القائمة، ومنها: مشروع السد العالي لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2100 ميجاوات، ومشروع خزان أسوان (1) بقدرة 280 ميجاوات، وخزان أسوان (2) بقدرة 270 ميجاوات، ومشروع إسنا بقدرة 85 ميجاوات، ونجع حمادي بقدرة 64 ميجاوات، ومحطة كهرباء قناطر أسيوط التي تنتج 32 ميجاوات.

هذا بالإضافة إلى مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مثل؛ مشروع محطة الرياح بالزعفرانة والتي تصل قدرتها إلى 540 ميجاوات، ومشروع محطة الكريمات الشمسية الحرارية بقدرة 140 ميجاوات، ومحطات طاقة الرياح بجبل الزيت (1) بقدرة 240 ميجاوات، و"جبل الزيت 2" بقدرة 220 ميجاوات، وجبل الزيت "3" بقدرة 120 ميجاوات. فضلًا عن مشروع محطة بنبان للطاقة الشمسية بقدرة 1465 ميجاوات، ومشروع محطة رأس غارب لتوليد الطاقة من الرياح بقدرة 262 ميجاوات.

وتضم المشروعات القائمة أيضًا مشروع محطة الطاقة الشمسية بكوم أمبو بقدرة 26 ميجاوات، ومشروع محطة الطاقة الشمسية بالزعفرانة بقدرة 50 ميجاوات، وكذا مشروع محطة غرب بكر لطاقة الرياح لإنتاج 250 ميجاوات، ومشروع محطة طاقة الرياح بخليج السويس لإنتاج 252 ميجاوات، وكذا مشروع محطة الطاقة الشمسية الذي تبلغ قدرته 200 ميجاوات ويتبع شركة أكوا باور بمنطقة "كوم أمبو"، ومشروع محطة أبيدوس "1" للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات، ومشروع محطة أمونت "1" لطاقة الرياح بقدرة 358 ميجاوات، وأخيرًا مشروع محطة رأس غارب لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات.

هذا، وأشار الوزير في تقريره إلى أن هناك 7 مشروعات من تلك المشروعات القائمة تمت بالشراكة مع شركات القطاع الخاص ووفقًا لأحدث المعايير.

وانتقل الوزير، من خلال التقرير، لاستعراض المشروعات الجاري تنفيذها، والتي يتم جميعها بالشراكة مع القطاع الخاص حيث تتمثل في: مشروع توسيع محطة رأس غارب لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات، السابق ذكره، بإضافة 150 ميجاوات. ومشروع توسيع محطة أمونت بإضافة 142 ميجاوات. وكذا توسيع محطة أبيدوس من خلال إضافة 300 ميجاوات عبر بطاريات تخزين الطاقة الشمسية.

وكذلك مشروع شركة أوبيليسك لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 1000 ميجاوات، ونظام بطاريات تخزين الطاقة بسعة 200 ميجاوات/ساعة بنجع حمادي، فضلًا عن مشروع أبيدوس "2" بقدرة 1000 ميجاوات ونظام بطاريات تخزين الطاقة بسعة 600 ميجاوات ببنبان الجديدة، ومشروع آخر لإنتاج بطاريات تخزين الطاقة بسعة 1500 ميجاوات بكوم أمبو والزعفرانة. ومشروع إنشاء محطة طاقة رياح بالبحر الأحمر بقدرة 1100 ميجاوات وتنفذه شركة أكوا باور السعودية.

هذا بالإضافة إلى مشروع الشركة النرويجية لإنتاج طاقة الرياح بقدرة 900 ميجاوات برأس شقير، ومشروع أمونت "2" لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات، ومشروع التحالف المصري الفرنسي الياباني لإنتاج طاقة الرياح بقدرة 900 ميجاوات برأس شقير. فضلًا عن مشروع التحالف الإماراتي الفرنسي لإنتاج 2100 ميجاوات من الطاقة الشمسية بالزعفرانة، ومشروعات أخرى تنفذها شركات إماراتية، وفرنسية، وصينية، وألمانية، وإسبانية، وسعودية لإنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وذلك بالزعفرانة، والبحر الأحمر والغردقة، ورأس شقير، وخليج السويس، والواحات.

ونوّه المهندس/ محمود عصمت، إلى أن إجمالي القدرات الإنتاجية من تلك المشروعات المذكورة يصل إلى 25146.5 ميجاوات، بواقع (2831 ميجاوات طاقة كهرومائية، 13734.5 ميجاوات طاقة رياح، و8581 ميجاوات طاقة شمسية) بالإضافة إلى 3320 ميجاوات يتم تخزينها بنظام البطاريات.

وأكد الوزير أن تلك الأرقام تؤكد أن القدرات الإنتاجية المُخططة للطاقة المتجددة حتى عام 2030 سوف تتجاوز الهدف المتمثل في 21000 ميجاوات و1900 ميجاوات بنظام بطاريات التخزين.

طباعة شارك مدبولي الكهرباء وزير الكهرباء الطاقات المتجددة

مقالات مشابهة

  • الحكومة تستهدف الوصول بالطاقات المتجددة إلى 30% بحلول عام 2030
  • “ديبورتيفو LSM”.. مشروع كروي جديد يجمع ميسي وسواريز
  • مجلس الوزراء يوافق على إستيراد السكائر الإلكترونية والأراكيل الإلكترونية “لخدمة الشعب”!
  • مجلس الوزراء يوافق على إستيراد السكائر الإلكترونية والأراكيل الإلكترونية “لخدمة الشعب”
  • “بن غاطي” تستحوذ على قطعة أرض استراتيجية لتطوير مجتمع سكني بارز بقيمة 25 مليار درهم
  • التحكيم الجزائري حاضر في بطولة “الشان” برباعي مميز
  • التحكيم الجزائري حاضر في بطولة “الشان 2024” برباعي مميز
  • 12 مترشحًا لرئاسة الحكومة أمام البرلمان، وعقيلة يطلب “الدعم الدولي”
  • مدينة مصر وInnovative Media Productions وSony Pictures Entertainment يطلقوا مشروع “شارك تانك بيزنس بارك” لإحداث نقلة نوعية في عالم ريادة الأعمال
  • طرح 32 مشروعًا على منصة “استطلاع” لأخذ المرئيات