مع بدء سريان الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، يتكشف حجم الدمار والخراب والقتل في القطاع ، جراء قصف مدمر للحجر والشجر، قتل آلاف الأشخاص، وشرد مئات الآلاف، تركهم بلا مأوى في شتاء لا يفرق الظالم عن المظلوم.

قطاع منكوب، لا دواء ولا ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا وقود، فكيف سيحيا زهاء مليوني ونصف مليون فلسطيني، وهل تكفي المساعدات التي تدخل خلال فترة الهدنة لسد رمق شعب جائع منذ خمسين يوماً، وهل تداوي من قطعت أطرافه دون تخدير، تساؤلات في جعبة الغرب المتشدق بحقوق الإنسان وحراسة الديمقراطية العالمية.

ففي كل عام، وفي طقس هزلي تصدر الخارجية الأمريكية تقييماً لاذعاً لحقوق الإنسان في دول تعارضها سياسياً، أو تنافسها اقتصادياً، ويرى المراقب من بعيد أن الديمقراطية الأمريكية حريصة على تلك الشعوب.

وفي فرنسا، حيث كانت الثورة الفرنسية والمناداة بمبادئ تلك الثورة تصم الآذان، أين هي تلك التشدقات من جرائم “إسرائيل” في غزة، تلك الجمهورية الفرنسية متمثلة بالرئيس الحالي إيمانويل ماكرون تقف في خندق واحد مع الصهاينة، تدافع عما يسمى “حق إسرائيل” في القتل والتدمير، وتكبح أي صوت يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته، والذي تحول إلى ذبيح الاستبداد والغطرسة الغربية وقاعدته المتقدمة، كيان الاحتلال الصهيوني.

آلاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والثكلى، ومئات المشردين، لم تهز شعرة في رأس ماكرون الذي زار “إسرائيل” لتقديم فروض الولاء على طاولة الإجرام “الصهيوأمريكي”، تبعه رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك للقول إننا نغض النظر عن بحر الدماء في غزة ولا يهمنا ما يلاقيه الشعب الفلسطيني، من قتل وجوع وتشرد، كيف لا وبريطانيا أصل الشرور في المنطقة منذ “وعد بلفور” المشؤوم إلى الآن.

أصوات غربية علت في انتقاد ماكرون، ومنها الباحثة في العلوم السياسية بجامعة أنتويرب، كلوثيلد فاكون، والتي سلطت الضوء على موقف فرنسا من العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، واصفة إياه بأنه يرقى إلى مستوى “الشراكة الصامتة” في الإبادة الجماعية الجارية بالقطاع.

كلوثيلد، ذكرت في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” ، أن المبدأ التوجيهي للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، كان هو “الدعم الثابت وغير المشروط لتل أبيب”، في إطار الترويج “لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.

عالم غربي بأكمله يلتزم الصمت، إزاء جرائم “إسرائيل” صمت القبور، لا أحد يتكلم، وهل يجرؤ، بالطبع لا أحد يجرؤ، لأن قائمة العقوبات الأمريكية جاهزة للإشهار في وجه أي جهة تعارض الإجرام الصهيوني فقد أصبحت أوروبا ذيلاً أمريكياً كبيراً تجره “إسرائيل” حيث تشاء وكيفما تشاء.

لكن هل ينفع أن تنادي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا بعد الآن بحقوق الإنسان، وتطبيق الديمقراطية في أي بقعة من العالم، سقطت كل أوراق التوت مع بداية فصل الخريف في قطاع غزة فلا شيء يستر عورتها أمام التاريخ والإنسانية.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الاحتفال بتخريج منتسبي البرنامج الوطني لحقوق الإنسان

أعلنت اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان، بالتعاون مع وزارة الداخلية والمكتب الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اختتام البرنامج التدريبي الشامل لدولة الإمارات، والذي استمر تسعة أشهر، واستهدف بناء قدرات وطنية متميزة في المجال، وتأهيل جيل جديد من الخبراء في مختلف المؤسسات الحكومية.
تم إطلاق البرنامج في ديسمبر 2024، وجمع 46 ممثلاً من وزارات وجهات ومؤسسات حكومية متنوعة، وخاض المشاركون تجربة متكاملة تضمنت وحدات تثقيفية مكثفة، وورش عمل فنية، ودراسات حالة تطبيقية تناولت الصكوك الدولية لحقوق الإنسان، والتشريعات الوطنية، وأفضل الممارسات في مجالي التنفيذ والمتابعة.

ترسيخ المبادئ


عكست جهود المشاركين الذين يمثلون 11 جهة حكومية، من بينها وزارات الخارجية، والداخلية، والتربية والتعليم، والعدل، والصحة، والاتحاد النسائي العام، ومؤسسات وطنية أخرى، مدى التزام دولة الإمارات بترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في منظومة الحوكمة والخدمة العامة.
وقال العقيد الدكتور محمد خليفة الحمودي، نائب مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية: «إننا اليوم نشهد احتفالية تخريج نخبة متميزة من الكادر الوطني المتخصص في مجال حقوق الإنسان، ضمن إطار التعاون والشراكة بين وزارة الداخلية واللجنة الدائمة لحقوق الإنسان في الدولة والمكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، في تجسيدٍ عملي لرؤية قيادتنا الرشيدة، وتوجهات الحكومة لتعزيز كرامة الإنسان، وصون الحقوق، ونشر الوعي بثقافة حقوق الإنسان».
وأضاف: «نُدرك تماماً أن الأمن والكرامة الإنسانية وجهان لعملة واحدة، وأن احترام حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن الشامل، وأن هذا الإنجاز الذي نحتفي به اليوم محطة مهمة في مسارٍ وطني حيوي، يجعل من حماية حقوق الإنسان مسؤولية جماعية، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات وأهدافها الإستراتيجية».
ووجه كلمة للخريجين والخريجات وقال: «أنتم اليوم تمثلون واجهة مشرقة لهذا التوجه، وقد حصلتم على التأهيل العلمي والمعرفي الذي يُمكّنكم من أداء الرسالة بكل كفاءة واقتدار، ونحن نُعوّل عليكم في أن تكونوا سفراء ومُمثلين صادقين لمؤسساتكم في الالتزام، والوعي، والتفاعل الإيجابي مع ملفات حقوق الإنسان».
كما توجه بالشكر لجميع الجهات المشاركة في إنجاح ودعم هذا البرنامج التدريبي، من الرعاة والمشرفين والمنظمين.

واجب إنساني


قالت هند العويس، مديرة اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان «إن تعزيز حقوق الإنسان ليس مجرد ضرورة قانونية أو سياسية فقط، بل واجب إنساني وواجب أساسي في عملية التقدم والتنمية، ومحورٌ رئيسي في بناء مجتمعات تتسم بالعدالة والإنصاف والقدرة على التكيف، وهذه كانت رؤية الدولة منذ تأسيسها».
فيما قال مازن شقورة الممثل الإقليمي لمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «نفخر اليوم بتخريج هذه المجموعة من المهنيين والمهنيّات الذين أظهروا التزاماً حقيقياً بتعزيز حقوق الإنسان من خلال المؤسسات الرسمية».
واحتفلت مراسم الختام بإنجازات الخريجين، مجددةً رؤية دولة الإمارات لمستقبل تُدمج فيه حقوق الإنسان في السياسات العامة. (وام)

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان في تعز يدين جريمة مرتزقة حزب الإصلاح في التعزية
  • إسبانيا للاتحاد الأوروبي: لا شراكة مع من يرتكب إبادة جماعية
  • الأمم المتحدة: العقوبات الأمريكية على ألبانيز سابقة خطيرة وأمر غير مقبول
  • حقوق الإنسان: مقتـ.ل 615 فلسطينيا أثناء الحصول على المساعدات في غزة
  • البصرة.. حقوق الإنسان تطلق نداءً ثالثاً وتدعو لتحرك عاجل
  • الاتحاد الأوروبي يدرس عقوبات سياسية على إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان
  • الاحتفال بتخريج منتسبي البرنامج الوطني لحقوق الإنسان
  • عصام شيحة: ملف حقوق الإنسان يشهد نجاح غير مسبوق في مصر
  • الاتحاد الأوروبي يدرس 10 خيارات لتحرك دبلوماسي ضد إسرائيل بشأن انتهاكها لحقوق الإنسان
  • ماكرون وستارمر يتفقان على رادع جديد لقوارب الهجرة