عربي21:
2025-06-18@01:28:56 GMT

مدينة رفح ضاربة في التاريخ وتئن من القصف والنازحين

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

مدينة رفح ضاربة في التاريخ وتئن من القصف والنازحين

تعد مدينة رفح من المدن التاريخية القديمة فقد أُنشئت قبل خمس آلاف سنة وغزتها معظم الحضارات القديمة مثل الفراعنة والأشوريون والإغريق والرومان.

وهي مدينة فلسطينية حدودية، وتقع في أقصى جنوب قطاع غزة، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي.

تعتبر المدينة أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كم2، ويقسم سكان رفح إلى قسمين القسم الأول هم سكان رفح الأصليين، والثاني هم لاجئين الذين هاجروا أثر نكبة فلسطين عام 1948.



السكان

يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خانيونس وإلى بدو صحراء النقب وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا لرفح بعد النكبة في عام 1948م، وترجع أصولهم إلى مختلف قرى ومدن فلسطين المحتلة خاصة التي كانت تابعة لقضاء غزة.

وبلغ عدد سكانها في عام 1922 نحو 599 نسمة، وارتفع إلى 2220 عام 1945، وفي عام 1982 كان إجمالي عدد السكان حوالي 10,800 نسمة.


                                            مشهد للأراضي الرزاعية في مدينة رفح.

وحسب تعداد السكان عام 1997 للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بلغ تعداد سكان رفح ومخيم رفح حوالي 91,181 نسمة ، وتم إدراج مخيم تل السلطان مع عدد سكان 17,141 نسمة ليشكل اللاجئون 80.3٪ من مجموع السكان.

وفي تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2006، كان عدد سكان رفح 71 ألف نسمة، وحسب إحصاء عام 2022، بلغ تعداد سكانها نحو 300 ألف نسمة.

المساحة والمناخ

تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كم2، وتعتبر من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان.

ويتأثر مناخ رفح بقربها من البحر، وهو مناخ حار وجاف صيفا ومعتدل الأمطار شتاء، وبالرغم من أن رفح تطل على البحر الأبيض المتوسط، إلا أن مناخها يعتبر شبه صحراوي، إذ تصل درجات الحرارة صيفا في أحيائها إلى 38 درجة مئوية، في حين تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى نحو 10 درجات مئوية.

واشتهرت مدينة رفح بالزراعة فهو المصدر الغذائي للمدينة، وتصل مساحة الأراضي الزراعية في المدينة حوالي 30% من مجموع أراضي المدينة، وتشتهر بزراعة الزيتون وبزراعة وتصدير الورد، إضافة إلى التوت البري والبطاطا والبندورة والخيار والحمضيات.

وتعتمد المدينة على المياه الجوفية فهي المصدر الوحيد لري والشرب، وتقدر المساحة المزروعة في رفح حوالي 7500 دونم، وتطورت الزراعة فيها وأخذت تستخدم الوسائل الحديثة والطرق العلمية في الزراعة، وازدهرت الحركة التجارية في رفح نتيجة لتدفق رؤوس الأموال من أبنائها العاملين في الخارج، وتقتصر الصناعة على الصناعات البسيطة كصناعة الألبان والألبسة والحلوى بالإضافة إلى العديد من الورش الصغيرة.

تاريخ قديم

عرفت المدينة بأسماء عدة، عرفها الفراعنة باسم "روبيهوي"، وأطلق عليها الآشوريون اسم "رفيحو"، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم "رافيا"، وأطلق عليها العرب اسم رفح.

تعدد أسمائها والدول والإمبراطوريات التي حكمتها يؤكد أن رفح مدينة قديمة جذورها ضاربة في القدم، وحملت الكثير من الأسماء على مر العصور وشهدت الكثير من المواقع الحربية الشهيرة.

وقد مرت رفح بأحداث تاريخية هامة منذ العصور القديمة وذلك لتميز موقعها الذي يعتبر البوابة الفاصلة بين مصر والشام. وفي عهد الآشوريين حدثت معركة عظيمة بين الآشوريون والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة، وقد آل النصر في هذه المعركة للآشوريين. وفي عام 217 قبل الميلاد حدثت معركة في رفح بين البطالمة حكام مصر والسلوقيين حكام الشام وبذلك خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة مدة 17 عاما إلى أن عاد السلوقيون واسترجعوها.

أما في العهد المسيحي اعتبرت رفح مركزا لأسقفية إلى أن فتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

إلا انه في القرن السابع للهجرة لم يعد لرفح عمران فأصبحت خرابا ثم عادت للازدهار بعد ذلك.

وقد مر بها نابليون عام 1799 في حملته الفرنسية على بلاد الشام، كما زارها كل من الخديوي إسماعيل والخديوي عباس حلمي الثاني الذي رسم الحدود بين سوريا ومصر من خلال عمودي غرانيت وضعوا تحت شجرة السدرة القديمة.

وفي عام 1906 حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام. وفي عام 1917 خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين.

وفي عام 1948 دخل الجيش المصري رفح وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلها الإسرائيليون في عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلت من جديد. وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد استعادت مصر سيناء وضعت أسلاك شائكة لتفصل "رفح سيناء" عن رفح الأم. وتقدر مساحة ما ضم إلى الجانب المصري حوالي 4000 دونم وبقى من مساحة أراضيها 55000 دونم اقتطع منها حوالي 3500 دونم للمستوطنات.

النقل والمعابر

يقع في رفح عدة معابر وبوابات منها:

ـ معبر رفح البري ويقع في المنطقة الجنوبية أخر الطريق الفاصل ما بين مدينة رفح وشوكة الصوفي وهوا معبر دولي ومنفذ قطاع غزة على جمهورية مصر العربية.

ـ مطار رفح الدولي وقد تم بنائه في عهد السلطة الوطنية وتم إيقاف العمل به بعد انتفاضة الأقصى وتم تدميره من قبل قوات الاحتلال في عام 2006 ويقع على أراضي بلدية شوكة الصوفي شرق محافظة رفح.

ـ بوابة صلاح الدين الأيوبي وتقع في نهاية شارع صلاح الدين جنوب رفح ويحدها من الغرب بلوك ومن الشرق حي القشوط.

ـ معبر كرم أبو سالم أو "كيرم شالوم" وهوا معبر جديد يقع أقصى شرق جنوب قطاع غزة ورفح وتم افتتاحه ليكون بديل عن معبر المنطار بغزة ويقع على أراضي بلدية شوكة الصوفي وهوا منفذ بين غزة ودولة الاحتلال.

ـ معبر صوفا يقع أقصى شمال شرق رفح وهوا صغير مقارنا بمعبر كرم أبوا سالم ويستخدم لإدخال الأعلاف والفاكهة من الجانب الإسرائيلي.

ـ المحررات ما كانت تسمى سابقا بمجمع "غوش قطيف" وهي أراضي شاسعة وخلابة الجمال تقع في غرب محافظة رفح.

ـ الشاطئ وهو شاطئ البحر الأبيض المتوسط ويقع أقصى غرب محافظة رفح ويعرف بجماله مقارنة بشواطئ القطاع ونظافة مياهه ويبلغ طولهما يقارب 6 كيلوا متر.

واقع مأساوي

وتعصف أزمات عدة بأكثر من 600 ألف نسمة في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، من بينهم 300 ألف نازح لجؤوا إلى المدينة من شمال القطاع، بعدما اكتظت جميع المدارس الحكومية، وتلك التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالنازحين، إضافة إلى منازل الأقارب والأصدقاء، ومقار الأندية الرياضية والاجتماعية.

وتعتبر رفح إحدى المدن التي حددها جيش الاحتلال في إنذاراته المتكررة لسكان مدينة غزة وشمال القطاع، بالتوجه إليها جنوبا، وهي مدينة غير مؤهلة من حيث المرافق الخدمية والبنى التحتية لاستقبال مئات آلاف النازحين الذين يعيشون واقعا إنسانيا مترديا.


                                                        مشهد جانبي لمدينة رفح.

رغم أنه من المفترض أن تكون مدينة رفح من "الأماكن الآمنة" للمدنيين في قطاع غزة، خاصة بعد أن دعا الجيش الإسرائيلي السكان في المناطق الشمالية، البالغ عددهم نحو 1.1 مليون نسمة، إلى النزوح جنوبا، فإنها تتعرض لقصف متواصل.

وقد فاقمت الحرب الوحشية الدموية والمدمرة ضد قطاع غزة، من الواقع المأساوي للمدينة، والذي تعاني منه بالأساس من أزمات كثيرة، ناجمة عن سنوات الحصار الطويلة.

وبفعل حركة النزوح الكبيرة من مدينة غزة ومدن شمال القطاع، هربا من القتل والتدمير بعد تهديدات الاحتلال لسكان تلك المدن، لجأ إلى مدينة رفح أكثر من 300 ألف نازح.

هذا النزوح الكبير للآلاف وبينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، شكل ضغطا على المرافق الخدمية والبنية التحتية، غير المؤهلة، التي تعاني أساسا من انعدام التطوير والتأهيل لسنوات طويلة.

المصادر:

ـ رائد موسى، "رئيس بلدية رفح: نتعرض لكارثة إنسانية وهذه احتياجاتنا"، الجزيرة نت، 20/11/2023.
ـ المدن الفلسطينية في حدود الأراضي المحتلة عام 1967، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا).
ـ "كان يفترض أن تكون ملاذنا الآمن.. القصف يطارد نازحي غزة في رفح"، موقع قناة الحرة، 23/10/2023.
ـ مدينة رفح، منظمة التحرير الفلسطينية، دائرة شؤون المغتربين.
ـ رفح المصرية تختفي بعدما انفصلت عن توأمتها الفلسطينية، القدس العربي، 13/1/2015.
ـ مدينة رفع، فلسطين أونلاين، 5/10/2022.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير رفح التاريخية فلسطينية فلسطين تاريخ رفح هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة رفح قطاع غزة سکان رفح وفی عام فی عام فی رفح

إقرأ أيضاً:

ما الذي يُخبرنا به التاريخ عن تأثير صدمات أسعار النفط؟

تؤثر الصدمات الجيوسياسية على أسعار النفط بشكل كبير، وسط ارتفاع الأسعار بعد ضربات "إسرائيل" لإيران، ما عكس مخاوف من تصعيد قد يُهدد إمدادات النفط العالمية، خاصة عبر مضيق هرمز.

وجاء في تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز"، أن المخاوف الجيوسياسية كانت تتصدر استطلاعات المستثمرين منذ سنة؛ حيث كانت تشير في الآونة الأخيرة إلى السياسات الأمريكية غير المتوقعة بشأن التعريفات، مضيفة أن "الخطر الجيوسياسي الذي يتجسد هو تهديد الصراع المستمر في الشرق الأوسط الذي يعرض إمدادات النفط العالمية للخطر".

وذكر التقرير أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة 12 بالمئة بعد الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، وتصاعد النزاع مع استهداف "إسرائيل" محطة نفطية في طهران، مشيرًا إلى أن إيران تنتج 3.3 ملايين برميل يوميًا، يتم تصدير 2 مليون برميل منها. 

وأضاف أنه "نظرًا لأن الطلب العالمي على النفط يقدر بـ 103.9 مليون برميل يوميًا وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وأن السعودية والإمارات قادرتان على زيادة الإنتاج بسرعة بأكثر من 3.5 ملايين برميل يوميًا، فمن المرجح أن يكون من الممكن التعامل مع أي انقطاع حاد في الإنتاج الإيراني. ومع ذلك، أثار التصعيد مخاوف من أن تحاول طهران إغلاق مضيق هرمز أو مهاجمة منشآت النفط المجاورة".

وقالت إن "أبحاث البنك المركزي الأوروبي المنشورة في 2023 تشير إلى أن العلاقة بين الجيوسياسة وأسعار النفط والاقتصاد الكلي معقدة. فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة 5 بالمائة بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر بسبب مخاوف من حرب في الشرق الأوسط، ثم انخفضت 25 بالمئة بعد 14 يومًا بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي. وفي سنة 2022، ارتفعت أسعار برنت 30 بالمائة بعد غزو روسيا لأوكرانيا، لكنها عادت إلى مستويات ما قبل الغزو بعد 8 أسابيع".

وتشير أبحاث البنك المركزي الأوروبي إلى أن الصدمات الجيوسياسية تؤثر على الاقتصاد العالمي من خلال قناتين، فعلى المدى القصير، تؤدي المخاطر إلى زيادة في أسعار النفط بسبب ارتفاع قيمة عقود النفط. أما في المدى الطويل، فتؤثر التوترات الجيوسياسية سلبًا على الطلب العالمي بسبب عدم اليقين الذي يؤثر على الاستثمارات والاستهلاك، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط وأسعارها. وبالتالي، تكون ضغوط أسعار النفط الناتجة عن الصدمات الجيوسياسية عادة قصيرة الأمد.


وأكد التقرير أن صدمات أسعار النفط في سنتي 1973 و1979 تسببت في ركود اقتصادي بالولايات المتحدة، مما أثار القلق بشأن تأثير الارتفاع الجيوسياسي المفاجئ في أسعار النفط على الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، أظهر بحث حديث من بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس أن المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بأسعار النفط لا تؤدي إلى تأثيرات ركودية كبيرة. وحتى الزيادة الكبيرة في مخاطر نقص الإنتاج، كما في 1973 أو 1979، لن تؤدي إلا إلى انخفاض الناتج الاقتصادي بنسبة 0.12 بالمائة.

وأفاد بأن حالة عدم اليقين بشأن إمدادات النفط قد ترفع أسعار الخام على المدى القصير، لكن التأثيرات الاقتصادية العالمية ستكون محدودة ما لم تتحقق هذه المخاطر. ووفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي؛ فإن الأحداث الجيوسياسية الخطيرة التي وقعت منذ الحرب العالمية الثانية كانت عادة ما ترتبط بانخفاض طفيف في أسعار الأسهم على المدى القصير، دون تأثير طويل الأمد. ففي النهاية، تجاهلت أسواق الأسهم العالمية غزو العراق للكويت سنة 1990 وغزو روسيا لأوكرانيا 2022، بينما تظل سنة 1973 استثناءً بسبب تأثير الحظر النفطي الذي تسبب في انخفاض حاد للأسواق بعد 12 شهرًا.

وبين التقرير أنه سيعتمد الكثير على مدة تصاعد الصراع بين "إسرائيل" وإيران وكيفية تطوره. ويجدر الإشارة إلى أنه حتى خلال "حرب الناقلات" في الثمانينات، استقرت أسعار النفط بعد الارتفاع الأولي رغم الهجمات على أكثر من 200 ناقلة كانت تمر مضيق هرمز. ومن المحتمل أن تظل آثار أي اضطراب في إنتاج النفط في الشرق الأوسط محدودة ما لم يكن اضطرابًا كبيرًا.

لماذا لا ترتفع أسعار النفط؟
وفي تقرير آخر للصحيفة، جرى الإشارة إلى أن هجوم "إسرائيل" على المنشآت النووية الإيرانية تسبب في تصعيد الهجمات الصاروخية، مما دفع الأسواق للتركيز على أسعار النفط. ورغم احتمالية ارتفاع الأسعار، إلا أن خطر زيادة كبيرة يظل منخفضًا. 


وقال روري جونستون، مؤسس كومودِتي كونتِكست: "مع احتمال ارتفاع الأسعار، يبيع معظم المستثمرين في حالات الارتفاعات الكبيرة مثل مخاطر إغلاق مضيق هرمز".

وأرجع التقرير الأسباب التي تدعو للاعتقاد بأن "الصراع سيظل محدودًا إلى عدة عوامل معروفة جيدًا: إيران في وضع ضعيف، وإسرائيل تحظى بدعم ضمني من الولايات المتحدة، وغيرها. كما توفر تاريخ أسعار النفط الحديث سياقًا مفيدًا لهذا التحليل، فباستثناء غزو روسيا لأوكرانيا، كانت التقلبات الكبيرة والمستدامة في أسعار النفط منذ بداية الألفية مدفوعة باتجاهات جيو اقتصادية أوسع، وليس الجيوسياسية".

لماذا لا يشبه هذا الصراع حرب أوكرانيا؟
أجاب التقرير عن ذلك "لأن روسيا منتج للنفط والغاز أكبر بكثير من إيران، ولأن اعتماد أوروبا على الإمدادات الروسية استدعى إعادة ترتيب سلاسل التوريد. كما أن الاقتصاد العالمي كان يكتسب زخمًا في ذلك الوقت، مما رفع الطلب على النفط، بينما يُتوقع تباطؤ الاقتصاد حاليًا".

وأوضح "مع ذلك، فإن الأحداث الجيوسياسية غالبًا ما تتسبب في تقلبات قصيرة الأمد في أسعار النفط، رغم أن التغيير قد يكون غير متوقع أحيانًا. كما أشار هانتر كورنفايند من رابيدان إينرجي، فإن غزو الولايات المتحدة للعراق في آذار/ مارس 2003 أدى إلى انخفاض مؤقت في أسعار النفط، قبل أن ترتفع مجددًا بعد ذلك".

وأكد أنه "بشكل عام، تؤدي الأحداث غير المستقرة في الشرق الأوسط، خاصة تلك التي تؤثر على إنتاج النفط أو صادراته، إلى زيادة الأسعار. وكان من أبرز التحركات في التاريخ الحديث هجوم الطائرات المسيرة الإيرانية على منشآت النفط في السعودية 2019، مما أدى إلى توقفها لعدة أيام وأثر على الإمدادات العالمية".


واعتبر أنه "في سنة 2023، عندما هاجمت حماس جنوب إسرائيل، ارتفع السعر بسبب مخاوف من تصعيد إقليمي شامل، لكن لم يتحقق شيء من ذلك، ومنذ ذلك الحين، تعلم السوق تجاهل التصعيدات المتزايدة في المنطقة. فعندما اشتبكت إيران وإسرائيل في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/ أكتوبر 2024، كانت التحركات اليومية في الأسعار محدودة إلى حد كبير".

وأفاد التقرير أن "أحداث هذا الأسبوع تختلف عن غيرها، ورغم أن الزيادة في الأسعار قد تبقى محدودة، فيجب أخذ المخاطر الكبيرة في الحسبان. ويشير جونستون إلى احتمال ضرب إسرائيل لمنشآت النفط الإيرانية في جزيرة خارج، مما قد يدفع إيران إلى استهداف مضيق هرمز ومنشآت نفطية إقليمية أخرى، مما يزيد من احتمالية نشوب حرب أوسع. ويؤكد أن حتى زيادة بسيطة في احتمال حدوث هذه المخاطر قد تؤدي إلى تغيرات كبيرة في سعر النفط".

مقالات مشابهة

  • ما الذي يُخبرنا به التاريخ عن تأثير صدمات أسعار النفط؟
  • مشيرب: كتب مادة التاريخ في مدارسنا “مزورة”
  • مستوطنة بيت يام بنت البحر التي قصفتها إيران
  • 330 ألف نسمة يهرولون من طهران بعد التحذير الإسرائيلي.. تفاصيل
  • انتهى زمن الحرب الخاطفة.. أخبروا من لم يقرأ التاريخ
  • ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
  • تجدد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وارتفاع أعداد الضحايا
  • عاجل ـ غزة تنزف من جديد.. آخر تطورات الميدان تحت القصف والدمار
  • مسعفون بغزة يروون معاناتهم تحت القصف الإسرائيلي
  • ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 79 شهيدًا