بعد أيام من إطلاق كوريا الشمالية بنجاح أول قمر صناعي للاستطلاع، بدأ الأخير مهام عمله، بالتقاط صور لمنشآت حساسة في الجارة الجنوبية واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية.

آخر تلك الصور، تلك التي قالت عنها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، بتأكيدها، أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون تلقى صورا للبيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وحاملات طائرات أمريكية في قاعدة نورفولك البحرية.


كانت كوريا الشمالية أطلقت الأسبوع الماضي بنجاح أول قمر صناعي للاستطلاع والذي قالت إنه جرى تصميمه لمراقبة التحركات العسكرية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

ودفع الإطلاق كوريا الجنوبية إلى تعليق بند رئيسي في الاتفاقية العسكرية بين الكوريتين لعام 2018 واستئناف المراقبة الجوية بالقرب من الحدود.

ويوم السبت الماضي، قالت وسائل إعلام رسمية، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تفقد الصور التي التقطها قمر التجسس الصناعي الجديد في البلاد «لمناطق رئيسية مستهدفة»، بما في ذلك العاصمة الكورية الجنوبية سول ومدن تستضيف قواعد عسكرية أمريكية.

وفحص كيم صور سول ومدن أخرى مثل موكبو وكونسان وبيونجتايك وأوسان، حيث توجد القواعد العسكرية الأمريكية والكورية الجنوبية. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الصور التقطت أثناء مرور القمر الصناعي فوق شبه الجزيرة الكورية.

وفحص كيم الصور، بالإضافة إلى صور لبعض المناطق داخل كوريا الشمالية، خلال زيارة يوم الجمعة لمركز التحكم التابع للإدارة الوطنية لتكنولوجيا الطيران في بيونغ يانغ.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية أن إحدى الصور أظهرت حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسن، التي وصلت إلى الميناء في مدينة بوسان الكورية الجنوبية يوم الثلاثاء.

وخلال الزيارة، تفقد كيم أيضا صورا لقاعدة البحرية الأمريكية بيرل هاربر وقاعدة هيكام الجوية التي التقطها القمر الصناعي أثناء مروره فوق هاواي.

بيونغ يانغ تحذر
ويوم الإثنين، حذرت كوريا الشمالية من أنها ستواصل ممارسة حقوقها السيادية بما في ذلك إطلاق الأقمار الاصطناعية في حين تشير الأنباء إلى أن قواتها تقوم بترميم بعض مواقع الحراسة المهدمة على الحدود مع كوريا الجنوبية.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن وزارة الخارجية قولها إن إطلاق قمر اصطناعي للاستطلاع الأسبوع الماضي كان بدافع الحاجة إلى مراقبة الولايات المتحدة وحلفائها.

وذكر تقرير الوكالة أن «هذه طريقة قانونية وعادلة لممارسة حقها في الدفاع عن نفسها والرد الشامل والمراقبة الدقيقة للنشاط العسكري الخطير الذي تقوم به الولايات المتحدة وأتباعها».

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن جنودا كوريين شماليين شوهدوا وهم يعيدون أسلحة ثقيلة إلى حدود المنطقة منزوعة السلاح ويقيمون مواقع حراسة هدمها البلدان بموجب الاتفاق.

وتقدر كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية كان لديها حوالي 160 موقع حراسة على طول المنطقة منزوعة السلاح بينما كان لدى الجنوب 60 موقعا. وهدم كل جانب 11 منها بعد الاتفاق العسكري الموقع في عام 2018 بهدف تهدئة التوتر ومنع وقوع اشتباكات عسكرية.

واعتبرت قوى غربية واليابان وكوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي عبر إطلاق القمر الصناعي الأسبوع الماضي والذي قالت بيونغ يانغ إنه قدّم بالفعل صورا لمواقع عسكرية مهمة أمريكية وكورية جنوبية.

وفي مشاركة نادرة في مجلس الأمن، قال مندوب كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة كيم سونغ إن البلدان الأخرى لا تواجه أي قيود على الأقمار الصناعية، مضيفًا: «لا توجد دولة في العالم في بيئة أمنية أخطر من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية».

حق مشروع؟
وأضاف: «يهددنا طرف معاد هو الولايات المتحدة بالسلاح النووي»، متابعًا: إن تطوير واختبار وتصنيع وامتلاك أنظمة أسلحة تعادل تلك التي تملكها الولايات المتحدة أو تطورها هو حق مشروع لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية».

وسخر من الاتهامات الأمريكية، بأن تكنولوجيا الأقمار الصناعية ساعدت كوريا الشمالية في تحسين إمكاناتها الصاروخية متسائلا إن كانت الولايات المتحدة تضع الأقمار الصناعية في المدار بواسطة «المنجنيق».

ورفضت مندوبة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد تأكيدات كوريا الشمالية أنها تحرّكت من منطلق الدفاع عن النفس وأشارت إلى أن المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية «روتينية ودفاعية في طبيعتها».

وقالت: «نخفف الخطر عمدا ونتبنى الشفافية عبر الإعلان مسبقا عن المناورات بما في ذلك التواريخ والأنشطة، بخلاف جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية»، مشددة على أن المناورات لم تنتهك أي قرارات لمجلس الأمن.

وذكرت وكالة التجسس الكورية الجنوبية بأن روسيا الساعية للحصول على دعم لحربها في أوكرانيا، ساعدت كوريا الشمالية في ما يتعلق بالقمر الصناعي بعد قمة كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي أن كوريا الشمالية سلّمت روسيا أكثر من ألف حاوية معدات عسكرية وذخيرة.

وعرضت روسيا والصين، الحليفة الأبرز لكوريا الشمالية، قرارا عارضته الولايات المتحدة ينص على تخفيف العقوبات على بيونغ يونغ كجزء من الجهود الرامية للتشجيع على الحوار.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كوريا الشمالية أخبار كوريا الشمالية إطلاق قمر صناعي اليابان وکالة الأنباء المرکزیة الکوریة الجنوبیة الولایات المتحدة کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية تنشر مقاتلاتها بعد دخول طائرات روسية وصينية منطقة دفاعها الجوي

كانت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي قد صرّحت قبل شهر بأن أي محاولة صينية للسيطرة على تايوان قد تشكّل تهديدًا وجوديًا لليابان.

أعلن الجيش في كوريا الجنوبية أنه نشر مقاتلاته استجابة لدخول طائرات عسكرية صينية وروسية منطقة الدفاع الجوي الخاصة به يوم الثلاثاء.

وذكرت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية (JCS) أن سبع طائرات روسية وطائرتين صينيتين دخلت منطقة التعريف الدفاعية الجوية لكوريا (KADIZ)، وهي المنطقة التي يُفترض أن تُعرف الطائرات عن نفسها عند دخولها، وحدث ذلك عند حوالي الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت كوريا (0100 بتوقيت غرينتش)، ثم غادرت الطائرات دون أن يحدث أي انتهاك للمجال الجوي الإقليمي.

ومنذ عام 2019، تقوم كل من الصين وروسيا بإرسال طائراتها العسكرية بشكل دوري إلى هذه المنطقة. وقد رصد آخر حدث من هذا النوع في نوفمبر 2024، بمشاركة خمس طائرات صينية وست طائرات روسية، حسبما أفادت السلطات في سيول.

وتأتي هذه التطورات لتزيد من التوترات الإقليمية، بعد اتهام اليابان للطائرات المقاتلة الصينية بتوجيه راداراتها نحو طائراتها العسكرية.

Related ترامب يتوصل إلى اتفاق تجاري مع كوريا الجنوبية: آخر وأهم محطة في الجولة الآسيوية قبيل اللقاء مع شي رئيس كوريا الجنوبية: سيول قد تحتاج للاعتذار لكوريا الشمالية على أحداث العام الماضيترامب يستعد لجولته الآسيوية.. وقمة كوريا الجنوبية تختبر مستقبل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

وكانت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي قد صرحت قبل شهر بأن أي محاولة صينية للسيطرة على تايوان قد تشكل تهديدًا وجوديًا لليابان، وهو تصنيف يتيح قانونيًا لطوكيو نشر قواتها العسكرية بالتعاون مع دول أخرى إذا قررت الرد.

وقبل أيام قليلة، نشر البيت الأبيض استراتيجيته المتعلقة بالأمن القومي، والتي وجهت انتقادات حادة لحلفاء البلاد التقليديين وركزت على القضايا الداخلية والحروب الثقافية.

وفي الوثيقة، لم تُذكر كوريا الشمالية كتهديد أساسي، كما كانت الإشارات إلى المنافسين الجيوسياسيين مثل روسيا والصين محدودة مقارنة باستراتيجية الأمن لعام 2017 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى.

وجرت العادة أنه عندما تُذكر الصين في الاستراتيجية، يُطلب بشكل أساسي من حلفاء الولايات المتحدة في آسيا زيادة الإنفاق الدفاعي، بما في ذلك دعم الدفاع عن تايوان.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية تنشر مقاتلات ردا على تدريبات جوية روسية صينية
  • فرحات: الولايات الأمريكية تتجه لحصار الإخوان و تجريدهم من أدوات النفوذ والاختراق
  • كوريا الجنوبية تنشر مقاتلاتها بعد دخول طائرات روسية وصينية منطقة دفاعها الجوي
  • كوريا الجنوبية.. اندلاع حريق إثر انفجار في محطة تايان للطاقة الحرارية
  • وفاة السفير الروسي في كوريا الشمالية.. و زعيم كيم: خسارة كبيرة
  • ترامب يوجه رسالة تحذير غير مألوفة لأوروبا
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • انتعاش الاستهلاك يدعم نمو اقتصاد كوريا الجنوبية رغم ضعف قطاع البناء
  • سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد يقدم أوراق اعتماده
  • مدفيديف: وصول “بايدن جديد” للبيت الأبيض قد يدمر “بذور البراغماتية” في إدارة ترامب