سرايا - كطائر العنقاء صدمت غزة العالم محبا لها وكارها على حد سواء، بعد أن نهضت بين الركام والأنقاض وكأنها طود شامخ لا ينحني، رغم اكتظاظ النائبات، فكانت هي غزة التي يعرفها الجميع وعلى رأسهم أعداؤها، فهي التي تحمل إرث النكبة والمقاومة معا، ليجتمع الإرث ظاهرا في أيام الهدنة حيث صمود السكان المصممين على البقاء الواقفين خلف مقاومتهم.



بعد 50 يوما من القصف التدميري وتوغل جيش الاحتلال في عدة مناطق من غزة، فاجأت كذلك المقاومة الفلسطينية الجميع خلال أيام الهدنة بمحافظتها على قوتها العسكرية وإدارتها لدفة الصراع وتفاصيل الهدنة.

وأسهب جيش الاحتلال طوال أيام الحرب بالإعلان يوميا عن استشهاد العشرات من قادة وعناصر المقاومة وعن تدمير أنفاق ومقار قيادة وبنية تحتية حتى يظن القارئ، أن المقاومة في غزة فقدت زمام المبادرة وباتت نهايتها حتمية.

ويناقض الاحتلال رواياته في ذات الوقت بالحديث عن حرب طويلة الأمد قد تمتد شهورا وربما سنوات نظرا لقتامة الوضع في غزة، ومع انقطاع الاتصالات وأجواء الحرب العنيفة باتت الأسئلة عن الوضع خصوصا في مناطق شمالي القطاع أكثر إلحاحا خصوصا أن جيش الاحتلال توغل هناك وتحدث عن سيطرة كاملة.

وبدت المقاومة الفلسطينية طوال المعركة محافظة على رباطة جأش الخطاب الإعلامي والعمل العسكري على الأرض، وبرز ذلك جليا في أيام الهدنة.


سيطرة لم تتزعزع

مع كل يوم تتم فيه صفقة تبادل للأسرى ترسل المقاومة رسائل بالغة الأهمية يفهمها أولا الاحتلال وداعموه من خلفه، ويطمئن بها الفلسطينيون ومن يناصرهم، فدقة توقيت وصول الأسرى للصليب الأحمر وإتقان القسام لكل تفاصيل العملية فضلا عن المعاملة الحسنة والصحة الجيدة التي ظهر بها الأسرى، كلها رسائل تؤكد أن المقاومة لم تتأثر على الإطلاق بالعدوان رغم شراسته.

وبدا الأمر أكثر وضوحا في اليوم الثاني عندما أخرت القسام تسليم دفعة من الأسرى لديها حتى التزام الاحتلال بالشروط، وهو ما دفع الأخير للرضوخ وتمت العملية بسلاسة.

وجاء اليوم الثالث مساء الأحد، حاملا معه جملة رسائل من قلب مدينة غزة، التي أشاع الاحتلال أنها باتت خارج سيطرة حماس، إذ أتمت كتائب القسام، تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى وسط استعراض للقوة لم يكن ليتم بدون جهوزية أمنية وعسكرية عالية.

وبثت قناة الجزيرة صورا ومقاطع مصورة، لكتائب القسام في ساحة فلسطين وسط مدينة غزة، مترافقة مع عرض عسكري لم يُعهد في اليومين الماضيين كما ظهر التفاف الغزاويين حول المقاومة بتجمع عفوي للسكان احتفاء بكتائب القسام التي أثبتت قدرتها على سيطرتها على الميدان ومفاجأة الاحتلال.


وأفرجت الكتائب عن الأسرى بعد نقلهم من مناطق شمالي غزة التي توغل بها الاحتلال وزعم أنها باتت خارج سيطرتها.

وتمثل ساحة فلسطين التي سلمت بها القسام الدفعة الثالثة من الأسرى، قلب مدينة غزة، التي وصلتها قوات الاحتلال عدة مرات ثم تراجعت نحو شارع الجلاء تحت ضربات المقاومة.

فوارق الهدنة

أبرزت الهدنة تفاوتا كبيرا بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال على عدة صعد، لعل أهمها الذي بدا جليا مصداقية فصائل المقاومة التي أكدت قبل الهدنة بساعات أنها تملك زمام المبادرة وتتحكم بمجريات المعركة، وبين انكشاف مغالطات جيش الاحتلال الذي كان يتحدث عن نجاح عمليته في تقويض قوة حماس داخل غزة المدينة.

كما ظهر خلال الهدنة التفاف الحاضنة الشعبية حول المقاومة رغم القصف والدمار الذي لحق بالقطاع وأعداد الشهداء الكبيرة، وعلى النقيض كانت الأوضاع في "تل أبيب" حيث طافت التظاهرات الشوارع منددة بفشل حكومة نتنياهو ومحملة إياه مسؤولية عدم الإفراج عن الأسرى كما طالبت بإبرام صفقة للإفراج عنهم.


وكان الفارق بين تعامل المقاومة مع أسرى الاحتلال الذين أقروا رغم التعتيم الإعلامي بتلقيهم معاملة حسنة بدت على وجوههم أمام الكاميرات، وبين ممارسات الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين المحررين وذويهم الذين منعهم حتى من الاحتفال هذا فضلا عن الانتهاكات التي ترتكب داخل السجون.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

شاهين تؤكد أهمية وحدة الرؤية الوطنية والتكامل مع مؤسسات المجتمع المدني

أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأحد، أهمية الدور الوطني لمختلف مكونات المجتمع الفلسطيني، مشددة على ضرورة أن يعمل الجميع ضمن رؤية وطنية موحدة تكون بوصلتها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال لقاء وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين، في مقر الوزارة، وفدًا من الاتحاد العام للمنظمات الأهلية الفلسطينية برئاسة باسم التميمي، رئيس الاتحاد العام للمنظمات الأهلية الفلسطينية.

كما شددت على أهمية تحقيق التكامل بين القطاعات الرسمية والأهلية، وتعزيز التعاون مع الاتحاد في حشد الدعم الدولي وتفعيل الدبلوماسية الشعبية بما يخدم الحقوق الفلسطينية العادلة والمشروعة.

من جانبه، أشاد التميمي بدور وزارة الخارجية والمغتربين في الدفاع عن القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، مؤكدًا أهمية تعزيز الشراكة والتشبيك مع الجاليات الفلسطينية ومؤسساتها في الخارج، وتفعيل دور المقاومة الشعبية السلمية في مواجهة الاحتلال، في سياق التحرك الشعبي الداعم للدبلوماسية الفلسطينية.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع مفتي القدس والديار الفلسطينية الرئيس عباس يتسلّم دعوة رسمية من السيسي بالفيديو: كتائب القسام ترافق الصليب الأحمر داخل رفح الأكثر قراءة غزة - 97 شهيدا في 80 خرقا لقرار وقف الحرب على القطاع القسام تعلن العثور على جثة أسير: تصعيد الاحتلال سيعيق عمليات البحث استشهاد أسير فلسطيني نتيجة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال حماس تصدر بيانا حول الخروقات الإسرائيلية للاتفاق المبرم في شرم الشيخ عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • تقرير: عدد سكان العالم العربي تجاوز نصف مليار ليحتل المرتبة الثالثة بعد الهند والصين
  • شاهين تؤكد أهمية وحدة الرؤية الوطنية والتكامل مع مؤسسات المجتمع المدني
  • وحدة الظل تلتقي الصليب الأحمر بغزة للوصول إلى جثة أحد أسرى الاحتلال
  • تفاصيل لقاء الرئيس عباس مع مفتي القدس والديار الفلسطينية
  • تعرّف على آليات محاكمة نخبة القسام في إسرائيل
  • الاحتلال يتوقع استعادة المزيد من جثامين الأسرى خلال أسبوعين.. ماذا عن البقية؟
  • مراسل القاهرة الإخبارية: لا بيان رسمي من القسام بشأن تسليم جثماني محتجزتين إسرائيليتين
  • عبدالله ناصر: الجاهزية للدفاع عن لبنان والمقاومة مستمرة
  • 71 عملاً مقاوماً في الضفة خلال اسبوع
  • من هي نور أبو ركبة التي حملت مهمة أنس الشريف في غزة؟