إيكونوميست: معركة شرسة تلوح في جنوب غزة بعد انتهاء الهدنة
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
تتوقع مجلة "إيكونوميست" البريطانية أن تكون هناك مرحلة تالية من القتال في جنوب قطاع غزة، وستكون أصعب وأكثر إثارة للجدل بعد انتهاء الهدنة.
واعتبرت المجلة البريطانية ما يجري الآن لحظات سلام نادرة بعد أسابيع من المعاناة، حيث اجتمع شمل عشرات الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين طوال 7 أسابيع مع عائلاتهم. كما أتاح التوقف القصير للحرب في غزة للفلسطينيين الخروج من ملاجئهم، والبحث عن الطعام والوقود وعن أقاربهم المفقودين وعما تبقى من منازلهم.
ومع ذلك كانت تلك اللحظات حلوة ومرة. فعمظم الرهائن لم يطلق سراحهم، ولم يجد جل الفلسطينيين الذين عادوا إلى ديارهم سوى الأنقاض. وستكون هذه اللحظات أيضا قصيرة الأجل، حيث كان من المقرر أن تنتهي الهدنة اليوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بهدف تسهيل تبادل 50 رهينة إسرائيلية محتجزين في غزة مقابل 150 سجينا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.
وذكرت المجلة أن تبادل الرهائن قد يستمر بضعة أيام أخرى، لكنه سينتهي، وقد يكون القتال التالي أسوأ مما حدث من قبل.
وأردفت أنه في مرحلة ما ستنفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الرهائن الذين ترغب في الإفراج عنهم في هذه الجولة من المفاوضات. ومن المحتمل أن يبقى كلا من الجنود والرجال الإسرائيليين أسرى، على أمل غير مرجح في إبرام صفقة أكبر تشمل وقفا دائما لإطلاق النار والإفراج عن العديد من السجناء الفلسطينيين. وعندما تأتي الهدنة إلى نهايتها المحتومة ستستأنف إسرائيل القتال ضد حماس.
وترى إيكونوميست أن القوات الإسرائيلية ستواصل في الجولة المقبلة من القتال تمشيط أنقاض شمال غزة بحثا عن مداخل الأنفاق وراجمات الصواريخ وغيرها من المواقع العسكرية.
الانتقال إلى منطقة إنسانيةوأشارت إلى تخوف المسؤولين الإسرائيليين من طريقة المضي قدما في جنوب القطاع، حيث لا يمكنهم بسهولة إرسال وحدات مدرعة للسيطرة على المنطقة كما فعلوا في الشمال، لأنها مكتظة بالمدنيين النازحين.
وبدلا من ذلك، قد يسعون إلى القيام بذلك بشكل مجزأ، أي التوغل في منطقة واحدة في كل مرة، وربما البدء بمدينة خان يونس وسط القطاع، ومحاولة إجبار سكان غزة على الانتقال إلى "منطقة إنسانية" محددة قرب الساحل.
وهو ما اعتبرته المجلة أمرا محفوفا بالمخاطر، حيث سيتعين على المدنيين الاختيار بين التجمع على شريط مهجور من الشاطئ والاختباء في منازلهم أو في ملاجئ مؤقتة، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى نتائج مروعة. كما أن القتال في مناطق مكتظة بالسكان دون دروع ثقيلة سيكون أخطر بالنسبة للقوات الإسرائيلية.
وأضافت أن كل هذا يجعل أميركا متوترة. ومع أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يدعو إلى وقف إطلاق النار، لكن فريقه قلق بشأن خطة إسرائيل لشن هجوم كبير في الجنوب. وتود أميركا أن توقف إسرائيل حملتها في الجنوب، خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس لديه خطة لما سيحدث في غزة بعد الحرب.
وختمت المجلة بأنه إذا ضغطت أميركا على إسرائيل للتراجع، فقد يؤدي ذلك إلى تجنيب سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة جولة أخرى من القتال والتشريد. ولكنه قد يتركهم أيضا عالقين في جيب مكتظ ويائس أصغر حتى من ذلك الذي كانوا يعيشون فيه من قبل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إستشهاد 18 فلسطينيا في حنوب القطاع .. وضغوطات على إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة
عواصم "أ ف ب" "رويترز": أفاد الدفاع المدني في غزة اليوم بأن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 18 شخصا على الأقل، بينهم عشرة كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في جنوب القطاع الذي دمرته الحرب.
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير أكد أن عشرة من القتلى المسجلين الجمعة هم من منتظري المساعدات، لافتا إلى أنهم قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي قرب رفح في جنوب قطاع غزة حيث تتكرر عمليات إطلاق النار على طالبي المساعدة.
"وضع بالغ الصعوبة"
كما أفاد الدفاع المدني بمقتل ستة فلسطينيين آخرين في أربع غارات جوية إسرائيلية منفصلة في منطقة خان يونس جنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن شخصين آخرين قتلا في غارتين بطائرات مسيّرة قرب مدينة غزة في الشمال.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على الضربات الأخيرة، علما أنه وسّع مؤخرا عملياته في أنحاء غزة.
ونظرا إلى القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق، لا تستطيع وكالة فرانس برس التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى والجرحى التي يحصيها جهاز الدفاع المدني وجهات أخرى.
وقال فلسطيني، تحدث لوكالة فرانس برس من جنوب غزة، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن القوات الإسرائيلية تواصل هجماتها مخلفة دمارا هائلا، مع تمركز دبابات إسرائيلية قرب مدينة خان يونس.
وأضاف شاهد العيان "ما زال الوضع في المنطقة بالغ الصعوبة مع إطلاق كثيف للنيران وشن غارات جوية متقطعة وقصف مدفعي وعمليات تجريف وتدمير مستمرة لمخيمات النازحين والأراضي الزراعية جنوب وغرب وشمال منطقة المسلخ" الواقعة الى الجنوب من خان يونس.
وأرغمت إسرائيل جميع سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة على النزوح مرارا وتكرارا خلال الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من 21 شهرا، في ظروف إنسانية كارثية.
ولجأ كثر إلى المدارس، لكن هذا لم يمنع الجيش من قصفها في عمليات يقول إنها تستهدف مقاتلين.
شهداء المساعدات
قتل نحو 800 شخص في غزة أثناء انتظار المساعدات منذ 27 مايو، غالبيتهم قرب مراكز تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة.
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع طرود مساعدات في 26 مايو، بعد أكثر من شهرين من الحظر الإسرائيلي الشامل لدخول المساعدات رغم تحذيرات من خطر المجاعة.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمداساني خلال مؤتمر صحفي إنه منذ بدء عمل المؤسسة وحتى السابع من يوليو "وثقنا 798 قتيلا بينهم 615 في محيط مراكز مؤسسة غزة الإنسانية".
وأضافت للصحفيين في جنيف أن 183 شخصا آخرين قتلوا "على الأرجح على طرق قوافل المساعدات" التي تسيّرها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى.
وتابعت "هذا يعني أن نحو 800 شخص قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات"، موضحة أن "غالبية الإصابات بالرصاص".
مشاهد فوضوية
وشابت عمليات مؤسسة غزة الإنسانية التي أدت فعليا إلى تهميش شبكة الأمم المتحدة الواسعة النطاق في غزة، مشاهد فوضوية وتقارير شبه يومية عن قيام القوات الإسرائيلية بإطلاق النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول على طرود مساعدات غذائية.
لكن مؤسسة غزة الإنسانية التي أكدت الخميس أنها وزعت حتى الآن "أكثر من 69 مليون وجبة"، نفت وقوع حوادث إطلاق نار مميتة في المنطقة المجاورة مباشرة لنقاط توزيع المساعدة التي تديرها.
مخاوف جدية
وأكدت شمدساني أن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة اعربت مرارا عن "مخاوف جدية بشأن احترام مبادئ القانون الإنساني الدولي" في الحرب في غزة التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت "يصطف الناس للحصول على إمدادات أساسية مثل الغذاء والدواء، ويتعرضون للهجوم... ويتم تخييرهم بين التعرض لإطلاق النار والحصول على الطعام، هذا أمر غير مقبول".
إجراءات ضد إسرائيل
قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن التكتل يسعى إلى إيجاد سبل للضغط على إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة، في الوقت الذي تدرس فيه الدول الأعضاء في الاتحاد اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بسبب ما تعتبره انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان.
وعرضت دائرة العمل الخارجي الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي الخميس 10 خيارات للتحرك السياسي ضد إسرائيل بعد أن قالت إنها وجدت "مؤشرات" الشهر الماضي على أن إسرائيل انتهكت التزامات حقوق الإنسان بموجب اتفاق يحكم علاقاتها مع الاتحاد.
وفي وثيقة تم إعدادها للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي واطلعت عليها رويترز، تضمنت الخيارات خطوات رئيسية مثل تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي تشمل العلاقات التجارية وخطوات أقل مثل تعليق المشاريع التقنية.
وقالت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الجمعة إن الخيارات أعدت استجابة للدول الأعضاء التي أرادت ممارسة ضغط أقوى على إسرائيل لتدارك معاناة المدنيين في الحرب المستمرة منذ 21 شهرا في غزة.
وقالت بعد اجتماعها مع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور الجمعة "هدفنا ليس معاقبة إسرائيل بأي شكل من الأشكال".
وأضافت "هدفنا هو تحسين الوضع على الأرض (في غزة)، لأن الوضع الإنساني لا يمكن تحمله".
وعبر أعضاء الاتحاد الأوروبي عن قلقهم إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين والنزوح الجماعي لسكان غزة خلال الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في القطاع، كما عبروا عن قلقهم إزاء القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية.
وقالت كالاس الخميس إن إسرائيل وافقت على توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك زيادة عدد شاحنات المساعدات ونقاط العبور والطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع.