سوهاجية يعزفون على «أوتار النول»: صناعة النسيج حرفتنا من المفرش للستارة
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
عند الحديث عن مدينة أخميم الواقعة شرق سوهاج، لا يمكن تجاهل الشهرة التي اكتسبتها في صناعة النسيج اليدوي، حيث تعود هذه الحرفة القديمة إلى عهد المصريين القدماء واستمرت عبر العصور المتعاقبة، وكانت المدينة معروفة بتصنيع «كسوة الكعبة المشرفة»، التي كانت تتجه إلى بلاد الحرمين كل عام، عقب تصنيعها على الأنوال الخشبية التي يتم العمل عليها يدويا.
«النول تاريخ كبير وطويل.. والعمل عليه شرف لأي واحد يشتغل عليه.. زمان الناس كلها كانت حابة تتعلم المهنة وصناعتها لكثرة الاهتمام والإقبال على شراء الشغل المصنوع عليه، النهاردة الوضع اتغير خالص وبقينا مش لاقيين صنايعية واللي بيموت مش بييجي زيه»، بهذه الكلمات بدأ أنور مينا، 65 عاما، أحد العاملين في المهنة، حديثه لـ«الوطن»، مضيفًا أن عملية صناعة النسيج تبدأ بعدة مراحل، منها اختيار اللون وحجم ومقاس المنتج، مثل «مفرش، شال، ستارة، قماش» الذي من المفترض إنتاجه على «النول».
وقال خالد محمد، 60 عاما، إن صناعة النسيج على «النول» تعد مهنة وحرفة صعبة على الشخص أن يتعلمها منفردا، فهي مهنة لها ترتيب وفن كبير، حيث نعمل على النول بـ«أيدينا وأقدامنا»، وبحب وتفاني لهذه المهنة، ويعد النول هو صاحب الفضل علينا.
وأشار جمال علي، 62 عاما، ويقيم بناحية مركز أخميم، إلى أنه يمتلك «نول» في منزله، ويقوم بالعمل عليه هو وزوجته، منذ أكثر من 40 عاما، مضيفًا أن لديه أبناء كبار رفضوا تعلم هذه المهنة، لقلة الإقبال على شراء هذه المنتجات.
ورش تدريبية لإنقاذ المهنةوأوضح «عبد الرحمن جمال» يقيم بذات الناحية، أن هناك عجزا كبيرا في تعليم هذه المهنة العريقة، حيث لا يتجاوز عدد من يجيدون صناعة النسيج على «النول» 70 شخصا على مستوى محافظة سوهاج، ولا يوجد جيل جديد لتعلم هذه المهنة وصناعتها، ولذلك يجب أن يكون هناك ورش ومبادرات لإنقاذ المهنة وإحيائها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: النول صناعة النسيج صناعة النسیج هذه المهنة
إقرأ أيضاً:
أوقفوا صناعة الوهم: من الذي انتصر حقاً؟
أوقفوا صناعة الوهم: من الذي انتصر حقاً؟
حسن عبد الرضي الشيخ
في مشهد مكرور من مسرحيات الدجل السياسي، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي ليعلن ـ عبر خطاب متلفز ـ “التهنئة بالانتصار على الكيان الصهيوني الزائف”، مدّعيًا أن ما جرى خلال اثني عشر يومًا من المواجهة مع إسرائيل كان نصراً مبينًا يُهدى للشعب الإيراني. وهو حديث لا يصمد أمام أبسط حقائق الجغرافيا العسكرية ولا وقائع الأرض.
إنّ من يتابع ما جرى ـ بقدر من الإنصاف والتحليل المجرد ـ لا يرى سوى مشهد آخر من مشاهد الهزيمة المضمخة بالغرور، إذ لم تفلح صواريخ إيران في شل قدرة الرد الإسرائيلي، ولا استطاعت أن تحدث تحوّلاً استراتيجياً في موازين الصراع، اللهم إلا ما حققته من “دوي إعلامي” قصير العمر. الرد الإسرائيلي كان مدروسًا، موجّهًا، مؤلمًا لمراكز حيوية داخل إيران، ونجح في توجيه رسالة قاسية دون أن ينجر لحرب شاملة، فماذا بقي من النصر الذي يدّعيه خامنئي؟
إنّ التضليل الإعلامي الذي يُمارَس على الشعب الإيراني بلغ مستويات عبثية، حين تُقدَّم الهزيمة باعتبارها انتصاراً، وتُغطى الجراح بالمزامير. فقد قصف الإسرائيليون قلب إيران، دون أن تتمكن طهران من فرض معادلة ردع حقيقية، ورغم ذلك يخرج المرشد مهددًا بأن “أي اعتداء علينا سنواجهه بتكرار استهداف القواعد الأمريكية”، وكأن الواقع ينقصه تهريج إضافي في خضم هذا الفشل المركب.
لقد كتب مفكرون ومصلحون عقلاء، منذ سنوات طويلة، عن آفة النظم الطائفية المتستّرة خلف عباءة الدين، خاصة النظام القائم في إيران، حيث تتداخل العمامة مع البندقية، ويُستثمر الإيمان لخلق قطيع، ويُغسل وعي الشعوب بزخرف الشعارات. هذا النموذج ـ كما وصفوه ـ ليس سوى نسخة مستحدثة من الاستبداد السياسي، محاط بهالة روحية زائفة. فالخطاب الديني في إيران تم تطويعه بالكامل لخدمة آلة الحكم، فأصبحت “الفتوى” صكًا سياسيًا، و”المرشد” إلهًا صغيرًا لا يُسائل.
في ضوء ذلك، فإن تصريحات خامنئي ليست مجرد تحريف للواقع، بل هي استكمال لمنهجية متجذّرة في الكذب الممنهج، والتلاعب بالوعي الجمعي، عبر تغليف الانكسار بغلاف “الانتصار”، تمامًا كما كانت تفعل أنظمة شمولية كثيرة من قبل، حتى سقطت في مستنقع السخرية التاريخية.
لقد فشلت إيران في إقناع العالم بنجاحاتها، لكنها نجحت ـ للأسف ـ في تسويق الوهم داخليًا، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الدعاية، ولا عقل يجرؤ على السؤال. هذا الانغلاق هو السبب الجوهري في تكرار الهزائم، وهو ما يجعل طهران دوماً أسيرة انفعالاتها، تتوهم أنها تصنع المجد، بينما لا تفعل سوى تخريب نفسها.
فليتوقف خامنئي عن بيع السراب، فالحقيقة أن إسرائيل لم تُهزم، وأمريكا لم تُردع، وإيران لم تنتصر، أما الشعب الإيراني، فلا تهنئة له إلا إن استعاد وعيه، وأسقط وهم المظلومية المقدسة، وأعاد للدين معناه، وللسياسة ميزانها، وللحقيقة حقها في أن تُقال.
الوسومأمريكا إسرائيل إيران الدجل السياسي الكيان الصهيوني حسن عبد الرضي الشيخ علي خامنئي