الشارقة: ريد السويدي

كشف إبراهيم العبدولي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الصيادين في الشارقة، أن أرباح الجمعية عام 2024 بلغت مليونين وستمئة ألف درهم. والصيادون حصلوا على عائدات 80% من صافي الربح، و10% على الأسهم، ما يمثل مؤشراً جيداً على فاعلية الشراكة بين الجمعية وأعضائها.

وأشار إلى أن الجمعية وفّرت خلال العام الجاري أدوات الصيد الأساسية مثل الحبال، و«البيبات»، والملح، والزيوت، والثلج، و«اللجات».

فضلاً عن دعم وزارة التغير المناخي والبيئة التي توزع مكائن سنوياً للصيادين. كما أشار إلى أن هيئة الثروة السمكية تصدر تصاريح إنشاء «مشاد بحرية» لتثبيت القراقير، وهو ما يسهل عملهم.

أوضح إبراهيم العبدولي، أن الأغلبية العظمى من الصيادين ملتزمون بالقوانين والقرارات الاتحادية والمحلية، ولا يُسمح بتأجير وسائل الصيد إلا بوجود المواطن. وأشار إلى أن المخالفات بين الصيادين نادرة، نتيجة الوعي والحرص على الالتزام بالأنظمة المعمول بها.

المواسم وتوزيع الإنتاج

وعن مواسم الأسماك قال «تختلف مواسم الأسماك بحسب النوع، فسمك «الصافي» يكون صيده من يناير حتى إبريل، و«الشعري» من مارس حتى مايو، و«الخباط» في موسم الشتاء من نوفمبر إلى مايو. أما «الهامور» فموسمه يمتد طوال العام والذروة في فبراير، إلى جانب أنواع أخرى تختلف مواسمها على مدار السنة.

المكافآت السنوية

وأوضح أن «شركة الشارقة لإدارة الأصول» تدير سوق الجبيل للأسماك، الذي يعدّ نقطة بيع رئيسية لصيادي الشارقة. والسوق يوفّر منفذين للبيع: المباشر للمستهلك، والمزاد العلني، وفي الحالين تسجّل الكميات والأسعار بالتعاون مع الجمعية.

كما كشف أن السوق يصرف سنوياً مكافآت مالية للصيادين المتعاونين، بتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، بلغت في العام الأخير ثلاثة ملايين ومئتي ألف درهم، لمواصلة نشاطهم.

كُلف المهنة

فيما أكد عبد الرحمن أبو شبص، رئيس مجلس الجمعية، أن الصيادين ما زالوا متمسكين بمهنة الآباء والأجداد رغم ما يواجهونه من تحديات متزايدة وارتفاع في كُلف مهنة الصيد ومصروفاتها. والجمعية تعمل على توفير كل السبل لدعمهم وتسهيل مزاولتهم للمهنة.

ولفت إلى أن شكاوى ومطالب أبناء البحر باتت ملحّة في ظل المتغيرات التي طرأت على هذه المهنة، وتتطلب دعماً خاصاً لخصوصيتها، من حيث خطورتها وصعوبة ممارستها.

وأكد أن أغلبية الصيادين من المواطنين، ويعتمدون على الصيد مصدر دخل أساسياً، ما يجعل الحفاظ على هذه المهنة مسؤولية وطنية. كما أن تضييق مناطق الصيد ومنع استخدام بعض أدواته أدّيا إلى تراجع أعداد العاملين فيه، بل إن بعضهم اضطر إلى بيع قواربه نتيجة تقلّص الجدوى الاقتصادية من العمل في البحر.

تشديد القوانين

وأضاف أبو شبص، أن الدعم الحكومي لم يعد يواكب المتطلبات المتزايدة، خاصة مع تكرار إصدار قوانين جديدة من وزارة التغير المناخي والبيئة، منعت كثيراً من طرائق الصيد، وقلصت المساحات المتاحة.

كما أشار إلى أن منع استخدام أدوات مثل «الجرجير» والصيد بالشباك في بعض المناطق أثر مباشرة في الإنتاجية، وهو ما دفع بعضهم إلى التوقف عن ممارسة الصيد.

الكُلف والالتزامات

وعن المشكلات والمعوقات التي يعانيها الصيادون قال راشد بن شاهين، أحد الصيادين القدامى، إن الصيادين يعانون ضغوطاً مالية كبيرة، بدءاً من كُلفة القارب بالمحركات والمقطورة، مروراً بجلب العمالة ورواتبهم والتأمين الصحي والسكن، ثم تسجيل القارب، وتأمين الأجهزة البحرية، والوقود، ومعدات الصيد، ومواد حفظ جودة الأسماك.

وأشار أن الصياد يتحمل أيضاً كُلف مواقف القوارب والمقطورات، وصيانة المحركات، وتعويض الأعطال الناتجة عن مخلفات البحر كالأخشاب الطافية والحبال التي تؤدي إلى إتلاف الجير والمحركات، كذلك المخاطر الجوية من العواصف والحرارة المرتفعة أو البرد القارس.

مخاطر

ولفت راشد إلى أن الصياد يواجه مخاطر انقطاع الاتصال في عرض البحر، وفقدان مواقع القراقير بسبب سوء الطقس أو السرقة أو تغيير مواقعها من قبل قوارب النزهة، كما يتحمل نفقات النقل إلى السوق وقيمة الدلالة و«الليسن» وتبعات انخفاض أسعار الأسماك المحلية أمام المستوردة، والتي تسبب خسائر كبيرة للصيادين. كما طالب بتحديث السياسات لتواكب واقع المهنة، من حيث السماح باستخدام أدوات صيد جديدة مثل «المنشلة المتعددة» (السنارات)، التي تمنعها الجهات المعنية، مؤكداً أن القوانين تتغير باستمرار، بينما الدعم يبقى بطيئاً ومعقد الشروط، وهو ما لا يساعد الصيادين على الصمود.

مساحات متاحة

وتحدث محمد سلطان، عن أثر الأوضاع السياسية في المنطقة في نشاط الصيد، مشيراً إلى إغلاق بعض مناطق الصيد القريبة من الحدود البحرية مع إيران، ما ضيّق المساحات المتاحة للصيد، وأدى إلى تشويش أجهزة الملاحة وتعطّلها أحياناً، ما يشكل خطراً كبيراً على حياة الصيادين ويمنعهم من الوصول إلى القراقير.

كما أشار إلى تضارب أسعار الأسماك في السوق، نتيجة هذه الاضطرابات وعدم الاستقرار في سلسلة التوريد، ما يضعف قدرة الصياد على تحقيق عوائد تغطي نفقاته.

غرس الشغف

رغم التحديات، يحرص الصيادون على نقل حب المهنة إلى أبنائهم، كما أكد السويدي، قائلاً إن الصياد الذي «ليس له ماضٍ، ليس له حاضر».

ويصطحب الصيادون أبناءهم إلى البحر ويعلّمونهم الصيد منذ الصغر.

 

من بين هؤلاء النوخذة الصغير عبدالله محمد بن شاهين (5 سنوات)، وسلطان راشد (12 عاماً)، وخليفة راشد (10 سنوات)، الذين يتعلمون أسرار البحر ويتوارثون المهنة جيلاً بعد جيل، في رسالة واضحة بأن روح الصيد لا تزال حية في قلوب أبناء الشارقة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشارقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

متحدث: المهندسون صناع قرار المهنة وصوتهم ينعكس على جودة التطوير

قال متحدث الهيئة السعودية للمهندسين صالح العمر ، إن المهندسين جميعهم صناع قرار المهنة.

وأضاف، بمداخلة لقناة الإخبارية، أن صوت المهندسين في انتخابات مجلس إدارة الهيئة ينعكس على جودة البرامج والتطوير المهني، وعدم مشاركتهم في التصويت يعني ترك القرار لغيرهم.

وأكمل، أن التصويت ينعكس على رفع جودة الممارسة المهنية وكل ما يتعلق بالسوق الهندسي من خدمات؛ لذلك فالمشاركة بشكل مباشر استثمار في قوة ومستقبل المهنة، ودورحقيقي في تحقيق رؤية 2030 في القطاع الهندسي.  

متحدث الهيئة السعودية للمهندسين صالح العمر حول انتخابات مجلس إدارة الهيئة: المهندسون جميعهم صناع قرار المهنة وصوتهم ينعكس على جودة البرامج والتطوير المهني، وعدم مشاركتهم في التصويت يعني ترك القرار لغيرهم pic.twitter.com/NgeUD1cz1c

— برامج الإخبارية (@alekhbariyaPROG) November 28, 2025 أخبار السعوديةالمهندسينآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • صافي أرباح المصرف المتحد ترتفع 5% إلى 2.67 مليار جنيه خلال أول 9 أشهر من 2025
  • المالية: 27 مليار جنيه لعلاج 2.4 مليون مواطن على نفقة الدولة خلال 2024/2025
  • عبر 32 مليون نخلة مثمرة.. “الإحصاء”: نمو إنتاج التمور في المملكة إلى 1.923 ألف طن خلال عام 2024
  • معرض العين الدولي للصيد والفروسية يشهد حضوراً لافتاً ويجذب هواة الصيد والقنص
  • عضو الجمعية الوطنية بسلوفينيا: الاتحاد من أجل المتوسط منصة فريدة تجمع بين الدول في المنطقة
  • تعرف على أسعار الأسماك الطازجة بأسواق الوادي الجديد
  • تركيا: ناقلة النفط التي تعرضت لانفجار في البحر الأسود ضربت مجددا بمسيرة
  • متحدث: المهندسون صناع قرار المهنة وصوتهم ينعكس على جودة التطوير
  • المستثمرون يترقبون أرباح الذكاء الاصطناعي ومؤشرات صحة الاقتصاد الأمريكي
  • أسعار الأسماك الطازجة في أسواق الوادي الجديد