الجذور العميقة لهذه الكراهية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
الجذور العميقة لهذه الكراهية
هذه الثقافة المعبّأة بالحقد والعنف هي التي يجب أن تجعل من إسرائيل دولة منبوذة.
من أين يتغذّى خطاب الكراهية الفجّ والقبيح جدا المتفشّي داخل أوساط المجتمع الإسرائيلي؟
كيف نفسّر هذه الدرجة العالية من التوحّش الاسرائيلي الذي لم يستثن أحدا من البشر والحجر؟
همجية جديدة تسعى نحو التوسّع والهيمنة، لا يردعهم حقّ ولا أخلاق ولا قانون ولا مواثيق.
هذه الكراهية تجسّدت في سلوك المستوطنين الذين يحرّضون أبناءهم وجيشهم على قتل النساء والأطفال، ليدفعوا سكّان غزّة نحو مغادرة أرضهم نحو مصر والأردن.
ماذا فعل لهم الفلسطينيون حتى يعاملوهم بهذه القسوة النادرة، ويكرهوهم الى حد الحقد الأسود، ويعمدوا لاغتيالهم جسديا ورمزيا، وإن لزم الأمر إلغاؤهم من الوجود؟
* * *
كيف نفسّر هذه الدرجة العالية من التوحّش الاسرائيلي الذي لم يستثن أحدا من البشر والحجر؟
ماذا فعل لهم الفلسطينيون، كبارا وصغارا، حتى يعاملوهم بهذه القسوة النادرة، ويكرهوهم الى حد الحقد الأسود، ويعمدوا إلى اغتيالهم جسديا ورمزيا، وإن لزم الأمر إلغاؤهم من الوجود. أين ذهبت شخصية اليهودي الطيب والمضطهد التي أبدعت السينما الصهيونية في تصويرها منذ حادثة الهولوكست؟
عند استعراض ما حصل في الشهرين الماضيين بدقّة وموضوعية، يكتشف المرء السويّ الحجم الكبير للمغالطات التي استعملها الصهاينة في دفاعهم المستميت عن صورةٍ روّجوها عن دولتهم الشرّيرة.
لقد شاهد الجميع حجم الدمار الذي خلفته، ولا تزال، الآلة العسكرية لجيشهم، وهو ما يشهد على درجة الحقد الذي تعامل مع سكان غزّة من دون تمييز بين مدنيين ومسلحين. قائد عسكري يفجر منزلا بمن فيه هديّة منه إلى ابنته بمناسبة بلوغها السنتين.
ووزير يصف الشعب الفلسطيني بالحيوانات. وعندما تقارن بين معاناة الأطفال الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية الذين يتعرّضون للجوع والإذلال والضرب والبرد القارس، وبعضهم غادروا السجون وهم حفاة، مقابل المعاملة الانسانية التي تلقّاها رهائنهم الذين أطلقتهم كتائب القسام، تدرك من دون تردّد الفارق النوعي بين الطرفين.
من بين الشهادات العديدة الدالّة على أن داء الكراهية لم يُصب كل اليهود، فتاة يهودية أميركية ذكرت إنها تخلّت عن ولائها لإسرائيل منذ 2014، حين اكتشفت الحجم الكبير للبروباغندا التي تجاوزت الحد المقبول.
تشعر في البداية بالراحة عندما يقال لك في مطار بن غوريون "مرحبا في وطنك". ولكنك تكتشف، عندما يحدّثونك عن العرب، عمق الكراهية التي يحملونها لأصحاب الأرض.
هذه الكراهية التي تحدّثت عنها الفتاة تجسّدت في سلوك المستوطنين الذين يحرّضون أبناءهم وجيشهم على قتل النساء والأطفال، ليدفعوا سكّان غزّة نحو مغادرة أرضهم نحو مصر والأردن.
هذا حلمهم القديم الذي يعملون من أجل تحقيقه. وقبل شهرين من "طوفان الأقصى"، عرضت القناة العاشرة الإسرائيلية صورا من عرس لمتطرفين يهود، وكان الجميع يرقصون بينما كان أحدهم يحمل صورة طفل فلسطيني يحترق، فتتعالى المطالبة بإبادة الفلسطينيين عن بكرة أبيهم.
هذا الرفض البغيض لكل حقوق أصحاب الأرض دليلٌ على أن هؤلاء ليسوا من طينة الشعوب المتحضّرة. هي همجية جديدة تسعى نحو التوسّع والهيمنة، لا يردعهم حقّ ولا أخلاق ولا قانون ولا مواثيق.
لهذا كانت نسبة المؤيدين للفلسطينيين في العالم بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والـ13 منه في حدود 60%، ثم ارتفعت بعد الهجوم على غزّة إلى 95%، حسب ما ذكر أحد اساتذة العلوم السياسية في أميركا. لهذا السبب، تخلى بعض اليهود عن الجنسية الإسرائيلية حتى لا يلحقهم هذا العار.
من أين يتغذّى خطاب الكراهية الفجّ والقبيح جدا المتفشّي داخل أوساط المجتمع الإسرائيلي؟ مصادر هذا الخطاب متعدّدة. ولكن يمكن الإشارة إلى مصدريْن، بدأ دورهما يتضح في الشهرين الأخيرين.
- أولهما المؤسّسة العسكرية والأمنية التي بنيت على نفي الآخر الفلسطيني. يبرّر وزير الدفاع الحالي قطع مقوّمات الحياة عن غزّة من كهرباء وطعام ومياه ووقود بقوله "نحن نحارب حيوانات في شكل بشر".
- أما المؤسّسة الثانية المسؤولة عن ضخ الكراهية، فيمثلها جزء واسع من الحاخامات، حيث يؤكّد أحدهم: "لا تكن رحيما بالطفل، فهو سوف يكبر ويقتل، لأن العقيدة التي سيكبر معها أسوأ حتى من عقيدة والده.
لهذا جاء في التوراة سفر التثنية الإصحاح 16/ 22 أن قواعد الحرب لا تسمح لأي شخص من هؤلاء بالبقاء على قيد الحياة". لا تستثني هذه القاعدة أحدا من الرجال والنساء والأطفال.
من المؤكّد أن هذا الخطاب لا يمثل القراءة الوحيدة لليهودية، لكنه الخطاب المهيمن الذي تقف وراءه الأحزاب الدينية المتطرّفة، التي دفعت وزير التراث إلى القول إن إلقاء قنبلة نووية على غزّة يمثل أحد الاختيارات المطروحة للتخلّص نهائيا من حركة حماس والفلسطينيين.
هذه الثقافة المعبّأة بالحقد والعنف هي التي يجب أن تجعل من إسرائيل دولة منبوذة.
*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الكراهية اليهودية الهولوكوست طوفان الأقصى الإبادة الجماعية حركة حماس هذه الکراهیة
إقرأ أيضاً:
حالة الطقس.. تقلبات جوية حادة: أمطار وكرات ثلج وتحذير لهذه الفئة
حذرت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، من حالة من التقلبات الجوية تبدأ اليوم وتستمر حتى يوم الخميس المقبل، مؤكدة أن البلاد ستشهد انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، إلى جانب نشاط للرياح وسقوط أمطار متفاوتة الشدة تمتد من شمال البلاد وحتى القاهرة الكبرى، مع احتمالية امتدادها إلى مناطق أخرى.
وأوضحت عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، خلال مداخلة هاتفية على قناة صدى البلد، أن الأمطار المتوقعة قد تعيق مستوى الرؤية على الطرق، خاصة مع بداية الأسبوع المقبل الذي سيشهد عودة الشبورة المائية بشكل أكبر على معظم الطرق السريعة والزراعية، مما يستدعي الحذر أثناء القيادة.
وأكدت أن الأمطار والرذاذ المصاحب لها يتسببان في ضعف مستوى الرؤية الأفقية، داعية قائدي المركبات إلى توخي أقصى درجات الحذر، والالتزام بالسرعات المنخفضة واتباع تعليمات المرور حرصًا على السلامة العامة.
وأضافت عضو هيئة الأرصاد أن السحب الرعدية المصحوبة بالبرق والرعد قد تنشط قبل سقوط الأمطار في بعض المناطق، مع احتمالية تساقط حبات البرد وهي كرات ثلجية صغيرة في فترات ذروة عدم الاستقرار، مشددة على ضرورة الابتعاد عن أعمدة الإنارة والأشجار والمباني المتهالكة خلال فترات النشاط الرعدي.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
أمطار الطقس درجات الحرارة الهيئة العامة للأرصاد الجوية أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
حالة الطقس.. تقلبات جوية حادة: أمطار وكرات ثلج وتحذير لهذه الفئة
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
26 18 الرطوبة: 17% الرياح: جنوب غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية