الملتقى الإسلامي يُحيي الذكرى السنوية للشهيد
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
يمانيون../
نظّم الملتقى الإسلامي بالتعاون مع جامعة المعرفة، اليوم، بصنعاء فعالية خطابية وافتتاح معرض صور الشهداء بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1445هـ وضمن فعاليات دعم ومناصرة طوفان الأقصى.
وفي الفعالية، التي حضرها وزير الشئون القانونية الدكتور اسماعيل المحاقري و وزير الدولة أحمد العليي ، أوضح رئيس الهيئة العامة للأوقاف – أمين عام الملتقى، العلامة عبدالمجيد الحوثي، أن الدين الاسلامي يعتبر منظومة متكاملة حيث ربط الجهاد بالعلم، كما ربط الصلاة بالزكاة، و بذلك فهو لا يقبل العلم إلا بالجهاد، وأن العلم لا يكون صالحا إلا اذا كان يدعو إلى العمل والجهاد والتضحية والبذل والعطاء.
ولفت إلى أن العلماء والاساتذة الذين استشهدوا في ميادين العزة والشرف سدوا الفجوة التي أحدثها البعض بأنه لا مكان للعلماء في ميادين الجهاد، كما أذابو كل الفوارق التي كان يضعها الجهل حول الجهاد وأدت إلى تخاذل طلاب العمل عن الذهاب إلى ميادين الجهاد.
وأشار إلى أن ابناء الملتقى الاسلامي كان لهم شرف المشاركة في مواجهة قوى العدوان والاستشهاد في ميادين العزة والشرف، وهم بذلك قد جسدوا منهاج آل البيت الثوري في وجه الطغاة والمستكبرين، لافتا إلى مشروع علم وجهاد الذي أطلقه السيد القائد رضوان الله عليه، الذي أكد أهمية العلم والجهاد لإقامة دولة عادلة يسودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحماية المستضعفين.
وتطرق رئيس هيئة الأوقاف إلى ردة فعل العالم تجاه كلمة قائد الثورة بخصوص الحرب في غزة واتباع القول بالفعل بضرب الكيان الصهيوني في ذات اليوم الذي حذرت فيه امريكا اليمن من أي تدخل.
وحث العلامة عبدالمجيد على ترسيخ مفهوم الشهادة وأن يكون أبناء اليمن كافة مشاريع شهادة في سبيل لله، منوها بأهمية إحياء ذكرى سنوية الشهيد لاستحضار أرواح الشهداء العظماء الذين جسدوا معاني البذل والعطاء وبذلوا أرواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل الله وإعلاء كلمته.
وقال ” بفضل الشهداء والرؤية القرآنية التي انطلق منها الشهيد القائد والسيد القائد اثبتنا للعالم أن الثقافة القرآنية هي ما تنفع المجتمع”.
بدوره ثمن رئيس فرع الملتقى الاسلامي بأمانة العاصمة، عماد معياد، تضحيات الشهداء الذين سطروا الملاحم البطولية دفاعاً عن اليمن وسيادته واستقلاله.
ولفت إلى أن “الشهادة هي أعظم وأقوى سلاح في مواجهة الأعداء وأنها مشروع حياة ونعيم أبدي يمنحها الله تعالى للشهيد منذ أن تفارق روحه جسده، جزاء لما قدمه من عمل وتضحية”.
وأكد أهمية الاستفادة من الذكرى السنوية للشهيد في استشعار عظمة الشهداء ومنزلتهم وتعزيز ثقافة الشهادة والاستشهاد والتأكيد على المضي في المشروع، الذي ضحى من أجله الشهداء والعمل على رعاية أسرهم وذويهم.
تخللت الفعالية، فقرة انشادية عبرت عن عظمة المناسبة.
عقب ذلك، افتتح وزيرا الشئون القانونية والدولة وأمين عام الملتقى، معرض صور ومجسمات الشهداء من منتسبي الملتقى الاسلامي.
وأشاد الزائرون بمحتويات المعرض الذي سلط الضوء على تضحيات الشهداء وعظمتهم، مؤكدين أن تلك التضحيات ستظل محل فخر واعتزاز أبناء الوطن.
حضر الفعالية وافتتاح المعرض نائب رئيس هيئة الاوقاف، عبدالله علاو، ووكلاء ومديرو العموم بالهيئة، وعدد من مسئولي الملتقى الاسلامي وجامعة المعرفة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الملتقى الاسلامی
إقرأ أيضاً:
هكذا تشكّلت في اليمن ثقافة الانتصار
في مشهدٍ بات يتكرّر على مدى أكثر من ربع قرن، يُثبت اليمن مرةً بعد أخرى أن الصراع لا يُضعفه، بل يزيده صلابةً وقوة، فمن الحروب الست، إلى العدوان السعوأمريكي المستمر منذ العام 2015، كان اليمن دائمًا يخرج من تحت الركام أكثر خبرةً، وأوسع إدراكًا، وأشدّ بأسًا، واليوم، تتعزز هذه الحقيقة مجددًا مع موقف اليمن الداعم لغزة، حيث تغيّر المشهد الإقليمي بعد هذا الإسناد، ولم يعد كما كان قبلُ.
يمانيون / تقرير / خاص
من الجراح تُولد القوة
يُجمع كثير من المراقبين على أن تجربة اليمن لم تكن مجرد سلسلة من المعارك، بل مسارًا طويلًا من بناء الوعي، وتعزيز الإرادة، وتكوين شخصية جماعية تعرف ما تريد، ولا تساوم في قضاياها الكبرى، ففي كل حربٍ تُخاض، يخرج اليمن أكثر وعيًا بقدراته، وأكثر قدرةً على الصبر والمصابرة، وأكثر تمسكًا بالكرامة والقرار المستقل.
فمن يراجع بدايات عدوان التحالف الأمريكي السعودي ، وكيف بدأ بتقديرات خاطئة عن حسم سريع، ثم ينظر إلى نهاياته، يرى بوضوح انقلاب المشهد، قوى العدوان أنهكتها المفاجآت اليمنية، بينما خرج اليمنيون بخبرات نوعية، وأسلحة متطورة، وثقة عالية بالنفس، وروحٍ وطنية لا تنكسر.
الجهاد .. وسيلة دفاع وبناء
غالبًا ما يُساء فهم مفهوم “الجهاد”، ويتم اختزاله في صورةٍ منقوصة، لكن التجربة اليمنية أعادت تعريف هذا المفهوم، وربطته بالبناء، والإصلاح، والإعمار، وصناعة القوة، فالجهاد هنا دفاع عن الأرض والكرامة، وفي الوقت ذاته وسيلة لتقوية النفوس وتنمية العقول، وتحفيز الطاقات.
لقد أثبتت التجربة اليمنية أن الأمم لا تُبنى بالراحة والاستكانة، بل بالصبر والعمل، والتحدي والمواجهة، والضعف الحقيقي لا يأتي من كثرة الحروب، بل من التخاذل والقعود عن تحمل المسؤولية، ورفض مواجهة العدوان.
اليمن في ميزان التجربة العالمية
ما جرى في اليمن يؤكد سنة كونية، أن الصراع والتحديات في جوهرها تصنع الأمم، فالدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، اعتمدت منذ قرون على وجود العدو كدافع لبناء الذات، لا يمر عقد إلا ويُصنّع خطرٌ ما لتبرير حشد القدرات وتنمية الصناعات الدفاعية والبحث العلمي والسيطرة على القرار العالمي.
لكن الفارق أن اليمن، رغم قلة الإمكانات، لم يستسلم، بل جعل من التحدي وسيلة للتحرر، ومن الصراع مدرسةً لصناعة الرجال، ومن الحرب ميدانًا لبناء القدرات.
رسائل ما بعد غزة .. دورٌ إقليمي يتشكل
حين أسند اليمن غزة بالفعل لا بالبيانات، ارتبك المشهد، وأُعيد ترتيب الأوراق، الرسائل كانت واضحة، أن اليمن بات لاعبًا إقليميًا له وزنه، ومن هنا يُفهم المعنى العميق بأن ما بعد إسناد اليمن لغزة ليس كما قبله.
فما فعله اليمن كان تعبيرًا عن وعيٍ استراتيجي يتجاوز الحدود، ورسالة لكل من ظنّ أن الحصار أنهكه، بأن العزائم لا تُحاصر، وأن الشعوب التي تُخلص لله وتثق به، تبني مجدها بأيديها، حتى من بين ركام الحرب.
الأمة التي غابت عنها حساسية الخطر .. حين يتحوّل التراجع إلى استباحة
لم تكن الأزمة التي عاشتها أمّتنا العربية والإسلامية طارئةً مفاجئة، بل نتيجة تراكمات فرضت نفسها عندما تلاشى إحساسٌ مركزيٌ بالتهديد وفُقدت الوسائل الفاعلة لمواجهته، منذ أن تراجع الوعي بخطر العدو وتبدّلت مفاهيم الجهاد في وعي الجماعات إلى مجرد وصمٍ بالدمار والإرهاب، بدأت الفجوة تتسع بين ما تملكه الأمة من إمكانات مشهورة أرضًا، سكانًا، ثرواتٍ بشرية وطبيعية، وجيوشٍ وأدوات، وبين واقعها المهشّم الذي تُسيطر عليه قوى البغي والطغيان.
النتيجة كانت واضحة، ضعف القرار، وتآكل الهيبة التي كانت تُبنى بإدراك العدو والوقوف في وجهه، فالمعرفة بالعدو والمواجهة المنظمة كانت دومًا من أعمدة النهضة، حين اختلّت هذه المعادلة، انحلّت شبكة الحماية، واحتُلت الأرض والسيادة، واندثرت معية الله في قلب التجربة الجماعية، في حين أن القوة لا تُبنَى إلا بالثبات والعمل والاعتماد على الله والثقة بنصره وتأييده.
لكن الأمر ليس مجرد نقدٍ للماضي، بل دعوةٌ لفهمٍ جديد،أن الجهاد بمعناه الشامل، الدفاع عن العرض والأرض، العمل على الإصلاح وبناء المؤسسات، وتنمية الاقتصاد والمجتمع، هو السبيل لاستعادة القدرة والكرامة، والتخلي عن هذا المنظور لا يعفي الأمة من التحديات، بل يتركها فريسةً لمنهجيات التبعية والضعف، وإعادة الوعي واستنهاض الطاقات الوطنية في مجالات التعليم والاقتصاد والدبلوماسية والمجتمع المدني، مع ربط هذا الجهد بخطابٍ أخلاقي وروحي يعيد للناس معنى التضحية المشروعة في سبيل الكرامة.
قائدٌ بثقةٍ مطلقة بالله.. كيف تشكّلت في اليمن ثقافة الانتصار؟
في سنوات الصراع الطويلة، لم يكن اليمن يخوض معاركه بالسلاح وحده، بل بنمطٍ مختلف من القوة، ثقةٌ مطلقة بالله ونصره، وثقافةٌ تشكّلت حول الصبر والمواجهة والثبات، وفي قلب هذه الحالة الروحية، برز دور السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، في توجيه الوعي الجماعي نحو الاعتماد على الله كأصلٍ في المواجهة، لا كعاملٍ معنوي ثانوي.
في خطاباته المتكررة، ركّز السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، على مفاهيم الإيمان والثقة بالله كأساسٍ للانتصار، لم يكن حديثه دينيًا تقليديًا فحسب، بل جزءًا من خطاب تعبوي يُعيد تشكيل النظرة إلى الصراع بوصفه محطة لبناء النفس والمجتمع، والارتباط بالله وتوجيهاته ، وتعزيز مستوى العلاقة مع الله ومع هدى الله.
هذا التوجّه صنع فارقًا جوهريًا في معنويات اليمنيين، حيث تحولت المعاناة إلى مدرسة، والخطاب الروحي إلى حافز للعمل، والإيمان إلى خطة صبرٍ طويلة المدى، فحين تتكرر الرسائل عن الوعد الإلهي بالنصر، وتُربط كل تضحيات الميدان بمعاني الثبات، فإن الشعب لا يتعامل مع الحرب كأزمة عابرة، بل كطريق لصناعة أمة أكثر وعيًا، وأكثر استقلالًا، وأكثر اتصالًا بالله.
الثقة بالله لم تكن مجرد شعارات، بل بوصلة روحية وثقافية قادت اليمنيين في أحلك المراحل، وكانت إلى جانب البذل والدماء من أبرز ما صاغ هذا الصمود المتماسك، وهذا الحضور المتجدد بعد كل جولة صراع.
خاتمة .. معية الله تصنع الفارق
في نهاية المطاف، فإن سرّ الصمود اليمني لا يمكن فصله عن الإيمان العميق بمعية الله، والارتباط بقضية عادلة، والوعي بمفهوم الجهاد كوسيلة بناء، فالأمم التي تقاتل دفاعًا عن كرامتها تُمنح من الله قوةً تفوق العدّة، وعزمًا يتجاوز العوائق.
وهكذا، لا يعود غريبًا أن يخرج اليمن من كل صراعٍ أقوى، لأنه ببساطة لم يُحارب دفاعًا عن سلطة أو مكسب، بل جاهد لأجل كرامة وطن، واستقلال قرار، ونصرة أمة.