دراسة: 7 سنوات أمام العالم قبل تجاوز عتبة الاحترار الآمنة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
حذر علماء، يوم الثلاثاء 5 نوفمبر، من أن العالم قد يتجاوز عتبة الاحترار العالمي البالغة 1.5 درجة مئوية خلال 7 سنوات مع استمرار ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري.
وحث العلماء، الدول المشاركة في محادثات قمة المناخ COP28 على "التحرك فورا" بشأن تلوث الفحم والنفط والغاز.
إقرأ المزيدويجري رسم خطوط المعركة حول مستقبل الوقود الأحفوري في قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي، حيث يحاول المشاركون التوصل إلى اتفاق للتخلص التدريجي من الطاقة كثيفة الكربون المسؤولة عن معظم الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، التي يسببها الإنسان.
وارتفع تلوث ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الوقود الأحفوري بنسبة 1.1% في العام الماضي، وفقا لاتحاد دولي لعلماء المناخ في تقييمهم السنوي لمشروع الكربون العالمي، مع ارتفاع الانبعاثات في الصين والهند، وهما الآن أول وثالث أكبر مصدرين للانبعاثات في العالم.
وقدّروا أن هناك احتمالا بنسبة 50% لتجاوز ارتفاع درجة الحرارة في اتفاق باريس البالغ 1.5 درجة مئوية على مدى عدة سنوات بحلول عام 2030 تقريبا، على الرغم من أنهم أشاروا إلى عدم اليقين بشأن ارتفاع درجة الحرارة الناتج عن غازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون.
وقال المؤلف الرئيسي بيير فريدلينغشتاين من معهد الأنظمة العالمية بجامعة إكستر للصحفيين: "لقد أصبح الأمر أكثر إلحاحا. إن الوقت من الآن إلى غاية 1.5 درجة مئوية يتقلص بشكل كبير، لذا للحفاظ على فرصة البقاء أقل من 1.5 درجة مئوية، أو قريبا جدا من 1.5 درجة مئوية، علينا أن نتحرك الآن".
وشهد اتفاق باريس التاريخي لعام 2015 التزام الدول بالحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق عصر ما قبل الصناعة، ويفضل أن يكون 1.5 درجة مئوية.
إقرأ المزيدومنذ ذلك الحين، أصبح هدف 1.5 درجة مئوية الأكثر طموحا أكثر إلحاحا مع ظهور أدلة على أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى نقاط تحول خطيرة ولا رجعة فيها.
وللحفاظ على هذا الحد، قالت لجنة علوم المناخ التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، إنه يجب خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى النصف هذا العقد.
ووجد مشروع الكربون العالمي أن هذه المهمة أصبحت أكثر صعوبة مع استمرار ارتفاع الانبعاثات.
وقال غلين بيترز، أحد كبار الباحثين في مركز سيسيرو لأبحاث المناخ الدولية، إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أصبحت الآن أعلى بنسبة 6% عما كانت عليه عندما وقّعت الدول على اتفاق باريس.
وأضاف: "الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ".
ويأتي ذلك على الرغم من الطفرة الواعدة في الطاقة المتجددة، وهي قضية رئيسية في محادثات المناخ في دبي حيث وقعت أكثر من 100 دولة على دعوة لزيادة الطاقة المتجددة ثلاث مرات هذا العقد.
تابع: "الرياح الشمسية، والسيارات الكهربائية، والبطاريات، كلها تتطور بسرعة، وهو أمر عظيم. لكن هذا ليس سوى نصف القصة. النصف الآخر هو الحد من انبعاثات الوقود الأحفوري. ونحن ببساطة لا نفعل ما يكفي".
ووجدت الدراسة أن الوقود الأحفوري يمثل 36.8 مليار طن من إجمالي 40.9 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون المقدر أن تنبعث هذا العام.
إقرأ المزيدوسجلت العديد من الدول الملوثة الرئيسية انخفاضا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون هذا العام، بما في ذلك انخفاض بنسبة 3% في الولايات المتحدة وانخفاض بنسبة 7.4% في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
لكن الدراسة وجدت أن الصين، التي تمثل نجو ثلث الانبعاثات العالمية، من المتوقع أن تشهد زيادة بنسبة 4% في ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري هذا العام، مع زيادات في الفحم والنفط والغاز مع استمرار البلاد في التعافي من إغلاق جائحة "كوفيد-19".
وفي الوقت نفسه، قال العلماء إن ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تزيد على 8% في الهند يعني أن البلاد قد تجاوزت الآن الاتحاد الأوروبي كثالث أكبر مصدر لانبعاثات الوقود الأحفوري.
وقال بيترز إن الطلب المتزايد على الطاقة في كل من الهند والصين يفوق الانتشار الكبير لمصادر الطاقة المتجددة.
وارتفعت الانبعاثات الناجمة عن الطيران بنسبة 28% هذا العام مع انتعاشها من أدنى مستوياتها في عصر الوباء.
نُشرت الدراسة في مجلة Earth System Science Data.
المصدر: phys.org
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاحتباس الحراري التغيرات المناخية التلوث المناخ باريس دبي دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية انبعاثات ثانی أکسید الکربون الوقود الأحفوری درجة مئویة هذا العام
إقرأ أيضاً:
دراسة: فيضانات مميتة في آسيا تغذيها تغيرات المناخ
كشف علماء بمجال تغير المناخ في دراسة حديثة اليوم /الخميس/ أن ارتفاع درجة حرارة البحار وزيادة غزارة الأمطار المرتبطة بتغير المناخ، بالإضافة إلى التضاريس الفريدة لإندونيسيا وسريلانكا، ساهما في الفيضانات الأخيرة التي أودت بحياة المئات في كلا البلدين.
وأفادت الدراسة -حسبما ذكرت قناة "فرانس 24" الاخبارية اليوم /الخميس/ - بأن عاصفتين استوائيتين تسببتا في هطول أمطار غزيرة على هذه المناطق الشهر الماضي، مما أدى إلى انهيارات أرضية وفيضانات أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص في سريلانكا ونحو 1000 في إندونيسيا، كما أصيب آلاف آخرون، ولا يزال المئات في عداد المفقودين.
ومن بين العوامل المساهمة زيادة هطول الأمطار وارتفاع درجة حرارة البحار المرتبطة بتغير المناخ، بالإضافة إلى ظواهر جوية مثل ظاهرة لا نينا وثنائي القطب في المحيط الهندي.
من جانبها، أوضحت "مريم زكريا" إحدى معدي الدراسة وباحثة مشاركة في /إمبريال كوليدج/ لندن أن "تغير المناخ يعد أحد العوامل المساهمة على الأقل في زيادة هطول الأمطار الغزيرة التي نشهدها".
وصرحت "زكريا" بأن عدد حالات هطول الأمطار الغزيرة في منطقة مضيق ملقا، بين ماليزيا وإندونيسيا، قد "ازداد بنسبة تتراوح بين 9 و50% تقريبا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة العالمية".
وأضافت أنه "في سريلانكا، تتجلى هذه الاتجاهات بشكل أوضح، حيث أصبحت الأمطار الغزيرة الآن أكثر كثافة بنسبة تتراوح بين 28 و160% بسبب الاحترار الذي شهدناه بالفعل".
وعلى الرغم من أن البيانات "تظهر قدرا كبيرا من التباين"، أوضحت الباحثة "إلا أنها جميعا تشير إلى الاتجاه نفسه: هطول الأمطار الغزيرة يزداد حدة في كلتا المنطقتين المدروسة".
أوضح الباحثون أن هذا البحث لم يتمكن من تحديد تأثير تغير المناخ بدقة، لأن النماذج لا تعكس بشكل كامل بعض أنماط الطقس الموسمية والإقليمية. ومع ذلك، فقد وجدوا أن تغير المناخ قد زاد من حدة نوبات هطول الأمطار الغزيرة في كلا البلدين خلال العقود القليلة الماضية، وساهم في ارتفاع درجة حرارة سطح البحر، مما قد يقوي العواصف.
وأضاف الباحثون أن هناك عوامل أخرى مؤثرة، مثل إزالة الغابات وطبيعة الأرض الجغرافية التي توجه الأمطار الغزيرة نحو السهول الفيضية المكتظة بالسكان.
وتعد أندونيسيا من بين الدول التي تشهد أعلى معدلات فقدان الغابات سنويا. ففي عام 2024، اختفى أكثر من 240 ألف هكتار من الغابات البكر.
وعلاوة على ذلك، تزامنت العاصفتان الاستوائيتان مع موسم الأمطار الموسمية المعتاد، إلا أن حجم الكارثة يكاد يكون غير مسبوق.
بدورها، أكدت "سارة كيو" المؤلفة الرئيسية للدراسة وباحثة المناخ في المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية أن"الأمطار الموسمية ظاهرة طبيعية في هذا الجزء من العالم".. مشيرة إلى أنه "ما ليس طبيعيا هو ازدياد شدة هذه العواصف، وتأثيرها على ملايين البشر، ومئات الأرواح التي تحصدها".
ويؤدي تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري إلى جعل الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواترا وفتكا وتدميرا في جميع أنحاء العالم.
وفي سياق متصل، أكد "جيم سكيا" رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن "البشر هم بلا شك سبب تغير المناخ الذي نشهده".
وينصب التركيز الآن على عمليات التنظيف وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة من الفيضانات. وقد تصل تكلفة إعادة الإعمار في محافظات سومطرة الثلاث إلى ما يعادل 1ر3 مليار دولار أمريكي، وفقا للوكالة الوطنية الإندونيسية لإدارة الكوارث.