استفاد عشرات المغاربة المقيمين بسويسرا وليشتنشتاين من خدمات قنصلية متنقلة أقيمت أمس الأحد بجنيف.

 

ونظمت القنصلية المتنقلة بتعاون بين سفارة المغرب ببرن وجمعية المغاربة المقيمين بسويسرا، في أجواء حماس وإقبال مكثف من قبل شرائح مختلفة من أفراد الجالية، الذين ثمنوا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء هذه المبادرة ذات الوقع الخدماتي والاجتماعي.

 

وتم إنجاز أكثر من 200 خدمة لفائدة المواطنين المغاربة في إطار هذه العملية التي باتت تقليدا يتطلع المستفيدون إلى استمراره بغية إنجاز وتسريع مجموعة متنوعة من المساطر ذات الصلة بحياتهم الاجتماعية وبمواطنتهم كمغاربة.

 

واستهدفت العملية مواكبة مغاربة سويسرا، الذين توافدوا على وجه الخصوص من جنيف ولوزان والمناطق المجاورة، في إنجاز عدد من الخدمات الإدارية التي تشمل أساسا التسجيل القنصلي وطلبات إنجاز وتجديد بطاقة التعريف الإلكترونية وجواز السفر البيومتري والحالة المدنية وتصديق الوثائق الإدارية وشهادات إدارية أخرى.

 

وقال توفيق بلقاضي، رئيس جمعية المغاربة المقيمين بسويسرا، إن القنصلية المتنقلة أضحت موعدا منتظما يلبي حاجيات جمع واسع من الأفراد والأسر ويقرب لهم خدمات تكلفهم عادة عناء السفر إلى بيرن، خصوصا بالنسبة للفئات الهشة من المرضى والعجزة والأطفال.

 

وذكر في تصريح للوكالة بأن نجاح العملية في دورتها الأولى سنة 2018 شجع الطرفين المنظمين على الحرص على انتظامها وتوسيع إشعاعها عبر التواصل مع المواطنين المغاربة المعنيين بإنجاز معاملات إدارية أو استخلاص وثائق رسمية، في يوم عطلة، مما يسهل تنقلهم.

 

وعبأت السفارة المغربية ببرن طاقما واسعا من زهاء عشرين موظفا سهروا عبر ساعات موصولة على تقديم الخدمات المطلوبة لفائدة أفراد الجالية في ظل تعبئة من أطر الجمعية على المستوى التنظيمي.

 

وتأتي القنصلية المتنقلة تطبيقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تأمين خدمة للقرب لفائدة مغاربة العالم وتسهيل وتبسيط المساطر القنصلية والإدارية وكذا الاستجابة بشكل فعال لطلباتهم وانتظاراتهم.

 

وفضلا عن الجانب الإداري الخدماتي، أضحت الدورات المتعاقبة للقنصلية المتنقلة موعدا اجتماعيا بامتياز لتقاسم شعور الانتماء إلى الوطن الأم وتوطيد قيم التآزر والتضامن بين مغاربة المهجر السويسري وتناقل حس المواطنة بين أجيال من المهاجرين.

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

رحلة القنصلية المصرية في الرياض من الطابور إلى الرقمنة

لطالما كانت صورة القنصلية أو السفارة هي المرآة التي يرى فيها المواطن بلاده خارج حدود الوطن، ولطالما كانت هي البوابة التي تنبعث منها هيبة الدولة أو تنكسر، احترامًا أو إهمالاً.

ومن هنا، كانت تجربتي مع القنصلية المصرية بالرياض منذ عشرات السنوات، نقطةً مفصليةً قادتني إلى إدراك عميق بأن الإرادة وحدها كفيلة بتحويل المؤسسات من العبء إلى النموذج.

أعيش في الرياض منذ سنوات طويلة، وحضرت تعاملات العديد من البعثات الدبلوماسية، ومعايشتي لتطوراتها دفعتني للمقارنة «دون تعصب » بين ما كانت عليه القنصلية المصرية وبين نظيراتها من السفارات، ففي أحد أيام الصيف، منذ ثلاث سنوات، ذهبتُ إلى القنصلية المصرية بصحبة صديق، لأفاجأ بمشهد صادم: عشرات المئات من المواطنين من رجال ونساء وكبار في السن، يقفون في طوابير طويلة خارج القنصلية تحت شمس تتجاوز حرارتها الخمسين، في انتظار الحصول على خدماتهم، كان المشهد موجعًا ومهينًا، لا يليق بدولة بحجم مصر ولا بمواطنيها.

رحلة القنصلية المصرية في الرياض

غادرت المكان وقتها، لا من باب التذمر، بل من شدة الألم، إذ إنني أؤمن بأن هناك مؤسسات وطنية تمثل قدس أقداس الدولة، لا يجب انتقادها على العلن في الإعلام، بل التعامل معها من خلال قنوات التواصل المباشر، ومنها الخارجية المصرية التي تمثل الدولة في الخارج. ومن هنا بدأت محاولاتي الشخصية للتواصل مع بعض المسؤولين أملاً في الوصول إلى حل.

وبعد أيام قليلة، جاءت زيارة وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي إلى الرياض، وبرفقتها السفير المصري السابق بالرياض أحمد فاروق، وخلال فعالية حضرتها الجالية، طُلب مني إلقاء كلمة ترحيب لكنني، مدفوعًا بالألم، وجهت كلمة غاضبة وصريحة أمام الجميع، تحدثت فيها عمَّا يواجهه أبناء الجالية من إهانة ومعاناة في سبيل الحصول على أبسط الخدمات القنصلية، وهو ما أثار صدمة كبيرة بين الحضور.

وعقب هذه الكلمة، كتبت مقالاً تفصيليًّا بعنوان «طوابير المصريين أمام القنصلية المصرية بالرياض»، تناولت فيه حجم الأزمة، وأرفقت مقترحًا عمليًّا لحلها يتمثل في: التحول الكامل إلى الحوكمة والرقمنة، باعتبارهما السبيل الوحيد لاستيعاب جالية يفوق عددها المليونين في العاصمة السعودية.

وبعد ذلك بأيام قليلة، جاءني اتصال من القنصل العام الجديد آنذاك، السفير طارق المليجي، الذي كان قد تولى مهام منصبه حديثًا. دار بيننا حديث صريح وشفاف، استمعت فيه إلى رؤيته الطموحة، حيث أكد لي أن تحويل القنصلية إلى نموذج إداري رقمي يمثل أولوية قصوى بالنسبة له. بل أبلغني بأنه بدأ فعليًّا أولى خطوات التعاون مع أحد البنوك لإطلاق مرحلة التعاملات الإلكترونية.

رحلة القنصلية المصرية في الرياض

ومن هنا بدأت رحلة التحول.

بدأ الرجل بخطوات عملية ومدروسة، من تجهيز أماكن مخصصة للانتظار داخل أسوار القنصلية، إلى تنظيم حركة الدخول والخروج، وتحديث آليات العمل الداخلي، وصولاً إلى إطلاق منصة إلكترونية شاملة لحجز المواعيد والاستعلام عن الخدمات، والتي شهدت توسعًا كبيرًا خلال الفترة اللاحقة، حتى أصبحتِ القنصلية المصرية بالرياض واحدةً من أكثر القنصليات العربية تنظيمًا ورقمنة.

واليوم، وبعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل، لم يعد هناك أي طابور أمام القنصلية، وأصبحتِ الشكاوى والانتقادات اللاذعة التي كانت تنتشر على مواقع الجروبات المصرية بالسعودية بكثافة معدومة، بل تحولت إلى شكر وإشادة، وأصبح المواطن المصري ينجز معاملاته بسهولة واحترام، بل يشعر بأن هناك دولة تحميه وتقدّره في غربته. كل ذلك تم تحت قيادة واعية وإدارة متطورة آمن أصحابها بأن مصر تستحق الأفضل.

وخلال حضوري فعالية أقامها المركز الثقافي المصري بالرياض بدعوة من القنصل العام السفير طارق المليجي ليلة الجمعة 16 مايو، وبحضور كوكبة من الرموز الرسمية، مثل الدكتور أحمد السعيد الملحق الثقافي، والمستشار العمالي محمد عليان، والقنصل النشيط عبد الله حسني، شعرت بأننا أمام نموذج جديد للمسؤول المصري. فقد قدم هؤلاء المسؤولون رؤيةً واضحةً ومتكاملةً عن الحاضر والمستقبل، وكان حضورهم مميزًا من حيث الطرح والاقتراب من الجالية، سواء من خلال اللغة العلمية الدقيقة للدكتور السعيد، أو الشرح المتميز من المستشار عليان لقوانين العمل، أو الكاريزما الواضحة والثقافة المتعمقة التي اتسم بها القنصل عبد الله حسني، والذي نال إعجابًا وإشادة وتصفيقًا حارًا من الحضور بسبب تفرده واستثنائية طرحه الممزوج بالمعرفة والعلم.

وفي كلمته خلال الفعالية، أصر السفير طارق المليجي على أن ينسب الفضل لفريق العمل داخل القنصلية، مؤكدًا أن ما تحقق هو ثمرة جهد جماعي، لا يُنسب لشخصه وحده.

وقد عبّرت كلمات رموز الجالية المصرية خلال اللقاء عن مشاعر فخر وامتنان لهذا القنصل الذي غيّر وجه القنصلية بالكامل، وأعاد لها قيمتها ودورها، وأصبح له مكانة خاصة في قلوب الجميع.

ومع قرب انتهاء فترة عمل السفير طارق المليجي، تعالتِ الأصوات المنادية بضرورة مخاطبة وزارة الخارجية المصرية، وعلى رأسها الوزير القدير السفير بدر عبد العاطي، لطلب تمديد فترة عمل هذا القائد الإداري، ليستكمل ما بدأه من ثورة رقمية وإدارية حقيقية.

طارق المليجي لم يكن مجرد قنصل، بل كان رجل دولة بمعنى الكلمة، آمن بأن كرامة المواطن تبدأ من أبواب القنصلية، وأن التحول الرقمي ليس رفاهية بل ضرورة. وقد نجح في صناعة نموذج يُحتذى في كافة بعثاتنا الدبلوماسية حول العالم.

اقرأ أيضًاالأردن والإمارات يختتمان الجولة الأولى للمشاورات القنصلية فى أبو ظبى

غدا.. أوبرا الإسكندرية والقنصلية التركية تنظمان حفلا لأغاني الجاز

وزير الخارجية يتفقد القنصلية العامة في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية

مقالات مشابهة

  • إسبانيا: قنصلية متنقلة لفائدة الجالية المغربية المقيمة بسيغوفيا
  • إقبال كبير على عرض "العملية 007" بمسرح قصر ثقافة بورسعيد
  • تصاعد العنف في غزة.. مقتل العشرات في قصف إسرائيلي مكثف
  • عيادة متنقلة للهلال الأحمر لدعم العائدين إلى منازلهم في ريف حماة الشرقي
  • عدوان مستمر.. قصف مدفعي وجوي مكثف على مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • رحلة القنصلية المصرية في الرياض من الطابور إلى الرقمنة
  • مشاعر الفرح تغمر حجاجا مغاربة في أولى رحلاتهم لأداء فريضة الحج من مطار الرباط
  • الإعيسر: استئناف عمل القنصلية السودانية في دبي تم وفقاً لاتفافية فينا
  • قنصلية المملكة بسويسرا تنبه رعاياها بضرورة حمل رخصة القيادة الأصلية
  • سفراء مغاربة جدد يلتحقون بالبعثات الدبلوماسية للمملكة بالخارج