الثورة نت:
2025-12-05@09:30:14 GMT

واشنطن بين.. (مطرقة) صنعاء و(سندان) غزة..!!

تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT

 

 

تجد واشنطن نفسها في موقف محرج للغاية، بعد إصرار صنعاء على تطبيق قرارها ميدانيا والمتصل بمنع مرور أي سفينة متجهة إلي الكيان الصهيوني، سواء كانت صهيونية الجنسية أو تحمل جنسية أيه دولة من دول العالم ومتجهة إلى الكيان الصهيوني، طالما وقطاع غزة يباد بآلة الموت الصهيوأمريكية ويضرب عليه حصار جائر وغير قانوني أو أخلاقي أو إنساني، ويمنع عن سكانه الغذاء والدواء والمياه والوقود، وتدمر فيه كل مقومات الحياة، من قبل عدو فاجر وماجن ومجرد من كل القيم، عدو عنصري استيطاني وإرهابي، عدو دمر الأحجار والأشجار والبشر ولم يسلم من إجرامه لا الأحياء ولا الأموات بعد أن تعمد تجريف المقابر، وتعمد تدنيس المساجد، عدو يتعمد في ممارساته الإجرامية استفزاز المشاعر الإنسانية، بسلوكياته التي لم يسبق تاريخيا أن مارسها أحد قبله من برابرة التاريخ وطغاته.

.؟!
نعم إن ما يتعرض له الشعب العربي في قطاع غزة من قبل الجيش الصهيوني المدعوم أمريكيا وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، يعد إجراماً غير مسبوق ولم يأتي بمثله لا (هولاكو) ولا (التتر والمغول)، ولا جيوش الحملات الصليبية التسع التي شنتها أوروبا ضد العرب والمسلمين..
هذا الإجرام لا شك  تجاهله قادة العرب وتغاضى عنه قادة المسلمين، وباركه قادة (العالم الحر) ممثلين بأمريكا والمنظومة الغربية، غير أن ثمة قائداً يمنياً وعربياً ومسلماً صادقاً مع الله والرسول ومع شعبه وأمته، قائد يحمل في شرايينه دماء نقية طاهرة، هي دماء الحرية والكرامة، دماء كربلائية تؤمن بحتمية انتصار الدم على كل بوارج وطائرات الطغاة، قائد أخرج اليمن من مستنقع التبعية والارتهان إلى آفاق السيادة والإيمان العميق بالهوية والعقيدة والانتماء، إنه سيد اليمن وقائدها سماحة السيد القائد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي اتخذ قرار نصرة الأشقاء بغض النظر عن سفسطائية وتخرصات المرتهنين أيا كانت هوياتهم، وبمعزل عن تهديدات محاور النفوذ، ولو كان مصدرها أمريكا أو بريطانيا أو الغرب أو العالم بأسره، فهذه التهديدات ليس لها مكان في أجندة واهتمام سيد اليمن وقائدها، الذي اصطف صادقا لنصرة الأشقاء في فلسطين واتخذ قراراً بمنع السفن الصهيونية أو المتعاونة مع الصهاينة في مياه البحرين الأحمر والعربي و (مضيق باب اليمن) وخليج عدن، طالما ظل العدوان على قطاع غرة وظل شعبنا العربي في القطاع محاصراً ومحروماً من أبسط مقومات الحياة، وإن كانت أمريكا وحلفاؤها اتخذوا مواقفهم ضد أشقائنا في فلسطين دعما ومساندة للكيان الصهيوني، فإن لصنعاء الحق في الاصطفاف ومساندة أشقائها في قطاع غزة وفي كل فلسطين العربية المحتلة..
ندرك أهمية الأمر لدى واشنطن، وندرك حساسية الخطوة اليمنية التي اتخذتها صنعاء وانعكاساتها على حسابات واشنطن تحديدا وهي التي حضرت بأساطيلها ومدمراتها للمنطقة ومعها أساطيل ومدمرات حلفائها، والهدف هو إتاحة الفرصة للصهاينة كي يثأروا لهيبتهم وكرامتهم المفقودة يوم 7 أكتوبر الماضي، ومنع أي تدخل وأيا كان هدفه لمساعدة الأشقاء في قطاع غزة، وهذا يعد فعلاً إجرامياً مركباً وحرب إبادة مزدوجة الوسائل، وهذا ما لم تقبل به صنعاء التي عبرت عن تضامنها ونصرتها للأشقاء، من خلال الإجراء الذي اتخذته وهو منع السفن الصهيونية والمتعاونة مع الصهاينة من المرور إلى موانئ الكيان طالما والحصار يكاد يقتل غزة..
معطيات راهن الحال تؤكد أن الكيان يعيش حالة ارتباك وتخبط بسبب إجراءات صنعاء، واقتصاده يكاد ينهار، وتدرك أمريكا حالة ووضع كيانها، كما تدرك أن صنعاء لن تتراجع عن مواقفها، وفيما حرصت واشنطن طيلة شهرين من العدوان الصهيوني على منع تمدد هذه الحرب، فإن صنعاء وضعتها في مأزق حقيقي من خلال إجراءاتها البحرية، وهو الإجراء الذي فعلا يجعل واشنطن بين ( مطرقة صنعاء) – المتمسكة وبصلابة في مواقفها – وبين (سندان غزة)، وصمود المقاومة والخسائر التي يقدمها الصهاينة في القطاع، وكل هذه المعطيات مؤلمة لأمريكا التي إن تجاهلت قرار صنعاء ومواقفها تضرر الكيان وهيبة أمريكا، وإن تجاوبت مع صنعاء وضغطت باتجاه وقف العدوان وفتح المعابر للقطاع خسر الكيان وفقد بقايا مكانة ودخل في أزمة داخلية وجودية، فيما التدخل الدولي الذي تتحدث عنه أمريكا لن يكون من السهل الوصول إليه وإن تحقق هذا التحالف فهذا يعني دحرجة الأمور إلى مسار لا تريده واشنطن ولا تتمناه..!!
خيارات صعبة تواجه واشنطن أكثرها مرارة عليها هو الضغط على الكيان لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات لقطاع غزة وهذا الإجراء هو الفعل الوحيد المقبول من صنعاء، كي توقف بدورها إجراءها الميداني في المياه البحرية، وأخطرها على واشنطن هو أن يحدث ما سعت لعدم حدوثه طيلة أشهر العدوان، وهو اتساع رقعة المواجهة، فيما صنعاء ألقت بالكرة منذ البداية للملعب الأمريكي، ويبدو أن واشنطن أدركت مرامي صنعاء فأرسلت مستشارها القومي للكيان لجس النبض، بعد تصريحات نارية أطلقها الرئيس الأمريكي لم تكن صنعاء وموقفها بعيدة عن دوافعها.. لكن تبقى قادم الأيام كفيلة بتوضيح خيارات واشنطن خاصة والقوات البحرية اليمنية أجبرت سفينة حاويات الليلة الماضية بالتوجه إلى الشواطئ اليمنية بعد أن كانت متجهة نحو موانئ العدو، وستكون هذه ثاني سفينة تحتجز على يد القوات البحرية اليمنية بعد جالكسي، وهناك ثلاث سفن وناقلات نفط أجبرت على تغيير مسارها نحو مراس صديقة، حسب الجهات الغربية بعد منعها من الوصول إلى موانئ العدو.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حضرموت بين مطرقة الإمارات وسندان السعودية.. صراع الوكلاء يفتح بوابة الفوضى

الثورة نت | تقريرـ هاشم علي

تشهد محافظة حضرموت، أكبر محافظات اليمن مساحة وأغناها بالثروات النفطية والموانئ الاستراتيجية، مرحلة حرجة وغير مسبوقة، إذ أصبحت ساحة صراع مباشر بين أدوات تحالف العدوان الإقليمي، الإمارات والسعودية، على حساب الأمن والاستقرار المحلي.

بين تعزيزات عسكرية إماراتية تتحرك نحو الساحل، وحشود قبلية واسعة تدعمها الرياض، يتشكل مشهد حرب متكاملة الأركان قد يفتح الباب أمام فوضى شاملة، تعيد رسم خريطة النفوذ في شرق اليمن وربما تمتد لتشمل محافظات مجاورة، مع تداعيات مباشرة على الاقتصاد الوطني والخدمات الأساسية.

ظلام وادي حضرموت.. المواطن يدفع الثمن

في واحدة من أسوأ تجليات الصراع، توقفت شركة بترومسيلة عن تشغيل القطاع 14 بالكامل، بعد مواجهات مسلحة بين مليشيات محلية تتبع النفوذ الإماراتي والسعودي.

أكدت الشركة أن التوقف كان إجراءً احترازيًا لحماية العاملين والمواقع النفطية والغازية بعد محاولات اقتحام وتوتر أمني غير مسبوق، ما حال دون ضخ الغاز لمحطات الكهرباء المركزية، تاركًا مدن الوادي والصحراء في ظلام دامس.

هذا التطور يوضح أن المواطن الحضرمي أصبح الضحية الأولى للصراع الإقليمي، إذ تم تحويل منابع الثروة إلى ساحة تصادم على النفوذ، بينما تتكبد المحافظة خسائر اقتصادية وخدمية ضخمة.

سيئون على خط النار.. تصاعد المواجهات

دخل وادي حضرموت مرحلة توتر غير مسبوقة، مع اندلاع مواجهات عنيفة بين مليشيات مدعومة إماراتيًا وأخرى موالية للسعودية، إثر تقدم القوات الإماراتية نحو مناطق استراتيجية في الوادي، ما شكل نقطة اشتعال أولى.. تضمنت المواجهات قصفًا بالدبابات وانتشارًا مكثفًا للقوات، ما أثار مخاوف من انتقال الاشتباكات إلى داخل مدينة سيئون نفسها، وسط حالة استنفار أمني متواصل.

تشير المصادر المحلية إلى أن هذه الاشتباكات تعكس تصدعًا واضحًا في صفوف أدوات العدوان، وتهدد بفراغ أمني كبير في وادي حضرموت إذا توسع نطاق المعارك، ما يزيد احتمالية انزلاق المحافظة نحو فوضى شاملة.

تعزيزات متسارعة وحشد قبلي.. صفيح ساخن

وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الساحل بالتزامن مع حشد قبلي واسع، مطالبًا بالتمكين المحلي وحماية حقوق أبناء المحافظة في إدارتها وشؤونها الاقتصادية، واجهت هذه التحركات تهديدات مباشرة من أدوات الإمارات، فيما أكد الحشد القبلي على ضرورة صون سيادة المحافظة وحقوق مواطنيها في الثروات والمقدرات الطبيعية.

توضح هذه التحركات أن المحافظة أصبحت مساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية عبر أدوات محلية، بينما يدفع المواطن الحضرمي ثمن هذه المناورات.

تجزئة النفوذ وحرب الوكلاء

تتجسد الأزمة في حضرموت عبر أربعة محاور رئيسية:

ـ أدوات الإمارات: تسعى لفرض مشروع السيطرة على الساحل والموانئ والحقول النفطية لضمان النفوذ الكامل في شرق اليمن.

ـ الأصوات المحلية والحشد القبلي: تدافع عن حق أبناء المحافظة في إدارة ثرواتهم والسيطرة على القرار المحلي.

ـ القوات النظامية المحلية: تعيش حالة انهيار جزئي نتيجة الانقسام بين أدوات السعودية والإمارات، مع تراجع نفوذها التقليدي في مواجهة الانتشار الإماراتي.

ـ الوجود السعودي المباشر: إنشاء ألوية جديدة وإعادة تموضع عسكري لضمان السيطرة على الموارد الاستراتيجية، مع الحفاظ على توازن النفوذ الإقليمي.

يؤكد هذا التوزع أن حضرموت أصبحت ساحة لصراع أدوات العدوان على أرض الواقع، حيث تُختبر ولاءات القوى المحلية ويتم تحويلها إلى أداة في معركة أكبر بكثير.

امتداد الصراع وتأثيره على شرق اليمن

تأثير الصراع يمتد إلى كامل شرق اليمن، حيث تتزايد احتمالات الفوضى والتوتر الأمني، كل تحرك عسكري في حضرموت ليس حدثًا محليًا عابرًا، بل جزء من محاولة للتحكم بمقدرات المحافظة وتهديد أمن واستقرار المنطقة الشرقية بأكملها.

كل يوم يمر يشهد تزايد الانقسامات والصراعات بين وكلاء الأطراف الإقليمية، ما يجعل المحافظة على مفترق طرق خطير، لا يعرف إلا لغة القوة والهيمنة.

حضرموت على مفترق طرق.. سيناريوهين محكومان بالفوضى

ـ تسوية مفروضة من الخارج: تثبيت أدوات العدوان الإقليمي للهيمنة على القرار والثروات، وإضعاف قدرة أبناء المحافظة على إدارة شؤونهم بحرية واستقلال.

ـ انفجار شامل: مواجهة محتملة بين وكلاء الأطراف الخارجية قد تتحول إلى فوضى ممتدة من الساحل إلى الوادي والصحراء، تستنزف الأرض والإنسان على حد سواء.

في كل الاحتمالات، يبقى المواطن الحضرمي هو الضحية الكبرى، بينما تحوّل أدوات العدوان حضرموت إلى ساحة تصادم، بهدف تمزيق سيادتها واستنزاف ثرواتها.

حضرموت.. صمود الوطن في وجه العدوان

حضرموت لم تعد مجرد محافظة، بل أصبحت معقل صمود اليمنيين في وجه أطماع العدوان الإقليمي وأدواته المحلية.. بين مطرقة الإمارات وسندان السعودية، تُستنزف ثروات المحافظة وأمنها الاجتماعي، لكن إرادة أبناء حضرموت وعزمهم على حماية أرضهم يظل الدرع الحامي للوطن.

الأرض الحضرميّة لن تكون ملعبًا لمشاريع الهيمنة الخارجية، بل رمزًا للثبات الوطني، وصوتًا يصدّ أي محاولة لتفكيك اليمن وتدمير مقدراته، صمود حضرموت هو رسالة لكل اليمنيين أن الأرض والشعب خط أحمر، وأن إرادة الشعب ستظل سداً منيعًا أمام أطماع العدوان ووكلائه.

مقالات مشابهة

  • بعد هجوم واشنطن.. أمريكا تقلّص مدة تصاريح العمل للاجئين
  • مكافأة 10 ملايين دولار.. من هي حسناء إيران التي تبحث عنها أمريكا (فيديو)
  • واشنطن تعتزم تشكيل اللجنة التي ستدير غزة قريباً
  • حضرموت .. بين سندان الوصاية الثالثة ومطرقة صولة الرصاص الثانية
  • هل بدأت أمريكا رحلة الهبوط؟
  • حضرموت بين مطرقة الإمارات وسندان السعودية.. صراع الوكلاء يفتح بوابة الفوضى
  • هند الضاوي: أمريكا تتعامل مع إسرائيل كأنها "سوبر ماركت" لا كدولة
  • أمريكا توافق على صفقة مبيعات عسكرية للسعودية
  • ارتفاع عدد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الكيان الصهيوني إلى 761
  • أمريكا تطور قنبلة جديدة خارقة للتحصينات.. ما السر وراء السلاح القادم؟