أصبح غطاء الرأس الفلسطيني الشهير "الكوفية" بلونيه الأبيض والأسود رمزا للتضامن مع القضية الفلسطينية في العالم كله مع احتدام الحرب بين إسرائيل ومقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة. لكنه تحول إلى مشكلة بالنسبة لمن يرتدونه.

 

ويرى أنصار إسرائيل أن الوشاح ذا المربعات يمثل استفزازا ويعتبر علامة على دعم ما يعتبرونه إرهابا.

 

ووضع آلاف الأشخاص الكوفية في أثناء احتجاجات ضخمة في بريطانيا وأماكن أخرى في تعبير عن الدعم للفلسطينيين وللمطالبة بوقف إطلاق النار.

 

لكن نشطاء يقولون إن الشرطة في فرنسا وألمانيا، وهما تقمعان الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، حذرت أو فرضت غرامات أو احتجزت الأشخاص الذين يضعونها.

 

ويعتقد رامي العاشق، وهو شاعر من أصول فلسطينية وسورية يعيش في برلين، أنه وجد طريقة للتغلب على هذه المشكلة.  فقد رسم وشما على ساعده بشكل الكوفية.

 

وقال "الكوفية، عم يتم تجريمها ومطالبين الناس إنه تشلحها (تخلعها) ليقدروا يدخلوا لمكان. أنا قررت إنه بدكن تشلحوني ياها أوكي، فيكن تشلحوني ياها بس بدكن تقطعوا إيدي إذا بدكن تشلوحوني ياها. أخدت هاد القرار".

 

وأضاف لرويترز بينما كانت رسامة الوشم تضع اللمسات الأخيرة على عملها "أنا أحتفل بغضبي وثقافتي التي تتعرض للتجريم. إنه أمر جميل أيضا ويذكرنا بألا ننسى أبدا أن هذا العدد الكبير من الأشخاص الذين قتلوا".

 

لكن صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية وصفت الكوفية بأنها "قماش المشكلة"، واقترحت على المتظاهرين الألمان المؤيدين للفلسطينيين ارتداء الزي النازي بدلا من ذلك.

 

ويقول أنصار إسرائيل إن هذا يظهر تجاهلا إزاء 1200 إسرائيلي قتلوا في الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر والذي أثار الهجوم الإسرائيلي على غزة.

 

ويشير مؤيدو الفلسطينيين إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص في الهجوم واستمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

 

وفي هذه الأجواء المشحونة، وقعت أعمال عنف. ففي فيرمونت بالولايات المتحدة في الشهر الماضي، تم إطلاق النار على ثلاثة طلاب جامعيين من أصل فلسطيني، كان اثنان منهم يرتديان الكوفية، مما أدى إلى إصابة أحدهم بالشلل.

 

* رمز الثورة

 

ظلت الكوفية لزمن طويل رمزا للقومية الفلسطينية، التي جسدها زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، الذي نادرا ما تم تصويره بدونها. وكان يطويها بطريقة تصور شكل فلسطين التاريخية.

 

وقالت مؤرخة التصاميم آنو لينجالا لرويترز إن القماش اكتسب أهمية سياسية لأول مرة مع الثورة التي استمرت بين عامي 1936 و1939 ضد الحكم البريطاني عندما غطى مقاتلون ريفيون وجوههم به. وأضافت أنه كان يظهر "مقاومة موحدة".

 

وجاء النمط الأبيض والأسود في الخمسينيات، عندما خصصه القائد البريطاني الجنرال جون جلوب للجنود الفلسطينيين في الفيلق العربي لتمييزهم عن الجنود الأردنيين ذوي اللونين الأحمر والأبيض، حسبما ورد في كتاب " ذكريات الثورة" للمؤرخ الأمريكي تيد سويدنبيرج.

 

وارتداها في وقت لاحق مقاتلون فلسطينيون، مثل ليلى خالد، التي اختطفت طائرة أميركية من طراز تي.دبليو.إيه في عام 1969. وكان زعيم جنوب أفريقيا المناهض للفصل العنصري نيلسون مانديلا، الذي كان مؤتمره الوطني الأفريقي مقربا من منظمة التحرير الفلسطينية، يرتدي الكوفية في بعض الأحيان.

 

ومع حظر رفع العلم الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة التي تحتلها إسرائيل بين عامي 1967 و1993، أصبحت الكوفية رمزا للنضال من أجل إقامة دولة فلسطينية.

 

وقال الشاعر رامي العاشق إن "ما كان يستخدم لتغطية هوية المتمردين المناهضين للاستعمار البريطاني أصبح الآن رمزا لإظهار هذه الهوية".

 

* زيادة الطلب على الكوفية

 

منذ بداية الغزو الإسرائيلي لغزة، زادت طلبات شراء الكوفية عبر الإنترنت على الموقع الإلكتروني لمصنع الحرباوي، وهو آخر مصنع للكوفية في الأراضي الفلسطينية.

 

وقال نائل القسيس، شريك الشركة في أوروبا، لرويترز، إن القدرة الإنتاجية الشهرية البالغة 5000 كوفية، تعني أن الوفاء بالطلبات المتراكمة للأشخاص البالغ عددهم 150 ألفا الذين أبدوا اهتماما بالكوفية سيستغرق سنوات.

 

وقال لؤي حياتلة، البائع في أحد متاجر الزينات الشرقية في برلين، إن حرب غزة أدت إلى زيادة الطلب بنسبة 200 بالمئة.

 

وقال حياتلة الذي لفت متجره انتباه الشرطة بسبب العلم الفلسطيني الذي علقه فوق نافذة المتجر "تعين علينا أن نحصل على شحنتين جويتين من سوريا".


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

عمرو أديب: في تقديري أنا منقعدش مع إسرائيل إلا لما تقدم حاجة لمصلحة مصر والقضية الفلسطينية

أكد الإعلامي عمرو أديب، أن موقع أكسيوس الأمريكي يتحدث عن قيام إدارة ترامب بالتمهيد لقمة بين الرئيس السيسي ونتنياهو.

عمرو أديب: هناك إهمال كبير واضح أدى لوفاة السباح يوسف.. وبيان النيابة العامة لم يترك شيئاشائعات إغلاق الزمالك.. عمرو أديب مُنفعلاً: قولولنا خلاص كده إحنا عايزين الأهلي وبيراميدز«أرض واحدة مش عارفين ناخدها».. عمرو أديب يُهاجم خطط تطوير ياسين منصور في الأهلي«وجوده ضرورة مش رفاهية» .. عمرو أديب يرفض فكرة إغلاق الزمالك | ماذا قال؟

وقال عمرو أديب في برنامجه " الحكاية " المذاع على قناة " إم بي سي مصر “، :”في تقديري أنا منقعدش مع إسرائيل إلا لما تقدم حاجة لمصلحة مصر ولمصلحة القضية الفلسطينية ".

وتابع عمرو اديب :"  الجانب المصري له قبول ووجود في قطاع غزة ومصر دولة قوية على حدودها على كافة الاتجاهات الاستراتيجية ".

وأكمل عمرو أديب:" انا محبش اشوف الرئيس السيسي قاعد مع نتنياهو في قمة ثنائية وإحنا كشعب مصري نرفض ذلك ".

ولفت عمرو أديب:" هل نتنياهو جاي يتصور وياخد الصورة ويرجع؟..  لكن أنا كشعب عايز اشوف نتنياهو حاطط تمن والتزام للعلاقة مع مصر ".
 

طباعة شارك عمرو أديب مصر نتياهو السيسي الرئيس السيسي

مقالات مشابهة

  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • الرئاسة الفلسطينية تدين إعلان إسرائيل بناء 764 وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية
  • من إسلام آباد.. الرئيس الإندونيسي يجدد التزام بلاده بدعم القضية الفلسطينية
  • من هو غسان الدهيني الذي أصبح زعيم القوات الشعبية في غزة بعد أبو شباب؟
  • مصر تعاملت مع القضية الفلسطينية والتهجير بحنكة سياسية
  • فعالية ووقفة نسائية بالضالع إحياءً لذكرى ميلاد الزهراء ودعم القضية الفلسطينية
  • ندوة أكاديمية تستعرض تأثير الفيتو الأمريكي على القضية الفلسطينية
  • إعلام عبري: لن يدخل المناطق الخضراء برفح إلا العائلات الفلسطينية التي لا ترتبط بحماس
  • عمرو أديب: مصر لم تبع القضية الفلسطينية.. وأهدافنا إنهاء المأساة الإنسانية في غزة
  • عمرو أديب: في تقديري أنا منقعدش مع إسرائيل إلا لما تقدم حاجة لمصلحة مصر والقضية الفلسطينية