تتضمن تسع جلسات على مدار يومين.. فعاليات أيام بيت الزبير للسرد تنطلق اليوم
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
مسقط ـ العُمانية: تبدأ اليوم فعاليات أيام مؤسسة بيت الزبير للسرد في نسختها الأولى تحت عنوان «الرواية والسلطة» بهدف التأكيد على الأهمية التي يشكلها جنس الرواية في خريطة آداب العالم، بما يستجيب مع المتغيرات الاجتماعية والتاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي جعلت من الفن الروائي معبّرا عن كل ذلك وتستمر يومين في منتجع بر الجصة.
وسيناقش المشاركون خلال اليومين أشكال السلطة المتعددة المتمثلة في السلطة الاجتماعية وتأثيرها على الجنس الروائي، والسلطة التاريخية وقدرة الكاتب على التعامل مع إكراهاتها الماضوية، فضلًا عن سلطة الراهن وسلطة المكان والزمان، وسلطة الحقيقة والمتخيل وما يقرب بينهما من جسور في فن كتابي تخييلي بالأساس؛ لا يأخذ من الواقع إلا بما يمنحه أفق مفارقته.
وتتضمّن محاور الجلسات الحوارية التطرق إلى ثلاث سلطات خارجية مهمة تمارس ضغطها على الرواية، وهي: سلطة القارئ، وسلطة السوق التي تحكم سياسات النشر، وتحدد ما يطلبه القراء من الكتابة فتدفعه إلى الواجهة، محددة شكلا آخر للسلطة متمثلا في سلطة الناشر، وسلطة الجوائز الأدبية ودورها في توجيه القراء، وأخيرًا سلطة المترجم الذي يشكل جسرًا نحو الآخر، وتصبح اختياراته النافذة فيما يترجمه من آداب الآخرين سلطة أخرى لا حيلة للقارئ، محدود المعرفة باللغات الأخرى، سوى الرضوخ لها.
وستشهد أيام بيت الزبير على مدار يومين جلسات حوارية تستهلها بجلسة عن عن «سلطة الناقد» حيث سيحاور الدكتور خالد المعمري كلًّا من الناقد والمترجم سعد البازعي، والدكتور أحمد يوسف، أمّا الجلسة الثانية فستتناول موضوع «سلطة الجوائز وسلطة التلقي» مع الروائية أميمة الخميس من السعودية، والروائي حمور زيادة من السودان، والروائي سعود السنعوسي من الكويت، والروائي طارق إمام من مصر، وسيدير الجلسة الإعلامي والكاتب العُماني سليمان المعمري، فيما تأتي الجلسة الثالثة بعنوان «كتابة الرواية أو صناعة الرواية» وستحاور فيها الكاتبة والإعلامية فاطمة إحسان أربعة من الأدباء، هم: بثينة العيسى من الكويت، ومن سلطنة عُمان زهران القاسمي وبشرى خلفان وهدى حمد.
وفي المساء تقام جلسة بمناسبة اليوم العالمي للّغة العربية الذي يوافق 18 من ديسمبر من كل عام تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وتستضيف المتخصصين في اللغة: الدكتور إحسان صادق، والدكتور محمد المعشني من سلطنة عُمان، والدكتور أحمد درويش من مصر، والمفكر والفيلسوف رضوان السيد من لبنان، وتحاورهم الكاتبة الدكتورة منى حبراس.
وفي اليوم الثاني، تقام خمس جلسات، تتساءل الأولى «سلطة الناشر أم سلطة القارئ: أيهما يصنع الآخر؟» وتحاور فيها أمل السعيدي الناشرين رنا إدريس مدير عام دار الآداب اللبنانية، وحمود الشكيلي مؤسس مشارك لدار نثر العُمانية، ومحمد بن سيف الرحبي مدير عام مؤسسة اللبان للنشر العُمانية، وشوقي العنيزي مؤسس دار مسكيلياني التونسية.
وتتناول الجلسة الثانية «سلطة المكان في رواية المهجر» مع كلٍّ من الروائية العراقية إنعام كجه جي، والروائي التونسي الحبيب السالمي، والروائية الليبية نجوان بن شتوان، ويحاورهم الكاتب والإعلامي هلال البادي، أمّا الجلسة الثالثة فهي عن «سلطة المترجم» ويحاور فيها الكاتب والإعلامي أحمد الكلباني المترجمة اللبنانية ماري طوق والمترجمَين العمانيَين أحمد المعيني وزوينة آل تويه.
الجلسة الرابعة، في اليوم الثاني، ستكون حوار المنجز مع الفائزتين بجائزة مان بوكر الدولية الروائية العُمانية جوخة الحارثي، والروائية الهندية جيتنجالي شيري، وتحاورهما الكاتبة والمترجمة العُمانية أزهار أحمد.
وفي ذات اليوم تقام جلسة عن «سلطة المجتمع في الرواية الخليجية» وتستضيف كلًّا من: الكاتب البحريني حسين المحروس، والكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، والروائي السعودي طاهر الزهراني، والروائي الكويتي عبدالله البصيص والكاتبة العُمانية ليلى عبدالله، والروائي العُماني الدكتور محمد اليحيائي، ويحاورهم جميعًا الكاتب والروائي العُماني محمد الشحري.
وسيتخلل هذه الجلسات حفلات توقيع للكُتاب المشاركين ومديري الجلسات لتكون فرصة تعارف وتقارب بين الأديب والقارئ.
وستقام ضمن أيام بيت الزبير للسرد في نسختها الأولى ورشة الكتابة الإبداعية لمجموعة من الكُتاب الشباب الراغبين في الانطلاق في عالم الكتابة بغية تمكينهم من أدواتها: الحلقة الأولى (من الفكرة إلى النص) مع الكاتبة بشرى خلفان، والورشة الثانية (بيئة النص) مع الكاتب زهران القاسمي، والورشة الثالثة (بين شياطين الكتابة والصنعة) مع الكاتبة هدى حمد، وورشة (اللغة والتحرير والتدقيق والنشر) مع الكاتبة بثينة العيسى. على هامش أيام بيت الزبير للسرد سيقام معرض للكِتاب تشارك فيه مجموعة من دور النشر والمكتبات العُمانية وهي (الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، النادي الثقافي، دار اللبان للنشر، مكتبة 234، مكتبة بيروت، مكتبة ردهة القراء، مكتبة روازن، مكتبة قراء المعرفة، دار نثر، مكتبة الصارية)، كما سيفتتح معرض فني للخط العربي في اليوم العالمي للّغة العربية.
وتأتي أيام بيت الزبير للسرد ضمن الفعاليات التي ينظمها بهدف تعزيز العامل الثقافي في التنمية والرقي بالأفراد والشعوب، وضرورة بذل الجهود واستدامتها بما يخدم القطاع الثقافي لينهض بالمجتمع الفكري والأدبي، إضافة إلى إيمانه بالمكانة التي تبوأها الروائي العُماني في المشهد الأدبي عربيًّا وعالميًّا، وحيازته على أرفع الجوائز العالمية والإقليمية، ليجعل من هذه الأيام سانحة حقيقية تجتمع فيها الأسماء الروائية البارزة في الوطن العربي؛ لتبادل الآراء وطرح قضايا الكتابة وأسئلتها الكبرى، بما يضيء مآلات هذا الفن ويعيد اكتشاف إمكانياته الخلاقة.
كما تهدف أيام بيت الزبير للسرد إلى إيجاد مناخ تفاعلي بين الروائيين من مختلف أنحاء العالم وتبادل التجارب والرؤى المتصلة بفن الرواية، وتدارس قضايا الفن الروائي من طرف كتّابه أنفسهم، والاستماع إلى تجاربهم الشخصية في الكتابة والإبداع، إضافة لتناول إشكاليات التلقي واختلاف مؤثراتها باختلاف الزمن والذائقة والتجربة، وإشكاليات الجوائز الأدبية وتأثيرها على الكاتب والحالة الإبداعية عامة، وغيرها من المواضيع المتعلقة بالسرد.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مع الکاتب الع مانیة الع مانی ا الکاتب
إقرأ أيضاً:
14 ألف رضيع مهددون بالموت في غزة خلال يومين
حذرت منظمات إنسانية من أن سياسة التجويع الممنهجة التي تنتهجها إسرائيل ضد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة قد تسفر عن وفاة نحو 14 ألف رضيع خلال اليومين المقبلين، ما لم يتم إدخال مساعدات غذائية عاجلة وبشكل كافٍ.
ورغم ما أُعلن عن سماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدخول 5 شاحنات إغاثة محملة بأغذية ومساعدات للأطفال إلى القطاع المحاصر، وصف خبراء هذه الخطوة بأنها مجرد "قطرة في بحر الاحتياج".
وقال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، إن الكمية التي دخلت القطاع لا ترقى إلى مستوى الاستجابة المطلوبة، مضيفا أن غزة تشهد "مستويات مرتفعة جدا من سوء التغذية الحاد"، إذ يهدد الجوع ربع مليون إنسان يعانون من حرمان غذائي شديد.
وفي مقابلة مع محطة "بي بي سي"، أوضح فليتشر أن فرق الإغاثة تقدر احتمال وفاة 14 ألف رضيع خلال 48 ساعة في حال لم تصلهم مساعدات غذائية فورية.
كما بيّن أن الشاحنات التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم أول أمس الاثنين -وهو عدد ضئيل مقارنة بـ600 شاحنة يومية كانت تدخل خلال فترات التهدئة- لم تصل إلى السكان بعد.
وأمس الثلاثاء، سمحت إسرائيل بدخول 100 شاحنة إضافية، لكن فليتشر عبّر عن مخاوف من نهب محتمل لهذه الشاحنات وسط حالة فوضى ويأس متزايدة في القطاع.
إعلانويأتي ذلك في ظل حصار كامل على قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، حيث نفدت مخزونات الغذاء لدى المنظمات الدولية بعد مرور 79 يوما من الحصار.
الموقف الأوروبيمن جهته، قال واسم مشتهى من منظمة أوكسفام إن "إسرائيل حرمت سكان غزة من الغذاء والماء والدواء، وتواصل قصفها العشوائي والوحشي"، مضيفا: "هناك مليونا إنسان على شفا المجاعة يعانون من الجوع والمرض والصدمة والتشريد".
واعتبر مشتهى أن السماح المحدود بدخول المساعدات لا يمثل تقدما حقيقيا، بل هو "تنازل ضيق" يعكس تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل.
وفي تطور سياسي لافت، أصدرت كل من بريطانيا وكندا وفرنسا بيانا مشتركا الاثنين أدانت فيه "المستوى غير المقبول من المعاناة البشرية" في غزة، مهددة بفرض عقوبات محددة على إسرائيل في حال استمر الحصار.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام البرلمان تعليق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، بينما صرح نظيره الفرنسي جان نويل بارو أن باريس تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، قائلا: "العنف الأعمى والحصار المفروض على المساعدات حوّل غزة إلى مقبرة. يجب أن يتوقف هذا فورا… إنه انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية".
وتعد هذه المواقف الأوروبية خروجا عن الخطاب الغربي السائد منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي اعتبر حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة "دفاعا عن النفس".
ومع تزايد حجم الكارثة الإنسانية، ارتفعت أصوات منظمات حقوقية ونواب غربيين يطالبون بوقف الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، التي تُواجه دعوى إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
بدورها، أكدت مسؤولة السياسات في أوكسفام للأراضي الفلسطينية، بشرى الخالدي، أن المطلوب الآن هو: "فتح كل المعابر فورا لتأمين استجابة إنسانية شاملة وآمنة تحترم القانون الدولي".
إعلانكما شدّدت على أن "قافلة رمزية لا تمثل تقدما"، وأن "وقف القصف وتحقيق العدالة والمساءلة" يمثلان شرطين أساسيين لإنهاء المأساة المتصاعدة.