القيء والغثيان لدى المرأة الحامل.. لا دخل للسيكولوجيا الأنثوية، فما السبب؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق
تعاني غالبية النساء خلال الأشهر الأولى من الحمل من ظاهرة "غثيان الصباح" والتي تقض مضجعهن. وقد تصل معاناة النساء إلى حد الاستشفاء بسبب القيء الحملي المفرط (Hyperemesis Gravidarum). ولطالما اعتقد أطباء النفس بأن الظاهرة مرتبطة بسايكلوجيا الأنثى مع فرضيات مُغرضة بحق النساء.
كلنا سمع عمّا تعانيه المرأة عادة في الأسابيع الأولى للحمل من عياء وغثيان وقيء وغيرها من المشاكل التي تؤرق مضجع النساء. هذا ما يعرف بغثيان الصباح (Morning sickness). ويُقلل أكثرنا من تأثيرها على المرأة، لا سيما الرجال الجاهلون بكل ما يمر به جسم المرأة الحامل. وتُعرف الحالات العنيفة والقوية من غثيان الصباح بالقيء المفرط الحملي (Hyperemesis Gravidarum) وتعاني منه 30 في المائة من النساء حسب ما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية.
ولم تكن تُعرف أسباب القيء الحملي المفرط بشكل دقيق. في غالب الأحيان، كان يُرجع أطباء النفس ذلك لأسباب سيكولوجية كعدم تقبّل الحمل. أمر يصعب تصديقه من طرف عديد النساء. ذلك ما حدث مع Marlena Fejzo، الباحثة في علم البيولوجيا الوراثية في جناح طب الولادة في جامعة كاليفورنيا. فعندما كانت شابة، فقدت جنينها الثاني بعد معاناة مع القيء الحملي المفرط دون معرفة الأسباب. أمر دفعها فيما بعد إلى تعميق البحث في الظاهرة حسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
بحث دولي شامل
وانطلاقا من عام 2018، قادت Marlena Fejzo فريقا دوليا قام بأبحاث متعددة حول أحد الهرمونات البشرية، والمسماة، GDF15. ونشرت نتائج الدراسة رسميا الأسبوع الماضي في مجلة Nature العلمية العريقة. ويدخل هرمون GDF15 في كثير من وظائف الجسم ومن بينها التحكم في شهية الإنسان ووزنه.
وأظهرت الدراسة أن الجنين يفرز في جسم المرأة الحامل مستويات مرتفعة من هرمون GDF15 لسبب غير معروف حاليا. ويرتفع إفراز الجنين لهذا الهرمون تدريجيا في الأسابيع الاثني عشر الأولى للحمل. وتعتبر مستويات الهرمون التي تم قياسها كبيرة لدى النساء اللاتي يعانين بشكل عنيف من الغثيان.
ولم تكتفي الدراسة بإظهار هذا الارتباط، بل قاست مستوى هرمون GDF15 الموجود طبيعيا لدى النساء قبل الحمل. وتم استنتاج أن النساء ذوات مستويات ضعيفة من هرمون GDF15 قبل الحمل، هن اللاتي يعانين أكثر من الغثيان أثناء الحمل. ما يعني أن جسم النساء غير المُتعود على مستويات هامة من هرمون GDF15 يعاني كثيرا عندما يبدأ الجنين في إفراز مستويات عالية من ذلك الهرمون خلال الحمل. فالنساء اللاتي لديهن مستويات هرمون GDF15 كبيرة قبل الحمل، لا يعانين أبدا في الغالب من القيء والغثيان عندما يحملن، وهي علاقة لم تكن معروفة من قبل وأكدتها أيضا تحاليل جينية خلال الدراسة.
نحو عقار مضاد للقيء الحملي؟
وتفتح الدراسة أبواب عديدة نحو إيجاء أدوية للقضاء عن ظاهرة القيء الحملي المفرط أو التقليل من أعراضها. ومن بين الفرضيات العلاجية، ابتكار أدوية تستهدف مستقبلات الهرمون GDF15 لدى المرأة الحامل، ما يعني النقص من تأثير الهرمون عبر تعطيل عمله فيزيولوجيا.
ويُفكر الباحثون في حقن المرأة قبل الحمل بهرمون GDF15 للتقليل من تأثيره السلبي بعد الحمل. وجُربت هذه الوسيلة بشكل أولي وناجح لدى الفئران. لكن يبقى من الضروري تحديد نجاعة التقنية وسلامتها على المرأة وجنينها عبر قياس المستويات غير الضارة والعوارض الجانبية المحتلمة، وهو عمل قد يأخذ سنوات عدة.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج علوم طب نساء فرنسا قانون الهجرة الحرب بين حماس وإسرائيل غزة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا المرأة الحامل قبل الحمل
إقرأ أيضاً:
دراسة جديدة تهز الأفكار التقليدية: الخصوبة لا تعتمد على ملامح الجاذبية الأنثوية
إنجلترا – عادة ما يفسر علم الأحياء التطوري الفروق بين الرجال والنساء عبر آليات الانتقاء الجنسي.
يُعتقد تقليديا أن تفضيلات الرجال الجنسية تعتمد على سمات الجاذبية الأنثوية، مثل نسبة الخصر إلى الورك المنخفضة، الصوت العالي، والملامح الأنثوية للوجه، المرتبطة بالنجاح الإنجابي. ومع ذلك، تدحض مراجعة جديدة أجرتها الباحثة ليندا ليدبورج من جامعة “دورهام” هذه الصورة النمطية.
عند تحليل بيانات ما يقرب من 125 ألف امرأة من 16 دولة، وجد العلماء أن العلاقة بين الخصائص الجسدية والخصوبة إما غير موجودة أو ضعيفة جدا. وغالبا ما كان للنساء ذوات نسبة الخصر إلى الورك الأعلى (أي خصر أقل وضوحا) عدد أكبر من الأطفال، وهو ما يتعارض مع النظرية الكلاسيكية حول تفضيل الخصور النحيفة.
كما أظهرت مؤشرات أخرى، مثل حجم الثدي، ارتفاع الصوت، وطول الأصابع، نتائج متباينة، ولم تؤكد أي دراسة اعتماد الخصوبة على ملامح الوجه الأنثوي، على الرغم من شيوع هذه الفكرة بين علماء النفس التطوريين.
ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى بعض القيود، أبرزها أن معظم الدراسات أُجريت في دول متقدمة حيث تنتشر وسائل منع الحمل، ما يصعب معه تقييم الخصوبة الطبيعية.
المصدر: Naukatv.ru