شيخة الجابري تكتب: الراحلون المطمئنون وذاكرتهم المنسيّة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يرحلون، ويتركون في القلوب غصّة، وفي الأماكن وحشة، يذهبون إلى حيث سيذهب الجميع في رحلتهم إلى دار الحق لا يأخذون معهم شيئاً، تاركين لنا الدموع والأوجاع والأشواق، وذكرياتهم وسجلّات حياتهم المكتنزة بالغزير من التفاصيل، نصيرُ نعود ُإلى الأيام الحلوة معهم، ونندم كثيراً على أننا ما عشناها وما شاركناهم تفاصيلها، وما عبّرنا لهم فيها عن مدى محبّتنا لهم، أخذتنا ثقافة الخجل عن البوح بمشاعرنا حتى أصبحنا نندم فيما بعد على أننا ما حرّرناها من أسرِ العيب والمجتمع والخجل.
يرحلون مطمئنين في رحلتهم الأخيرة، تلك التي يقال إنها تبدأ بخطوات أجمل بعدها، يذهبون ونبقى نلوك غصّة الرحيل، ونتساءل لماذا لم نلتصق بهم أكثر، لم نتعلّم، لم نقتنص فكرة، سلوكاً، طريقة حياة؟ لماذا لم نأخذ منهم ما نحتاجه من زادٍ إنساني في مسيرتنا نحو المستقبل؟ لماذا لم نلتقط صوراً ولم نوثّق لعلاقاتنا الخاصة معهم، بصرف النظر عن مدى ونوع وشكل العلاقة التي تربطنا بهم؟
في الشهور الماضية غادر دنيانا كثيرون من أقرباء، من أصدقاء، من معارف، كلّنا عشنا هذه الحالة، وبين الذين يرحلون هناك شخصيات مؤثرة في المجتمع، وأخرى في محيطها الصغير، وأكثر، هناك من وضع بصمة، لكنها لم تُسجّل ولم تُدوّن وفات ذاكرة الوطن أن تحفظها، ولم يتحرك أحد لالتقاط أجمل ما في حياة من رحل من مواقف وذكريات وسجّلات يحفظها في أرشيفه الخاص، ولكن لم ينقّب عنها أحد.
أكثر ما ندمتُ عليه في حياتي أن والدي الغالي رحل ولم أدوّن ذاكرته، وهو الرجل الذي لديه رصيدُ كبير من النجاحات، ومن التحديات، ومن الأعمال الكبيرة والجليلة سواء في تجارته، أم عمله الرسمي فيما بعد، أم علاقاته ابتداء من أول الخليج إلى سواحل أفريقيا، حيث كانوا يمتهنون التجارة في الخمسينيات وما قبلها وبعدها من زمنِ القرن الماضي، كنتُ أخاف لو أن ذهبتُ إلى التقاط ما عنده سيكون فألاً سيئاً فيرحل مبكراً، وقد رحل وما زال الشعر الأسود يجللّ هامته ولم ألتقط شيئاً من تلك الشخصية والذاكرة الخصبة الُمتّقدة، غفر الله له.
أقول ذلك لأنني اقرأ بين يوم وآخر رحيل شخصية من أبناء وطني، بخاصة في مدينة العين، يرحلون ولا أحد يوثق ما لديهم من مخزون معلوماتي، نخسرُ كثيراً لأن لا أحد دوّن ما تحمله تلك الذواكر من الكنوز البشرية التي يأخذني الندم كثيراً حينما أذهب لتأدية واجب العزاء في أحدهم لأنني لم أصل إليه، ولم أسجّل ما يحمل من معارف وخبرات، لكنني أعود لتعزية نفسي بأنني يد واحدة، واليد الواحدةُ لا تُصفق. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال
إقرأ أيضاً:
كيف تكتب منشوراً على السوشيال ميديا دون التعرض للمساءلة القانونية؟
أصبح النشر على مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة المواطنين اليومية، إلا أن التسرع في نشر محتوى غير مدروس قد يعرض المستخدم للمساءلة القانونية.
وفي هذا السياق، يقدم الخبراء القانونيون مجموعة من الإرشادات لضمان كتابة منشورات آمنة قانونياً، تحمي المستخدم من الوقوع في مخالفات تشمل السب والقذف أو نشر أخبار كاذبة أو التعدي على الملكية الفكرية.
النشر بعد التأكد من صحة المعلوماتأول خطوة أساسية هي التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها، فالاعتماد على مصادر موثوقة وتجنب تداول الأخبار غير المؤكدة يحمي الناشر من تهمة نشر الشائعات أو الأخبار الكاذبة، والتي قد تصل عقوبتها إلى السجن أو الغرامة حسب نصوص قانون مكافحة جرائم المعلوماتية.
احترام حقوق الآخرين والابتعاد عن السب والقذف
ينصح القانونيون بالامتناع عن توجيه أي عبارات مهينة أو تشهيرية ضد أي شخص أو جهة، والابتعاد عن المحتوى الذي يحمل إساءة مباشرة أو تلميحاً بالقذف.
النشر يجب أن يكون في حدود حرية التعبير المصرح بها قانونياً، دون التجاوز على حقوق الغير أو التسبب في ضرر معنوي أو مادي لهم.
من الأمور المهمة أيضاً احترام حقوق الملكية الفكرية عند مشاركة الصور أو الفيديوهات أو أي محتوى محمي بحقوق النشر. استخدام المحتوى بدون إذن قد يعرض الناشر للمساءلة المدنية والجنائية على حد سواء.
تفعيل الخصوصية ومراجعة إعدادات الحساب يمكن للمستخدم تعزيز الأمان القانوني عبر ضبط إعدادات الخصوصية والتحكم في من يرى منشوراته، مما يقلل من فرص النزاعات القانونية مع الآخرين، خصوصاً في حال تداول محتوى حساس أو شخصي.
باتباع هذه الخطوات، يمكن لأي مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي نشر محتوى بشكل قانوني وآمن، مع الحفاظ على حرية التعبير، وفي الوقت نفسه حماية نفسه من الوقوع تحت طائلة القانون.