بايدن يصحح المسار تجاه الحرب على غزة.. إليك الأسباب والدلائل
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
إن العزلة الدولية المتزايدة، وتصاعد الانتقادات الداخلية والأسئلة المتعلقة بتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الواضح للمصالح الأمريكية، تجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن يغير مساره فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية في غزة، بحسب ألون بينكاس في تحليل بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (Haaretz).
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء أمس الأحد 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
بينكاس تابع، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "في الأسابيع القليلة الماضية، تعرض بايدن لانتقادات متزايدة وتدقيق سياسي بشأن حرب غزة، وخاصة دعمه الثابت لإسرائيل".
وأردف: "إذا قمت بربط عدة نقاط من الأسبوع الماضي، من زيارة وزير الدفاع (الأمريكي) لويد أوستن إلى تل أبيب، إلى مقال توماس فريدمان اللاذع في نيويورك تايمز، إلى امتناع واشنطن عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، فستُظهر الصورة تغيرا تدريجيا في السياسة الأمريكية".
ومنذ اندلاع الحرب، قدمت إدارة بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن شريكة في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.
اقرأ أيضاً
بايدن ونتنياهو يتوصلان إلى صفقة حول استمرار حرب غزة.. هذه تفاصيله
قنابل تزن 907 كجم
"يتعرض بايدن لانتقادات لأنه يطلق العنان لإسرائيل في قصف غزة عشوائيا، عبر امتناعه عن ممارسة ضغط فعال علىها للموافقة على وقف إطلاق النار أو تغيير أساليب الحرب وتقليص حدتها؛ ولأنه لم يطالب إسرائيل بقوة أكبر بتوضيح نواياها فيما يتعلق بغزة بعد الحرب"، كما زاد بينكاس.
وأردف: "كانت الانتقادات واضحة في الأيام الأخيرة، في البداية جاءت قصتان استقصائيتان رئيسيتان: تقرير نيويورك تايمز عن استخدام إسرائيل قنابل تزن 907 كيلوجرامات في أجزاء من جنوب غزة، حيث طلبت من الفلسطينيين الذين فروا من الشمال أن يبحثوا عن ملجأ".
وتابع: "وقصة نشرتها واشنطن بوست حديث إسرائيل عن أن حماس استخدمت مستشفى الشفاء كمركز للقيادة. ومن المؤكد أن القصتين كان لهما تأثير على المنشقين داخل الإدارة الأمريكية".
بينكاس استطرد: "ثم جاء مقال فريدمان بعنوان "حان الوقت لكي تمنح الولايات المتحدة إسرائيل بعض الحب القاسي". وكتب فريدمان، المؤيد لإسرائيل ولبايدن: "حان الوقت للولايات المتحدة لتخبر إسرائيل أن هدف حربها، المتمثل في محو (حركة) حماس من على وجه الأرض، لن يتحقق".
وشدد فريدمان على أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنامين نتنياهو) يعطي الأولوية لاحتياجاته الانتخابية على مصالح الإسرائيليين.
واقترح أن "يطرح الأمريكيون عرضا على الطاولة: انسحاب إسرائيلي كامل من غزة مقابل جميع الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار تحت إشراف دولي، بما في ذلك مراقبون من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) ومراقبون عرب".
و"في اليوم نفسه (22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري)، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار بمجلس الأمن يدعو إلى "وقف مؤقت لأجل غير مسمى" من أجل تدفق المساعدات الإنسانية (إلى غزة)، وإعادة التأكيد على فكرة أن السلطة الفلسطينية ستوسع في مرحلة حكمها من الضفة الغربية إلى غزة"، بحسب بينكاس.
اقرأ أيضاً
فاتورة الهزيمة في غزة.. من يدفعها أولا: بايدن أم نتنياهو؟
دعم غير مشروط
وبعد أسابيع قليلة من هجوم "حماس"، وفقا لبينكاس، "بدأ حلفاء الولايات المتحدة في طرح أسئلة سرعان ما تحولت إلى انتقادات صريحة. كان حلفاء مثل كندا وفرنسا وأستراليا واليابان يشككون في اختلال التوازن الأمريكي والدعم غير المشروط الذي قدمته لإسرائيل".
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ولفت بيكناس إلى أن "دعم بايدن العميق والعاطفي لإسرائيل، والدمار الواضح الذي أحدثه هجوم حماس، أعقبه قيام الأمريكيين بتقديم مساعدات عسكرية سخية، ونشر مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات في البحر الأبيض المتوسط لردع إيران وحزب الله (اللبناني) عن تصعيد الصراع، وإثناء إسرائيل ضمنيا عن ذلك".
وتابع: "واقترنت المساعدة المادية بمظلة دبلوماسية واسعة، وفسر العالم ذلك إما على أن بايدن يمتنع عن الضغط على إسرائيل بطريقة مجدية لتغيير ديناميكيات الحرب أو أنه أعطى إسرائيل تفويضا مطلقا في غزة".
وأفاد بأن "ذلك أدى إلى عزلة الولايات المتحدة، ووحدها تقريبا في العالم التي تدافع عن إسرائيل: وهو العكس تماما لما حدث في 2022 في أوكرانيا".
اقرأ أيضاً
3 خلافات بين نتنياهو وبايدن.. غزة تدفع شريكي الحرب نحو صدام
انتقادات داخلية
كما أن "هناك المشهد السياسي الداخلي في واشنطن، وخلافا للحالة في أوكرانيا، توجد معارضة متزايدة وإحباط بشأن سياسة الشرق الأوسط"، كما أردف بينكاس.
وأوضح أن هذه المعارضة "في ساحتين: داخل الإدارة ذاتها وداخل الحزب الديمقراطي (حزب بايدن)، سواء في الكونجرس أو بين الجماعات المنتقدة في الائتلاف الانتخابي الديمقراطي".
ومضى قائلا إنه "توجد القليل من الثقة في نتنياهو داخل الإدارة، ووصلت المشاعر المعادية لإسرائيل بين الشباب الديمقراطيين إلى مستويات خطيرة في ولايات رئيسية".
ويأمل بادين في الفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات مقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
بينكاس أضاف أنه "يبدو أنه خلال الأسبوعين الماضيين تحقق هذا الإدراك الثلاثي: تموضع أمريكا العالمي، وانتقادات داخلية، وأسئلة متعلقة بتجاهل نتنياهو للمصالح الأمريكية".
اعتبر أنه "من المستحيل أن نتوقع تحولا بمقدار 180 درجة في السياسة (الأمريكية)، وبالتأكيد ليس في ظل ظروف الحرب التي دعمتها واشنطن".
واستدرك: "لكن، إذا نظرت إلى الأدلة والتصريحات وعلامات الضغط في الأيام العشرة الماضية، فمن الواضح أن الأمريكيين بصدد تصحيح المسار".
اقرأ أيضاً
فشل في غزة.. كيف ينقذ نتنياهو نفسه؟ وإلى أين يستدرج بايدن؟
المصدر | ألون بينكاس/ هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بايدن مسار الحرب على غزة إسرائيل نتنياهو حماس الولایات المتحدة اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
WP: مقربون من ترامب هددوا بالتخلي عن إسرائيل إذا لم توقف الحرب
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حذروا حكومة الاحتلال، من التخلي عنهم، في حال "لم تنته الحرب" في قطاع غزة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن قرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إدخال المساعدات إلى القطاع، كان تحولا نوعيا، في أعقاب ضغوط علنية وأخرى خفية، من إدارة ترامب، والتي حثته على مدى أسابيع على إنهاء العدوان على القطاع.
وأضافت أن ضغوط ترامب تزايدت مع تصعيد الاحتلال قصفه على غزة، واقترابه من نقطة اللاعودة في الحرب.
ونقلت عن مصدر لم تسمه قوله إن لدى نتنياهو طريقة لإنهاء الحرب في الكنيست وفي إسرائيل، لكنه يفتقر إلى الإرادة السياسية.
وجاء الكشف عن الضغوطات، بالتزامن مع مطالبة قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، الاحتلال الإسرائيلي بوقف هجماته على قطاع غزة بشكل فوري، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وقال قادة الدول الثلاث في بيان مشترك: "سنتخذ إجراءات إذا لم توقف إسرائيل هجومها على غزة، وترفع القيود عن المساعدات"، مؤكدين معارضتهم لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وسيتخذون إجراءات بينها العقوبات.
وأبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المعارضة بشدة "لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. مستوى المعاناة الإنسانية لا يحتمل".
وأضاف: "ومع اقتراب الاجتماع في الأمم المتحدة، في الثامن عشر من حزيران/يونيو في نيويورك، يجب علينا جميعا العمل من أجل تنفيذ حل الدولتين".
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي: "إن المملكة المتحدة تحث إسرائيل على السماح بالاستئناف الكامل للمساعدات على الفور. فالإمدادات المحدودة التي يفترض دخولها إلى غزة غير كافية على الإطلاق".
وأضاف: "أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن مقترحات النماذج الجديدة لتوزيع المساعدات. ويتوجب على إسرائيل أن تضمن قدرة الأمم المتحدة والوكالات على العمل دون عوائق".
وفي سياق متصل، أصدر وزراء خارجية 22 دولة ومسؤولون أوروبيون بيانا، قالوا فيه: "سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة بعد منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية".
وأضاف البيان أنه "يجب أن يحصل سكان غزة على المساعدات التي يحتاجونها بشكل عاجل"، مشددين على ضرورة عدم تسييس المساعدات الإنسانية إلى غزة مطلقا.
وتابع: "الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تمتلك القدرة على إيصال المساعدات لجميع أنحاء غزة"، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة عدم تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية أو إخضاعها لأي تغيير ديمغرافي.