مسؤول أوروبي: "الناتو" بحاجة لتدمير روسيا
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
قال مسؤول دفاعي أوروبي كبير إن روسيا "المدمرة" هي وحدها القادرة على ضمان السلام على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في المستقبل القريب، في الوقت الذي يتطلع فيه حلفاء كييف الغربيون إلى إعادة تقويم استراتيجيتهم في زمن الحرب بعد عام مخيب للآمال.
وقال السكرتير الدائم في وزارة الدفاع الإستونية كوستي سالم لمجلة "نيوزويك"، في مقابلة حصرية: "تحتاج روسيا إلى الابتعاد بعد أن تفهم أنها خسرت، وأنها ستخسر الحرب القادمة".
ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول تجاوز أعدائه الغربيين، وهو النهج ذاته الناجح للكرملين في أوكرانيا عام 2014، وسوريا وجورجيا عام 2008.
وقال سالم: "يجب على الزعيم الروسي أن ينهي مقامرته في أوكرانيا مع العلم أن الروس مدمرون اقتصادياً، وتجاوزناهم بمراحل، وحافظنا على صناعتنا على أساس أفضل، ولدينا ميزة تكنولوجية، ولدينا تدريب أفضل، ومعنويات أفضل"، بحسب تعبيره.
Ukraine, NATO must "grind" through 2024 to beat Russia https://t.co/km57GvfxHS
— Newsweek (@Newsweek) December 28, 2023
وتابع المسؤول الأوروبي "إن الروس بحاجة إلى فهم أن القانون الدولي وأن العالم قائم على القواعد"، مشيراً إلى أن "هذه هي الطريقة الوحيدة حتى لا تتكرر أزمة أوكرانيا مرة أخرى، وإلا فسنواجه في غضون سنوات قليلة أزمة أخرى، وليس فقط من روسيا".
وقالت "نيوزويك" إنها حاولت تتواصل مع وزارة الخارجية الروسية عبر البريد الإلكتروني لطلب التعليق.
انتشار القوات الروسيةواضطرت موسكو لسحب وحدات عسكرية منتشرة على طول الحدود الإستونية، والتي يقصد بها أن تكون طليعة في أي غزو روسي مستقبلي لحلف الناتو.
وقال سالم: "يحتاج الجيش الروسي لمدة 3 سنوات كي يتعافى من الحرب الأوكرانية، ويقول البعض إن موسكو قد تحتاج إلى 7 أو 8 سنوات للتعافي الكامل، لكن المؤكد أن الجيش الروسي سيتعافي مجدداً".
وأضاف المسؤول الأوروبي:" بالنسبة لأوروبا وحلف شمال الأطلسي، الأمر بسيط للغاية، إذا فشلت أوكرانيا، فإن الناتو سيكون التالي، يحتاج الردع إلى الكثير من الجهد، والكثير من الاستثمار، والكثير من التحولات في الرأي العام لذلك لا بد من الاستثمار للحفاظ على دعم أوكرانيا".
مفاوضات وتنازلات
وبحسب "نيوزويك" فكان الدعم لأوكرانيا مرناً بين الدول الغربية، على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن "أوكرانيا المرهقة" بين النخب السياسية المتحالفة.
لكن مع اقتراب انتخابات 2024 في الولايات المتحدة، هناك الآن دفعة جديدة لتجديد محادثات السلام من قبل دعاة وقف إطلاق النار، وكذلك من قبل المتعاطفين مع الكرملين منذ فترة طويلة.
وفي أوكرانيا أيضا، لا تزال الأغلبية تدعم هدف كييف المتمثل في استعادة جميع الأراضي المحتلة وفقاً لحدودها المعترف بها دولياً لعام 1991، بالإضافة إلى الانضمام لاحقاً إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.
لكن هذه الأغلبية تتقلص، مع ميل أقلية متزايدة الآن نحو المفاوضات والتنازلات المحتملة لإنهاء القتال.
وأدى الأداء المخيب للآمال لأوكرانيا في ساحة المعركة في عام 2023 إلى تعميق المخاوف بشأن تحقيق اختراق لصالح أوكرانيا، ومع حلول فصل الشتاء، تبني القوات الروسية في منطقة دونيتسك الشرقية زخماً كبيراً، بعد أن استولت على مدينة مارينكا ودفعت للاستيلاء على مدينة أفدييفكا المحصنة على الرغم من الخسائر الفادحة في صفوفها، بحسب المجلة.
لا تنازل ولا استسلام
على الجانب الآخر، لم يظهر بوتين وكبار مسؤوليه أي استعداد لتخفيف مطالبهم، وحثوا كييف مراراً على قبول "الحقائق الإقليمية الجديدة" لاحتلالها مساحات من جنوب وشرق البلاد.
وحذر معارضو محادثات السلام في كييف وخارجها من أن أي اتفاق لن يكون أكثر من مجرد وقف لإطلاق النار، مما يسمح لموسكو بإعادة التركيز على حملة عسكرية مستقبلية أخرى.
وتقول المجلة إنه لطالما كانت إستونيا على الحافة المتشددة للتحالف، حيث تشترك الجمهورية السوفيتية السابقة في حدود 210 أميال مع روسيا.
وستكون إستونيا على خط المواجهة في أي صراع مستقبلي بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، والذي سيكون مدمراً لإستونيا وسكانها البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة.
وتضغط رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس وقادة آخرون في حلف شمال الأطلسي من أجل إنفاق أعلى لمساعدة كييف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا حلف الناتو الاتحاد الأوروبي شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
مارك روته: روسيا تنتج ذخائر تفوق 3 مرات إنتاج الناتو السنوي خلال ثلاثة أشهر
كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، عن تقديرات صادمة بشأن الفجوة المتسارعة في الإنتاج العسكري بين روسيا ودول الحلف، مشيرًا إلى أن موسكو أصبحت تنتج من الذخائر في غضون 3 أشهر كمية توازي 3 أضعاف ما تنتجه جميع دول الناتو مجتمعين خلال عام كامل.
وفي مقابلة نُشرت يوم السبت مع صحيفة "نيويورك تايمز"، وصف روته الوضع بأنه "تحدٍ جيوسياسي ضخم"، لافتًا إلى أن روسيا تعيد بناء قدراتها العسكرية بوتيرة "غير مسبوقة في التاريخ المعاصر"، وهو ما يستدعي تحركًا سريعًا من قبل الناتو لمواكبة هذا التطور.
وأضاف روته أن الحلف مطالب اليوم بتجاوز البيروقراطية وتعزيز الإنتاج العسكري عبر شراكات صناعية جديدة وميزانيات دفاعية أكثر فاعلية، محذرًا من أن "الوقت ليس في صالح الغرب إذا استمرت الفجوة في التوسع بهذا الشكل".
روسيا توسّع قدراتها وتحذّر من "الاقتراب الغربي"في المقابل، كانت روسيا قد أعلنت مرارًا رفضها لما تعتبره "سياسات توسعية" لحلف الناتو باتجاه حدودها، معتبرة أن اقتراب البنية التحتية العسكرية للحلف من أراضيها يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. كما أكدت موسكو أنها ستتخذ كافة التدابير اللازمة للرد على ما تصفه بـ"الاستفزازات الغربية".
ورغم ذلك، تصرّ موسكو على أنها لا تعتزم مهاجمة أي من دول الحلف، ووصفت مرارًا تصريحات المسؤولين في الناتو والغرب بشأن "الخطر الروسي" بأنها محض دعاية تهدف إلى تبرير سباق تسلّح جديد وزيادة الإنفاق الدفاعي.
سباق تسلّح وتوازن ردعوتأتي تصريحات روته في وقت تعاني فيه أوكرانيا من نقص متزايد في الذخائر والمعدات، نتيجة تباطؤ الدعم العسكري الغربي، وسط تصاعد الهجمات الروسية مؤخرًا، ما ألقى بظلاله على الاستعداد القتالي لدول الناتو أيضًا.
ويعزز هذا الواقع المخاوف من دخول العالم في مرحلة جديدة من سباق التسلح، حيث تسعى روسيا إلى تحقيق التفوق الميداني، بينما تحاول دول الناتو الحفاظ على توازن الردع، رغم التحديات الاقتصادية والتباطؤ الصناعي الذي يواجهه الغرب.