أقر السفير الأمريكي لدى تركيا توماس باراك بتفوق القوى المنافسة لواشنطن على الصعيد الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن روسيا تخطط لأفق يمتد لمئة عام، في حين تفتقر الولايات المتحدة لرؤية استراتيجية مماثلة.

وأضاف باراك في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية أن واشنطن تواجه خصومًا يعتمدون استراتيجيات طويلة المدى، موضحًا أن الصين تتبنى خططًا تصل إلى خمسين عامًا، وروسيا تخطط لمئة عام، فيما تعتمد دول عديدة خططًا مستدامة في مجالات التكنولوجيا والتطور.

وانتقد السفير الأمريكي المقاربة الأوروبية تجاه تركيا، قائلاً إن الدول الأوروبية تطالب أنقرة بالمساهمة في حماية الأمن القاري باعتبارها عضوًا في حلف الناتو، لكنها تمنعها في الوقت نفسه من الحصول على أنظمة تسليح متطورة، ووصف هذا الموقف بأنه “لا منطقي ويقارب حد الجنون”، مضيفًا أن تركيا تكلف بالدفاع عن أوروبا ضمن الناتو، لكن الأوروبيين يرفضون تزويدها بأحدث الأنظمة بحجة المخاوف من روسيا.

وأكد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا، توم براك، أن الإدارة الأمريكية لا تتبنى نهج تغيير الأنظمة، وأن معالجة الملف الإيراني ينبغي أن تتم ضمن الإقليم بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

وأوضح براك في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” أن الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو لا يدعمان أي مسار لإسقاط النظام في إيران، بل يفضلان حلولًا إقليمية تقودها دول المنطقة، معتبرًا أن التجارب السابقة لتغيير النظام لم تحقق نتائج وأن ترك الملف للدول الإقليمية هو الخيار الأكثر عقلانية.

وأشار براك إلى أن واشنطن منفتحة على التوصل إلى اتفاق مع طهران في حال أبدت جدية في وقف دعم وكلائها وتهدئة التوترات، مضيفًا أن الصراع بين إسرائيل وإيران لا يزال مستمرًا وأن الفصل الخامس من الرواية لم ينته بعد، ما يعني أن الوضع مفتوح على تطورات عديدة.

وعن الملف السوري، أكد براك أن هناك فرصة حقيقية لإحراز تقدم نحو اتفاق بين سوريا وإسرائيل يبدأ بترتيبات أمنية تمهيدية ثم خطوات لاحقة باتجاه التطبيع، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى ستتضمن اتفاقًا على الحدود ومناطق آمنة.

وأوضح أن دمشق تتجاوب مع الطلبات الأمريكية نحو مسار تفاوضي مع تل أبيب، بينما لا تزال إسرائيل مترددة، ما يجعل العملية تتقدم ببطء.

وتأتي تصريحات باراك في سياق الخلافات المستمرة بين أنقرة وشركائها الغربيين حول التعاون العسكري، لا سيما الجدل بشأن امتلاك تركيا لمنظومة الدفاع الروسية إس-400، التي أثارت أزمة داخل حلف الناتو.

وتعد تركيا عضوًا أساسيًا في حلف الناتو، وتلعب دورًا محوريًا في الأمن القاري الأوروبي، ومع ذلك، تثير استراتيجيات تسليحها وامتلاكها منظومات روسية خلافات مع الحلفاء الغربيين، ما يعكس تباينًا في الرؤى الاستراتيجية بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين، ويؤكد أهمية إعادة تقييم التوازن العسكري والسياسي في المنطقة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا السفير الأمريكي لدى تركيا تركيا تركيا وأمريكا تركيا وروسيا حلف الناتو

إقرأ أيضاً:

الأمن القومي الأمريكي: يجب التخلي عن اعتبار "الناتو" حلفا يتوسع إلى ما لا نهاية

أكدت صيغة الأمن القومي الأمريكي بنسختها المعدلة ضرورة التخلي عن اعتبار "الناتو" حلفا يتوسع إلى ما لا نهاية، وأنه على أوروبا أن تضطلع بالمسؤولية الأساسية عن حماية أمنها.

وجاء في وثيقة الصيغة الأمريكية المنقحة للأمن القومي التي نشرها البيت الأبيض اليوم الجمعة: يجب أن تنص أولويات سياستنا تجاه أوروبا على وقف تصور "الناتو" تحالفا يتوسع باستمرار".

وجاء في الوثيقة: "يجب أن تعطي سياستنا العامة تجاه أوروبا الأولوية لمنح أوروبا القدرة على الوقوف بثبات على أقدامها والعمل كمجموعة متماسكة من الدول ذات السيادة، بما في ذلك من خلال تحمل المسؤولية الأساسية عن دفاعها الذاتي".

مقالات مشابهة

  • ويليامز: الموقف الأمريكي يعيد صياغة قواعد اللعبة داخل الناتو
  • قبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطاق على أوكرانيا
  • بعد الانتقادات بشأن تدخّله في الملف اللبناني.. براك يردّ
  • باراك يتوقع حل الملفات العالقة بين أنقرة وواشنطن “قريبا”
  • الأمن القومي الأمريكي: يجب التخلي عن اعتبار "الناتو" حلفا يتوسع إلى ما لا نهاية
  • الأمن القومي الأمريكي: نريد أن يتوقف النظر إلى "الناتو" كتحالف يتوسع
  • إيران تخطط لإطلاق 3 أقمار جديدة من روسيا
  • تركيا تبيع أول فرقيطة حربية لدولة عضو بحلف الناتو
  • تركيا تمدد عقدي الغاز مع روسيا لعام وتتطلع للاستثمار في الغاز الأمريكي