30 قتيلاً على الأقل بضربات روسية على أوكرانيا
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
سرايا - شنّت روسيا صباح الجمعة ضربات على عدد من المدن الأوكرانية من بينها العاصمة كييف مستخدمة "عددا غير مسبوق من الصواريخ" مما أدى إلى مقتل 30 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 160 آخرين، بحسب السلطات الأوكرانية.
من جهة أخرى، أكدت بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن صاروخا روسيا خرق مجالها الجوي صباح الجمعة متجها نحو أوكرانيا، على ما أعلن الجيش البولندي.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش البولندي الجنرال فيسلاف كوكولا "كل شيء يشير إلى أن صاروخا روسيا دخل المجال الجوي البولندي. رصدناه بالرادار" مضيفا أنه "خرج منه" فورا باتجاه أوكرانيا.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولويمير زيلينسكي عبر منصة إكس "اليوم، استخدمت روسيا كل أنواع الأسلحة تقريبا في ترسانتها".
وأفاد سلاح الجو الأوكراني أنه تم إطلاق 158 صاروخا ومسيرة على أوكرانيا دُمر منها 115.
وقال المتحدث باسم سلاح الجو يوري إيغنات لوكالة فرانس برس إن "هذا أكبر هجوم صاروخي بصورة عامة" باستثناء الأيام الأولى من الحرب التي اندلعت في شباط/فبراير العام الماضي وشهدت ضربات "مستمرة وبلا انقطاع".
وأعلن مساعد الرئيس الأوكراني أندريه يرماك عبر تلغرام أن الضربات استهدفت "منشآت مدنية ومباني مدنية" مضيفا "نبذل كل ما بوسعنا لتعزيز درعنا الجوي. لكن على العالم أن يرى أننا بحاجة إلى المزيد من الدعم والقوة لوقف هذا الإرهاب".
وقالت السفيرة الأميركية لدى كييف بريدجيت برينك عبر موقع إكس "تحتاج أوكرانيا إلى التمويل الآن لمواصلة النضال للتحرر من هذا الرعب في 2024".
وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس الجمعة على اتخاذ خطوات "طارئة" لتجاوز الخلافات بشأن المساعدات العسكرية لكييف، معتبرا أن الهجوم الصاروخي الذي شنّته روسيا صباح الجمعة يؤشر إلى رغبتها في "محو" أوكرانيا.
من جهته، أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الجمعة أن بلاده سترسل نحو مئتَي صاروخ لتعزيز الدفاع الجوي الأوكراني.
واقع مروع
وندّدت موفدة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أوكرانيا دينيز براون بالهجمات الأخيرة وقالت "بالنسبة للشعب الأوكراني فإن هذا مثال آخر غير مقبول على الواقع المروع الذي يواجهه والذي جعل 2023 عاما آخر من المعاناة الهائلة".
كما أدانت فرنسا بـ"أشد درجات الحزم استراتيجية الرعب" فيما رأى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن هذه الضربات تثبت أن الرئيس فلاديمير بوتين "لن يتراجع أمام شيء".
واستنكر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الضربات الروسية "الجبانة".
وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة عن "صدمته" حيال موجة الضربات الروسية الجديدة على أوكرانيا، داعيا موسكو إلى وقف هجماتها "فوراً".
ودعا تورك روسيا إلى "وقف هذه الهجمات فورا واحترام القوانين الدولية المتعلّقة بالنزاعات".
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو عبر تلغرام "إلى الآن، قتل 30 شخصا وأصيب أكثر من 160 بجروح جراء الهجوم الهائل الذي شنّته روسيا على أراضي أوكرانيا في الصباح".
من جهته، أعلن الجيش الروسي الجمعة أنه أصاب كافة أهدافه في عشرات الهجمات التي شنها على أوكرانيا في الفترة من 23 إلى 29 كانون الأول/ديسمبر.
وجاءت الضربات بعد أيام على استهداف أوكرانيا سفينة حربية روسية في مرفأ فيودوسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
في كييف حيث "تم تفعيل الدفاعات الجوية بشكل مكثف" بحسب رئيس البلدية فيتالي كليتشكو، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات قوية في ساعات مبكرة من الجمعة.
وفي منطقة بوديل الواقعة شمال العاصمة اندلعت النيران في مستودع مساحته قرابة 3000 متر مربع فيما انهمك رجال الإطفاء في إخماد النيران.
كما لحقت أضرار بمحطة مترو تُستخدم ملجأ من الغارات الجوية.
وقالت وزارة الصحة إن "أضرارا بالغة" لحقت بمستشفى توليد في دنيبرو، لكن المرضى والموظفين تمكنوا من الاحتماء في الوقت المناسب. كما أصيب مركز تجاري واشتعلت فيه النيران في المدينة.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أنه زار مدينة أفدييفكا الواقعة عند الجبهة الشرقية التي تواجه منذ أشهر هجمات متكررة من القوات الروسية الساعية إلى تطويقها.
وقال إن أفدييفكا "واحدة من أكثر المناطق صعوبة على جبهة القتال" وإنه "شكر شخصيا الجنود" وبحث في وضع الدفاع والحاجات الأساسية مع قائد" الوحدة.
على صعيد متصل، أكد مسؤول كبير في الجيش الألماني في مقابلة نُشرت الجمعة، أنّ روسيا تكبّدت خسائر "فادحة" في الرجال والعتاد في حربها في أوكرانيا، مضيفاً أنّ جيشها سيخرج "أضعف" من النزاع.
قال الجنرال كريستيان فرودينغ، المشرف على دعم كييف داخل الجيش الألماني، لصحيفة "سودويتشه تسايتونغ" الألمانية، "أنتم تعلمون، وفقاً لأرقام أجهزة الاستخبارات الغربية، أنّ 300 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة، لدرجة أنّه لم يعد بإمكانهم المشاركة في الحرب".
وأكد الجنرال، الذي يعدّ أيضاً أحد المستشارين الرئيسيين لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريس، تقييماً لأجهزة الاستخبارات الأميركية سُرّب في 12 كانون الأول/ديسمبر، يفيد بأنّ 315 ألف عسكري روسي أصيبوا أو قُتلوا منذ بداية الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
لكنه رأى في الوقت نفسه أن روسيا أظهرت "قدرة على المقاومة" أكبر مما قدّرت الدول الغربية في بداية الحرب.
وقال "ربما لم نر، أو لم نرغب في أن نرى أنّهم قادرون على الاستمرار في الحصول على الإمدادات من حلفاء" لهم.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: على أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: هل ستشعل الضربات الأمريكية حرباً جديدة بين فصائل الشرعية والحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
بينما كان دونالد ترامب ينعم بفوزه الانتخابي في نوفمبر، وعد بأنه "سيوقف الحروب". إلا أن أمره الصادر في مارس باستخدام "قوة مميتة ساحقة" ضد المتمردين الحوثيين في اليمن دفع الجيش الأمريكي إلى أشد حملة قصف له منذ الحرب ضد داعش قبل عقد من الزمان.
خلال الأسابيع الستة الماضية، شنت الولايات المتحدة ما يقرب من ضعف عدد الغارات الجوية التي نفذتها إدارة بايدن في 13 شهرًا قبل تولي ترامب منصبه. وتقول إنها ضربت أكثر من 800 "هدف" للحوثيين، مما أسفر عن مقتل المئات من مقاتلي الجماعة المسلحة المدعومة من إيران.
لكن واشنطن لم تُجب بعد على سؤال واجه جو بايدن صعوبة في حلّها خلال رئاسته، وقبل ذلك المملكة العربية السعودية: كيف يُمكن تقويض الجماعة دون التورط في صراع مكلف وطويل الأمد دون هدف نهائي واضح؟ سفينة تطلق صواريخ على موقع غير معلن، بعد أن شن الرئيس دونالد ترامب ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن في مارس 2025.
دفعت حملة القصف المتصاعدة التي شنها ترامب القيادة العليا للحوثيين إلى الاختفاء عن الأنظار، وفقًا لمحللين يمنيين، بينما يقول الجيش الأمريكي إنه دمر البنية التحتية العسكرية الحيوية ومخزونات الأسلحة.
لكن المسلحين المتمرسين في القتال لا يزالون صامدين. يزعمون أنهم أسقطوا عدة طائرات أمريكية بدون طيار من طراز ريبر؛ وحاولوا شن هجمات على سفن حربية أمريكية؛ وأطلقوا أكثر من اثني عشر صاروخًا على إسرائيل منذ أن شن ترامب حملة القصف في 15 مارس.
ما مقدار ردع الضربات للحوثيين؟
قال جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "لم أرَ قدرة على جعل الحوثيين يائسين من التوقف". "عندما تحدثت مع أشخاص في الحكومة الأمريكية، بدا الكثيرون في حيرة من حسابات الحوثيين باستمرار".
جزء من المشكلة هو أن الحركة الإسلامية القمعية تستغل مقاومتها للولايات المتحدة لتعزيز مصداقيتها في جميع أنحاء أراضيها في شمال اليمن المكتظ بالسكان. وأضاف ألترمان أن لديهم "صبرًا كبيرًا".
تدخلت واشنطن لأول مرة عندما بدأ المتمردون بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر قبل 18 شهرًا، مما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة عبر قناة السويس.
وقالت إن الضربات كانت بمثابة أعمال تضامن مع الفلسطينيين بعد أن شنت إسرائيل هجومها على غزة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. تدخلت إدارة بايدن لردع الهجمات، وشنت غارات جوية منتظمة على المتمردين. لكن الحوثيين، الذين تحملوا سنوات من القصف السعودي ولديهم أنفاق تحت الأرض ومخابئ في الجبال الشمالية الوعرة، لم يتراجعوا. قال دان شابيرو، المسؤول الدفاعي السابق في إدارته، إن فريق بايدن خلص في النهاية إلى أنه "ربما سنحتاج إلى قتل بعض قادة الحوثيين لتغيير سياستهم".
ومع ذلك، قال إن ذلك سيثير تساؤلات حول الاستراتيجية السياسية و"ما إذا كنا سنقدم الدعم للفصائل الأخرى في اليمن". لم يتبع بايدن هذا المسار. لم يوقف الحوثيون هجماتهم إلا بعد أن اتفقت حماس وإسرائيل على وقف إطلاق النار في يناير.
ولكن عندما انهارت الهدنة في مارس وهددوا باستئناف الضربات، أخذ ترامب العملية الأمريكية إلى مستوى جديد. وتعهد باستعادة حرية الملاحة في مياه المنطقة مع إرسال تحذير إلى إيران قبل المحادثات بشأن برنامجها النووي.
في أقل من ستة أسابيع، شن الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 351 ضربة، وفقًا لمنظمة Acled، وهي منظمة غير ربحية تتعقب بيانات الصراع. وقد نفذ أكبر عدد من الضربات الأمريكية في شهر منذ عام 2017 على الأقل، وفقًا لـ Acled.
قالت دانا سترول، المسؤولة السابقة في البنتاغون: "إنها أهم حملة جوية مستمرة نفذها الجيش الأمريكي منذ ذروة حرب "هزيمة داعش" قبل أكثر من عقد من الزمان".
كما أصابت الضربات الأمريكية البنية التحتية المدنية. وقال الحوثيون إن 74 شخصًا لقوا حتفهم الأسبوع الماضي في ضربات على ميناء رأس عيسى للوقود، و68 آخرين قُتلوا فيما زعموا أنه ضربة أمريكية أصابت مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة.
عودة الحرب بين فصائل الحكومة والحوثي
أثار تصعيد ترامب تكهنات بأن الفصائل الجنوبية المناهضة للحوثيين قد تستغل هذه اللحظة لإعادة إطلاق هجوم بري. سيؤدي ذلك إلى إعادة فتح حرب أهلية مجمدة منذ أن وافقت السعودية والحوثيون على هدنة بدعم من الأمم المتحدة في عام 2022.
وقال مسؤولان يمنيان من فصائل مناهضة للحوثيين إن هذا الكلام سابق لأوانه. وأضافا أن كلا الفصيلين اتصلا بالولايات المتحدة لمناقشة الاستراتيجية، لكنهما أكدا عدم وجود خطط وشيكة لشن هجوم بري.
وقال أحد المسؤولين: "نطلب منهم تحقيق أهدافهم؛ يجب أن يكون هناك شيء على الأرض ويجب أن تشارك المنطقة [السعودية والإمارات]". "لكن لا يزال هناك شك".
ونفت السعودية والإمارات، اللتان تدخلتا في الحرب الأهلية عام 2015 لدعم الحكومة اليمنية المخلوعة ضد الحوثيين، مشاركتهما في أي محادثات حول هجوم.
وقال المسؤول اليمني: "نحن مشلولون، الجميع ينتظر تحرك الآخر". وتسعى الرياض منذ عدة سنوات إلى إخراج نفسها من الصراع بعد أن فشلت سنوات من القصف في كسر قبضة الحوثيين على الشمال، في حين يضرب المتمردون المملكة بوابل منتظم من الصواريخ ونيران الطائرات بدون طيار.
ما خطة ترامب النهائية؟
صرح الجيش الأمريكي يوم الأحد أنه بسبب "الأمن العملياتي"، لن يكشف سوى عن تفاصيل قليلة حول الحملة. وكان كبار المسؤولين الأمريكيين قد كشفوا في وقت سابق، عن غير قصد، معلومات حول الضربات عبر تطبيق سيجنال للمراسلة. كما نفذت المملكة المتحدة ضربة مشتركة مع الولايات المتحدة يوم الثلاثاء استهدفت مصنعًا للطائرات المسيرة للحوثيين.
لكن المحللين يحذرون من أن حملة القصف وحدها قد لا تكون كافية لطرد الحوثيين أو ردعهم.
وقال شابيرو إن ضربات إدارة بايدن دمرت مئات من مخزونات الأسلحة، لكن "في نهاية المطاف، لديهم أكثر بكثير من المئات، ويمكنهم الاستمرار في البناء". وقال شابيرو، الذي يدعم الضربات الموسعة: "لديهم قدرات محلية وما زالوا يهربون" من إيران.
ومع ذلك، حذرت سترول من التكاليف والضغوط على الجيش الأمريكي. وقالت: "لقد سحبوا الكثير من مواردهم من مسرح عمليات منطقة آسيا والمحيط الهادئ لهذه الحملة في البحر الأحمر. إذن، إلى متى هم على استعداد للاستمرار، وأين تكمن نقطة الضعف بالنسبة لهم؟".
قال فارع المسلمي، من معهد تشاتام هاوس، إن الحوثيين قد يكونون عرضة لمزيج من الضربات الجوية الأمريكية وهجوم بري من الفصائل اليمنية. لكن هذا يتطلب من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التنسيق مع الجماعات الجنوبية المتفرقة التي فشلت في طرد الحوثيين خلال عقد من الحرب الأهلية.
وأضاف: "هناك الكثير من الناس يتعاملون مع الحرب كما لو أنهم لم يتعلموا شيئًا من عام 2015 [عندما تدخلت السعودية]، وكأن الأمر سيكون سهلاً، ولست متفائلًا بهذا القدر". "الحوثيون يتمتعون بخبرة في التخفي، ومهما كانت شدة الضربات الجوية، فلن تُحدث فرقًا كبيرًا بمفردها".
*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا