سرايا - شنّت روسيا صباح الجمعة ضربات على عدد من المدن الأوكرانية من بينها العاصمة كييف مستخدمة "عددا غير مسبوق من الصواريخ" مما أدى إلى مقتل 30 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 160 آخرين، بحسب السلطات الأوكرانية.

من جهة أخرى، أكدت بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن صاروخا روسيا خرق مجالها الجوي صباح الجمعة متجها نحو أوكرانيا، على ما أعلن الجيش البولندي.



وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش البولندي الجنرال فيسلاف كوكولا "كل شيء يشير إلى أن صاروخا روسيا دخل المجال الجوي البولندي. رصدناه بالرادار" مضيفا أنه "خرج منه" فورا باتجاه أوكرانيا.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولويمير زيلينسكي عبر منصة إكس "اليوم، استخدمت روسيا كل أنواع الأسلحة تقريبا في ترسانتها".

وأفاد سلاح الجو الأوكراني أنه تم إطلاق 158 صاروخا ومسيرة على أوكرانيا دُمر منها 115.

وقال المتحدث باسم سلاح الجو يوري إيغنات لوكالة فرانس برس إن "هذا أكبر هجوم صاروخي بصورة عامة" باستثناء الأيام الأولى من الحرب التي اندلعت في شباط/فبراير العام الماضي وشهدت ضربات "مستمرة وبلا انقطاع".

وأعلن مساعد الرئيس الأوكراني أندريه يرماك عبر تلغرام أن الضربات استهدفت "منشآت مدنية ومباني مدنية" مضيفا "نبذل كل ما بوسعنا لتعزيز درعنا الجوي. لكن على العالم أن يرى أننا بحاجة إلى المزيد من الدعم والقوة لوقف هذا الإرهاب".

وقالت السفيرة الأميركية لدى كييف بريدجيت برينك عبر موقع إكس "تحتاج أوكرانيا إلى التمويل الآن لمواصلة النضال للتحرر من هذا الرعب في 2024".

وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس الجمعة على اتخاذ خطوات "طارئة" لتجاوز الخلافات بشأن المساعدات العسكرية لكييف، معتبرا أن الهجوم الصاروخي الذي شنّته روسيا صباح الجمعة يؤشر إلى رغبتها في "محو" أوكرانيا.

من جهته، أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الجمعة أن بلاده سترسل نحو مئتَي صاروخ لتعزيز الدفاع الجوي الأوكراني.

واقع مروع

وندّدت موفدة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أوكرانيا دينيز براون بالهجمات الأخيرة وقالت "بالنسبة للشعب الأوكراني فإن هذا مثال آخر غير مقبول على الواقع المروع الذي يواجهه والذي جعل 2023 عاما آخر من المعاناة الهائلة".

كما أدانت فرنسا بـ"أشد درجات الحزم استراتيجية الرعب" فيما رأى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن هذه الضربات تثبت أن الرئيس فلاديمير بوتين "لن يتراجع أمام شيء".

واستنكر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الضربات الروسية "الجبانة".

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة عن "صدمته" حيال موجة الضربات الروسية الجديدة على أوكرانيا، داعيا موسكو إلى وقف هجماتها "فوراً".

ودعا تورك روسيا إلى "وقف هذه الهجمات فورا واحترام القوانين الدولية المتعلّقة بالنزاعات".

وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو عبر تلغرام "إلى الآن، قتل 30 شخصا وأصيب أكثر من 160 بجروح جراء الهجوم الهائل الذي شنّته روسيا على أراضي أوكرانيا في الصباح".

من جهته، أعلن الجيش الروسي الجمعة أنه أصاب كافة أهدافه في عشرات الهجمات التي شنها على أوكرانيا في الفترة من 23 إلى 29 كانون الأول/ديسمبر.

وجاءت الضربات بعد أيام على استهداف أوكرانيا سفينة حربية روسية في مرفأ فيودوسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

في كييف حيث "تم تفعيل الدفاعات الجوية بشكل مكثف" بحسب رئيس البلدية فيتالي كليتشكو، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات قوية في ساعات مبكرة من الجمعة.

وفي منطقة بوديل الواقعة شمال العاصمة اندلعت النيران في مستودع مساحته قرابة 3000 متر مربع فيما انهمك رجال الإطفاء في إخماد النيران.

كما لحقت أضرار بمحطة مترو تُستخدم ملجأ من الغارات الجوية.

وقالت وزارة الصحة إن "أضرارا بالغة" لحقت بمستشفى توليد في دنيبرو، لكن المرضى والموظفين تمكنوا من الاحتماء في الوقت المناسب. كما أصيب مركز تجاري واشتعلت فيه النيران في المدينة.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أنه زار مدينة أفدييفكا الواقعة عند الجبهة الشرقية التي تواجه منذ أشهر هجمات متكررة من القوات الروسية الساعية إلى تطويقها.

وقال إن أفدييفكا "واحدة من أكثر المناطق صعوبة على جبهة القتال" وإنه "شكر شخصيا الجنود" وبحث في وضع الدفاع والحاجات الأساسية مع قائد" الوحدة.

على صعيد متصل، أكد مسؤول كبير في الجيش الألماني في مقابلة نُشرت الجمعة، أنّ روسيا تكبّدت خسائر "فادحة" في الرجال والعتاد في حربها في أوكرانيا، مضيفاً أنّ جيشها سيخرج "أضعف" من النزاع.

قال الجنرال كريستيان فرودينغ، المشرف على دعم كييف داخل الجيش الألماني، لصحيفة "سودويتشه تسايتونغ" الألمانية، "أنتم تعلمون، وفقاً لأرقام أجهزة الاستخبارات الغربية، أنّ 300 ألف جندي روسي قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة، لدرجة أنّه لم يعد بإمكانهم المشاركة في الحرب".

وأكد الجنرال، الذي يعدّ أيضاً أحد المستشارين الرئيسيين لوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريس، تقييماً لأجهزة الاستخبارات الأميركية سُرّب في 12 كانون الأول/ديسمبر، يفيد بأنّ 315 ألف عسكري روسي أصيبوا أو قُتلوا منذ بداية الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.

لكنه رأى في الوقت نفسه أن روسيا أظهرت "قدرة على المقاومة" أكبر مما قدّرت الدول الغربية في بداية الحرب.

وقال "ربما لم نر، أو لم نرغب في أن نرى أنّهم قادرون على الاستمرار في الحصول على الإمدادات من حلفاء" لهم.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: على أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

فولودين: نواب في البرلمان الأوكراني باشروا بمناقشة مقترحات بوتين

قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، إن بعض نواب البرلمان الأوكراني باشروا بالفعل في مناقشة مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول السلام في أوكرانيا.

وكتب فولودين على قناته في تيلغرام: "فعلا من حق النواب الأوكرانيين أن يبدأوا بمناقشة مقترحات بوتين، إذا كانوا يفكرون في مصلحة مواطنيهم ويريدون الحفاظ على الدولة. بالمناسبة، وفقا لمعلوماتنا الواردة عبر الخط البرلماني، بدأ بعض نواب البرلمان الأوكراني بالفعل في القيام بذلك".

إقرأ المزيد بوتين يتقدم بمبادرة لـ"طي صفحة المأساة الأوكرانية"

وأعرب فولودين عن قناعته بأن "المؤسسة الشرعية الوحيدة اليوم من جانب أوكرانيا هي البرلمان، وهو الوحيد الذي يمكنه المشاركة في التوصل إلى أي اتفاقات".

ويرى فولودين، أنه لم يعد هناك أي معنى أو جدوى من مبادرات زيلينسكي، التي يدعمها بايدن وماكرون وشولتس.

وشدد رئيس مجلس الدوما على أنه "كلما طال أمد انتظار نواب البرلمان الأوكراني لأن تقوم الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي بحل جميع القضايا التي تهمهم، كلما ازداد تقلص عدد مواطني أوكرانيا الذين يشكلون بالنسبة لواشنطن وبروكسل فقط مواد للاستهلاك لا أكثر.

وقال فولودين: "لقد حان الوقت بالنسبة لهم (نواب البرلمان الأوكراني) أن يدركوا أنه لا يوجد رئيس لأوكرانيا حاليا، والمسؤولية تقع على عاتق البرلمان الأوكراني".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد طرح يوم الجمعة، خلال اجتماعه مع قيادة وزارة الخارجية الروسية مبادرة للتسوية السلمية في أوكرانيا.

وتنص المبادرة على أن روسيا ستعلن الوقف الفوري لإطلاق النار، واستعدادها للتفاوض، بمجرد انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي مناطق روسيا الجديدة.

ودعا بوتين في مبادرته كييف إلى إعلان تخليها عن طموحها الهادف للانضمام لحلف الناتو، وتنفيذ عملية نزع طوعي للسلاح، وتفكيك البني التنظيمية للنازية في أوكرانيا، وقبول وضعية الحياد وعدم الانحياز لأي تكتل سياسي ـ عسكري، والخلو من الأسلحة النووية، كما دعا الدول الغربية إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا. لكن الجانب الأوكراني رفض هذه المبادرة. ووصف زيلينسكي اقتراح موسكو بأنه إنذار نهائي، واعتبر مستشاره ميخائيل بودولياك أن المبادرات الروسية الجديدة من المفترض أنها لا تحتوي على "اقتراح سلام حقيقي".

المصدر: تاس

 

 

 

مقالات مشابهة

  • ميدفيدتشوك: رفض مقترح بوتين يملي تحرير أوديسا ومدن أخرى
  • اليوم الـ 253.. 11 قتيلاً بضربات القسام في يوم عرفة
  • «قمة سويسرا» تحشد لعملية سلام مستقبلية في أوكرانيا
  • انطلاق مؤتمر سويسرا للسلام..وزيلينسكي: مقترحات إنهاء الحرب ستُقدم لروسيا
  • بوتين: الرئيس الأوكراني انتهت فترة رئاستة شرعيا ولا يمكن استعادتها بأي حيل
  • فولودين: نواب في البرلمان الأوكراني باشروا بمناقشة مقترحات بوتين
  • لقاء مع زيلينسكي وكلمة أمام الزعماء.. كامالا هاريس تشارك في قمة السلام الخاصة بأوكرانيا
  • جهاز العمل السري الأوكراني يساعد قوات روسية في عملية قرب خيرسون (فيديو)
  • توتر في الأطلسي.. واشنطن ترسل قوات قرب كوبا بعد رسو قطع بحرية روسية
  • بايدن يتحدى بوتين: لن نتراجع عن دعم أوكرانيا