مركز المناعي للجاليات يقيم فعالية بعنوان «نعمة الأمن والأمان» بحضور 500 شخص
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
أقام مركز المناعي للجاليات فعالية توعية كبيرة شارك فيها أكثر 500 شخص بعنوان: نعمة الأمن والعافية حيث تحدث فيها المحاضرون عن نعمة الأمن وأنها من أجلّ النعم التي دعا بها الخليلُ عليه السلام ربَّهُ، وجعل النبي ﷺ الحصول عليها من أعظمِ نعمِ الدُنْيَا، فقال: «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».
كما أشاروا إلى فوائد الأمن و الاستقرار منها: أنه بالأمْنِ تجتمعُ النُّفوسُ وتزدهرُ الحياةُ ويَنتشرُ العلمُ، وتُقامُ شعائرُ الإسلامِ، وإذا اختلَّ الأمنُ-لاقدّر الله- تبدَّلَ الحالُ، ولمْ يَقُمْ للنَّاسِ دينٌ ولا دنيا، فتُهجرُ المساجدُ، وتتعطَّلُ الشَّعائرُ، ويشيع الظلم، وتُسلبُ الممتلكاتُ.
وتحدث المحاضرون عن العافية في النفس والمال والأهل وأنها مقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية يجب المحافظة عليه، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، ويقول رسول الله ﷺ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
وقال عادل بن راشد بوصيبع رئيس مركز المناعي أن من أسباب الأمن والعافية دوام شُكرُ نِعَم اللهِ سبحانهُ، فبالشُّكرِ تَدومُ النعمَ، قالَ تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾.
ومِنها عملُ الحسناتِ واجتنابُ السيئاتِ، فإنَّ الذنوبَ والمعاصي نَذيرُ شؤمٍ ومَجْلبةُ شَرٍّ، قال تعالى:﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾.
ومنها الدُعاءُ بدوامِ الأمنِ والاستقرارِ، كما قالَ الخليلُ: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا﴾.
ومن أسبابها طاعةُ ولاةِ الأمرِ في غيرِ معصيةِ اللهِ، قالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾.
تأتي هذه الفعالية ضمن الفعاليات العديدة التي يقيمها مركز المناعي لتوعية الجاليات بأمور دينهم وبما يضمن الأمن والاستقرار في المجتمع.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
ما المقصود بقوله تعالى: وإن تصبهم سيئة.. ما معنى سيئة هنا؟
قوله تعالى :«وإن تصبهم سيئة»، فما معنى سيئه هنا ؟ سؤال يكثر البحث عنه، حيث ورد في شأن تفسيرها العديد من الأقوال يقول الله تعالى: «أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)».
قوله تعالى :«وإن تصبهم سيئة ما معنى سيئه هنا» ؟وجاء في بيانها قول الإمام القرطبي، إن هناك أربع مسائل في قوله تعالى :«وإن تصبهم سيئة»:
الأولى : قوله تعالى : أينما تكونوا يدرككم الموت شرط ومجازاة ، و " ما " زائدة وهذا الخطاب عام وإن كان المراد المنافقين أو ضعفة المؤمنين الذين قالوا : لولا أخرتنا إلى أجل قريب أي إلى أن نموت بآجالنا ، وهو أشبه المنافقين كما ذكرنا ، لقولهم لما أصيب أهل أحد ، قالوا : لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فرد الله عليهم أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة قال ابن عباس في رواية أبي صالح عنه . وواحد البروج برج ، وهو البناء المرتفع والقصر العظيم . قال طرفة يصف ناقة :
كأنها برج رومي تكففها بان بشيد وآجر وأحجار وقرأ طلحة بن سليمان " يدرككم " برفع الكاف على إضمار الفاء ، وهو قليل لم يأت إلا في الشعر نحو قوله: من يفعل الحسنات الله يشكرها أراد فالله يشكرها.
واختلف العلماء وأهل التأويل في المراد بهذه البروج ، فقال الأكثر وهو الأصح . إنه أراد البروج في الحصون التي في الأرض المبنية ، لأنها غاية البشر في التحصن والمنعة ، فمثل الله لهم بها. وقال قتادة : في قصور محصنة . وقاله ابن جريج والجمهور ، ومنه قول عامر بن الطفيل للنبي صلى الله عليه وسلم : هل لك في حصن حصين ومنعة ؟ وقال مجاهد : البروج القصور . ابن عباس : البروج الحصون والآطام والقلاع . ومعنى مشيدة مطولة ، قاله الزجاج والقتبي. عكرمة : المزينة بالشيد وهو الجص . قال قتادة : محصنة . والمشيد والمشيد سواء ، ومنه وقصر مشيد والتشديد للتكثير . وقيل المشيد المطول ، والمشيد المطلي بالشيد. يقال : شاد البنيان وأشاد بذكره .
وقال السدي : المراد بالبروج بروج في السماء الدنيا مبنية . وحكى هذا القول مكي عن مالك وأنه قال ألا ترى إلى قوله تعالى : والسماء ذات البروج و جعل في السماء بروجا ولقد جعلنا في السماء بروجا . وحكاه ابن العربي أيضا عن ابن القاسم عن مالك . وحكى النقاش عن ابن عباس أنه قال : في بروج مشيدة معناه في قصور من حديد . قال ابن عطية : وهذا لا يعطيه ظاهر اللفظ .
الثانية : هذه الآية ترد على القدرية في الآجال، لقوله تعالى : أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة فعرفهم بذلك أن الآجال متى انقضت فلا بد من مفارقة الروح الجسد ، كان ذلك بقتل أو موت أو غير ذلك مما أجرى الله العادة بزهوقها به . وقالت المعتزلة : إن المقتول لو لم يقتله القاتل لعاش . وقد تقدم الرد عليهم في " آل عمران " ويأتي فوافقوا بقولهم هذا الكفار والمنافقين .
الثالثة : اتخاذ البلاد وبناؤها ليمتنع بها في حفظ الأموال والنفوس ، وهي سنة الله في عباده . وفي ذلك أدل دليل على رد قول من يقول : التوكل ترك الأسباب ، فإن اتخاذ البلاد من أكبر الأسباب وأعظمها وقد أمرنا بها ، واتخذها الأنبياء وحفروا حولها الخنادق عدة وزيادة في التمنع . وقد قيل للأحنف : ما حكمة السور ؟ فقال : ليردع السفيه حتى يأتي الحكيم فيحميه .
الرابعة : وإذا تنزلنا على قول مالك والسدي في أنها بروج السماء ، فبروج الفلك اثنا عشر برجا مشيدة من الرفع ، وهي الكواكب العظام . وقيل للكواكب بروج لظهورها ، من برج يبرج إذا ظهر وارتفع ؛ ومنه قوله : ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وخلقها الله تعالى منازل للشمس والقمر وقدره فيها ، ورتب الأزمنة عليها ، وجعلها جنوبية وشمالية دليلا على المصالح وعلما على القبلة ، وطريقا إلى تحصيل آناء الليل وآناء النهار لمعرفة أوقات التهجد وغير ذلك من أحوال المعاش .
وأم قوله تعالى: وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله أي إن يصب المنافقين خصب قالوا : هذا من عند الله . وإن تصبهم سيئة أي جدب ومحل قالوا : هذا من عندك، أي أصابنا ذلك بشؤمك وشؤم أصحابك . وقيل : الحسنة : السلامة والأمن، والسيئة: الأمراض والخوف. وقيل : الحسنة: الغنى ، والسيئة: الفقر. وقيل : الحسنة : النعمة والفتح والغنيمة يوم بدر، والسيئة : البلية والشدة والقتل يوم أحد . وقيل : الحسنة: السراء ، والسيئة: الضراء. هذه أقوال المفسرين وعلماء التأويل - ابن عباس وغيره - في الآية . وأنها نزلت في اليهود والمنافقين ، وذلك أنها لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة عليهم قالوا : ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا مذ قدم علينا هذا الرجل وأصحابه . قال ابن عباس : ومعنى من عندك أي بسوء تدبيرك . وقيل : من عندك بشؤمك ، كما ذكرنا، أي بشؤمك الذي لحقنا ، قالوه على جهة التطير . قال الله تعالى قل كل من عند الله أي الشدة والرخاء والظفر والهزيمة من عند الله ، أي بقضاء الله وقدره . فمال هؤلاء القوم يعني المنافقين لا يكادون يفقهون حديثا أي ما شأنهم لا يفقهون أن كلا من عند الله .