٤ أبراج تفضل مساعده الناس .. تعرف عليهم
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
٤ أبراج تفضل مساعده الناس .. تعرف عليهم.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
لا تقلق... سيأخذ الله حقك ممن أوجعك
ظلم الناس واستغلال حاجتهم، والتضييق عليهم"، ثلاثية الألم التي لا يعرف حجم قوتها إلا من ذاق مرارتها، رغم أنها من الأمور التي نهى الله عز وجل عن فعلها، وأعدَّ لفاعلها عذابًا عظيمًا.
وتظهر مثل هذه الأشياء وسط كل التفاعلات اليومية وسياق الأحداث المتتالية؛ لتكتب بمداد الألم بعض النهايات الحزينة على جدران ذاكرة البشر التي تهطل بفيض من الذكريات القديمة والحديثة.
إننا وسط ما نراه يوميًا من فقد ورحيل مفاجئ، نسأل أنفسنا: أما آن للقلوب القاسية أن ترجع إلى الله، وتُصلِح ما قدَّمت يداها من ضرر، وهدمت بقوتها صروح البناء متخذة أنيابًا مسمومة تنفث سمومها القاسية في أجساد الضعفاء؛ ليشيع جوًّا من القطيعة والفرقة ما بينها وبين الآخرين.
لقد وقفتُ يومًا على مقولة عظيمة بكل ما تحمل من عمق إنساني ولغوي، وحتمِيًّا لم أرَ مثلها توصيفًا لحال الواقع الذي يحدث يوميًا في الحياة، فالمقولة تقول: "سُئل مظلوم: هل ستسامح من ظلمك؟ فقال: سأنتظر ليوم موته، وسأذهب أصلّي عليه، وأقول: يا رب إنَّ فلانًا ضيفُكَ اليوم.. فخُذْ حقي منه".
يا الله! ما أقساه من انتظار يتبعه حدث جلل! وسألتُ نفسي كثيرًا: ما الذي جعل هذا القلب يقسو ولا يسامح؟ وما الذي جعل الناس تختصم بعضها البعض وتبث شكواها إلى الله ولا تسامح أبدًا؟
بعد بحث عميق في الذات، وجدتُ جوابًا أقنعني بما أسلفتُ ذكره، وتجلى لي بوضوح تام عندما شعرتُ يومًا بالظلم من الآخرين، وأدركتُ بأن سوء العمل هو ما يقودنا إلى عدم مسامحة المعتدين علينا، بل نكون ضمن قائمة المنتظرين للقصاص العادل، سواء في الأرض أو عند رب السماء.
دائمًا نحذّر من حولنا بمراجعة أمورهم في الحياة، والنظر إلى كل من وقع عليهم ظلمنا قبل رحيلهم من الدنيا؛ فليس كل العباد تُسامح الظالم على ظلمه، بل يبقى الذنب معلَّقًا في رقاب المخطئين إلى يوم الدين.
أما يكفي أن نتمعّن ما قاله الحسن البصري: "أشد الناس صراخًا يوم القيامة، رجل رُزق بمنصب فاستعان به على ظلم الناس"؟ وهذا مصداقًا لقوله تعالى في سورة الزلزلة: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"، إذن الجزاء من جنس العمل.
نستسهل أشياء كثيرة في هذه الدنيا الفانية: "نظلم، ونتكبر، ونفاخر، ونفعل ما لا يفعله الكفار أحيانًا، ونعتقد بأن الأمور جدًّا عادية، والمسامح كريم". لكن الظلم ظلام يوم القيامة، والبعض يفسّر أخطاءه ضد الآخرين قائلًا: "قدرهم في الحياة". كلا والله! ليس قدرهم أن يُنزَع من قلبك الرحمة والشفقة، وتَسلك طريق الضلالة، ثم تكابر على الله وتدّعي بأنه القدر.
ويستوقفنا هنا قول خالد في كتب التاريخ، للشاعر الفارسي شمس الدين التبريزي الخالدة، عندما يقول: "العالَم مرآة، فما تراه فيه انعكاس لما بداخلك. إن حملتَ الحبّ رأيتَ جمالًا في كل شيء، وإن حملتَ الكره رأيتَ قبحًا في كل وجه".
إننا أصبحنا لا نوزن الأمور ولا نتفكّر أو نستوعب الواقع ونتعلم من الدروس التي تمر علينا كل يوم، لكن كل ما يهمّنا هو "إرضاء أنفسنا وإشباع رغباتنا وتحقيق أكبر قدر من السعادة لأنفسنا فقط"، وننسى بأن ثمة حسابًا ينتظرنا في نهاية المطاف. وهذا ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ". وصدق من قال: "لو أيقن الظالم أنَّ للمظلوم ربًّا يدافع عنه لما ظلمه، فلا يظلم الظالم إلا وهو منكر لربه".
إذن، أيُّ عذاب ومصير هذا الذي ينتظرنا بعد أن ضللنا الطريق، وسلكنا مسلك الشيطان؟ لقد غَرَّتْنا الحياة الدنيا وما فيها من متاع، رغم أن الله تعالى قال في سورة الكهف: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا".
وأخيرًا، فليطمئن المظلوم، فالله قادر على كل شيء. وهذا اقتباس مما قيل منذ زمن طويل من أحد الحكماء: "لا تقلق، سيأخذ الله حقك من الذي أوجعك دون جهد منك، فالحياة تدور، وسيصاب كل ظالم بما ظلم. فلا تحزن، وثق بأن الأيام ستكشف الحقيقة، وسيفضح الله من تظاهر بالبراءة وهو سبب الأذى".