الإمام الأكبر يزور برلين ويفتتح المؤتمر الدولي من أجل السلام بكلمة ملهمة
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
شهد العام 2023 زيارة مهمة لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، للعاصمة الألمانية برلين للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي للسلام، الذي تنظمه جمعية "سانت إيجيديو" في الفترة من ١٠ إلى ١٢ سبتمبر، وقد شهدت الزيارة العديد من اللقاءات المهمة مع عدد كبير من القادة والمسئولين والمهتمين بمجال الحوار بين الأديان وقضايا السلام والعيش المشترك.
لقاء الإمام الأكبر بوفد من ممثلي المجتمعات المسلمة في ألمانيا
استهل فضيلة الإمام الأكبر زيارته إلى برلين بلقاء وفد من ممثلي المجتمعات المسلمة في ألمانيا، حيث بحث معهم أهم القضايا التي تواجه المسلمين في ألمانيا وسبل دعم الأزهر العلمي والدعوي لهم ومساعدتهم على الاندماج الايجابي في المجتمع الألماني، مؤكدًا ترحيبه باستضافة الأئمة الألمان وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتصميم منهج وبرنامج خصيصى لهم على يد نخبة من كبار أساتذة الأزهر وعلمائه؛ ليناسب طبيعة المجتمع الألماني.
لقاء الإمام الأكبر بالسيد محمود فرزندة، السفير الإيراني لدى ألمانيا
كما التقى فضيلة الإمام الأكبر السيد محمود فرزندة، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث أكد فضيلته خلال اللقاء أن حال المسلمين اليوم من فرقة وتشتت يرجع إلى نزعات لا إسلامية حذر منها القرآن الكريم في قوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا"، وقد أدى هذا التنازع إلى تشقق الصف الإسلامي وتفرق المسلمين وافتقارهم للرؤية الإسلامية والهدف الإسلامي الموحد الذي نستطيع الرجوع والاحتكام إليه رغم الاختلاف.
كما أكد شيخ الأزهر أن أبرز التحديات العالمية المعاصرة تتمثل في انتزاع القيم الدينية والأخلاقية؛ بل والإنسانية من أي وجه للتقدم العلمي، وشدد فضيلة الإمام الأكبر على أن الأزهر الشريف متمسك بوحدة المسلمين، وأنه لن يتوانى عن المضي قدمًا في بذل كل ما في وسعه من أجل فرض هذا المشروع على الخريطة الإسلامية مهما كلفه الأمر من الانخراط في كثير من المشقة والتحديات.
كما التقى فضيلة الإمام الأكبر السيد الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، رئيس الجمهوريَّة الألمانيَّة لبحث سُبُل مكافحة تزايد وتيرة الإسلاموفوبيا في أوروبا، والتَّصدي للإساءة للمقدسات الدينيَّة وظاهرة العداء للإسلام والمسلمين، حيث أكد فضيلته أن الأزهر الشريف حريصٌ على نشر قيم السلام والأخوة الإنسانية محليًّا وعالميًّا، وأن الأزهر خَطَا خطوات كبيرة في تعزيز قيم السلام عالميًّا، وقد كانت درة تاج هذه الجهود والمبادرات توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية مع قداسة البابا فرنسيس في أبوظبي عام 2019، في رسالةٍ تحمل الخير للعالم كلِّه.
وأشار شيخ الأزهر إلى أنَّ الأزهر يقف على مسافةٍ واحدةٍ من المساس بأي دينٍ من الأديان، ولا يفرق في ذلك بين المقدسات الإسلامية أو مقدسات الأديان الأخرى، فكما وقف الأزهر في وجه حوادث حرق القرآن الكريم -كتاب الله- كان له موقفٌ واضحٌ أيضًا تجاه حرق الكنائس والاعتداء على المسيحيين في باكستان، مؤكدًا أن كِلَا الموقفين نابعين من اعتقاد حقيقي وراسخ بأنَّه لا سبيل للخروج من أزمات الإنسان المعاصر إلا بالحوار وأن تسودَ ثقافة التقارب والتعايش والاندماج، وأن يحلَّ الحوار محل التعصب والكراهية.
رسائل ملهمة لفضيلة الإمام خلال افتتاحه «اللقاء الدولي من أجل السلام»
قدم فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب ، شيخ الأزهر خلال «اللقاء الدولي من أجل السلام» الذي تنظمه جمعية: «سانت إيجيديو» المنعقد في: برلين ألمانيا خلال الفترة من: 10-12 سبتمبر 2023م. مجموعة رسائل مهمة تعد نبراسا ومنهجا لنجاة العالم من ويلات النزاع والخلاف والحروب، مؤكدًا أن العالم المعاصر في أمس الحاجة إلى الاستماع لصوت الأديان السماوية، فهي صوت العقل والحكمة والتعارف، وأن لا أمل في الخروج من أزمة عالمنا المعاصر إلا بالاستنارة بهدي الدين الإلهي كما أنزله الله، هدى ورحمة للناس، لا كما يتاجر به بعض أبنائه في سوق السياسات وبورصة الانتخابات.
كما أشار فضيلته إلى أن التقدم العلمي لم يواكبه تقدم مواز في مجال المسؤولية الأخلاقية، فقد تبين أن العلاقة بين التقدم التقني والحضاري وبين الحروب أصبحت علاقة تلازم واطراد، وأنه بترتيب غامض مشبوه قد حصد الإرهاب أرواح الناس باسم الإسلام، وعاث في منطقتنا، ولم تكد تُكسر شوكته حتى أسلمنا إلى سلسلة جديدة من الحروب لا تزال آثارها المدمرة مستمرة.
أوضح فضيلته إلى أن دعم بعض الحكومات لحرق المصحف تحت ستار حرية التعبير استخفاف ساذج بالعقول، وأن جريمة حرق الكنائس تعادل جريمة حرق المصاحف في الإثم والعدوان، كما شدد فضيلته أن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه وعيشه على أرضه وصمت العالم المتحضر عن هذه المأساة الإنسانية ظلم بالغ طال أمده.
وعن اهتمام الأزهر الشريف بحقوق المرأة فقد أكد فضيلته أن الإسلام قد أقر حقوق المرأة في التعلم والتعليم، وحقها في خدمة مجتمعها وممارسة الوظائف المناسبة لطبيعتها، ودعاها إليها منذ ما يقرب من ألف وخمسمائة عام من الزمان، ومصادرة هذه الحقوق مخالف لما أقره الإسلام، كما أكد أن الظلم الذي يلحق نظام الأسرة الذي استقرت عليه البشرية منذ أبيها آدم -عليه السلام- ويشوه فطرتها، ويعبث بمصائر أطفالها وحقوقهم، إن لم تُمنع؛ فإنها ستبيد -لا محالة- هذا الجنس البشري.
لقاء الإمام الأكبر برئيس أساقفة ألمانيا
وخلال الزيارة استقبل فضيلة الإمام الأكبر المطران جورج باتزنج، رئيس مجلس الأساقفة الألمان، بحضور السيد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
وقد عبر فضيلته عن أهمية اللقاءات التي تجمع فضيلته بقادة الأديان وعلمائها بأنها لقاءات غاية في الأهمية، لإيمان فضيلته أنه لا يمكن النزول بالسلام إلى الجماهير إلا قبل أن تسبقها خطوة الحوار والسلام بين الأديان، مضيفا أن الأزهر استمرَّ في الانفتاح الإيجابي للحوار مع مختلف الهيئات والمؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها كمجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، وكنيسة كانتربري، وكان نتاج هذا الحوار أن تقاربت وجهات النظر وأصبح لدينا القدرة على الاستفادة من الحوار في تقديم الخير للناس.
وشدد شيخ الأزهر على أن التعليم يأتي في مقدمة الأسس اللازمة لغرس الحوار بين الأديان في المجتمعات، والممثلة في احترام الآخر وقبوله، خاصة في مراحل التعليم الأولى، لذا بادر مجلس حكماء المسلمين في العمل على تعميم وثيقة الأخوة الإنسانية وتضمين نصوص منها في المناهج الدراسية لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية عالميًّا.
لقاء الإمام الأكبر بوفد مؤسسة أريجاتو إنترناشونال.. وتحذيره من توجه عالمي يستهدف هدم منظومة الأسرة لدى الأطفال في سن مبكرة
كذلك استقبل فضيلة الإمام الأكبر وفد مؤسسة أريجاتو إنترناشونال برئاسة القس الدكتور كيشي مياموتو، الرئيس التنفيذي للمنظمة، والدكتور مصطفى يوسف علي، الأمين العام للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال، لدعوة فضيلته للمشاركة في أعمال اللجنة التنفيذيَّة للمنتدى الدولي السادس للمنظمة، التي تنعقد تحت عنوان "معًا من أجل الأطفال"، بحضور أكثر من ٦٠٠ شخصية دينية حول العالم بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
مشيرًا إلى أن الإسلام كفل حقوق الأطفال وهم في بطون أمهاتهم، كما كفل لهم الحق في التعليم، والتَّنشئة في بيئةٍ صحيةٍ وفقًا للفطرة السليمة، مصرحًا "من حق الطفل أن ينشأ في فطرة سليمة بين أب رجل وامرأة أنثى، إلا أن التوجُّه العالمي الجديد يحاول تخريب النظرة الفطرية للزواج وهدم نظام الأسرة، ويستهدف الأطفال في سن مبكرة، وإن لم ننتبه لخطورة هذا التوجه فسنكون شركاء في الجريمة التي تُرتكب في حق أطفالنا مستقبل الأجيال القادمة"
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإمام الأكبر برلين المؤتمر الدولى سانت ايجيديو السلام فضیلة الإمام الأکبر الأزهر الشریف شیخ الأزهر أن الأزهر إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
اختتام المؤتمر الدولي الثاني للرضاعة الطبيعية
الرياض – جواهر الدهيم
اختتمت أعمال المؤتمر الدولي الثاني للرضاعة الطبيعية الذي استمر لمدة ثلاثة أيام بمدينة الرياض، بتنظيم من جمعية الرضاعة الطبيعية ، وبمشاركة نخبة من المختصين في طب الرضاعة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج و مصر والأردن وماليزيا وأميركا ودول أوروبية ، والذي يهدف إلى تعزيز الرضاعة الطبيعية وتأثيرها الإيجابي على المجتمع، وتوعية المجتمع بأهدافها ، ودعم صناع القرار بالإضافة إلى استعراض الاقتصاديات المتعلقة بنقص الرضاعة وتقديم الحلول والاستراتيجيات لتعزيز الرضاعة الطبيعية؛ ويعد المؤتمر امتداداً للمؤتمر الدولي الأول الذي انعقد عام 2023.
وقد شهد المؤتمر حضور طبي واسع للممارسين الصحيين، والأطباء والممرضين والذين تجاوز عددهم 800 مختص.
حيث قدم المؤتمر نحو 37 ورقة علمية. وصاحبه معرض لـ 9 منظمات سعودية وعالمية، بالإضافة إلى 6 محاضرات توعوية موجهة للوالدين لرفع الوعي حول أهمية الرضاعة الطبيعية شملت التعريف بها وممارساتها والفرق بينها وبين الرضاعة الصناعية. إلى جانب مشاركة المركز العالمي للرضاعة الطبيعية بالولايات المتحدة الأمريكية الذي يمنح شهادة استشاري رضاعة حول العالم.
وأوضحت الدكتورة فاطمة الجعوان – رئيس مجلس إدارة جمعية الرضاعة الطبيعية، أن المؤتمر الدولي الثاني شهد الإعلان عن حزمة من المبادرات النوعية، منها: تطبيق تعليم ذاتي عن الرضاعة الطبيعية، ومبادرة غذاء من حب بواسطة دورات تفاعلية، وإطلاق مركز استشارات، وتعيين سفراء للرضاعة الطبيعية لزيارة المستشفيات شركاء الجمعية.
وأضافت الجعوان، أنه وعلى هامش المؤتمر تم تكريم الأمهات اللاتي أرضعن أطفالهن حولين كاملين للمرة الثالثة، استمرارًا لعادة الجمعية ، حيث جرت العادة تكريمهن كل 6 أشهر في فترتين سابقتين. إلى جانب تكريم المرشدات الحاصلات على دورة مرشدات رضاعة طبيعية اللاتي أثبتن جدارتهن بالأثر الملموس في المجتمع من خلال عدد الأمهات اللاتي استطعن التغلب على الصعوبات التي واجهتهن في بداية مشوار الرضاعة.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير منطقة القصيم يرعى توقيع اتفاقية لإنشاء مركز صحي بحي القادسية بالبكيرية بتكلفة 6 ملايين ريال
من جهته قال الدكتور باسل زيدان أن المؤتمر يسعى لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بوصول الرضاعة الطبيعية في المملكة إلى نسبة 70% ، وأضاف أن المملكة تعد من الدول الرائدة في تشجيع الرضاعة الطبيعية التي تسهم في خلق عائد صحي واقتصادي فالدعم الصحيح في اللحظة الأولى يصنع فرقًا يدوم طويلاً .
يذكر أن جمعية الرضاعة الطبيعية جمعية غير ربحية انطلقت عام 1441 في كافة مناطق المملكة وتعد أول جمعية متخصصة في هذا المجال، وتهدف لتعزيز الرضاعة الطبيعية وتمكين الامهات من الرضاعة، إضافة إلى تدريب وتأهيل الكادر الصحي وإجراء الأبحاث والدراسات من خلال برامج نوعية وشراكات استراتيجية.