أكاديمي فرنسي: مصير أوروبا عام 2024 سيتقرر في قطاع غزة
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
قال الأكاديمي والبروفسور الفرنسي جان بيير فيليو في مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية إن مصير أوروبا عام 2024 سيتقرر في قطاع غزة.
وأفاد جان بيير فيليو في مقاله بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعول على عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيبذل قصارى جهده لإطالة أمد الحرب على غزة مما ستكون له آثار كارثية على الاتحاد الأوروبي سواء في علاقته بالشرق الأوسط.
ويعرف المؤرخ من تجربة الخاصة كيف تتصالح الآراء تدريجيا مع النزاعات التي تستقر على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه يمكن ملاحظة أن الحرب في غزة أصبحت شائعة.
وأفاد بأنه بمجرد عبور عتبة الواحد في المئة من السكان الذين قتلوا في غزة، فإن مثل هذا الرقم المذهل سيمثل 650.000 حالة وفاة في جميع أنحاء فرنسا، بما في ذلك 250.000 طفل، بالإضافة إلى ملايين المصابين والمشوهين والأيتام.
ومع ذلك، لا شيء يسمح لنا بإلقاء نظرة خاطفة على نهاية مثل هذه المأساة.
وأكد أن بنيامين نتنياهو لديه بالفعل كل المصلحة في إطالة أمد الصراع من منظور إعادة انتخاب محتملة لدونالد ترامب، وهو ما يطمح إليه، مشيرا إلى أنه قد حان الوقت لكي تجمع أوروبا نفسها لتجنب مثل هذا السيناريو الكارثي.
وأوضح أن إطالة أمد الصراع في غزة إلى أجل غير مسمى هو أفضل ضمان لنتنياهو للاحتفاظ بحصانته كرئيس للحكومة بالنسبة، وإبعاد المتابعات القضائية المفتوحة ضده منذ عام 2019 بتهمة الفساد والاحتيال وخيانة الأمانة، والتي يمكن أن تجره للسجن.
إقرأ المزيدويقول الأكاديمي والبروفسور الفرنسي "هذا بلا شك هو السبب في أنه خصص لجيشه هدفا خطابيا أكثر منه عسكريا يتمثل في "القضاء" على حماس، وهو هدف من المستبعد جدا تحقيقه حتى على حساب التدمير المنهجي لقطاع غزة.
رهان مزدوج على ترامب
لا يهم بنيامين نتنياهو الذي أصبح استمرار الأعمال العدائية بالنسبة له غاية في حد ذاته ليس فقط للحفاظ على السلطة في إسرائيل ولكن أيضا لإضعاف جو بايدن
ويوضح الأكاديمي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يراهن بثبات على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والذي منحه دعما غير مشروط من 2017 إلى 2020.
وتساءل الأكاديمي الفرنسي "كيف يمكن للاتحاد الأوروبي بناء على القانون ومعاييره، أن يأمل في الحفاظ على استقراره وازدهاره إذا تم انتهاك القانون ومعاييره؟".
إقرأ المزيدوأكد في السياق أن تكلفة التهميش الذاتي لأوروبا في الأزمة المستمرة في الشرق الأوسط قد تكون أكثر تكلفة، ومن هنا حتمية الاتحاد الأوروبي لجعل سياسته القصيرة والمتوسطة الأجل تتماشى مع "الهدف الاستراتيجي" الذي حدده لنفسه وهو حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين.
كما دعا جان بيير فيليو إلى ضرورة إعادة تقييم كل تعاون مع إسرائيل في ضوء هذا الهدف الاستراتيجي الذي يعني تعليق أي مشروع يدعم ولو بشكل غير مباشر الاستيطان في الأراضي المحتلة في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وأردف بالقول إنه "لا يمكن للاتحاد الأوروبي ولا ينبغي أن يكون راضيا عن دور الممول في إعادة إعمار غزة وهو الدور الذي توكله الولايات المتحدة وإسرائيل إليه عن طيب خاطر لأنهما يعفيان نفسيهما من مسؤوليتهما في مثل هذه الكارثة".
جان بيير فيليو بالقول "نعم، في عام 2024 سيكون مصير أوروبا في غزة".
المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غزة غزة غزة بنيامين نتنياهو غزة نتنياهو قطاع غزة بنيامين نتنياهو جو بايدن دونالد ترامب غزة غزة أوروبا الاتحاد الأوروبي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية باريس بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام وفيات فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يُفسر الارتفاع المفاجئ في وفيات الرضع بدول الاتحاد الأوروبي؟
تشهد معدلات وفيات الرضع في الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا مقلقًا، مع تفوقها على المستويات المتوسطة في عدة دول، بينما تُعزى الزيادة إلى نقص الكوادر الصحية وتدهور ظروف العمل وانتشار حالات الحمل المتعدد. اعلان
ارتفع معدل وفيات الرضع في ثماني دول على الأقل من دول الاتحاد الأوروبي خلال عام 2024، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مكاتب الإحصاء الوطنية.
يُعرف معدل وفيات الرضع بأنه عدد وفيات الأطفال دون سن السنة لكل ألف مولود حي.
في عام 2024، تجاوزت كل من فرنسا ورومانيا المعدل المتوسط لوفيات الرضع في الاتحاد الأوروبي، الذي بلغ 3.3 حالات وفاة لكل ألف مولود حي في عام 2023.
سجَّلت رومانيا ارتفاعًا ملحوظًا في معدل وفيات الرضع، حيث ازداد من 2.1 حالة لكل ألف مولود حي في عام 2023 إلى 6.4 حالات في عام 2024.
من جهتها، شهدت فرنسا زيادة في المعدل من 2 حالة لكل ألف مولود حي في عام 2023 إلى 4.1 حالات في عام 2024.
وبحسب المعهد الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE)، فإن هذا المعدل يعني وفاة طفل واحد من بين كل 250 طفلًا قبل بلوغه عامه الأول.
منذ عام 2015، يُسجل معدل وفيات الرضع في فرنسا تفوقًا مستمرًا على المتوسط المسجل في دول الاتحاد الأوروبي.
ويشير الإحصاء إلى أن احتمال وفاة الذكور قبل بلوغهم سن العام الواحد يزيد بمقدار 1.2 مرة مقارنة بالإناث، كما أن الأطفال المولودين توائم أو توائم ثلاثية أكثر عرضة لخطر الوفاة قبل سن العام بنسبة تصل إلى خمس مرات مقارنة بالأطفال الآخرين.
وبين عامي 2023 و2024، سجلت البرتغال زيادة بلغت نسبتها 20% في معدل وفيات الرضع، وهو ارتفاع يخرج عن النمط العام لتطور معدلات الوفاة في البلاد.
ما زالت الأسباب الحقيقية وراء هذا الارتفاع غير واضحة، لكن يُعتقد أن عوامل عدة قد تسهم في ذلك، من بينها تقدم عمر الأمهات، وازدياد حالات الحمل المتعدد، وعدم تساوي الفرص الجغرافية في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية للأمهات، وفقًا لتقديرات خبراء الصحة.
من ناحية أخرى، تحتل لاتفيا والسويد المرتبتين الأدنى من حيث معدل وفيات الرضع داخل الاتحاد الأوروبي.
في الوقت الحالي، لا تزال البيانات المتعلقة بهذا المؤشر في كل من ليتوانيا وأيرلندا ولوكسمبورغ والدانمرك وسلوفينيا أرقامًا تقديرية فقط.
Relatedالاشتباه في ممرضة ألمانية حقنت 5 أطفال رضع بالمورفينفرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليومقتل 10 أطفال رضع بحريق اندلع في مستشفى هنديكيف تبدو الصورة الصحية في الاتحاد الأوروبي؟شهد عام 2024 تراجعًا في أعداد الكوادر الصحية وإغلاقًا لبعض مستشفيات الولادة في عدد من دول الاتحاد الأوروبي، من بينها البرتغال وألمانيا وفرنسا.
خلال صيف العام الماضي، تم إما إغلاق 10 أقسام للولادة في البرتغال أو فرض قيود على عملها، وذلك قبل أن تُعلن الحكومة عن خطة طوارئ للتحول الصحي يُنتظر تنفيذها خلال ثلاثة أشهر لتعزيز ضمان الوصول إلى الرعاية الصحية.
وفي فرنسا، أُغلقت 15% من وحدات الأمومة الصغيرة خلال العقد الماضي.
على مدى العقدين الماضيين، سجلت غالبية دول الاتحاد الأوروبي ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الأطباء والممرضات بالنسبة لكل فرد.
مع ذلك، تواجه هذه القطاعات تحديات كبيرة، إذ تتمثل في تقدم سن القوى العاملة الحالية، وتراجع الاهتمام بالمهن الصحية لدى الشباب، نتيجة الرواتب المنخفضة وظروف العمل غير الملائمة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة