سرايا - في الليلة التي كان يفترض أن يبحث "كابينت الطوارئ" مسألة ما الذي تريده الحكومة لغزة في اليوم التالي للحرب، أطلق سموتريتش إنذاراً: إذا أجري البحث فسينسحب هو وكتلته، لذا ذعر نتنياهو وخنع. سيجرى البحث ليس في "كابينت الطوارئ" بل في "الكابينت الموسع"، الجسم الذي يسمع فيه صوتا سموتريتش وبن غفير بكل شدتهما.




لقد كان ادعاء سموتريتش رسمياً وسياسياً على حد سواء: رسمياً، لا يفترض أن يبحث "كابينت الطوارئ" إلا في الحرب وليس في اليوم التالي لها؛ وسياسياً، له ولبن غفير جملة آراء في هذا الموضوع، ويملكان القوة والمكانة. لا يحتمل بقاؤهما في الخارج.


كان محظوراً إعطاؤهما يداً حاكمة منذ البداية، هذه هي الخطيئة الأولى. لكن ما تم فعله لا يمكن استعادته.


مسألة اليوم التالي ترافق الحرب من بدايتها. جاء الضغط لبلورة موقف "إسرائيلي" من عدة اتجاهات؛ من إدارة بايدن أولاً التي تسعى لجعل استثمارها الهائل للحرب رافعة لإعادة تصميم المنطقة، ليس في غزة فحسب بل في الضفة ولبنان والسعودية أيضاً. الرفض "الإسرائيلي" يمنع عن بايدن إنجازاً دبلوماسياً، ويعرضه لنقد في حزبه ووسائل الإعلام.

الضغط يمارس أيضاً من جانب مسؤولين كبار في الجيش، في هيئة الأمن القومي و”الشاباك”. المهنيون هناك معتادون على العمل المرتب: فالحرب تدار لتوليد واقع آمن أكثر بعد يوم من انتهائها. عندما لا يعرف المرء إلى أي واقع تسعى الحكومة، يراوح الجيش مكانه. المعارك بطولية، لكن لا غاية لها تستشرف المستقبل. الجنود يقتلون عبثاً.

الجهة الضاغطة الثالثة هي غانتس وآيزنكوت. وحسب شعورهما، هما يجلسان في الحكومة بناء على الأمر العسكري 8. صورة اليوم التالي ستساعدهما على بلورة القرار هل ومتى وكيف ينسحبان.

لقد تباهى نتنياهو في مؤتمره الصحافي أن ثماني مداولات أجرتها هيئة الأمن القومي لليوم التالي. لم يرو بأنه حظر على أعضاء هيئة الأمن القومي عرض نتائج هذه المداولات على الحكومة. وأفلت نتنياهو عبارة “في اليوم التالي سنتحدث عن اليوم التالي”.

مداولات “الكابينت الموسع” عديمة المعنى: لأن فرضية عمل المشاركين فيها هي تسريب كل كلمة تقال في هذا المحفل، فالجميع يتحدثون لوسائل الإعلام. الجدال على المداولات في اليوم التالي مشوق لسبب آخر؛ فهو يكشف حقيقة أن الحكم في "إسرائيل" تتولاه في هذه اللحظة حكومتان منفصلتان: حكومة سموتريتش-بن غفير، وحكومة غانتس-آيزنكوت.

ولكل سلم أولويات وأهداف خاصة. ونتنياهو يناور بينهما. مثل زوجتين ورجل واحد، كل حكومة تحاول العمل وكأن ضرتها، الحكومة الأخرى، غير موجودة. الأولى تقر ميزانية وكأنه لا توجد حرب؛ والأخرى تقر مطالب الجيش وكأنه لا توجد إلا الحرب. يوجد هنا تعدد زوجات. أما الحب فغائب.

يسجل انفجار بين الحين والآخر: البحث في “اليوم التالي” مثال واحد؛ إقالة مأمورة السجون كيتي بيري مثال آخر؛ والاعتزال الإجباري لمديرة سلطة الشركات ميخال روزنبويم مثال ثالث؛ واستئناف الحرب ضد المحكمة العليا مثال رابع… وكلما استمرت الأحداث في الجنوب والشمال، تتسع المسافة بين الحكومتين. غانتس سيتصدى كل يوم لمسألة ما هو دوره في القوة، هل هو الفتى الذي يسد ثغرة السد بأصبعه أم هو ورقة التين التي تستر عورة الحكومة.

هذه أيام الـ “معاً”. يخيل أن معظم "الإسرائيليين" كانوا يرغبون في أن يسمعوا من زعمائهم الرسائل إياها التي يطلقها الجنود في غزة وفي الشمال: الوحدة، الوحدة، الوحدة. لكن ما جيد للمناجاة على ألسنة مذيعي التلفزيون لن يكتفي عندما يدور الحديث عن المسؤولية على أصحاب القرار. فوظيفة أصحاب القرار هي أن يقرروا.

كل قرار يتخذونه سيحدث مزقاً في بطانية سور الوحدة. مصير المخطوفين في غزة يقترب من جديد إلى مصاف قرارات غير سهلة: هل يتعين على إسرائيل أن تسعى إلى صفقة جزئية مرة أخرى، تبقي معظم المخطوفين في الأسر أم من الأفضل أن تصل إلى صفقة كبرى بثمن تحرير آلاف السجناء والتخلي عن استمرار الحرب وعن تفكيك حكم حماس؛ هل يخول وزير الخارجية الأمريكي بلينكن والمبعوث إلى لبنان هوكشتاين بإنهاء الصفقة مع “حزب الله”، فالرجلان يصلان إلى هنا مع نهاية الأسبوع؛ يقترب الحسم أيضاً في مسألة من هم الفلسطينيون الذين سيكونون شركاء في إدارة غزة، ماذا ستكون عليه مسيرة الإعمار وإلى أين سينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي.

قرارات صعبة. شراكة متعذرة. لا غرو أن نتنياهو يعد "الإسرائيليين" بحرب إلى الأبد: الحرب تعطيه الوقت، وتؤجل القرارات وتبقي حكومتيه معاً، في ورطة متواصلة.



القدس العربي
إقرأ أيضاً : بالفيديو .. مشاركة الشهيد محمد الريس في مظاهرات قبل أيام من اغتياله رفقة العاروري إقرأ أيضاً : ترامب يطعن بقرار منعه من الترشح في ولاية ماينإقرأ أيضاً : الصحة العالمية تتهم "إسرائيل" بشن هجمات "غير معقولة" على مستشفى في خان يونس


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الحكومة اليوم اليوم اليوم بايدن غزة بايدن العمل الحكومة اليوم اليوم اليوم اليوم العمل الحكومة غزة غزة لبنان الاحتلال ترامب المنطقة لبنان الصحة اليوم الحكومة العمل بايدن القدس مستشفى غزة الاحتلال محمد فی الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيغرق إسرائيل ثم يفر إلى ميامي

وصف الصحفي نحميا شتراسلر الوضع في إسرائيل بأنه مختل بطريقة خطط لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل إثارة الكثير من الأحداث والتعليقات والاتهامات حتى لا يميز أحد بين الصواب والخطأ، والخير والشر، والفشل والنجاح.

ونصح الكاتب -في مقال له بصحيفة هآرتس- بعدم متابعة المواقع الإخبارية خلال النهار وإلا سيصاب المتابع بالدوار، لأنه سيتفاجأ بأحداث عام كامل في يوم واحد، حيث عملية الجيش الإسرائيلي الموسعة في غزة، ومقاطعات عالمية، ورحلات جوية ملغاة، وتعيينات غريبة، وتهديدات بإقالة النائب العام، ومقترحات قوانين مختلة، وتراجع في النمو.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طفل غزي لتايمز: "الطعام الذي كانت أمي ستحضره لنا تضرج بدمائها"list 2 of 2صحف عالمية: نظام المساعدات بغزة غير إنساني وخطير جدا وإسرائيل في أزمةend of list

والهدف من كل هذا -حسب الكاتب- هو التلاعب بعقول الناس لتصبح مسؤولية نتنياهو عن المجزرة وفشل الحرب مبهمة وتتبدد، وقد كان قبل تكاثر الأحداث يثير ضجة إعلامية كل يومين لصرف انتباه الرأي العام عن بعض الأخبار غير المريحة.

وشبه شتراسلر نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يفعل الشيء نفسه مع العالم أجمع، وقال إنهما يشتركان في الكثير من الأمور، وكلاهما نرجسي وخبير في إثارة الجنون، ولكن ترامب هو الأكثر تقلبا في مواقفه لأن خططه لا تتجاوز دورة الأخبار التالية على قناة فوكس نيوز.

إعلان

وقد يعلن ترامب في الصباح عن رسوم جمركية جديدة، ثم يلغيها بحلول المساء، وفي وقت الغداء ينهي الحرب في أوكرانيا ويتوصل إلى اتفاق في غزة، وعندما لا يتحقق أي من ذلك، يعلنه مرة أخرى دون تردد حتى إن مستشاره الملياردير إيلون ماسك لم يتحمل الأمر واستقال، حسب الكاتب.

نحو هزيمة إستراتيجية

أما نتنياهو -كما يقول الكاتب- فيغرق إسرائيل كل يوم في الكارثة أكثر، فبعد أن كنا نظن أن أسوأ ما يمكن أن نصل إليه هو هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والفشل في إدارة الحرب، وبقاء 58 محتجزا لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والانقسام بين مواطني البلاد، والاقتصاد المتعثر، هي أسوأ ما يمكن أن نصل إليه، اتضح الآن أنه يهدد وجودنا.

وبعد أن عدد الكاتب أخطاء نتنياهو في الماضي مع حماس وحزب الله وإيران، قال إنه يقود إسرائيل نحو هزيمة إستراتيجية، تتعزز خلالها مكانة حماس عالميا ويتداعى موقف إسرائيل لتتحول إلى دولة منبوذة.

وذكّر شتراسلر بأن نتنياهو كان بإمكانه إنهاء الحرب قبل بضعة أشهر، وإعادة جميع المحتجزين عندما وافقت مصر على قيادة قوة عربية لإدارة قطاع غزة بدلا من حماس، ولكنه يريد أن يغرقنا في رمال غزة المتحركة.

وبذلك يريد نتنياهو "نصرا شاملا" تمحى به مسؤوليته عن المجزرة وفشل الحرب، وقد أعاد الجيش إلى غزة، يقصف كل ما يتحرك هناك ليحمل إسرائيل مسؤولية قتل الأطفال.

والآن -يقول الكاتب- ها هي أوروبا التي دعمتنا لأشهر عديدة، تهدد بفرض عقوبات اقتصادية، ولكن نتنياهو لا يهمه إلا إلغاء محاكمته، ولسان حاله يقول "إذا أردتم سجني، فلن أذهب وحدي. سآخذكم معي. سأغرقكم في وحل غزة. سيكون ذلك انتقامي".

وخلص الكاتب إلى أن نتنياهو، بعد أن تغرق إسرائيل في ذلك الوحل ويفرض العالم عليها عقوبات خانقة، سيهرب إلى ميامي مع زوجته إلى ملجأ أعده له ابنه "الصهيوني الوطني"، ومن هناك سينظر إلى الوطن المحتضر ويضحك من سذاجتنا، خاصة أن زوجته سارة سُمعت تقول "سننتقل إلى الخارج. الوطن يمكن أن يحترق".

إعلان

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يجر الجيش إلى فخ في غزة ويحوّل إسرائيل لعبء إقليمي
  • أزمة الحريديم تهدد نتنياهو والكنيست.. سموتريتش: الحكومة الإسرائيلية في خطر
  • قانون التجنيد.. الحريديم يهددون بتفكيك الحكومة ونتنياهو يناور لترحيل الأزمة
  • رئيس «الدولية لدعم فلسطين»: نتنياهو يطيل أمد الحرب لضمان بقائه السياسي
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيغرق إسرائيل ثم يفر إلى ميامي
  • اليونسيف: انهيار القطاع الصحى يهدد حياة الأطفال في غزة بشكل خطير
  • نتنياهو: الثمن الذي ندفعه في الحرب باهظ
  • نتنياهو يتوعد باستمرار الحرب على غزة
  • إقالات في البيت الأبيض تقلق نتنياهو
  • نتنياهو يقرع طبول الحرب وعينه على إيران