السموم البيضاء من أشد المواد فتكًا بصحة الإنسان، وأسوأها تأثيرًا في سلامة جسده ورجاحة عقله، بما ينعكس في تدمير حياته رأسٍا على عقب، ولكن يتبادر إلى أذهان الكثيرين، تساؤلًا حول الفروق الجوهرية بين حيازة المخدرات من ناحية، وتعاطيها من ناحية أخرى، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية.

 

 

الفرق بين حيازة وتعاطي المخدرات والعقوبات المُقررة قانونًا

 

 

حيازة المخدرات قد تكون بغرض التعاطي أو بدون قصد أو بقصد الاتجار، وفي المقابل، يُعتبر المتعاطي أقل جرمًا من الإتجار في المخدر، لكونه مريضًا في نظر القانون، لأنه نوع من الإدمان يضطر فيه المدمن إلي التعاطي بدافع المرض، كما أن درجة خطورته أقل لأنه يؤذي نفسه فقط ولا يتجاوز أذاه إلى الآخرين.

 

كما أن الحيازة بدون قصد تكون للمتهم الناقل أو الحامل للمخدرات، لا ليتعاطاها أو ليتاجر بها ولكن لينقلها للمتعاطين فقط، وهو ينقلها من مكانٍ إلى مكان آخر، وقد صنف القانون جرمه بدرجة أكبر من المتعاطي لأنه ينقلها بقصد توزيعها على المتعاطين وهذا فيه ضرر للآخرين.

 

وقد تناول القانون الفروقات بين الحائز وهو يعلم أنه يحمل مخدرات وبين الجاهل بما يحمل، كما أن الحيازة بقصد الاتجار هي أخطر أنواع الجرائم لأنه يتسبب في إيذاء المجتمع بأكمله.

 

وقد ورد في نص المادة 34 من قانون الإجراءات الجنائية والمخدرات رقم 182 سنه 1960 من قانون مكافحة المخدرات وتعديلاته، أن العقوبة في الإتجار بالمخدرات، تصل إلى الإعدام أو المؤبد مع الغرامة التى تصل إلى نصف مليون جنيه، كما أن المادة 33 من قانون العقوبات نصت على عقوبة كل من يقوم بممارسة الاتجار فى المواد المخدرة بالسجن، بدءًا من السجن المشدد 3 سنوات، إلى السجن المؤبد أو الإعدام فى بعض الحالات، والغرامة المالية التى تصل إلى 100 ألف جنيه مصرى، كما أنها لا تزيد عن 500 ألف جنيه مصرى، وهذا فى حالة إذا تم تصدير أو استيراد المخدرات أو أى شىء يتعلق بها من المحاصيل الزراعية.

 

أما في حالة التعاطي، فإن العقوبة المقررة هنا، تكون بالحبس لمدة سنة، فضلًا عن الغرامة التي تصل 10 آلاف جنيه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المخدرات تعاطي المخدرات قانون الإجراءات الجنائية الاعدام المؤبد المواد المخدرة قانون العقوبات قانون ا کما أن

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 51 من سورة غافر: “إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ”.
صيغة التوكيد التي بدأ بها الله تعالى هذه الآية جاءت لطمأنة رسل الله ومن اتبعوهم أن الله معهم، وأنه لن يدع لمعادي منهج الله من سبيل للنيل منهم: “وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا” [النساء:141]، وهذا وعد من الله وهو لا يخلف وعده إذ أن كل شيء بأمره ولا يمكن لأية قوة أن تحول دون تنفيذ ما أراده، لذلك ما على رسول الله إلا الصبر بانتظار تنفيذ مشيئة الله التي ستتحق حتما، لكن وفق أقدار قدرها في سابق علمه: “فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ” [غافر:55].
هذه قاعدة عامة لجميع الرسل ومن آمن لهم، لكن مجيء الخطاب لرسول الله (فاصبر) تفيد التخصيص، لذلك نفهم أن نصرة الله لرسله والمؤمنين سنة كونية شاملة، بيّنها الله في هذه الآية، ثم خصها لرسوله الكريم وللمؤمنين الذين اتبعوه، فما عليه وعليهم إلا الصبر.
قد يقول قائل: ألم يتعرض رسل الله جميعهم للأذى ومنهم من قتل .. فأين نصرة الله لهم، ولماذا لم يحمهم من الأذى والقتل؟.
نصرة الله للمؤمنين لا تكون فقط بحمايتهم الجسدية، بل بوسائل عديدة منها جعلهم الأعلى مكانة والأحسن ذكرا، وباعطائهم الحجة على مجادليهم، وبمنحهم السكينة والطمأنينة مقابل الضنك والضيق الذي يلم بمعاديهم، وبراحة نفوسهم أنهم على الحق وأن مصيرهم الجنة.
وأما النصرة الأعظم فهي يوم الحساب، حين يحاول المكذبون التهرب من سوء المصير بإنكار أنهم بُلّغوا، من قبل الرسل والأنبياء والعلماء، ولأن الله يعلم حقيقة الأمر، فهو ينجد رسله بدعمهم بشهادة الأشهاد الصادقين، وهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بعده أمته التي اتبعته، وشهادتهم ليست عن معاينة وحضور لدعوات أولئك الرسل لأقوامهم بل لأن الله أعلمهم بخبرهم في القرآن، ولأن كلام الله هو الصدق بعينه، فما علموه منه هو كأنهم شاهدوه وحضروه، لذلك يقبل الله شهادتهم، فينجي الصادقين ويسقط ادعاء الكاذبين.
إن الله حينما أراد الحياة الدنيا دار ابتلاء وتمحيص، وضع فيها كل المتضادات المتناقضة، من قوة وضعف، وغنى وفقر، ومرض وصحة، وألم وراحة ..الخ، ولعدالته وانصافه لكل البشر، جعل لحصول أحد النقيضين استحقاقات لإنفاذ أمر الله في منحها للبشر، ونظمها بشكل قوانين وقواعد (سنن كونية) لا يمكن تبديلها أو تعديلها، وصارمة تحكم كل البشر، فلا تحابي أحدا، وحتى لو كان المرء ممن أحبهم الله وأخلصهم واصطفاهم بالنبوة والرسالة.
لكنه تعالى ميّز بين من أطاعه ومن عصاه، فأعطى المؤمن فضيلة الصبر والجلد، فيتحمل الصعوبة والمشقة لأنه يعلم أنه من بعد عسر سينال يسرا، وفوق ذلك ينال حسنات تورثه حسن الجزاء.
بالمقابل أبقى للكافر والمكذب خصلة الجزع والهلع ان أصابه عسر وشده، فتضيق نفسه وتنكد معيشته، لأنه يعلم أنه لا فائدة من صبره إن صبر، ولا ينال نتيجة على جزعه ان تشكّى واغتم باله.
هنا يظهر الفارق بين المؤمن والكافر، وكم أن المؤمن رابح في حالتي السراء والضراء، تسعده النعمة ويفرحه نصر الله، ولو عانى كثيرا لأجل الحصول عليها، ولا تضيق نفسه بما أصابه بل تنشرح وتتحمل الى أن تنجلي الغمة، لأنه موعود من الله بزوالها في الدنيا، وبتغير الحال الى ما يفرحه، وببقاء سعادته ديمومة أبدية في الآخرة.
هكذا نفهم أن من قُتل مجاهدا في سبيل الله أو ظلما وعدوانا، لم يكن الموت عقوبة له، فهو سيناله عاجلا أو آجلا، بوسيلة أو بأخرى، وأن من قتله ليس منتصرا، فلا يفرح لأنه ومن قتله سيقفان وجها لوجه أمام قاضي السموات والأرض، وسينتصف للمظلوم من الظالم، وللمجاهد من المجرم، وعندما يرى المؤمن ما أعده الله من جزاء أبدي سيقول ما نالني في حياتي شقاء أبدا، وأما الكافر فسينال منه الجزع الأكبر ويقول ما نالني في حياتي من سعادة قط.
كل إنسان يرى الأيام تمر مسرعة، ولا يدوم حال على حاله، والعاقل هو من لا يغتر بنعيم زائل، ولا يقنطه شقاء عابر، لذا فالعاقبة للمتقين الذين يوقنون بنصر الله لهم في الدنيا والآخرة.

مقالات مشابهة

  • صفقة العيد.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات بقيمة 3 ملايين جنيه
  • ضبط مخدرات بقيمة 2.7 مليون جنيه خلال حملات أمنية
  • احذر.. حبس خمس سنوات عقوبة ذبح الأضاحي في الشوارع
  • المالية عن تصديق الرئيس على قانون الاعتماد الإضافى للموازنة: دبرناه بدون قروض
  • أمن أسوان يلاحق تجار المخدرات والسلاح
  • بكمين محكم.. الإطاحة بعصابة لتجارة وتعاطي المخدرات في بغداد
  • أول تعليق لبايدن على إدانة نجله هانتر في قضية حيازة السلاح
  • إحالة عاطل للمحاكمة الجنائية بتهمة حيازة 3 كيلو حشيش فى المرج
  • صراعات بأركان محكمة الأسرة.. العقوبة القانونية لمن يمنع الأب من رؤية أطفاله
  • تأملات قرآنية