قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذِكْر اسمه في الصلاة أمرٌ مشروع لا يؤثر في صحة الصلاة، بل هو مستحبٌّ كما نص على ذلك الشافعية، لكن ينبغي مراعاة التوسط والاعتدال في ذلك وعدم الجهر حتى لا يؤدي إلى التشويش على غيره.

لو بتنسى كتير ردد 6 كلمات فيها معجزة ربانية هتفتكر كل حاجة بسرعة تسبب العمى| حركة في الصلاة حذر منها النبي.

. إياك أن تفعلها

بيان أن الصلاة على النبي عليه السلام دعاء جليل
الأصل المقرر أن الصلاة لا يصلح فيها إلا ما كان من جنسها؛ كالذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم؛ وذلك لما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أنه قال: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» رواه مسلم.

فيُشْرَعُ فيها من الدعاء ما يجوز للإنسان أن يدعو به خارجها؛ قال الإمام بدر الدين العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (6/ 118، ط. دار إحياء التراث العربي): [قال الشافعي ومالك: يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعاء به في خارج الصلاة من أمور الدنيا والدين، مما يشبه كلام الناس، ولا تبطل صلاته بشيء من ذلك عندهما] اهـ.

وممَّا لا يخفى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله سلم دعاءٌ جليلٌ، ومن جلالته عدَّه العلماء من أفضل أنواع العبادات؛ فقد نقل الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (14/ 235، ط. دار الكتب المصرية) قول سهل بن عبد الله: [الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل العبادات؛ لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته، ثم أمر بها المؤمنين، وسائر العبادات ليس كذلك] اهـ، فهي دعاء جائزٌ في الصلاة على وجه العموم.

حكم الصلاة على النبي عليه السلام عند ذكر اسمه في الصلاة
أما الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه الشريف في الصلاة؛ فقد ذهب الشافعية إلى استحبابه، ويستوي في ذلك مَن كان ذاكرًا للاسم الكريم أو سامعًا له.

جاء في "حاشية الشرواني على تحفة المحتاج في شرح المنهاج" (2/ 66، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [لو قرأ المصلي آية فيها اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نُدِبَ له الصلاة عليه في الأقرب بالضمير، كـ: صلَّى الله عليه وآله وسلم، لا اللهم صلِّ على محمد.. والظاهر أنه لا فرق بين أن يَقْرَأَ، أو يسمع] اهـ.

وجاء في "حاشية قليوبي على شرح جلال الدين المحلي على المنهاج" (1/ 227، ط. دار الفكر): [(تنبيه) قد علم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تكون ركنًا تارة كالتشهد الأخير، وبعضًا تارة كالأول، وسنة تارة عند سماع ذكره، ومكروهةً تارة كتقديمها على محلها، فإذا أتى بها في غير محلها فيتجه أنه لا يسجد إلا أن يقصد بها أحد الأولين فراجعه] اهـ.

وقد نص بعض الشافعية على تحديد الصيغة التي يُصَلَّى عليه بها عند سماع أو ذكر اسمه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال العلامة أحمد بن قاسم العبادي الشافعي في "حاشيته على الغرر البهية" (1/ 326، ط. المطبعة الميمنية): [لو قرأ المصلي آية فيها اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نُدِبَ له الصلاة عليه في الأقرب بالضمير؛ كـ: صلَّى الله عليه وآله وسلم، لا بالظاهر نحو: اللهم صل على محمد؛ للاختلاف في بطلان الصلاة بركن قولي؛ أي: بنقله] اهـ.

ولم يرَ السادةُ المالكيةُ بأسًا في الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذُكر اسمه الكريم في الصلاة، بل نصوا على مشروعيتها.

قال الإمام الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 544، ط. دار الفكر): [(فرعٌ) قال في "المسائل الملقوطة": إذا مرَّ ذِكْر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قراءة الإمام، فلا بأس للمأموم أن يصلي عليه] اهـ.

الأدلة على مشروعية الصلاة على النبي عليه السلام أثناء الصلاة
يدل على مشروعية الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه أو سماعه في الصلاة أيضًا -عمومُ ما رُوي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «البخيلُ مَن ذُكِرْتُ عِندَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» رواه الترمذي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" وصحَّحاه، والمراد: من ذُكر عنده اسمه صلى الله عليه وآله وسلم.

قال الصنعاني في "التَّنوير شرح الجامع الصغير" (4/ 581، ط. مكتبة دار السلام): [(مَن ذُكرتُ عنده)، أي: ذكر اسمي عنده، قال في "الإتحاف": وكذا ذِكر كنيته وصفته وما يتعلق به من معجزاته] اهـ، والحديث مطلق غير مقيدٍ بوقت أو حالٍ؛ فيدل على أنها جائزة حينما يُذكر سواءٌ في الصلاة أو في غيرها.

وقال العلامة الحسين اللاعي في "البدر التمام شرح بلوغ المرام" (3/ 154، ط. دار هجر): [والحديث فيه دلالة على وجوب الصلاة عليه على جهة الإطلاق بصيغة الأمر] اهـ.

والمقرر في علم الأصول أن الأمر المطلق يقتضي العموم البدلي في الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة. ينظر: "البحر المحيط في أصول الفقه" للزركشي (4/ 174، ط. دار الكتبي)، و"الأشباه والنظائر" لابن السبكي (2/ 121، ط. دار الكتب العلمية)؛ فإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة العموم أو الإطلاق فإنه يؤخذ على عمومه وسعته ولا يصح تخصيصه ولا تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك بابًا من أبواب الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ممَّا يدلّ على جواز الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه الـعظيم في الصلاة.

ويُضاف إلى ذلك ما جاء في الآثار من أن الإنسان إذا كان في الصلاة، وقرأ أو سمع اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يصلي عليه؛ ومن هذه الآثار ما جاء في "المصنف" لابن أبي شيبة عن هشام، عن الحسن، قال: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: 56] فَلْيُصَلِّ عَلَيْهِ"، وجاء فيه أيضًا عن المغيرة قال: "قلت لإبراهيم: أَسْمَعُ الرجل وأنا أصلي يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ [الأحزاب: 56] أؤصلِّي عليه؟ قال: نعم إن شئت".

توجيه رأي السادة الحنفية في هذه المسألة
لا يَرِد على ما قررناه ما جاء في نصوص الحنفية من فساد الصلاة إذا رد المأموم إذا سمع اسم الله تعالى فقال: جلَّ جلاله، أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصلى عليه؛ حيث قال الإمام الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (1/ 621، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية ابن عابدين"): [(فروع) سمع اسم الله تعالى فقال: جلَّ جلاله، أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصلى عليه، أو قراءة الإمام؛ فقال: صدق الله ورسوله، تفسد إن قصد جوابه] اهـ، لأنه محمولٌ على قصد الجواب، أما قصد التعظيم فلا يُؤثر في صحة الصلاة؛ لأنه لا ينافي أعمال الصلاة.

وهو ما قرره العلامة ابن عابدين الحنفي بقوله في "رد المحتار على الدر المختار" (1/ 621): [(قوله: تفسد إن قصد جوابه) ذكر في "البحر" أنه لو قال مثل ما قال المؤذن، إن أراد جوابه تفسد، وكذا لو لم تكن له نية؛ لأن الظاهر أنه أراد به الإجابة، وكذلك إذا سمع اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصلى عليه فهذا إجابة اهـ. ويُشْكِل على هذا كله ما مرَّ من التفصيل فيمن سمع العاطس فقال: الحمد لله. تأمل، واستفيد أنه لو لم يقصد الجواب بل قصد الثناء والتعظيم لا تفسد؛ لأن نفس تعظيم الله تعالى، والصلاة على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لا ينافي الصلاة] اهـ؛ ومعلوم أن الذي يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر أو سماع اسمه إنما يقصد تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم.

مراعاة عدم الجهر بالصلاة على النبي عليه السلام أثناء الصلاة
ينبغي لمن يصلي عليه صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة ألَّا يجهر بها، بحيث لا يُشَوِّشُ على غيره.

قال الإمام الباجي في "المنتقى شرح الموطأ" (1/ 154، ط. مطبعة السعادة): [والصلاة عليه من الأذكار التي لا تنافي بالصلاة، بل هي مشروعة فيها، وقد قال ابن حبيب: إذا سمع المأموم ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة والخطبة فصلى عليه أنه لا بأس بذلك، ولا يجهر به ولا يكثر منه، ومعنى قوله: "ولا يجهر به"؛ لئلا يخلط على الناس، ومعنى قوله: "ولا يكثر"؛ لئلا يشتغل بذلك عن صلاته] اهـ.

وقال الإمام ابن أبي زيد القيرواني في "النَّوادر والزِّيادات" (1/ 232، ط. دار الغرب الإسلامي): [قال: وإذا سمع المأموم ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو ذِكْرَ الجنة والنار في الصَّلَاة، أو في الخطبة، فصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واستعاذ من النار وسأل الجنة، فلا بأس بذلك، وليخَفِّف ذلك، ولا يُكْثر منه، قاله مالك] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حكم الصلاة على النبي عند ذكر اسمه في الصلاة الصلاة علیه صلى الله علیه وآله وسلم على النبی صلى الله علیه وآله وسلم صلى الله علیه وآله وسلم عند ذ محمد صلى الله علیه وآله وسلم الله تعالى قال الإمام أن الصلاة فی الصلاة ر اسمه ى علیه أنه لا جاء فی

إقرأ أيضاً:

كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك؟.. يسري جبر يجيب

قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن النبي صلى الله عليه وسلم استدعى سيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا أسامة بن زيد عندما استلبث الوحي، موضحًا أن معنى استبطأ الوحي هو أنه مرّ شهر كامل دون أن يعطيه الله تعالى أي علامة، فلا رؤية يراها في المنام، ولا قرآن ينزل، ولا حتى إلهام داخلي يخبره ببراءة السيدة عائشة رضي الله عنها، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت بدأ يأخذ رأي سيدنا علي وسيدنا أسامة بن زيد في مسألة مفارقة السيدة عائشة أو تطليقها.

كيف تعامل النبي في حادثة الإفك؟

وأشار الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الجمعة، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار هذين الصحابيين بالذات لرجاحة عقلهما وقربهما منه، خاصة أن سيدنا أسامة كان النبي هو الذي ربّاه، وكان أبوه زيد بن حارثة مولى عند النبي فاعتقه النبي وتبنّاه، ثم زوّجه السيدة زينب بنت جحش، كما تزوج أبوه قبلها السيدة أم أيمن الحبشية وأنجب منها أسامة. 

وتابع الدكتور يسري جبر، كان النبي يحب أسامة حبًا شديدًا حتى كانوا يقولون عنه: حب النبي وابن حبه، وكان يقعده على حجره ويضع على الحجر الآخر الحسن والحسين ويقول: اللهم إني أحبهم فأحبّ من أحبهم، أما سيدنا عليّ، فكان النبي يحبه ويثق في حكمته وعدله.

وذكر الدكتور يسري جبر أن سيدنا أسامة أشار على النبي بما يعلم في نفسه من الود لأهل بيته، وقال: أهلك يا رسول الله، ولا نعلم والله إلا خيرًا، داعيًا النبي إلى الإمساك بأهله وعدم الالتفات إلى ما يقال، موضحًا أن هذا مجرد لغو لا ينبغي أن يحزن النبي صلى الله عليه وسلم.

تفاصيل حادثة الإفك

وتابع الدكتور يسري جبر، أما سيدنا عليّ، ولأن فيه جانب القضاء ظاهرًا، فقد نظر أولًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والحزن الذي بدا في قلبه، وكلّمه كلام رجل لرجل، وقال له: إن كانت لك زوجة وخرج عليها كلام يؤذيك، فالنساء غيرها كثير، فطلّقها وتزوج غيرها، ثم أراد سيدنا عليّ أن يبرّ السيدة عائشة، فسأل النبي أن يستحضر من هي ملاصقة لها دائمًا، وهي بريرة خادمتها، لأنها كانت أجدر بمعرفة أحوالها اليومية.

حكم الدعاء بالمجربات الصالحين وأثرها على الشرع؟.. الدكتور يسري جبر يوضحما الحكمة وراء تشديد الشرع على حق الجار؟.. الدكتور يسري جبر يكشفلا حياء في الدين مقولة خاطئة أم صحيحة؟.. يسري جبر يجيبما الحكمة من زواج المطلقة ثلاثًا بآخر للرجوع إلى زوجها الأول؟.. يسري جبر يجيب

وبيّن الدكتور يسري جبر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بريرة، وقال لها: يا بريرة، هل رأيتِ فيها شيئًا يريبك؟ أي هل رأيتِ شيئًا يجعلك تشكين في سلوك السيدة عائشة، فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق ما رأيت منها أمرًا أغمصه عليها، ومعنى إن هنا هو ما النافية، كما في قوله تعالى: إن أنت إلا نذير أي ما أنت إلا نذير، وأضافت بريرة أنها لم ترَ منها شيئًا يُنتقد سوى أنها جارية حديثة السن، إذ كانت أحيانًا تنام عن العجين الذي تعجنه، فتأتي الداجن – سواء كانت معزة أو دجاجة منزلية – فتأكل العجين وهي نائمة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي كان يضايقها منها.

وأوضح الدكتور يسري جبر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما سمع شهادة بريرة واطمأن قلبه، قام من يومه، وخرج إلى المسجد ليخطب في المسلمين ويواجههم بما قيل في حادثة الإفك.

طباعة شارك الدكتور يسري جبر يسري جبر الأزهر النبي كيف تعامل النبي في حادثة الإفك حادثة الإفك الإفك

مقالات مشابهة

  • حكم الحلف برحمة النبي.. وفضل الصلاة عليه في الليل
  • أمين الفتوى: الصلاة على النبي ترفع البلاء وتحمي من المصائب
  • مفهوم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • فضل الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • أذكار الصباح اليوم كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • صيغة صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تزيح الكرب وتزيل الألم
  • كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك؟.. يسري جبر يجيب
  • ما حكم الحلف برحمة النبي صلى الله عليه وسلم؟.. أمين الفتوى يجيب
  • صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة
  • صيغة الصلاة على النبي في الليل .. رددها تكفى همك وتقضي حاجتك في الحال