الصومال توج إثيوبيا لزعامة أفريقيا !!
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
دولتي الصومال واثيوبيا تقعان في شرق أفريقيا ولهم حدود مشتركة، وتاريخ صراع مشترك، كما أن إثيوبيا تحتل اراضي صومالية منحت لها من قبل الاحتلال البريطاني لصومال في عامي ١٩٤٨-١٩٥٤.
وهو ما أدى إلى قيام حروب وصراعات مستمرة ما بين الدولتين ونزاعات سياسية لا زالت قائمة حتى الراهن بينهما.
ويمثل الصومال واثيوبيا من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الافريقية والتي تم تأسيس في عام ١٩٦٤ وهو العام ذاته الذي اندلعت فيه أول حرب بين الدولتين وذلك بعد مهاجمة أديس أبابا لصومال، وفي العام نفسه جرت منافسة سياسية محمومة ما بين العديد من الدول الافريقية على خلفية تحديد مقر منظمة الوحدة الافريقية.
"وفي سياق المنافسة ما بين تلك الدول أنتهت المحصلة نحو الإختيار ما بين كل من إثيوبيا والسنغال لترأس المنظمة الإقليمية، فكان صوت الصومال يرجح فوز إحدى الدولتين بمقر المنظمة، وتواصل حينها وزير خارجية إثيوبيا كتيما يفرو وكلن رجل داهية مع نظيره الصومالي عبدلاهي عيسى محمود، واستضافه إلى مأدبة عشاء في فندق بياسو، كما ورد في مذكرات وزير خارجية إثيوبيا.
وقد استهل كتيما يفرو حديثه قائلا: نرغب في الحصول على صوتكم"، وكان رد عبدالاهي عيسى " ألسنا خصوم ؟ فاستدرك وزير خارجية إثيوبيا قائلا: اخواتنا وقربنا من بعض أكبر من أي شيئ" فكان رد وزير خارجية الصومال " بغض النظر عن مآخذنا تجاهكم، الا أننا سنمنحكم صوتنا."(١)
وبذلك تزعمت إثيوبيا كل من منظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الافريقي الذي يعد إمتداد للمنظمة الأم على مدى عقود وهكذا استطاعت أن تستثمر تلك المنحة الذهبية التي نالتها من جارها وخصمها سياسيا ودبلوماسيا.
وبطبيعة الحال ليس معلوما ما دفع الصومال وتحديدا وزير خارجيته عبدالاهي عيسى لقبول الطلب الإثيوبي، ودعم أديس للفوز للحصول على مقر منظمة الوحدة الافريقية، في ظل وجود واقع نزاع سياسي وعسكري ما بين الدولتين، علما بأن وزير خارجية الصومال كان يمثل شخصية وطنية ومن القادة السياسيين البارزين في جامعة الشباب الصومالي والذي قاد النضال لأجل استقلال البلاد من الاحتلال الأجنبي.
لاسيما وأن التوقيت ذاته كان في ظل فترة كانت تشهد حالة تأزم العلاقات ما بين الدولتين وتحديدا عام ١٩٦٤ وهو العام الذي شهد أول حرب ما بين الدولتين.
فالصومال لم يكن متوقعا منه ذلك القرار، وطبيعة المنطق السياسي كانت تفرض الانحياز لاختيار دولة السنغال بدلا من خصمه.
وفيما بعد فقد عانى الصومال الكثير من وجود مقر المنظمة الإقليمية الافريقية في أديس أبابا، وفي ظل تأثير ذلك على اصطفاف دول أفريقية عديدة مع الجانب الإثيوبي في نزاعه مع الصومال، مما منح خصمه قوة سياسية ودبلوماسية كبيرة.
والنتيجة أسفرت عن منح مقديشو ورقة سياسية بالغة الأهمية لأديس أبابا استخدمتها الأخيرة تجاه الصوماليين ذاتهم، وهو ما يعد خطأ إستراتيجي تاريخي تم الوقوع فيه.
كما أن ذلك الإستنكار يشمل أيضا مصر والتي كانت بدورها ليست ممانعة لاختيار إثيوبيا كمقر لمنظمة الإقليمية، وكأن بإمكانها أن تتقلد هي المنصب لما كان لديها من ثقل عربي وافريقي، وإمكانية حصولها على تقل سياسي ودبلوماسي أكبر من وجود مقر المنظمة الإقليمية إلى جانب التواجد الدائم لمقر الجامعة العربية في القاهرة.
ناهيك عن أن العديد من الدول الافريقية كانت قد أخذت موقف داعم بقوة لصالح ترجيح فوز تنزانيا على وزير خارجية الصومال عمر عرتا غالب مرشح الصومال إلى منصب رئاسة مجلس الأمن الدولي في عام ١٩٧٥، في حين أن الموقف الإثيوبي كان داعما لتنزانيا، ولم يأخذ في الاعتبار الدور الصومالي الحاسم لترجيح إثيوبيا أمام السنغال في عام ١٩٦٤.
والجدير بالذكر أن الصومال فيما بعد أخذ العبرة من قرار منحه إثيوبيا تلك الميزة السياسية والدبلوماسية، حين تم تأسيس منظمة الإيجاد في عام ١٩٨٦ والتي شكل كأحد مؤسسيها، وهو ما سأهم في أن تصبح جيبوتي كمقر للمنظمة التي ضمت عدد من دول شرق إفريقيا، وفيما بعد عانى كل من الصومال ومصر من سياسات إثيوبيا والتي أصابت سيادتهم السياسية ومصالحهم في مقتل.
خالد حسن يوسف
١- مقابلة مع الكاتب فيصل عبدي روبلي، قناةSSTV, حاوره نور عبدي، نيروبي، تاريخ النشر ٧ يناير ٢٠٢٤
khalidsf5@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وزیر خارجیة من الدول فی عام
إقرأ أيضاً:
جدعون ساعر يغادر إثيوبيا بعد محادثات وصفها آبي أحمد بـالمثمرة
أجرى وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس الاثنين، زيارة رسمية إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التقى خلالها برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ووزير الخارجية جيديون تامروثيوس، في إطار مساعٍ لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة.
وخلال لقاء انفرادي امتد لأكثر من ساعة في القصر الرئاسي، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن العلاقات بين تل أبيب وأديس أبابا "متجذرة وراسخة"، مضيفًا أن الشراكة بين الجانبين تمتد إلى مجالات السياسة والاقتصاد والدبلوماسية والتنمية الاجتماعية، وغيرها من المجالات الحيوية، حسب ما نشره في تغريدة عبر منصة "إكس".
Thank you Prime Minister for your warm hospitality and friendship. We will continue together to strengthen our relations! https://t.co/dSsMlvkW0Q — Gideon Sa'ar | גדעון סער (@gidonsaar) May 5, 2025
من جانبه، صرّح وزير خارجية الاحتلال خلال مؤتمر صحفي، أن الهجمات التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران ضد الاحتلال الإسرائيلي تشكل تهديدًا مشتركًا لإسرائيل، وأفريقيا، والمجتمع الدولي بأسره.
ولفت إلى أن حركة الشباب، التي تنشط في المنطقة وتهاجم إثيوبيا، تتعاون مع الحوثيين، مشددًا أن "الإرهاب عدو مشترك لإسرائيل وإثيوبيا".
وأكد ساعر على عمق التحالف بين البلدين، القائم على أسس تاريخية وثقافية وأمنية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وإثيوبيا قوتان إقليميتان تسعيان إلى توسيع نطاق تعاونهما.
وناقش ساعر مع المسؤولين الإثيوبيين تعزيز العلاقات في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والأمن.
Minister of Foreign Affairs of the State of #Israel @gidonsaar has arrived in Addis Ababa for an official visit today. He was received by State Minister Ambassador @BerhanuTsegaye upon arrival at Bole International Airport. pic.twitter.com/mtyWfWGqmL — The Ministry of Foreign Affairs of #Ethiopia ???????? (@mfaethiopia) May 5, 2025
واتفق الوزيران على أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدا أن إثيوبيا تمثل بوابة استراتيجية لدخول إسرائيل إلى القارة الإفريقية.
كما عقد منتدى اقتصادي بين الجانبين لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإثيوبية.
وتأتي هذه الزيارة، بحسب مراقبين، ضمن تحركات إسرائيلية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، وربما أيضًا للضغط غير المباشر على مصر، التي تختلف مع أديس أبابا بشأن ملف سد النهضة، وترفض في الوقت ذاته مخطط الاحتلال الإسرائيلي لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقد شهدت العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وإثيوبيا تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، لا سيما بعد مساهمة أديس أبابا في تهجير يهود "الفلاشا" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1984، رغم الفتور الذي خيّم على العلاقات إبان حكم منغستو هيلا مريام منذ عام 1974.
وفيما يتعلق بأزمة سد النهضة، تطالب مصر والسودان منذ سنوات بإبرام اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، يضمن تدفق حصتهما التاريخية من مياه النيل، خاصة خلال فترات الجفاف. بينما تتمسك إثيوبيا باتفاق إعلان المبادئ الموقع عام 2015، وتؤكد أن السد مشروع تنموي حيوي لتوليد الكهرباء، ولا يستهدف الإضرار بأي طرف.