رشا عوض والزبير باشا: ثورة الزريبتاريا
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
وطالما كنا في موضوع عقدة الذنب الليبرالية أنشر أدناه مقالاً من 2011 في أثر غفران الرئيس سلفا كير للشماليين ما تقدم من ذنبهم مع الجنوبيين عبر التاريخ وما تأخر.
وددت لو جاءت الأستاذة رشا عوض بوعي أوطد إلى موضوعة الرق في السودان في كلمتها المعنونة “عذراً سلفا إنهم احفاد الزبير باشا” بسودنايل. فقد ساءتها ردود بعض الكتاب على مسامحة السيد سلفا كير للشماليين منذ أيام.
وكنت أطمع في أن تكون “شِبكَة” رشا، الأنصارية الغراء، مع تاريخ النخاسة مانعاً لها من الخوض في الهرج ضارب الأطناب حول الموضوع منذ آخر الثمانينات. وقد علمت ربما أن الثورة المهدية عند مؤرخين كثيرين هي ردة فعل لمنع تجارة الرقيق. فمن رأي هؤلاء المؤرخين أن المهدية هي ثورة “الزريبتاريا” أي ثورة أصحاب زرائب النخاسة التي خسرت من إجراءات محاربة الرق في نهاية الحكم التركي. بل وخرج منذ سنوات العقيد قرنق، بنصح من مؤرخين بزعمهم، ينعى على الإمام الصادق أنه سليل أسرة بنت ثروتها على اكتناز الرقيق.
لقد صدمني أن أجد كاتبة شجاعة الفؤاد كرشا عرضة لتاريخ رديء برع في الترويج له اليساريون الجزافيون من باب الكيد السياسي العاجز. فهو يبدأ بعلي عبد اللطيف شمالاًَ وينتهي بالزبير باشا جنوباً وكفى. ولو تجاوز طلبهم العلم بالزبير الحفيظة السياسية العاجلة لوجدوه ابن عصره لفترة النخاسة الأطلنطية والمحيط الهندي في أفريقيا. فهو ليس نسيج وحده ولا عاراً شمالياً لا يفارقهم حتى جنى الجنى. ويفرق المؤرخون بين نخاسة شرق أفريقيا أمثال الزبير باشا وتيبو تيب (السواحيلي) وميرابو وميسري (النيامويزي في تنزانيا الحالية) ونخاسة غرب أفريقيا. فالأوائل
بناة دول قائمة على محض النخاسة بينما قامت دول نخاسة غرب أفريقيا مثل الأسانتي في غانا واليوربا في نيجيريا على الرق وشواغل إدارية أخرى. وكان للأوائل جيوش مرتزقة مهابة قاسية مثل بازنقر الزبير باشا والروقا روقا في تنزانيا. فالذي لم يعرف عن الزبير إلا أنه سلف بعض خصومه السياسيين أزرى بالتاريخ وأغلق نافذته وقرر ان يعيشه كأضغاث. وهذا مستنكر من كاتب راتب كرشا تقلدت أمانة الخوض في الشأن العام وللعامة.
واستغربت أكثر لرشا تزج بالرق حيث لا مكان له من الإعراب. ساءها أن يعود الكتاب الذين انتقدتهم إلى مذبحة 1955 التي قتلت فيها الفرقة الجنوبية مدنيين شماليين وزوجاتهم وأطفالهم. فصرفتها على أنها حوادث لم تدم سوى يوم أو بعض يوم بينما استدامت مذابح الشمال للجنوبيين أعواماً. ولم أصدق كزازة رشا هنا. فهل قتل السنين مما يَجٌب قتل اليوم أو بعض اليوم. وربما بلغها وقوف المناضلة التي لا يشق لها غبار، ويني ماندلا، أمام محاكم الحقيقة والصفح في جنوب أفريقيا مدانة بقتل صبي أسود مظنة أنه جاسوس بينما ظل البيض يقتلون أهلها السود مذ حلوا جنوب أفريقيا في 1652. وبيت القصيد أن رشا تطفلت بالرق حيث لا ينبغي. فقالت إن أولئك الكتاب أوحوا بأن مذبحة 1955 عشوائية بلا سابق إنذار. ولكن من رأيها أن من وراء المذبحة تاريخ استرقاق الشمال للجنوب. وهذا هو العذر الذي أقبح من الذنب. فهل تأذن رشا لكل متأذ من مظلمة قديمة أن يتسدى ويوجع من أينا متى اتفق له:
بالنشاب
بالكوكاب
وفي الجنوب يا ماتوا رجال.
وآخر قولنا أن رشا تحدثت عن الشماليين كبنيان مرصوص يشد بعضه بعض. وانا عبد الله الشيوعي دا برا ودلوقي برا من ذنوب شماليين بلا حصر في الجنوب. وشهد لي بذلك، للغرابة، أستاذها في التاريخ اللغو لعلاقة الشمال بالجنوب، منصور خالد، حين استثني الحزب الشيوعي بعد لأي من جريرة “فشل الصفوة وإدمانها”. وسنعود إليه عن قريب.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الزبیر باشا
إقرأ أيضاً:
كاتب: التعليم تحدث ثورة في المناهج لمواكبة التطور العالمي.. تفاصيل
كشف الكاتب الصحفي أسامة عبد الكريم، أن وزير التربية والتعليم والتعليم الفني منذ توليه منصبه تبنى رؤية مختلفة عن سابقيه، ترتكز على إعداد مناهج تساعد الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي، بعيدًا عن الحشو، وبما يتناسب مع أيام العام الدراسي.
وأكمل أسامة عبد الكريم، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن الوزير يؤمن بضرورة تحديث المناهج بشكل دوري لا يتجاوز خمس سنوات، لمواكبة التطور السريع الذي يشهده العالم.
وأضاف أن خطة التطوير بدأت بمنهج اللغة العربية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي، متضمنة محتوى عن المشروعات القومية، ورفع الوعي الوطني، وتسليط الضوء على أبطال مصر في مواجهة الإرهاب، بهدف تعزيز الانتماء والولاء لدى الطلاب.
أكد أن إضافة مادة الدين للمجموع لا يشكل عبئا على الطلاب، بل يعكس رؤيته في مواجهة انتشار العادات المخالفة لطبيعة المجتمع المصري نتيجة ضعف الوعي بالأمور الدينية.
وأشار إلى أن الوزير حصل على موافقة خبراء ومتخصصين ومشرعين على أن تكون مادة الدين مادة نجاح ورسوب، على أن يشترط النجاح فيها بالحصول على 70%، بخلاف باقي المواد، لضمان اهتمام الطالب وولي الأمر بها.
وأوضح أن مناهج هذه المادة تم إعدادها بالتعاون بين الأزهر الشريف والكنيسة، لتقديم محتوى يعزز القيم والأخلاق بين الطلاب.